أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ذكريات - أول قصيدة














المزيد.....

ذكريات - أول قصيدة


دينا سليم حنحن

الحوار المتمدن-العدد: 5286 - 2016 / 9 / 15 - 16:28
المحور: الادب والفن
    


ذكريات – أول قصيدة
دينا سليم - فلسطين
كلما اختليت بنفسي، يعتريني صمت لا يشبه الصمت، يصخب هدوئي وتغشى عقلي أشياء جرت لي في الماضي، وقد حطت بي اللحظة إلى سنوات الطفولة عندما نظمت أول قصيدة شعر.
كنت في الصف الثالث الإبتدائي، شاركني ذات المقعد طالب بطيء الإستيعاب، عوقب كل يوم بسبب بطئه وفشله في التعلم، ولكي أخلصه من العقاب، اعتدت أن أكتب له وظائفه قبل الدوام، لكن في ذات اليوم عوقب الطالب عندما أخطأ بحل التمارين في موضوع الحساب فأوقفه المعلم في الزاوية على ساق واحدة فاستفزني الحدث!
انتهيت من حلّ التمارين وبدأت أدوّن على صفحة بيضاء قصيدة لا أذكر منها شيئا، رآني المدرّس وطلب مني أن أحضر له الدفتر لكي يرى ماذا أكتب، تمتعت بالثقة بالنفس رغم خجلي الذي يوحي عكس ذلك، لذلك لم أخش من المدرسين، بل خشيت على الطلاب الضعفاء منهم وتمنيت لو استطعت مساعدتهم قبل أن تصل عِصيّ العقاب إلى أكفهم الغضة.
لم يثق المدرّس بي وبدأ يفتش داخل دفتري عن شيء ما، وعندما وجد القصيدة طلب مني الوقوف، وصرخ في الطلاب طالبا منهم الإصغاء متابعا زميلي الواقف على ساق واحدة بعينين غاضبتين، ثم طلب مني أن أقرأ القصيدة، عندما انتهيت سأل الطلاب عن طريقة يعاقبني بها لأني انشغلت بموضوع آخر غير الحساب، وبدأت الاقتراحات تنهال على مسامعي ومسامع المعلم الذي لم ترق له الفكرة بأن أقف في الزاوية الأخرى على ساق واحدة، قائلا (لكنها أنجزت جميع التمارين دون أخطاء قبل أن تنشغل بتدوين القصيدة).
ترك زميلي الزاوية وهجم على الورقة وسلبها من بين يدي، وقال (عاقبني أنا ولا تعاقبها هي، أنا كتبتها)! ضحك الجميع منه لادراكهم أنه لا يستطيع الكتابة فبكى واستجدى وتلوى ألما.
مسدّ المدرّس شعره وطلب منه الجلوس، ثم أخذ الورقة من يده وقرأ القصيدة مرة أخرى وطلب من الطلاب ان يصفقوا لي، غمرتني الدهشة كما غمرت الدموع المالحة وجه زميلي التي هطلت كئيبة فسقطت من ذقنه الصغير... لماذا يولد الضعفاء مع وجه وسيم، رسى السؤال داخل حلقي!
بعد ذلك استلمت ميكرفون المدرسة كل صباح سبت، لكي أقرأ قصيدة وذلك في فترة الاستعداد الصباحي، المعلم ناجي، نازح سوري إلى فلسطين الداخل علّق قصائدي على الجدار، والمدير رأفت الدبسي، نازح من عسقلان إلى مدينة اللد، نشر القصائد في دورية المدرسة.
فخورة بهما، وأهم شيء تعلمته منهما هو أنه (من علمني حرفا كنت له عبدا)، أحببتهما محبة أبوية كما أحببت أول قصيدة خرجت من أعماقي.



#دينا_سليم_حنحن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقعد أنيق
- الخطيئة
- قاطرة الزقاق
- لا يمكن أن تكونَ خائنا
- ضمائر
- رقم البيت ...صفر
- إمرأة... والتنانير فضفاضة
- سباعية المستحيل
- عروس بدون زواج
- يا بو الشويرة الحمرا – تي رشرش
- نقوش على الرمال
- نظرات الانتظار
- شبشب أمي
- اشترينا تلفزيون جديد
- تحت العشرين
- ريشة الفرح
- من مكيدة الشيخوخة إلى جحر الرومانسية
- عالم الغرباء
- عن رواية -الحلم المزدوج- لدينا سليم: سيرة عن هجر الوطن وأوجا ...
- دبابيس


المزيد.....




- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...
- الموسم الخامس من المؤسس عثمان الحلقة 158 قصة عشق  وقناة الفج ...
- يونيفرسال ميوزيك تعيد محتواها الموسيقي إلى منصة تيك توك


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دينا سليم حنحن - ذكريات - أول قصيدة