أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بومنجل خالد - التصور الامني للواقعيين الجدد:















المزيد.....

التصور الامني للواقعيين الجدد:


بومنجل خالد

الحوار المتمدن-العدد: 5284 - 2016 / 9 / 13 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التصور الامني للواقعيين الجدد:
1/ مركزية الدولة في تحليل السياسات الامنية :
ينظر الواقعيون الجدد الى الدولة كوحدة تحليل أساسية، فهي محور اي سياسة امنية خصوصا في مواجهة التهديدات الخارجية، وليس ادل على هذا سوى ان الواقعية الجديدة تفضل ان تفهم على انها بديل للواقعية الكلاسيكية، والتي تعتبر الدولة كفاعل مركزي واعتبارها محور السياسات الأمنية، فالواقعية الجديدة ترى نفسها منبثقة من التقاليد والقيم الأمريكية، بل فوق كل ذلك تصور نفسها على انها محاولة لتنظيم افكار الواقعية الكلاسيكية.(1) و يشير الى ذلك "جوزيف ناي" بالقول" فجاءت الواقعية الجديدة اذن لإعادة تنظيم الفكر الواقعي الكلاسيكي، آخذة بعين الاعتبار الانتقادات الموجهة للواقعية الكلاسيكية من قبل العديد من المنظرين والمحللين في مختلف الاتجاهات النظرية والفكرية للعلاقات الدولية.(2) ولعل اهم الانتقادات التي وجهت لها هو ذلك الذي يطعن في وحدانية الدولة كأداة لفهم السياسة الدولية واعتبار انها احد اهم الفواعل الموجودة على الساحة الدولية الى جانب فواعل أخرى، وبالتالي عدم تمحور السياسات الامنية حولها، وفي هذا نجد ان الواقعية الجديدة حاولت التعامل مع هذا النقص في عملية تعديلية ضمت فيها هذه الفواعل واعتبارها جزء في التحليل دون أن تكون ذات فعالية أو استقلالية عن سياسات الدول و أهدافها، وكما يقول والتز "فعلى مر التاريخ تغيرت الدول في أشكال كثيرة لكن طبيعة الحياة الدولية ظلت هي دوما نفسها صراع و تعاون". (3) ثم ان تعريفات الواقعيين الجدد للأمن كلها تعريفات مرتبطة بالدولة في اطار الامن الوطني والحفاظ على السيادة وضمان المصلحة القومية، ويشير "ارنست ماي" الى ذلك بالقول "فموضوع الامن القومي كان ولا يزال الشغل الشاغل لمختلف النظم السياسية، سواء تم تناوله باسم الدفاع او السيادة او المصلحة القومية او غيرها من المصطلحات، و عليه فانه يجب ان يحظى بأولوية التفكير الاستراتيجي والعسكري والسياسي". (4)
2/فوضوية النظام الدولي و المعضلة الامنية:
المعضلة الامنية حسب الواقعيين الجد تنشأ من بنية النظام الدولي الفوضوية اكثر مما تنشأ من الريبة والشك والنوايا العدوانية لدى الدول، حيث يقول كينيث والتز" وحدها النظرية التي تبنى على فرضيات الفوضوية الدولية تستطيع ان تقدم تفسيرا حول عدد قليل من الاشياء الكبيرة والمهمة" أما هيدلي بول فيقول في هذا الشأن" ان سمة الفوضى و ليست سمة النظام هي البارزة في العلاقات الدولية ،وما الحديث عن النظام في العلاقات الدولية سوى رغبة طوباوية ومثالية و مستقبلية غير متحققة الآن، ولم تكن قائمة في اي وقت مضى" (5) و يزداد هذا الاساس البنيوي حدة حين يتحضرون للأسوأ ،و يركزون على قدرات خصومهم بدلا من اعتمادهم على النوايا الحسنة. و بنية النظام الدولي في الحقيقة انما هي شرط مسبق وأساسي في المعضلة الأمنية، الا ان حدة هذه الاخيرة ناجمة عن طبيعة القدرات العسكرية العنيفة بحذ ذاتها، وعن الدرجة التي تنظر فيها الدول الى الاخرين بوصفهم مصدر تهديد بدلا ان يكونوا حلفاء.(6) وقد أوضح جون هارتز هذه الفكرة بقوله" انها مفهوم بنيوي تقود فيه محاولات للسهر على متطلباتها الامنية بدافع الاعتماد على الذات ـ وبصرف النظر عن مقاصد هذه المحاولات ـ الى زيادة تعرض دول اخرى ، حيث ان كل طرف يفسر الاجراءات التي يقوم بها على أنها إجراءات دفاعية، و يفسر الإجراءات التي يقوم بها الاخرون على انها تشكل خطرا محتملا"(7)، و المعضلة الامنية ترتبط بطبيعة الاستعدادات العسكرية فالتهديد يترسخ بشكل كبير من خلال استعدادات عسكرية هجومية، و بشكل اقل إن كانت الاستعدادات دفاعية، ويقول بوث و ويلر في هذا الشأن" و حين تحدث الاستعدادات العسكرية لدولة ما شعورا بعدم الاطمئنان لا يمكن انتزاعه من تفكير دولة اخرى ازاء الحيرة فيما اذا كانت تلك الاستعدادات لأغراض دفاعية لا غير، (لدعم أمنها في عالم مستقر) ام كانت لأغراض هجومية( تغيير الوضع لمصلحتها).(8)
الواقعية الدفاعية:
تسعى الدول للحفاظ على أمنها، وعلى حدودها في ضل الفوضى ،أي الحفاظ الوضع الراهن وذلك بالدفاع فكلما كان الدفاع أسهل فان الأمن كان أوفر وحوافز التوسع اقل، واحتمالات التعاون أعلى، وعليه يجب أن تمييز الدولة بين الأسلحة الهجومية والأسلحة الدفاعية، لان امتلاك أسلحة دفاعية لا يمكن أن يفهم من قبل الدول الأخرى انه تهديد، وبالتالي التقليل من الفوضى الدولية، ثم إن القادة حسب جيرفيس أدركوا أن تكاليف الحرب أصبحت اقل من فوائدها، كما أن الحروب اليوم ينظر إليها باعتبارها ناتج عن القوى اللاعقلانية والاختلال الوظيفي في المجتمع، مثل طغيان النزعة العسكرية.
الواقعية الهجومية:
تسعى الدولة في ضل الفوضى الدولية لتعظيم و زيادة القوة، وبالتالي إمكانية حدوث الحرب حسبهم تكون كبيرة بين الدول التي تسعى للهيمنة في منطقتها، وفي الوقت عينه على ألا تحاول دولة أخرى السيطرة على منطقة أخرى، وبالتالي الحصول على اكبر قدر ممكن من القوة في مقابل الدول المنافسة فكلما كانت الدولة أقوى كلما تضاءلت احتمالات تعرضها لهجوم، وعليه فالهجوم حسبهم أحسن وسيلة للدفاع.(9)
3/الأمن و مسألة المكاسب في الواقعية الجديدة:
يرى الواقعيون الجدد أن الدول تميل إلى الاهتمام بالمكاسب النسبية أكثر من تركيزها على الكاسب المطلقة، وبالتالي فما يهم الدول ليس فقط الاستفادة من المحصلات المختلفة، ولكن أيضا كم تستحق من الفائدة مقارنة بمنافسيها، وعليه فهم يتساءلون حول: من الذي يكسب أكثر من التعاون الدولي؟
فكما يرى جوزيف غريكو " فالدول تموضعية بطبيعتها، أي أنها دائما في سعي لمقارنة بعضها بالبعض".(10)
فالدول في قلق من أن صديق اليوم ربما يكون عدو الغد في الحرب، وفي خشية من أن المكاسب التي تمنح تفوقا للصديق في الحاضر قد تصنع عدوا محتملا خطيرا في المستقبل، و بالتالي فعلى الدول أن تولي اهتماما بالغا بمكاسب الشركاء.
فالفوضى تدفع بالدول إلى الريبة والقلق بخصوص المكاسب المحصلة من خلال التعاون، زيادة على طريقة توزيعها بين المتعاونين، وتبرير ذلك أساسه أن الدول التي تكسب أكثر مما يجنيه شركاؤها ستصبح تدريجيا أقوى، بينما يصبح شركاؤها أكثر هشاشة.
4/التحالف والامن في الواقعية الجديدة:
يرى الواقعيون الجدد ان التحالف له دور محدود جدا في الحفاظ على امن الدولة، وانه على كل دولة ان تعتمد على ذاتها و قدراتها من خلال ما يعرف بنظام المساعدة الذاتية في ضل غياب سلطة عليا تحكم العلاقات الدولية، فان هذا عامل محفز للاعتماد على الذات حيث يقول والتز "الوحدات في سعيها لتحقيق اهدافها والحفاظ على امنها في حالة فوضوية... عليها الاعتماد على الوسائل والاجراءات التي باستطاعتها تشكليها بذاتها"(11) ويرى والتز ان التحالف احد اليات تحقيق توازن القوى، فالتحالفات حسبه ترغب في ضم اكبر عدد ممكن من الاعضاء غير ان الدول تفضل الانضمام الى الطرف الضعيف، أي الموازنة على الانضمام الى الطرف الاقوى طالما انها تنظر دوما الى القوة الكبرى باعتبارها مصدر تهديد فان سلوك توازن القوة هو افضل وسيلة للحفاظ على الوضع القائم.(12)

1- عبد الناصر جندلي، انعكاسات تحولات النظام الدولي لما بعد الحرب الباردة على الاتجاهات النظرية الكبرى للعلاقات الدولية مذكرة لنيل شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية والاعلام، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، 2004 ـ 2005، ص: 127.
2- المرجع نفسه، ص: 128.
3- ابراهيم بولمكاحل، تطور اتجاهات المدرسة الواقعية في تحليل العلاقات الدولية والسياسة الخارجية، 28/04/2014، سا 16.12، الموقع http://www.academia.edu/4737995/ .
4- قسوم سليم، الاتجاهات الجديدة في الدراسات الامنية : دراسة في تطور الامن عبر منظارات العلاقات الدولية، مذكرة لنيل شهادة ماجيستير في الاستراتيجية والمستقبليات، جامعة الجزائر ـ 3 ـ ، كلية العلوم السياسية والاعلام، قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية، 2010، ص:66-67.
5- انور محمد فرج، نظرية الواقعية في العلاقات الدولية: دراسة نقدية مقارنة في ضوء النظريات المعاصرة، مركز كردستان للدراسات الاستراتيجية، ط1، السليمانية، 2008، ص: 365.
6- مارتن غريفيش و تيري اوكالاهان، المفاهيم الاساسية في العلاقات الدولية، مركز الخليج للأبحاث، الطبعة الاولى ، دبي 2008، ص: 390.
7- حمشي محمد، مدى تاثر حقل الدراسات الامنية بالتنظير في العلاقات الدولية ، يوم 01/05/2014، سا 13.23 ، موقع : http://www.academia.edu/5510708/_
8- قسوم سليم، مرجع سبق ذكره ، ص:68.
9- انور محمد فرج، مرجع سبق ذكره، ص: 384-390.
10- اسماء رسولي، مكانة الساحل الافريقي في الاستراتيجية الامريكية بعد احداث 11 سبتمبر2001، مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في العلاقات الدولية، جامعة الحاج لخضر، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قسم العلوم السياسية، فرع الدبلوماسية والعلاقات الدولية باتنة، الجزائر، 2010-2011،ص: 27.
11- حذفاني نجيم، العلاقات الصينية الامريكية بين التنافس و التعاون-فترة بعد الحرب الباردة-، مذكرة لنيل شهادة الماجيستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، جامعة الجزائر-03-،كلية العلوم السياسية والاعلام، فرع الدراسات الاسيوية
12- حكيمي توفيق، الحوار نيو واقعي نيو لبرالي حول مضامين الصعود الصيني: دراسة الرؤى المتضاربة حول دور الصين المستقبلي في العلاقات الدولية، ماجيستير في العلاقات الدولية، جامعة باتنة، كلية الحقوق قسم العلوم السياسية، فرع العلاقات الدولية والاستراتيجية، الجزائر، 2007-2008، ص: 17.




#بومنجل_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجهات السياسة الخارجية الجزائرية اتجاه الدول المغاربية في ع ...
- المحددات الفكرية للسياسة الخارجية الأمريكية:
- تفاعلات السياسة الخارجية الأوربية اتجاه الولايات المتحدة الأ ...
- المقاربة الأمنية الروسية في أوكرانيا


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بومنجل خالد - التصور الامني للواقعيين الجدد: