أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سوسه - الديمقراطية والشورى . الجزء الثاني















المزيد.....

الديمقراطية والشورى . الجزء الثاني


سعد سوسه

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 16 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فثمة فرق واسع بينهما . فالديمقراطية هي نتيجة لتراكم معرفي وتاريخي في الغرب والديمقراطية ايديولوجية , واذا كان اول ما يميز الاسطورة بالمعهنى الذي نستخدمها به هنا قدرتها الهائة , كمنظومه ايديولوجية على تعبئة قطاعات غالبية من القوى الاجتماعية . والشورى كما تقدم تجربة اسلامية خالصة , كما ان للدين دور سلبي في مواجهة التغييرات ومما تقدم يتضح لنا ان الاختلاف بين الديمقراطية والشورى قائم وهي :
1- في الديمقراطية , الشعب هو صاحب السيادة والقوانين هي تعبير عن ارادته اما في الشورى فان الخالق هو صاحب السيادة وكل القوانين الصادرة عن عن طريق القران والسنة .
2- الديمقراطية تمتد لتشمل اوجه الحياة الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية , لكن الشورى تبقى في دائرة المباح فقط فغير المباح لا يناقش فيه لانه خروج عن الطاعة .
3- القوانين التي تقرها الديمقراطية قابلة للتغير , لان الشعب هو الذي انشأها اما في الشورى فالحكم والقوانين كلها بيد الله ورسوله .
4- في الديمقراطية لا توجد صلة بين نظام الحكم والدين و لكن الشورى تعمل في الاساس على الدين وجعل الاحكام دينا" .
5- الديمقراطية تتجه الى تصويت في اختياراتها , كأنتخاب رئيس للدولة واختيار النواب اما الشورى فهنالك قاعدة للعمل هي (( هل يَستوي الذِينَ يَعلَمُونَ والذينَ لا يَعلَمُون )) اي تحديد في عناصر الاختيار .
6- ان تطور الديمقراطية يعني التعددية في الاحزاب , لان وجود الاحزاب ضرورة تقتضيها طبيعة الديمقراطية العربية . لكن الشورى ترفض هذا المبدأ وترفض التحزب .
7- النظام الديمقراطي هو تعبير عن حرية الافكار والعمل والتعبير والشورى تعمل بحدود .
8- الشرعية في النظام الديمقراطي هو تعبير عن ارادة الامة , اما في النظام الاسلامي الشورى فان الشرعية مستمدة من القران والسنة .
ان الديمقراطية حقيقة , وحقيقة مطلقة قد يرفضها الحكام العرب لانهم لم يتعادوا على الحقائق المطلقة , الحقيقية المطلقة غير موجوده وان هي وجدت فالعقل البشري لا يفهمها لانها لا تنفعه في الحياة ان الانسان في حاجة الى الحقيقة النسبية التي تساعد في حل المشكلات الراهنة وكـثيرا" ما يكون الوهم انفع من الـحقيقة المطلقة . واخيرا" عند طرح او مناقشة الاجتهادات بشأن الديمقراطية يتعين علينا ان لا يكون الاختلاف سببا" لاجهاض عملية الديمقراطية نفسها .
ولا بد من الاعتراف ان معالجة الموضوع بهذه الاهمية الكبيرة لا يتعدى من ان يكون الا معالجة بسيطة وميسرة , انا بحاجة الى المزيد من الدروس المكثفة والى جرعات عالية من الديمقراطية وان لا تمارس بعشوائية , كأن الديمقراطية هي تحصيل رياضي لمعدلات ومعطيات الخراب السياسي . ان حقيقة الديمقراطية تفترض وعيا" يتفحص هذه الديمقراطية , وحيثياتها والشروع فيها , الديمقراطية مشروع مستقبلي في البلدان العربية التي تعاني من الديكتاتورية والانظمة الشمولية هذ1 المشروع يحتاج الى مقدمات والى تطبيق واقعي والى برنامج يقوم على اساس واضح وعملي يقترن فيه الايمان بالسلوك اولا" واعتماد الشفافية في الحوار السياسي التي تلغي فيه التمايز والشتائم ثانيا" والدعوى المخلصة لحوار وطني جاد لا يعيد انتاج المشكلات القديمة ولا يكون امتداد للزمن بقدر ما يعتمد الى استثمار المعطيات الايجابية للتحول والتغيير .
ان الحديث عن الديمقراطية ليست جزء من نشاط الاحزاب والحركات انما هي نتيجة طبيعية لتطور حركة المجتمع وتطور اليات العمل السياسي الحقيقي في الوطن العربي ومشروعية برامجه التي ينبغي ان تتوافر على شروط الحرية وتنمية التقاليد التي تحترم التنوع والتعدد والاختلاف ضمن اطار العلاقات الاجتماعية والسياسية وحقائقها في تطوير وتفعيل البنى الاساسية لمفهوم الديمقراطية .
ان وعي هذه الحقائق سيكون لازماً ازاء ضرورة تطبيق الديمقراطية كشرط موضوعي لتطوير واستعداد التعاطي مع الحضارة الانسانية .
ان بحث عن امكانية مناقشة حاجتنا لنظام ديمقراطي في اجواء تحترم النشاط السياسي والمتعدد المتنوع سيكون المقدمة الصحيحة لترسيخ تقاليد عملية وواقعية للعمل السياسي والشروع بتطبيق مشروع ديمقراطي دون عقد الماضي والمشاكل التي يعاني منها العرب .

المصادر
1. مختار الصحاح , ص350 .
2. محمود شيت خطاب , الشورى العسكرية في عهد الرسالة و جده , دار القبلة للثقافة الاسلامية , ص100.
3. عبد الحميد اسماعيل الانصاري , الشورى واثرها في الديمقراطية , القاهرة , دار الفكر العربي , 1996 , ص21 .
4. عدنان علي النحوي , الشورى لا الديمقراطية , الرياض , دار النحوي , 1992 , ص20 .
5. عبد الرحمن عبد الخالق , الشورى في ظل نظام الحكم الاسلامي , المدارس السلفية , الكويت , 1998 , ص38 .
6. محمد عابد الجابري , وجهة نظر نحو اعادة بناء قضايا الفكر العربي المعاصر , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , 1994 , ص118 .
7. توفيق محمد مشاري , فقه الشورىوالاستشارة , دار الوفا , القاهرة , 1992 , ص27.
8. عدنان علي النحوي , الشورى وممارستها الايمانية , دار النحوي , الرياض , ص180
9. راشد الغلميشي , الحريات العامة في الدولة الاسلامية , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت .
10 . محمد عابد الجابري , الديمقراطية وحقوق الانسان , ندوة بعنوان الديمقراطية والتنمية في الوطن العربي , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت ,2001 , ص131 .
11 . محمد قطب , العلمانية والاسلام , دار الوطن , الرياض , 1993 , ص91 .
12 . محمود الخالدي , الديمقراطية الغربية في ضوء الشريعة الاسلامية , ص63 .
13 . على بلحاح , الدفعة القوية لنسف الديمقراطية , دار العقاب , بيروت , 1999 , ص115
14 . السيد القمني , مجلة ادب ونقد , مصر , العدد 24 , 2002 .
15 . جورج طربيشي , الايديولوجية الثورة واستحالة الديمقراطية , مصدر سابق , ص71
16 . عبد الحميد المتولي و الوجيز في النظريات والانظمة الاسلامية , دار امعارف , القاهرة , 1959, ص233 .
17 . علي حسين الوردي , مهزلة العقل البشري , ص190 .



#سعد_سوسه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والشورى .
- مصادر الشرعية الجزء الثالث
- مصادر الشرعية الجزء الثاني .
- مصادر الشرعية
- الثقافة وتعاريفها واطر دراستها .
- الطبيعة الاجتماعية والسياسية للثقافة
- أصبحت في الخمسين . نص قصير
- العاهرة . قصة قصيرة .
- دعاء لسيف .
- طبيب نفسي .
- ذاكرة ملعونه ..
- الزانية .
- رسائل اعتذار الى امرأة ....
- جسدي . ق . ق .
- ساعة حياة .. ق . ق . ج .
- أغتصاب
- ملل قصص قصيرة جدا
- أحبك . ق . ق . ج .
- مجموعة 3 ق . ق . ج .
- قالت بلقيس . ق . ق .


المزيد.....




- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...
- مقتل سيدة وإصابة 11 في قصف اسرائيلي على جنوب لبنان
- مشاهير العالم يحضرون زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز في البندقي ...
- تقرير أمني.. عمليات القرصنة السيبرانية الإيرانية بقيت محدودة ...
- بوندستاغ يقر تعليق لم شمل أسر الحاصلين على -الحماية الثانوية ...
- القضاء الإسرائيلي يرفض طلب نتنياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- هل خدع الذكاء الاصطناعي الإعلام بفيديو سجن إيفين؟
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو تأجيل محاكمته في قضايا فسا ...
- قمة الاتحاد الأوروبي: نواصل الضغط على روسيا بفرض عقوبات جديد ...
- حريق متعمد في مترو سول.. والسلطات الكورية توجه 160 تهمة لسبع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد سوسه - الديمقراطية والشورى . الجزء الثاني