أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أضواء على تصريحات مفتي موريتانيا















المزيد.....

أضواء على تصريحات مفتي موريتانيا


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5285 - 2016 / 9 / 14 - 03:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حسب جريدة .."زهرة شنقيط"..الموريتانية خطب مفتي موريتانيا يوم عيد الأضحى صارخا في الرئيس الموريتاني أن يتصدى.."للمد الشيعي"..في موريتانيا، وأن يواجه إيران القائمة على التشيع في بلاده، وقد اخترت هذه التصريحات لتكون مدخل لفكرة طالما أكررها دوما:

أولا: أكثر فئة معزولة عن الواقع الآن هي فئة.."المشايخ"..فلا ثورة الاتصالات تعنيهم، ولا عصر الصورة يفهموه، ولم يشاركوا في التواصل الاجتماعي، ولا لديهم معلومات عن أي صراع سياسي في المنطقة، وأغلب معلوماتهم مستقاه من (ذوي المذهب) تقليداً ونزولاً لآبائهم وأجدادهم الذين نقلوا المذهب حسب (الثقة) وليس حسب (الكفاءة).

ثانياً: طبقاً لعُزلة المشايخ فلو سلمنا أن هناك تشيع حقيقي في موريتانيا -وقد لاحظه المفتي أو مساعديه -فلا يعني أن دولة ما تقف ورائه ، رغم عدم نفي إمكانية ذلك، ولكن الشيوخ أصبحت لديهم قاعدة مشهورة (تشيع يبقى إيران السبب) وكأنه لا يوجد أكثر من 70 مليون شيعي عربي يتحدثون اللغة العربية ولديهم ثقافة عربية وحاضرين بقوة في المجتمع العربي، ويتواصلون مع الموريتانيين في الإنترنت، ولا يقرأ لهم مواطن شنقيطي واحد..

ثالثا: ليس دفاعاً عن إيران ولكن يوجد سؤال مشروع، لو إيران مهتمة بنشر المذهب الشيعي فلماذا لا تنشره بين (سنة إيران) وعددهم ما بين 10 إلى 20 مليون سني؟!...والمَثَل العربي يقول.."الجار أولى بالشُفعة"..هؤلاء أشقائهم في الوطن ونفس المصلحة فطبيعي أن يكونوا هم الأولى (بخير التشيع) كما يزعمون، والمنطق يقول هم الأقرب..

رابعاً: الذي يغري السني في المذهب الشيعي-أو العكس- يعني أن مذهب السنة-أو الشيعة- نفسه ضعيف وعليه إشكالات كبيرة أجبرت هذا المواطن على ترك مذهبه، فلو كان العدد فردي ما اهتم أحد، ولكن المفتي يقول (ظاهرة التشيع) في بلاده، أي العدد كبير، والسؤال المشروع: هل المذهب السني ضعيف، وما هي نقاط ضعفه؟!

خامساً: بعض الشيوخ اعترفوا أن مذاهبهم بحاجة لتجديد؟..فما هي الخطوات التي اتخذوها؟..وما النقاط التي تحتاج مراجعة؟..هل سأل مفتي موريتانيا نفسه ماذا قدم لمذهب السنة كي يوافق العقل والقرآن والعصر الذي يعيش فيه؟

سادساً: أن أي تحذير من انتشار التشيع أو التسنن في المجتمع الإسلامي هو بالأصل عن (نزعة تكفيرية) فلو اعتقد الشيعي أن السني مسلما وسينجو في الآخرة ما همه أن يتسنن فلان وعلان، والعكس صحيح، أي لو اعتقد السني أن الشيعي مسلم وسينجو في الآخرة ما همه أن يتشيع فلان وعلان...ولذلك يوجد سؤال مشروع هل الإسلام دين أم مذهب ضمن مجموعة مذاهب؟

سابعاً: تصريحات مفتي موريتانيا ستضع أي شيعي موريتاني (موضع الشبهة) باعتباره (عميل إيراني) وهذا يعني أن المفتي زرع الفتنة في مجتمعه دون أن يدري، وبالمناسبة: هذا حال معظم الدول الإسلامية التي بها فتنة طائفية الآن ، فشيعة العراق واليمن وسوريا ولبنان والبحرين والسعودية اتهموا أولا بالعمالة لإيران، ومن ثم رُفِع عليهم السلاح ، لذلك سادت فيها القلاقل وأصبح نسيجها الاجتماعي على المحك..

الكويت وعُمان استثناء من ذلك، فالسلطة هناك رشيدة نوعاً ما، وتعطي للنسيج الاجتماعي الداخلي الأولوية القصوى.

ثامناً: لا مفر من قبول الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يدعو لاحترام حرية التدين والانتقال الفكري، واحترام كذلك حرية التعبير، هذا ما سيُجبَر إليه العرب والمسلمين حتما.. لكن للأسف بعد ملايين الضحايا يكتشفوا بعدها أنهم كانوا أغبياء..!

تاسعاً: الشئ المشترك الذي يجمع مذهبي السنة والشيعة هما اثنين (القرآن وحب آل البيت) فلماذا لا يجتمع الطرفان على هذا الشئ وتُعقد الندوات والمؤتمرات في محاولة لتأصيل هذا المشترك الديني؟..في تقديري أن ملف (الصحابة) يظل عقدة بين المذهبين، وفي التراث حل لهذه المعضلة..أن يجري تعريف الصحابي من جديد وفق قواعد قرآنية وعقلية، هذا سيُقرب المسافات أكثر وتذوب الفوارق بالتدريج..

عاشراً: يجب مواجهة الغلاة من كلا المذهبين، فمتطرفي الشيعة لا يقلون سوءا وحماقة عن متطرفي السنة، والشيعي الذي يريد لمذهبه الخير يجب عليه أن يكف ويدعو للبر وحُسن اللسان وصونه عن أي تعرض لصحابي أو لعائشة، هذه موروثات 1400 سنة والتعرض لها صدمة عند المجتمع السني، وللإنصاف فهناك فتاوى شيعية تُحرم ذلك في إيران والعراق..يجب على منصفي السنة استغلالها ونشرها ليعم السلام أو على الأقل يُحجّموا الحرب المذهبية التي تحدث الآن في شبه الجزيرة العربية والهلال الخصيب..

حادي عشر: أكثر من مرة قلت وأكرر أن أي فتنة مذهبية بين السنة والشيعة سيتضرر منها العرب حصرا، إيران محصنة جيدا من الداخل ولديها جيش قوي ، أي لا إيران ولا أمريكا ولا إسرائيل يتضرروا من صراع الديوك الآن بين العرب..بل يستفيدوا بنفوذ أوسع وحضور أنشط في الوجدان..

ثاني عشر: تصريحات المفتي جعلت لإيران نفوذ حقيقي في موريتانيا، حتى لو من باب النفي أو من باب التصدي فنفوذ إيران حضر طبقا لقواعد النفي إثبات، والانشغال ضعف، فلا الرجل قدم أدلة على كلامه ولا القانون الدولي يمنع حرية التدين أو الانتقال من مذهب لآخر..حتى من كان له ميل للشيعة في موريتانيا ووجد هذا التهديد دون أي أدلة مقنعة سيُعزز على الفور قناعاته أنه اتخذ القرار السليم..

ثالث عشر: سبق للسودان أن فعلت نفس الأمر والسؤال المشروع: إذا كانت إيران تنشر التشيع في الخليج والعراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ومصر وموريتانيا والسودان والسنغال والأردن والصومال وجيبوتي وغانا ونيجيريا واريتريا وقطاع غزة..فأي دولة هذه التي نجحت في كل ذلك؟؟..أكيد نحن نتحدث عن.."سوبر مان إيران"..وليست دولة عادية..

رابع عشر: هذه الدعوات التي أطلقها مفتي موريتانيا في الحقيقة تخدم إيران ولا تضرها بشئ، لكن سيتضرر منها المجتمع الموريتاني نفسه باعتباره يُشرعن مواجهة مع شيعة الداخل، وسيبدأ الهجوم كالعادة من السلفيين..وربما يخدم ذلك التيار الجهادي في موريتانيا باعتبار أن السنة في خطر..!

خامس عشر والأخير: لماذا لا يطلق الشيعة مصطلح مماثل أي يحذروا مثلاً من .."المد السني"..؟!..لماذا لا يتهموا السعودية بنشر السنة؟!

في الحقيقة هم يتهمون السعودية بنشر (الوهابية) ويقاومون هذا النفوذ في بلدانهم، بل صار أي وهابي في العراق متهم ومهدد، كذلك في إيران واليمن، وهذا يعني أن لا مشكلة لهؤلاء مع مذهب السنة بل مع الوهابية تحديدا، وهي النسخة الأكثر تطرفاً في دين السنة، والمعنى أن هؤلاء يمكنهم التعايش مع السنة بشرط وحيد هو (مواجهة الوهابية) أو حربها كما يحدث الآن مع داعش والقاعدة.

وقد تابعت مؤتمر جروزني مؤخرا ولمست من شيعة العرب (ارتياح لنتائج المؤتمر) وبعضهم كان يمدح في المذهب السني بمدح بعض جوانبه، والمثقف يعلم أن مدح المتدين لجوانب في دين آخر هي تمثل في الأخير.."مشتركات"..وعلى العرب الآن أن يبنوا على هذه المشتركات قبل أن تنسفهم ليست فقط الحرب المذهبية..بل عصر التكنولوجيا الذي صار فيه المذهب من مخلفات الماضي..بل الدين برمته أحيانا..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الضفدع المغلي وتطبيقها في الشرق الأوسط
- مركز استطلاع بصيرة المشبوه
- خدعة الوسطية
- أسباب الأزمة الاقتصادية في مصر
- قراءة في قمة موريتانيا العربية (اجتماع الشمبانزي)
- الإنسانية بين الوهم والدين
- الأزهر واضطهاد المسيحيين في مصر
- الدروز.. مجمع الأديان
- داعش ليست خوارج بل انعكاس للسلفية المعاصرة
- أكذوبة فضائل السور
- الانغلاق العربي بين التأمل والواقعية
- أبعاد الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي
- جلالة دكتاتور مصر..
- ويسألونك عن الأقصى..وفي السلام ختام
- جامع المحاريب في ما اخترعه الأمويون للأقصى من أكاذيب
- بالأدلة..المسجد الأقصى ليس في فلسطين
- تسمح لي أخدعك؟..اتفضل
- عن أثيوبيا وعلاقتها مع السعودية
- مصر على خطى كوريا الشمالية
- يازوجتي العزيزة..أنا متشائم..


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أضواء على تصريحات مفتي موريتانيا