أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الحطاب - داعش ودولة الخلافة الإسلامية :آخر نتاجات الحرب الباردة














المزيد.....

داعش ودولة الخلافة الإسلامية :آخر نتاجات الحرب الباردة


فرج الحطاب

الحوار المتمدن-العدد: 5280 - 2016 / 9 / 9 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




قد يكون العنوان غريباً بعض الشئ، ولكن حين نحلل الخطوط الرئيسة لمعادلة الإسلام الراديكالي المتشدد واستفحاله في واقعنا اليوم، سنجد ان هذا التحليل يقودنا الى هذا الاستنتاج حتماً. فخلال الحرب الباردة، كانت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي السابق لديهما تنافس ايديولوجي، بمعنى التنافس بين الرأسمالية واليسارية. وقاد هذا الصدام طرفي التنافس، الى اللعب على مختلف الأصعدة. فيما يخص ساحة الشرق الأوسط، نجد ان أميركا على سبيل المثال، كانت تخشى من استفحال دور الدول العربية ذات التوجه العلماني والليبرالي المحافظ. وهذه الدول يمكن تصنيفها الى حد ما بأنها ذات ميول يسارية أو في اقل تقدير، هي صديقة للاتحاد السوفيتي. من بين هذه الدول، على سبيل المثال، مصر، العراق، سوريا. دول عربية لها ثقلها التأريخي والسياسي والاقتصادي في المنطقة. كما يمكن لهذه الدول ( غير الصديقة لإسرائيل) ان تشكل خطراً مستمراً على استقرار المنطقة، بسبب ميولها الثورية. وعدم استقرار هذه المنطقة الحيوية والمهمة سياسياً واقتصادياً، سيؤدي في النهاية الى تهديد المصالح القومية الأمريكية والغربية على حد سواء، خصوصاً فيما يتعلق بامدادات النفط.
في الجانب الآخر، كانت السعودية، الحليف الإسلامي الأقوى لامريكا، يمثل المعادل الموضوعي للمشكلة. بمعنى آخر، ان خيار استبدال التوجه اليساري لدول المنطقة بتوجه إسلامي تمثله السعودية (امريكا تنظر الى السعودية حتى اليوم على انها تمثل الإسلام المعتدل)، كفيل بقلب الموازين. وعلى خلفية الصراع بين الحكومة العلمانية ووتوجهات الإسلام السياسي،تم طرد جماعة الاخوان من مصر، فتلقفتهم السعودية، ثم قطر فيما بعد. صعود نجم الاسلام السياسي نتيجة المواجهة مع النظام العلماني في مصر، أعطى لامريكا فكرة استغلال الفكر الاسلامي الجديد ليكون درعاً واقياً ضد الأفكار اليسارية الثورية. فنشطت الحركات والتيارات السلفية، والتي تلتقي مع الفكر الوهابي جوهرياً، لا سيما في جانب التشدد والتكفير.
جاء الاجتياح السوفيتي لافغانستان ليكون نقطة التوتر الأهم في بروز الاسلام المتشدد وعسكرته رسمياً. أمريكا والسعودية مولتا ذهاب المحاربين الإسلاميين، لا سيما العرب، الى أفغانستان لمقاتلة السوفييت الغازي لبلاد المسلمين. الذهاب الى الحرب في افغانستان، يمثل أول نقطة تعبر منها حشود المسلمين المتشددين خارج إطارها المحلي. ساهم المال السعودي والدعم العسكري الامريكي لهؤلاء المحاربين (المجاهدين) في أفغانستان الى ظهور نجم القاعدة. الحرب لسنوات طويلة تحت لافتة الاسلام قادت ابن لادن، الى تبني عقيدة جهادية محاربة جديدة تطمح الى محاربة الغرب نفسه ، بعد ان كان الغرب يمثل أقرب الأصدقاء لوقت قريب. قامت القاعدة بتوجيه عدة ضربات للمصالح الغربية، وكان أهم تلك الضربات هو الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة فيما يعرف بأحداث 11 من أيلول/سبتمبر عام 2001.
جاء رد أمريكا عنيفاً فيما سمته الحرب على الأرهاب، فحاربت في أفغانستان والعراق وأماكن أخرى ضد تنظيم القاعدة. كان دخول أمريكا الى العراق، وسقوط نظام صدام عام 2003 ، جعل من العراق ساحة جديدة للجهاد الإسلامي، جنباً الى جنب مع الجماعات العراقية المسلحة والرافضة سواء للإحتلال أو للتغير السياسي. فكان ابن القاعدة الأردني أبو مصعب الزرقاوي (أحمد فاضل الخلايلة) ممثل نواة جهاد القاعدة في العراق، وذلك قبل ان يتمرد، فيما بعد، على تعاليم زعمائه، بن لادن والظواهري. شن الزرقاوي حرباً استهدفت الشيعة، وأدت لاحقاً الى حرب أهلية طائفية بين العراقيين السنة والشيعة، وذلك على خلفية تفجير المراقد الشيعية في سامراء.
تم قتل الزرقاوي في هيت عام 2006، فخلفه زميله أيام الجهاد في افغانستان، أبو أيوب المصري أو أبو حمزة المهاجر، وهذا الأخير،حاول إعطاء العراقيين المقاومين للتغيير والحكومة الجديدة، حصتهم من الجهاد في العراق، فعين البغدادي ورفاقه في مناصب جهادية متقدمة. وبعد قتل ابو أيوب المصري عام 2010 ظهرت لنا داعش بقيادة أبو بكر البغدادي أو ابراهيم البدري القرشي (من شروط الخلافة الاسلامية ان يكون الخليفة من قريش)، وهو عراقي، حاصل على شهادة الدكتوراة في الفقه والتأريخ والثقافة الاسلامية. وبعد أيام على سقوط مدينة الموصل عام 2014، تم تنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين في دولة الخلافة الإسلامية. أصبحت دولة الخلافة الاسلامية مستقلة تماماً عن القاعدة. كما أصبحت ذات عقيدة جهادية جديدة، وشأنها ليس العراق وحده، بل يتعداه الى جميع أنحاء العالم.
وهكذا تكون داعش ودولة الخلافة الإسلامية، هي نتاج تبني الفكر الإسلامي كبديل للأفكار الليبرالية والعلمانية خلال الحرب الباردة، وان جاءت هذه النتيجة متأخرة بعض الشيء. كما ساعدت التغيرات المفصلية في منطقة الشرق الاوسط، والتي هي بدورها تغييرات حتمية للحرب الباردة ايضا، على تحقيق هذه النتيجة. ولذلك فأن داعش ودولة الخلافة الإسلامية ليس ظاهرة افرزتها مرحلة تأريخية عابرة، بل نتيجة واقعية لمخاض فكرة الإسلام الإصولي المتشدد العابر للحدود الجغرافية والاقليمية للدولة الحديثة.



#فرج_الحطاب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظريات الحديثة لدراسة علم الأديان (3)
- النظريات الحديثة لدراسة علم الأديان (2)
- النظريات والمناهج الحديثة لدراسة علم الأديان (1)
- الهوية المحلية في شعر بدر شاكر السياب


المزيد.....




- صناعة السيارات الكهربائية الصينية تستعد لغزو العالم.. هل أمر ...
- صناعة الساعات.. هل لها مكان في القرن الـ21 أم هي من الماضي؟ ...
- مرحباً بكم في أول سباق من نوعه.. -سباق الحيوانات المنوية-
- -بشروط-.. الإمارات تلغي حظر السفر على مواطنيها إلى لبنان بدا ...
- -الطريق إلى اتفاق أو حرب مع إيران يمر عبر السعودية- - هآرتس ...
- الحوثيون يستهدفون مطار بن غوريون بصاروخ باليستي، وإسرائيل تت ...
- مقتل شخصين في الفلبين إثر اصطدام سيارة بممر رئيسي في مطار ما ...
- استهداف مطار بن غوريون.. إسرائيل تهدد الحوثي بالرد -بسبعة أض ...
- موقع -واللا- العبري يكشف حقيقة دور تركيا بإلغاء زيارة نتنياه ...
- أردوغان: إسرائيل تتغذى على الدم والفوضى وخطواتها في سوريا ته ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرج الحطاب - داعش ودولة الخلافة الإسلامية :آخر نتاجات الحرب الباردة