أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الكبير الداديسي - عيد الأضحى عند المغاربة















المزيد.....

عيد الأضحى عند المغاربة


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 5281 - 2016 / 9 / 11 - 15:36
المحور: مقابلات و حوارات
    


عين على احتفال المغاربة بعيد الأضحى
الكبير الداديسي

يحتفل المسلمون في مختلف بقاع العالم في مثل هذه الأيام من كل سنة قمرية بأكبر الأعياد الدينية عيد الأضحى الذي وإن اختلفت أسماؤه من بلد لآخر فهو يعرف يوم النحر، ويطلق عليه في البحرين عيد الحجاج، وفي إيران عيد القربان، لكن في معظم الدول العربية كدول المغرب العربي والشام ومصر يعرف ب( العيد الكبير) أو عيد الأضحى وهو عيد اختير له وصفان للمبالغة (الكبير / الأضحى) دالان على التفضيل (superlative) يعكسان المكانة التي يحظى بها هذا العيد دون سواه من الأعياد حتى إذا حدث و صادف أي عيد وطني أخر بدا عيد الأضحى شمسا ساطعة حجبت باقي الأعياد، وإذا كان في الاحتفال بهذا العيد ما يوحد معظم الدول الإسلامية كشراء الأضحية ، وزيارة الأقارب، وفرحة الأطفال والظهور بأحسن مظهر في اللباس ... فيكاد يكون لكل بلد طقوسه وعاداته التي تفرده وتميزه عن غيره من البلدان الأخرى، لذلك نحاول رصد بعض تجليات احتفال المغربة بعيد الأضحى
ما أن يهل شهر ذي الحجة حتى يكسر المجتمع المغربي رتابته تعم الحركة في الأسواق والشوارع ويشعر الإنسان بالازدحام و الاكتظاظ في كل مكان : في الطرقات في المحطات الطرقية والقطارات والمطارات والموانئ ومختلف وسائل النقل وتطفو على السطح مهن لا يتذكرها المغاربة إلا بهذه المناسبة الجليلة كمهن شحذ السكاكين ففي كل درب يتراءى للزائر رجل كهل يحرك برجله عجلات صخرية يشحذ بها السكاكين القديمة وفي كل حي شباب قد نشروا أواني وتجهيزات خاصة بالعيد بين من يبع الشوايات ومن يبع الفحم الخشبي ، أو المجامر والطواجين ومن الشباب من تخصص في بيع علف الأضاحي من شمندر وشعير وفصة وتبن... أما إذا أطل الزائر على دكاكين العطارين فسيكتشف لأول وهلة خليط الألوان ورائحة الخلطة المغربية الساحرة التي ميزت الطبخ المغربي عبر العصور حيث مزيج الكامون والإبزار الفلفل الأحمر المسحوق تزكم الأنوف ....ولا تسلم الأسواق التجارية العصرية من حمى الاستعداد للعيد حيث تغير جلدها وتكاد لا تفوت الفرصة دون أن تغري زبناءها بتخفيضات في التجهيزات المنزلية خاصة ما يتعلق منها بالعيد إذ يكثر الإقبال على الثلاجات والمجمدات ....
عيد الأضحى في المغرب هو المناسبة الأكثر تحريكا للمغاربة فمن المغاربة من لا يسافر إلا في عيد الأضحى حيث تعرف المناطق النائية عودة أبنائها العاملين في المدن أو خارج المغرب ويكون عيد الأضحى الفرصة الوحيدة التي يمكن ألا ترى بعض الوجوه - وأصدقاء الطفولة الذين فرقهم الزمان - إلا فيها ...
يحرص معظم المغاربة خاصة في البوادي على اقتناء كبش العيد قبل العيد بأيام مما يخلد لتفاعل الأطفال مع الكبش ويسم ذاكرتهم بحنين للطفولة والعيد ... حتى إذا حل يوم العيد توحد المغاربة في نحر الأضحية التي اعتبروها أكثر من سنة مؤكدة فترى من المغاربة من لا يصلي ومن لا يملك قوت يومه ومع ذلك يحرص كل الحرص على اقتناء أحسن الأضاحي .ولا يتهاون في الالتزام بسنة الأضحية ..
يصاحب العيد في المغرب طقوس وعادات يختلط فيها الديني بالخرافي تختلف العادات من منطقة لأخرى لتشكل جزءا من الهوية الثقافية الشعبية المغربية فمن القبائل ما تزين جبهة الكبش بالحناء . وحتى وإن كان عدد كبير من المغاربة يفضلون صيام العشر الأواخر من ذي القعدة وخاصة يوم الوقوف بعرفات فأن عددا من كبار السن يفضلون الصيام صبيحة العيد إلى حين الإفطار على كبد الخروف عند الزوال، كما تختلف عادات القبائل في التعامل مع الأضحية فغالبا ما تفتح الأبواب للجيران لحظة النحر فترى الأطفال يتبادلون الزيارات محاولين الاستمتاع بنحر أضحية الجيران قبل أن توصد جميع الأبواب مع تصاعد دخان ورائحة شواء الكبد ، كما أن النحر قد ترافقه طقوس يصعب على المرء إيجاد تفسير لها بين من يشرب بعض دم الأضحية ومن يحاول كنز بعض الدم ومن يحافظ على (المرارة) أو جزئ من الأمعاء الغليظة أو (بولبنات) ومن يرش بعض الملح على الدم ...كل ذلك لأغراض تمتزج فيها الخرافة والشعوذة لكن معظم هذه الأمور تكاد يصبح في خبر كان ...
وللمأكولات المغربية في العيد حديث دو شجون ،إذ يمتاز العيد في المغرب بتحضير مأكولات مغربية صرفة لا تحضر إلا في عيد الأضحى ، فبالرغم من وجود عدد من الأسر تفضل عدم تقطيع الكبش وعدم تناول اللحم في اليوم الأول والاقتصار على الكبد والرئة والطحال و(التقلية ) وغيرها من الأعضاء الداخلية للأضحية وتناول الرأس في اليوم الثاني بعد أن يكون قد قضى ليلة كاملة علة نار هادئة ولعل من أهم المأكولات التي يتوحد فيها المغاربة هي شواء الكبد الملفوف بالشحم يوم العيد ، ولن يعد العيد كاملا بدون هذا الشواء بل قد تصاب بعض الأسر بالنكسة إذا حدث أن كانت الأضحية لا تتوفر على شحم الشواء ، فقد تصبح حديث كل الجيران ويصبح محط سخرية أمام أهله ودويه، بل إن أسئلة معظم المغاربة مساء يوم العيد تكاد تقتصر على كيف كانت (دوارة) =(المعدة وما يحيط بها من شحم ) الأضحية ، وبعد اليوم الأول تتفن المرأة المغربية في المأكولات ( المروزية ، الكتف ، الضلعة ،.ناهيك عن الكباب الذي يصبح حاضرا في معظم الوجبات.)
ويبقى أكبر المستفيدين من العيد هم الأطفال فقد كان للعيد ألعابه الخاصة ففي بعض المناطق من الأطلس كانت تقام مسابقات للأطفال على ظهور الحمير ، وفي مناطق أخر يحيى كرنفال بوجلود كما كنا ونحن صغارا في البادية نلعب لعبة بقرون الكبش نضع القرن ونحاول تسجيل أهداف بالحجر من تحت تجويف القرن وكان أكثر الأطفال فوزا من يتوفر على قرن كبير كما لعبا كثيرا لعبة (لكعاب) ننتظر بشغف كبير طبخ آخر طرف في الأضحية لنحصل على الكعبة وهي مفصل في رجل الخروف الخلفية نجمع أعدادا كبيرة منها أطفال ونتسابق نحو الأسر التي لا أطفال لها للحصول على الكعاب ، فترى الأطفال محموعات يلعبون لعبة شبيهة بالبلى ... لكن للأسف معظم الألعاب المرتبطة بعيد الأضحى بدأت تنمحي من المجتمع المغربي بعد أن حلت محلها كرة القدم والألعاب الإليكترونية ... كما بدأ عدد من المغاربة يتجهون لذبح الأبقار والماعز بحجة احتواء الأغنام على نسب عالية من الكوليسترول والذهون ... ومهما تتغيرت العادات سيبقى عيد الأضحى الرجة الكبرى التي يتحرك على إيقاعها كل المجتمع المغربي والتي لا يمكن لأي مغربي ان يمرر هذا اليوم دون توفير ثمن الأضحية حتى وأن تصادفت مع مناسبا تتقل كاهل الأسر كما هو الحال هذه السنة الذي جاء فيه العيد متزامنا مع الدخول المدرسي .. وقد تجد عدد من المغاربة يفضلون هذه السنة على الفروض فقد يكون المغربي تاركا للصلاة، ومانعا للزكاة لكنه لا يتهاون أبدا في الاحتفال بهذا العيد إنه العيد الكبير وعيد الضحى



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجداريات تنزل التشكيل من برجه العاجي إلى الشوارع بآسفي
- نظام التفاهة Médiocratie
- الجزء 2 : التناص الدني والغرائبية في رواية (عذراء وولي وساحر ...
- أزمة الجنس بين الخطيئة والتطهير في رواية عذراء وولي وساحر (ج ...
- هروب طالبة مهندسة وعودتها إلى حضن أسرتها يشعل شبكات التواصل ...
- المغرب يعود رسميا للاتحاد الإفريقي
- هل يستنجد الاتحاد الإفريقي بالمغرب بعد أزمة الجزائر المالية
- ليلة القدر بين العادة والعبادة في المغرب العربي
- قانون التقاعد يُسقط القناع عن النقابات في المغرب
- الترمضينة أو سكيزوفرينية رمضان
- عندما تستطيع يسارية فعل ما عجز عنه الحزب والنقابة
- الإنتاجية بين كرم رمضان والأجر مقابل العمل
- رمضان وجنون التسوق بالمغرب أو عندما تبيض الطيور أكبر من حجمه ...
- ألعاب استمتعنا بها وحرم منها أبناؤنا
- الروائيات العربيات يحلن العلاقة الحميمية ضربا من العنف والعذ ...
- في ظل غياب اهتمام الدولة بالمتقاعدين المغاربة يكرمون بعضهم ا ...
- الملتقى الدولي للسرد بآسفي حول تمثلاث العنف في السرد
- نقابة تدعو إلى معاقبة حكومة بن كيران عبر صناديق الاقتراع
- أخيرا أصبح للبنان رئيس في البرازيل والعبرة لمن يعتبر
- عندما تتحول الانتخابات لضرب من المعاناة


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - الكبير الداديسي - عيد الأضحى عند المغاربة