أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - قراءة في قمة موريتانيا العربية (اجتماع الشمبانزي)














المزيد.....

قراءة في قمة موريتانيا العربية (اجتماع الشمبانزي)


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 00:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أحد المنازل..أقصد في أحد الأقفاص.. اجتمعت بعض قرود الشمبانزي لتجديد البيعة للقرد الأعظم (ميمون) وبعد أن جلس المدعوون على الطاولة ..وبعد عدة إشارات وصرخات (شبمانزية) فهم الحاضرون أن المتحدث هو ميمون نفسه أو القرد الأعظم ويدعو لتجديد بيعته، ويحذر بالويل والثبور وعظائم الأمور أن من يمتنع عن بيعته في هذا الاجتماع سيحرمه من الطعام شهر كامل، ولو أصر سيحرمه من الطعام للأبد..وبعد أن يموت هذا (المتمرد) من الجوع سيخاف الجميع على طريقة."اضرب المربوط يخاف السايب"..

بدأت القصة بعد أن رفضت بعض القرود استضافة هذا الاجتماع ، وذلك بعد أن علموا حجم الخلاف الرهيب بين قبيلة الشمبانزي في تجديد بيعة ميمون، وأن عنجهية وصلف ميمون أدت بقبيلة الشمبانزي أن تتفكك وتصبح أقل من قبائل الأسود والنمور والضباع المجاورة قوة، مما يترتب عليه طمع هذه القبائل في الشمبانزي وافتراسهم قرد قرد..

ميمون ليس مجرد قرد..بل هو صاحب تركة كبيرة عبارة عن (حديقة موز) ورثها عن أبيه، وبعلاقاته استطاع تحويل هذه الحديقة لمركز قوة نجح من خلالها أن يتسيد القبيلة، ووصل به الطمع أنه لم يكتفي فقط بامتلاكه للموز..بل ذهب ليجامع كل الإناث في القبيلة (على مزاجه) وأي (ذكر) يعترض ربما يجامعه هو أيضا..!

المهم..بعد أن رفضت بعض القرود استضافة الاجتماع لجأ ميمون إلى فئة (الضعفاء والمهمشين) وكانت من بينهم القردة (أنيسة) التي رحبت بعقد الاجتماع في قفصها المتواضع، وكان هدف ميمون أن يعقد الاجتماع بأي طريقة لتجديد بيعته خشية أن يصبح عدم الانعقاد سنة متبعة قد تؤدي في النهاية لضياع نفوذه ونسيان القرود له شخصيا، وبطبيعته المادية نجح ميمون في إغراء أنيسة وأرسل لها (سوباطة موز كبيرة) تكفيها للطعام أسبوع كامل، فوافقت أنيسة على الفور وخضعت للابتزاز خاصة أن ميمون هددها بأن لم تقبل (السوباطة) ربما يغتصب بناتها بعد أن اغتصبها في الماضي أكثر من مرة..

كان القرد ميمون يهدف بهذا الاجتماع ليس فقط تجديد بيعته، ولكن استغلال انعقاد المجلس وإرسال إشارات لغريمه التقليدي زعيم قبيلة (الغوريلا) يهدده فيها بعدم التدخل في شئون الشمبانزي، لأنه هو غوريلا لا يحق له أن يفكر (كشمبانزي) فانعقد الاجتماع وخرج ببيان ختامي يهدد زعيم الغوريلا بعدم التدخل مطلقا في شئون قبيلته، ولأن الشمبانزاويون لم يكونوا على علاقة جيدة بالغوريلا فاعتقدوا أن زعيم الغوريلا يريد لهم أن يسحب منهم شمبانزاويتهم، وهذا هدم لميراث الأجداد ، وربما كفر بواح في أعراف القبيلة التي تعودت منذ نشأتها أن تسير كالقطيع وراء أي قرد منهم، المهم أن يكونوا قطيع في النهاية..

إلا أن مساعي ميمون لم تفلح في توحيد الشمبانزي ضد الغوريلا، وظهر البعض منهم يقول أن الغوريلا لا تسبب خطر مباشر على قبيلة الشمبانزي، وأن قبائل الأسود والنمور والضباع هي الأولى بالمواجهة، خاصة وأنهم قد افترسوا عدد منهم في الأيام الماضية، ولأن حجة هؤلاء قوية لم يملك ميمون على معارضتهم بشدة..وذلك خشية أن يتسع الخلاف فيؤثر ذلك على تجديد بيعته كزعيم، لكنه أصر على استخدام نفس موقفه العدائي ضد الغوريلا كي لا يفكر أحد من قبيلته في التعاطف معهم أو حتى الانضمام إليهم..

وما أثار حفيظة ميمون ليس فقط تباين موقف قبيلته من الغوريلا..ولكن أيضا قلة عدد المشاركين في الاجتماع، فالأكثرية من الأسر الشمبانزية لم تحضر بحجج مختلفة، فخشي أن يصبح نكوصهم عن حضور الاجتماع هو (رفض مبطن) لبيعته، وبالتالي عليه في الأيام القادمة أن يبذل مزيد من الجهد وتقديم الرشاوى والتحذيرات لتلك الأسر ..ومن لم يردعه الموز يردعه السيف..خصوصاً وأن العديد ممن حضروا الاجتماع رفضوا عدوان ميمون على بعضهم بحجة (الشرعية) قائلين أنه لا شرعية لظالم يرى أن وسيلة نفوذه الوحيدة هي القوة..كذلك رفضوا تصنيف أحدهم (كإرهابي) فقط لأنه معارض لميمون..

انتهى الاجتماع وقد رأى المشاركون تعزيز القيم المشتركة والفاعلة في دوائر الرأي الخاص التي تبلورت في بوتقة العدالة وعقلانية الحرية، وأنه من الجدير بهم أن يساهموا في دعم السلام والشجب والتنديد بأي حاجة وخلاص، وقدم ميمون بهذه المناسبة (10 سوباطات موز) مرة واحدة تعبيراً له بحُسن النية، وأنه كما اغتصب بعض القرود الفترة الماضية بالقوة..ربما يفكر بألا يغتصب أحد المرة القادمة سوى بإرادته، وقد ختم ميمون كلامه بتلاوة آيات من الذكر الحكيم أكدت للجميع أنه قرد (مؤمن وشريف) لا يقبل الحرام على نفسه أبدا..!



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانية بين الوهم والدين
- الأزهر واضطهاد المسيحيين في مصر
- الدروز.. مجمع الأديان
- داعش ليست خوارج بل انعكاس للسلفية المعاصرة
- أكذوبة فضائل السور
- الانغلاق العربي بين التأمل والواقعية
- أبعاد الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي
- جلالة دكتاتور مصر..
- ويسألونك عن الأقصى..وفي السلام ختام
- جامع المحاريب في ما اخترعه الأمويون للأقصى من أكاذيب
- بالأدلة..المسجد الأقصى ليس في فلسطين
- تسمح لي أخدعك؟..اتفضل
- عن أثيوبيا وعلاقتها مع السعودية
- مصر على خطى كوريا الشمالية
- يازوجتي العزيزة..أنا متشائم..
- العلمانية في البوسنة والهرسك
- محاكمة السيسي
- الثورة المضادة..إلى أين؟
- نهاية نظام ما بعد الحرب الباردة
- صراع السلطة في المملكة


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - قراءة في قمة موريتانيا العربية (اجتماع الشمبانزي)