أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إكرام يوسف - الفتى محمود، والذين معه














المزيد.....

الفتى محمود، والذين معه


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5289 - 2016 / 9 / 19 - 16:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


ساءت أحوال الوطن، وتدهورت، إلى حد لم يعد يجدي معه أي محاولات للتجميل، أو التبرير، أو حتى التماس الأعذار! فلم يعد الفقراء فقط من يعانون؛ فقد بات من كانوا يعتبرون مستورين من أبناء الطبقة المتوسط يئنون من غلاء فاحش في كل الأسعار، وإن وجدوا ثمن ما يقيم أودهم ويشبع بطون أولادهم، فهو ملوث او مسمم أو مسرطن! ناهيك عن بقية بنود تكاليف المعيشة الأساسية، من السكن الى المواصلات، إلى مصاريف تعليم الأبناء، وكسوتهم، وعلاجهم إن لزم الأمر! ناهيك عن غياب الإحساس بالأمان مع تزايد ظاهرة خطف البشر، أطفالا وبالغين، أو السرقات تحت تهديد السلاح في وضح النهار! أو خطف الحقائب والسلاسل الذهبية والهواتف المحمولة، على مدار الساعة وفي جميع المناطق!!

لم يعد يستطيع العيش من دون صعوبة، في هذا البلد إلا أثريائه؛ من يملكون فرصة السكن في قصور او فيلات فارهة، يحصلون على مياة نقية مستوردة وطعام يستورد خيصا لهم ولحيواناتهم الأليفة!! أو من يدورون في فلكهم، أملين الاقتراب منهم بالصداقة، او تقديم الخدمات، وتسهيل الصفقات بأنواعها، أو المصاهرة!! وصار الباقون؛ اما غالبية تحلم بالفرار من واقع مؤلم، ولا تجد لنفسها مهربا، أو بعض من يمتلكون جرأة المجازفة ـ أو اليأس، الدافع للمخاطرة ـ اختاروا حلا فرديا يقيهم وأولادهم محنة العيش في واقع أليم؛ سواء بهجرة شرعية، أو يلقون بأنفسهم إلى المجهول، حتى لو حمل في طياته، احتمالات الموت غرقا، أو قضاء سنوات في السجن!!
لكن، هناك قلة اختارت ـ بإرادة حرة، وعن وعي ـ البقاء! والقيام بدور لتغيير هذا الواقع وبناء مجتمع أفضل يليق بهم. فإن لم يكن من حظهم العيش فيه، يكونون قد ضمنوا لأبنائهم حياة أفضل حظا مما عاشوه. أو على الأقل قطعوا شوطا على طريق، يجعل لحياتهم معنى أرقى وأسمى من مجرد العيش بهدف إشباع الغرائز واكتناز الثروات!! ويكفيهم أن تفنى أعمارهم لمجرد نيل شرف المحاولة "فإما حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدا"!
ولا شك، أن من اختار السباحة عكس التيار، ورفض ـ بوعي وإرادة حرة ـ حياة الخانعين العبيد، وآل على نفسه ان يحمل رسالة التنوير والتغيير والحرية؛ يدرك أن الطريق ليس سهلا، وان الثمن باهظ، سوف يدفعه من صحته ورزقه، واستقراره، وربما حياته! لكنه يؤمن أن الحرية أثمن من الحياة.. وأن حياة بلا كرامة ليست حياة!.. ويخطئ الطغاة عادة فهم نفوس الأحرار.. فيتوهمون أن التنكيل والقهر يمكنهما كسر إرادة المناضلين الحقيقيين.. ولا يستطيعون فهم ان المناضل الحق لا تزده المحن إلا صلابة وإصرارا، على بلوغ هدف، دفع بالفعل جانبا من ثمنه ولم يتبق الا القليل!
وأتاحت لنا ثورة يناير المجيدة ـ المستمرة ـ أن نشهد، بأمهات أعيننا، كوكبة من رسل التنوير والتغيير!! فتية أمنوا بحقهم، في حياة حرة، بكرامة تضمنها العدالة الاجتماعية. فمنهم من قضى نحبه شهيدا، يكلله المجد، تاركا دماءه مشاعل تنير الطريق لمن بعده، ومنهم من اختطفه الطغاة وأخفوه عن اهله في مكان غير معلوم، او داخل زنازين الظلم، يواجه وحشية مرضى ساديين، ومنهم من ينتظر دوره في دفع الثمن!
ولعل أحدث هؤلاء الرسل؛ معتقلو الأرض، المدافعون عن مصرية جزيرتي تيران وصنافير؛ من رفضوا التنازل عن تراب الوطن، فكان نصيبهم السجن والتنكيل!!.. ومنهم زميلنا الصحفي محمود السقا، ورفاقه: أحمد سالم، وسيد البنا، وسيد جابر، والمحامي الحقوقي هيثم محمدين، وغيرهم كثيرون. أسماء كان حظها من الشهرة قليلا لبعدها عن القاهرة، مثل احمد فكري من المنصورة، وغيره ممن تعجز ذاكرة أمثالي عن حصرهم، أو من لم يجد أهلهم أو معارفهم فرصة التذكير بهم! أولئك الذين هالهم أن يتراجع شأن مصر من وضع التبعية لقوة دولية عظمى ـ الذي كنا نرفضه ونهاجمه ـ إلى وضع التبعية والذيلية لقوة إقليمية، هي في نهاية المطاف تابعة لتلك القوة العظمى! فإذا بنا نصبح ذات يوم على قرار بنقل ملكية جزيرتين مصريتين، لقوة إقليمية يدين لها مسئولون بفضل ما!! كانت جريمة محمود السقا ورفاقه، أنهم رفضوا التنازل، وتمسكوا بمصرية الجزيرتين! الأمر الذي أكده حكم المحكمة الإدارية العليا بقضاتها التسع، عندما نص على بطلان اتفاقية التنازل.. وهو ما ينفي عن محمود السقا ـ والذين معه ـ تهمة نشر الشائعات الكاذبة! وصار المنطق يحتم إما أن يخرج محمود ورفاقه من زنازينهم، أو يحاكم القضاة التسعة بذات التهمة، ويلحقون بهم في الزنازين! خاصة وأن "جدعان" أخرين تمت تبرئتهم أو أخلي سبيلهم بعد اتهامهم بنفس التهمة.
وإلى جانب تقييد الحرية الظالم، يعاني السقا من تدهور حالته الصحية، بسبب القىء الدموي المستمر والاشتباه فى وجود قرحة بالمعدة. ورفضت إدارة السجن خضوعه للفحوصات الطبية اللازم إجرائها خارج مستشفى السجن؛ على الرغم من أن نقابة الأطباء خاطبت المستشار نبيل صادق النائب العام، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، والمجلس القومي لحقوق الإنسان، ورئيس مصلحة السجون، لإجراء الفحوصات المطلوبة، وعلاجه حفاظا على حياته وتنفيذاً لحقوقه الدستورية في الرعاية الصحية اللائقة. ومع صعوبة حالته الصحية، أصبح السقا رهين الحبس الانفرادي، بعد إخلاء سبيل زميليه في العنبر، عمرو بدر ومالك عدلي! والمعروف ان عقوبة الحبس الانفرادي، اعتبرتها الأمم المتحدة نوعا من أنواع التعذيب، وتتعارض مع حقوق الإنسان!
ويعلم كثيرون أن ما يتعرض له السقا من تنكيل، يرجع في المقام الأول الى انه كشف ـ بعد القبض عليه في مرة سابقة ـ ما تعرض له من تعذيب وتهديدات طوال اكثر من شهر كان فيه مختطفا لدى أجهزة أمنية، لم تستطع تقبل أن يخرج "الجدع" من تحت ايديها صلبا متماسك، يفضح ممارسات سادية، ظنوا انها قادرة على إخراس صوته! ولم يستطع المصابون بمتلازمة الغباء المصاحب للكرسي، إدراك مغزى إصرار كل "الجدعان" الذين خرجوا من غياهب سجون الظلم، على استكمال ما بدأوه، بإصرار اكبر وعزيمة أشد!!.. لم يفهم هؤلاء أنه ما من عقوبة تستطيع أن تردع مناضلا حقيقيا.. وأن "عمر السجن ما غير فكرة"!! هانت!



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناع الغد
- -الصهينة-.. صنعة!
- اختيارات!
- لا تصالح!
- درس المعارضة التركية
- الصورة الكاملة
- آسفين يا رمضان
- لا إفراط ولا تفريط
- المواطن بالغ الأهمية
- أصل الحكاية
- العمل حياة.. بجد!
- مجتمع -يلمع أُكر-
- أكان لا بد يا -لي لي- أن تزوري الفيل؟
- لمصر..لا من أجل ليليان
- آآآآآه.. يا رفاقة
- بنتك يا مصر!
- رفقا بجيشنا!
- دفاعا عن شرطتنا
- مطلوب ثورة!
- حصنوا أبناءنا


المزيد.....




- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن
- حوار مع العاملة زينب كامل
- شاهد كيف رد السيناتور بيرني ساندرز على انتقاد نتنياهو لمظاهر ...
- وثائق: تأييد عبد الناصر لفلسطينيي غزة أزعج بريطانيا أكثر من ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إكرام يوسف - الفتى محمود، والذين معه