أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حيدر - دعوة للتسامح !!؟














المزيد.....

دعوة للتسامح !!؟


أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5278 - 2016 / 9 / 7 - 03:52
المحور: الادب والفن
    


دعوة للتسامح ...!!؟

أحمد حيدر

تعدُّ ثقافة التسامح ركيزة رئيسة للإصلاح في المجتمعات ِالتي عانتْ من الإقصاء ِوالتمييز- القومي الديني الأثني – والنظرة الدونية إلى الآخر في ظلِّ الأنظمة الاستبدادية أحادية الرأي والتفكيرالتي اتسمتْ بالشمول ِفي تدبيرالحكم والاستعلاء في الخطابِ والممارسةِ والاستخفاف في التعاطي مَعَ تطلعات الشعوب نحو التحول الديمقراطي والتعاطي مع مبادئها .
تأتي أهمية ثقافة التسامح وما تكرّسهُ منْ قيم ٍليسَ كواجب ٍأخلاقي فَحسب يَتمثلُ في الصفح والتعاون والشراكة والمحبة والأمن والسلام بلْ كواجب ٍسياسي وإنساني – يتضمن في جوهره الاعتراف بحق الآخر في التمتع بحقوق الإنسان - الذي من شأنه ِإثراء المجتمع وتماسكه وابرازوجَهه الحضاري والإنساني.
فالتسامح هو التحرر من عقدة الخوف تجاه الآخر ومن مشاعرالحقد والكراهية التي تثير التناقضات والانقسام لمجرّد الاختلاف في وجهات ِالنظر فيعتقد كل طرف بأنه ُيمتلكُ الحقيقة وأنّ من يخالفه ُفي الرأي هو على خطأ وقد يَتحول الاختلاف إلى خلاف ٍشخصي يفضي إلى العنف والانتقام من الآخر بدلاً من الانفتاح وقبول الآخربعيداً عن الأهواء الذاتية والمآرب الشخصية انطلاقا من مبدأ "رأيي صواب يحتمل الخطأ.. ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".. فكلنا معرّضون للخطأ وهوما عبرَعنهُ السيد المسيح في جوابه ِلأولئك الذين أدانوا المرأة لفحص أنفسهم أولاً إن كانوا بلا خطايا (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر!!)
أن ثقافة التسامح (اللاعنف) وما تفرضهُ من مفاهيم ٍ ورؤى حداثوية مثل حقوق الإنسان والمساواة والمواطنة تسهم في تخليص الفرد من ظواهر سلوكية تتمثل في الأنانية والقلق والتوتروالاكتئاب ومن كل الصيغ الفوقية في التعامل مع الآخروتعميق الشعوربالمسؤولية تجاه القضايا المصيرية والتحديات التي تكاد أن تقوض بنية المجتمع .
تبرزُالحاجة اليوم أكثرَمنْ أي وقت ٍمَضى إلى تعزيز ثقافة التسامح والوقوف على أسباب التقارب والمشتركات بَدلا من أسَباب الخلاف نظراً للظروف الاستثنائية - التي تستوجبُ توحيد الصف والموقف – وحالة الفوضى والتشاؤم والخوف من المجهول القادم التي تمرُّبها البلاد .
من الرسائل التي كتبها الفيلسوف جون لوك (رسالة التسامح 1632-1704) ترجَمَها عن اللاتينية د.عبد الرحمن بدوي تتلخصُ في دعوته ِإلى التسامح يقول فيها : (ليس لأيِّ إنسان السلطةُ في أن يفرض على إنسان آخر ما يجب عليه أن يؤمن به أوأن يفعله لأجل نجاة نفسه هو لأن هذه المسألة شأن خاص ولا تعني أيَّ إنسان آخران الله لم يمنح مثل هذه السلطة لأيِّ إنسان ولا لأية جماعة ولا يمكن لأيِّ إنسان أن يمنحها لإنسان آخر فوقه إطلاقًا )
كان الشيخ ابن تيمية قد وضعَ قاعدة للتسامح في حياته ِهي مقولته الشهيرة :" أحللتُ كل مسلم عن إيذائه لي" ويرددُ دائما ً: (من ضاق َصدرهُ عن مودتي وقصرت يدهُ عن معونتي كان الله في عونه ِوتولى جميع شؤونه وإن كل من عاداني وبالغ في إيذائي لا كدّر الله صفو أوقاته ولا أراه مكروهاً في حياته وإن كل من فرش الأشواك في طريقي وضيق عليّ السبل ذلل الله له كل طريق وحالفه النجاح والتوفيق)
من هنا تتطلب تضافر جهود جميع قوى الإنتاج المعرفي لإزالة التراكمات السلبية والتشوهات الفكرية لوأد الفتنة والحفاظ على التعايش السلمي وقراءة الواقع قراءة عقلانية على ضوء المتغيرات المتسارعة التي تشهدها المنطقة والعالم بغية خلق مجتمع أكثر عدالة ومساواة وتسامحاً وديموقراطية.
هي دعوة لاسترجاع "صحوة الضمير" والحب والجمال فهل من مجيبْ !!؟



#أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الأخلاق
- من هو المثقف الذي نحتاجه ؟؟
- غيمة رصاصية تمطر يوسف !!؟
- نص الظنون
- صديقي الغالي ديوجين
- هذيان
- في محراب جدتي نص أدبي
- شعر
- إبتهال
- نفحات في جدار الزمن
- فوتوغراف
- مناجاة
- في أربعينية يوسف حيدر
- الخاسر
- على وشك النرجس
- كأنه رهينك
- كاهن القلق
- سفير الحزن
- وردة الندم
- ثقافة الحوار


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حيدر - دعوة للتسامح !!؟