أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إكرام يوسف - حصنوا أبناءنا















المزيد.....

حصنوا أبناءنا


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4198 - 2013 / 8 / 28 - 20:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لم تعد حجة "الإعلام الفاسد الذي يشوه الجماعة" تنطلي على أحد! فلا يقتصر الأمر على النخبة أو المثقفين، أو حتى مستخدمي الفيس بوك وتويتر، البعيدين عن الشارع، لأن جميع ضحايا الإخوان بالمصادفة من أبناء البسطاء والفقراء! ـ سواء من تعرضوا للاختطاف والتعذيب أوالقتل من معارضي حكمهم ( محمد الجندي ومحمد الشافعي وغيرهما) أو في رابعة والنهضة، أو من شاهدوا مسيرات الترويع الإخوانية تقتل الناس وتخرب محلاتهم وبيوتهم في بين السرايات، والألف مسكن، والمنيل، وفيصل، وعزبة أبو حشيش، وغيرها من المناطق الشعبية في محافظات مصر؛ وصولا إلى ما عاناه سكان بولاق ابو العلا ومنطقة كوبري 15 مايو يوم احتلال مسجد الفتح، ناهيك عن حرق عشرات الكنائس وتدمير بيوت المسيحيين في الصعيد ـ تخيل عدد البسطاء الذين احترقت أفئدتهم على ابن تقطعت أصابعه، أو اختطف واغتصب وعذب، أو تم إلقاؤه من فوق مبنى، أو قتل على أيدي من كانوا يخدعونهم بأنهم أصحاب الأيدي المتوضئة! وتخيل أعداد أقاربهم وأصدقائهم وجيرانهم، أو من شاهدوا بأنفسهم جرائم إطلاق النار على المارة وعلى البيت عشوائيا!
فقد ظل الإخوان يعدون للحظة انقضاضهم على السلطة تدريجيا، باستمالة البسطاء أو استخدام أموال الزكاة والصدقات، يجمعونها من أغنياء ـ تكاسلوا عن توصيل حق الله في أموالهم لمستحقيه، واستسهلوا منحها لجمعيات توزعها بنفسها على من ترغب! ـ لشراء ولاء الفقراء! ويعقدون الصفقات مع لصوص عهد المخلوع، ويبدون موافقتهم على سيناريو التوريث، أملا في استكمال مخطط التمكين من دون أن يلحظ أحد، حتى تكون المهمة يسيرة بعدم توغلهم داخل مسام الدولة العميقة. لكن ثورة 25 يناير أطاحت بالمخلوع وابنه في ضربة واحدة، ليجد المتآمرون أنفسهم وقد قفزوا على السلطة من دون أن يستكملوا تدابير التمكين؛ فانطلقوا يحاولون ابتلاع الدولة على عجل، وهو ما كان سببا في سقوطهم! فلم يفعل "محفل الإرشاد" طوال عام كامل من حكمه نيابة عن التنظيم الدولي، شيئا واحدا لصالح الشعب، أو حتى لصالح البسطاء الذين أوصلوه للحكم، آملين أن يراعي فيهم حق الله! فإذا بهؤلاء البسطاء يجدون المناصب والوظائف والامتيازات توزع على الأهل والعشيرة ومحسوبيهم، بينما تزداد أحوال الفقراء سوءًا. بل أنهم لم يتورعوا ضمن هرولتهم لنهش أوصال الدولة، لم يتورعوا عن محاولة دفع أبنائهم ـ ومواليهم ـ الى كليتي الشرطة والحربية، ومحاولة الإطباق على المؤسسات السيادية من جيش وشرطة، بل وجهاز المخابرات، فكانت القاصمة!
وأغلب الظن أنه لو تأخر فض اعتصامي رابعة والنهضة أسبوعين آخرين، لكان البسطاء من أبناء البلد قد قاموا عليهما للفتك بالمعتصمين! وقد لمسنا مدى سخط هؤلاء الذي امتد إلى كل ملتح، بصرف النظر عن انتمائه السياسي! ولم يكن سخط المصريين مرده إلى ما ارتكب في حقهم وفي حق أولادهم من جرائم، وما عانوه من تدهورأحوالهم فحسب؛ وإنما شعر كل منهم بطعنة الخديعة ممن أوهموه أنهم لا يتطلعون إلى السلطان، وإنما يهمهم تطبيق شرع الله! وتذكروا يوم صدقوا قول من قال "لن أخون الله فيكم"! فإذا به يخون الله والوطن وكل القيم الأخلاقية، ويتحالف مع الأعداء على استقلال البلاد!
وكانت عمليات الإرهاب والتخريب المسلح التي انطلقت متزامنة بمجرد فض الاعتصام، دليلا على أن الأمر لم يكن وليد لحظة الفض، وإنما مخطط له منذ ماقبل الاعتصام، بعدما أيقن التنظيم الدولي أن حكم مصر سيلفت من يده. فبدأ يعد العدة لتكرار سيناريو سوريا، بإشعال فتيل الفتنة الطائفية والانطلاق في عمليات التخريب والإرهاب لإسقاط الدولة. ومن الواضح أن الاعتصام لم يكن إلا وسيلة لإلهائنا على عمليات تهريب السلاح والإرهابيين الأجانب، ووضع خطط إسقاط الدولة! ولما تبين صعوبة تكرار سيناريو سريا؛ بدأوا في الإعداد لتكرار سيناريو العراق، عندما دخلت المعارضة العميلة على ظهر الدبابات الأمريكية فسقط العراق! وها نحن نرى نعيق غربان التنظيم الدولي وهي تطالب بتطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على مصر، وتسعى لاقتطاع أي جزء من لحم الوطن لإقامة إمارة تكون مبررا للمطالبة بالتدخل الأجنبي!
لقد شاهد أبناء البلد بأعينهم وسمعوا بآذانهم من فوق منصة رابعة الاستقواء بالأجنبي والتهليل لشائعة وصول بوارج أمريكية للسواحل المصرية من أجل إعادة المعزول للحكم. فهل بعد الخيانة جرم؟ لقد تجاوز الأمر إدانة الإرهاب وجرائم التخريب، بعدما اتضح أن حديث قادتهم من على منصة رابعة عن "بحور الدم" وعن "تصعيد لا يتخيله أحد"، حتى أن أحدهم قال "حنفجر مصر"، لم يكن كل هذا سقطات ألسن تكررت، كما لم يكن مقصودا لمجرد التلذذ بالعنف، وإنما هي وسائل كان مخطط لها أن تكون ذريعة لاستدعاء المحتل وتفتيت البلاد!
ولا شك أن المواجهة الأمنية لن تكفي وحدها لاستئصال هذا الورم السرطاني من خاصرة الوطن! وكما يتوقع الخبراء في شئون هذه الجماعات؛ ربما تنجح المواجهة الأمنية في إبعاد بعض الرؤوس، لكن الباقين سوف يعاودون العمل على تجميع شتاتهم، ثم يخرجون علينا مرة أخرى ليستدروا عطف البسطاء بمسرحية المظلومية، التي يجيدون حبكها بأكثر مما يجيد الصهاينة استدرار عطف العالم بحجة الهولوكوست! ويعلم هؤلاء أننا شعب يسهل ابتزازه عاطفيا، ربما يحنق على المجرم ويتوعده بالعقاب، وما أن يلقاه وقع في ايدي العدالة، وصار مهددا بالقصاص منه، حتى تجد البعض يتعاطف معه انسانيا!
ومن ثم، يلزم دراسة تاريخ هذه الجماعات بدقة، وفضح أفكارها ومخططاتها في برامج إعلامية وثقافية مبسطة يعدها علماء في الدين والتاريخ والاجتماع والسياسة. كما ينبغي الانتباه إلى خطورة مثل هذه الجماعات على أفكار النشء؛ ومن هنا تأتي أهمية أن تحتوي مناهج التعليم على ما ينير عقول الأطفال والشباب ويحصنهم ضد الابتزاز الديني والعاطفي الذي تجيده جماعات التطرف الديني. وليكن تاريخها جزءًا من المقرر الدراسي عن تاريخ مصر؛ لا نكتفي بمجرد إدراج عام أمضته الجماعة في الحكم ضمن مقرر التاريخ؛ وأنما يجب عرض تاريخ هذه الجماعة، وتفنيذ أفكارها، وكشف أساليبها في السيطرة على البسطاء وكبار السن. وينبغي ان يدرج هذا ضمن إطار تعليمي مدروس ومعد جيدا عن الدولة المدنية واليمقراطية التي يجب أن يتعلمها الأبناء منذ نعومة أظفارهم، لينشأوا منفتحين فكريًا، محصين ضد جميع أنواع الفاشية والاستبداد.. ولعلي لا أتجاوز إذا اقترحت تدريس كتاب الدكتور ثروت الخرباوي "سر المعبد" على طلاب المدارس الثانوية ابتداء من هذا العام، حتى يتسنى إعداد كتب تنويرية تلائم المراحل التعليمية المختلفة. علينا أن نحمي أبناءنا، حتى نجنبهم التعرض لما عانيناه، ومازلنا نعانيه، من جماعات لا تؤمن بقيمة الوطن، ولا يعنيها ضياعه في سبيل تحقيق مؤامراتها العالمية.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اختيار رباني!
- السحر والساحر
- العصفورة.. والدروع البشرية
- بين الهيبة والخيبة
- المخلوع شامتًا!
- مؤامرة على الإسلام
- هذا الرجل نحبه
- أمهات السادة الضباط!
- القصاص القادم ممن؟
- شافيز..زعيم تحبه الشعوب
- تأدبوا في حضرة الشعب!
- هتك عرض الدولة
- أهنتم أمهاتكم!
- ارحل ومعك أبو الفتوح
- بفلوسنا!
- دروس وبشاير يناير
- الجماهير هي الحل
- بارك بلادي
- دستور حيك بليل
- مستمرة.. وخائن من ينسى!


المزيد.....




- إصلاحُ الوزير ميراوي البيداغوجيّ تعميقٌ لأزمة الجامعة المغرب ...
- الإصلاح البيداغوجي الجامعي: نظرة تعريفية وتشخيصية للهندسة ال ...
- موسكو تطالب برلين بالاعتراف رسميا بحصار لينينغراد باعتباره ف ...
- تكية -خاصكي سلطان-.. ملاذ الفقراء والوافدين للاقصى منذ قرون ...
- المشهد الثقافي الفلسطيني في أراضي الـ 48.. (1948ـــ 1966)
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- ناليدي باندور.. وريثة مانديلا وذراعه لرفع الظلم عن غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عملية بمجمع الشفاء الطبي في غزة ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو إلى تخليد ...
- النهج الديمقراطي العمالي بوجدة يعبر عن رفضه المطلق للأحكام ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - إكرام يوسف - حصنوا أبناءنا