أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إكرام يوسف - شافيز..زعيم تحبه الشعوب














المزيد.....

شافيز..زعيم تحبه الشعوب


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4028 - 2013 / 3 / 11 - 13:09
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لم يتشدق بالحديث عن الحب والأحضان ـ مثلما يفعل البعض وهم يكنون ازدراء لشعوبهم ـ لكنه أحب شعبه بصدق؛ والفقراء منهم على وجه الخصوص.. لم يكن له أهل وعشيرة؛ يعمل على تمكينهم من افتراس جسد الوطن، وإنما كان الشعب الفنزويلي كل أهله وعشيرته.. لم يكن ولاؤه لتنظيم دولي يدين له بالسمع والطاعة، ويتعامل مع الوطن باعتباره مجرد نقطة انطلاق نحو تكوين امبراطورية عالمية يسيطر عليها هذا التنظيم؛ مهما تكلف ذلك من تحالفات مع أعداء الوطن وخضوع لإملاءاتهم.. بل كان هوجو شافيز، الرئيس الذي أحب الشعب الفنزويلي، وكرس حياته للنهوض بأحواله وضمان العيش الكريم للفقراء؛ وفي سبيل ذلك وقف بثبات في وجه الضغوط الأمريكية، فحظي بحب حقيقي من أبناء شعبه، ضمن له الشرعية الحقيقية بالفوز في الانتخابات الرئاسية أربع مرات؛ وعندما حانت اللحظة ـ التي سيواجهها كل حي ـ كان وداع الفنزويليين له حزنا حقيقيا ودموعا صادقة يستحقها!
ومثلما قال لولا دا سيلفا، رئيس البرازيل السابق: " لسنا بحاجة لأن نتفق مع كل ما يقوله أو يفعله السيد شافيز. ولا يمكن إنكار أنه كان شخصا مثيرا للجدل ... وقد لا يتفق المرء مع أيديولوجية شافيز، وأسلوبه السياسي ... ومع ذلك، لا يمكن لأي شخص نزيه، ولا حتى أشرس خصومه، أن ينكر المستوى الرفاقي، والثقة والحب، الذي كان شافيز يكنه للفقراء في فنزويلا وقضية التكامل في أمريكا اللاتينية."

ومنذ وصل شافيز إلى الحكم في عام 1998 بانتخاب حر "حقيقي"، لم يقتصر اهتمامه بالفقراء على مجرد تحسين أحوالهم المعيشية اقتصاديا فحسب، وهو ما حقق فيه نجاحا ملحوظَا عبر انشاء التعاونيات والكوميونات، ونجاحه في استغلال فوائض الريع النفطي للقضاء على الأمية، والتطوير الملحوظ في قطاعي التعليم والصحة، ونشر برنامج "العلاج عن قرب" لضمان وصول الرعاية الصحية إلى السكان في أفقر الأحياء؛ وإنما كان حرصه واضحا على تشجيعهم على المشاركة السياسية. وقدم تطبيق "التشاركية الديمقراطية"، المثل على أنه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"، وأن الفقراء من حقهم أن يكون لهم الكلمة المسموعة فيما يتعلق "بشئون دنياهم"، فكان إنشاء عشرات الآلاف من المجالس المحلية في مختلف أنحاء البلاد، ومنحها الصلاحيات الواسعة بما يضمن تحقيق تطلعات المواطنين!

وكما هو متوقع، لم يكن وصول زعيم يساري إلى سدة الحكم في احدى بلدان أمريكا اللاتينية، أمرا مقبولا من الولايات المتحدة الأمريكية، التي واصلت الضغط من أجل تطبيق سياسات الخصخصة، وكامن تستخدم شركة بترول فنزويلا كمخلب قط لحماية مصالحها؛ لكن الرئيس الوطني ـ المطمئن إلى دعم شعبه ـ لم يكن ليقبل إملاءات من خارج الحدود؛ فسارع إلى بسط سيطرة الدولة على الشركة؛ وهو مافاقم من حدة الغضب الأمريكي.
وعلى النقيض مما يفعل الطغاة الفاسدون، الذين يتجه ولاؤهم خارج الحدود ـ للقوى التي تدعم وصولهم للحكم واحتفاظهم بالسلطة طالما يخضعون لإملاءاتها ـ كان الطبيعي أن يسعى الزعيم حر الإرادة، لتشكيل تكتل إقليمي بهدف صد أطماع الولايات المتحدة، ويقول لولا دا سيلفا: " كان شافيز عنصرًا جوهريًا في معاهدة 2008 التي أنشأت اتحاد شعوب أمريكا الجنوبية وهي منظمة حكومية دولية من 12 عضوا، يمكن أن تنقل القارة يوما ما، نحو نموذج الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2010، قفز مجتمع أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، من النظرية إلى الممارسة، وقدمت منتدى سياسيا إلى جانب منظمة الدول الأمريكية. (لكنها لا تشمل الولايات المتحدة وكندا، مثل منظمة الدول الأمريكية.) ولم يكن من الممكن إنشاء بنك الجنوب ـ وهو مؤسسة إقراض جديدة، مستقلة عن البنك الدولي ومصرف التنمية للبلدان الأمريكية ـ ممكنا من دون قيادة شافيز."
وكان بنك الجنوب أحد ثمار "اتحاد شعوب أمريكا اللاتينية"، وكذلك مجلس دفاع أمريكا الجنوبية، وجامعة أمريكا اللاتينية، و تليفزيون الجنوب "تليسور"، فضلا عن مشروع لاستثمار عائدات البترول داخل القارة الجنوبية باسم "بترو أمريكا".
ولم تتوقف جهود الزعيم البوليفاري لتوثيق صلات بلاده بدول العالم العربي وأفريقيا، وبالذات البلدان التي تتعرض لضغوط أمريكية؛ فمن طرد السفير الإسرائيلي من كراكاس بعد العدوان على غزة، الذي أطلق عليه وصف "الهوبوكوست النازي" (هل يجرؤ أن يفعلها نظام "عالقدس رايحين؟") إلى اتفاق لبناء مصفاة بترول بطاقة 200 ألف برميل يوميا في سوريا، ورفض هجوم الناتو على ليبيا، إلى إنشاء مشروع للطاقة في أنجولا لمساعدتها على "التحرر من تسلط شركات البترول الغربية"، واتفاقية لتوريد نصف مليون برميل يوميا إلى الصين؛ فضلا عن دعم الموقف الإيراني في وجه الضغوط الأمريكية.

نعم، قد نتفق أو نختلف مع بعض سياسات شافيز وتوجهاته وأقواله، غير أن أي تحليل منصف لا يمكنه إنكار إخلاص الزعيم الفنزويلي لمصالح شعبه، وولاؤه لهذا الشعب، ورفضه الخضوع لأي إملاءات خارجية، ووقوفه بثبات الأحرار في مواجهة ضغوط أمريكية عاتية، ومؤامرات لم تتوقف، لإزاحته! فأثبت للجميع أن من يكون ولاؤهم داخل حدود الوطن، لا تنحني جباههم أمام أي قوى عظمى مهما بلغ جبروتها! وأن الحاكم الشريف والنزيه حقا يعجز الأعداء، فلا يستطيعون شراءه، ولا يجدون سبيلا لفرض إملاءات عليه، مثلما يفعلون مع من يحتفظون لهم بملفات فضائح يبتزونهم بها.. أثبت شافيز بالفعل صحة مقولة: "امش عدل، يحتار عدوك فيك"! كما كان قويا في إعلان ما يراه حقًا حتى لو أثار غضب القوة العظمى في العالم؛ لأنه ـ ببساطة ـ "ليس على رأسه بطحة"! أثبت أنه بالفعل حر، وفقا لمقولة كازانتزاكس"أنا لا أطمع في شيء، ولا أخشى شيئًا.. أنا حر"!
فعلى الرغم من كون شافيز غير ملتح، كما أنه لا يحفظ القرآن، ولا يصلي الفجر حاضرًا، لاشك أن الملايين في هذا العالم على فراقه لمحزونون! و لا أملك سوى أن أقول رحمك الله يا شافيز وغفر لك ـ رغم أنف المتنطعين ـ حكمت، فعدلت، فنمت في قلوب أبناء شعبك، وووريت ثرى وطنك ؛كريمًا، مكرمًا، مكللاً بالمجد والفخار.




#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأدبوا في حضرة الشعب!
- هتك عرض الدولة
- أهنتم أمهاتكم!
- ارحل ومعك أبو الفتوح
- بفلوسنا!
- دروس وبشاير يناير
- الجماهير هي الحل
- بارك بلادي
- دستور حيك بليل
- مستمرة.. وخائن من ينسى!
- المسلطون على أنفسهم
- جرس إنذار
- لا عدالة ولا كرامة.. ولا خير
- ليتهم يصمتون
- خدعوك فقالوا
- دببة تحمل مباخر!
- الوضوح مطلوب ياريس
- دين أبوهم اسمه ايه؟
- بأية حال عدت يا رمضان! 2-2
- بأية حال عدت يا رمضان!


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - إكرام يوسف - شافيز..زعيم تحبه الشعوب