أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حيدر - انفلونزا الأخلاق














المزيد.....

انفلونزا الأخلاق


أحمد حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 5274 - 2016 / 9 / 3 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


انفلونزا الأخلاق

أحمد حيدر

جاء في سيرةِِِ الملك سيف بن زي يزن بأن المارد أرميش كان يفعل كل ماتطلبهُ منه بالمعكوس وعلى ذمة الشاعرالعراقي فاضل العزاوي أن قلتَ له :فكَّ وثاقي قيدك وأن حكيتَ سكتك وان طلبتَ منهُ أن يصعدَ بك إلى السماء هبط بك إلى الأرض وان قلتَ له :لا تقتلني قتلك لذلك يعتبر أرميش المخالف أول من أكتشف بأن العالم يسيرُ بالمقلوب ويستحق المارد أن نحني له قاماتنا أسوة بأقرانه: اينشتاين وأديسون وبل أكدت الوقائع البانورامية صحة رؤيته هذه في عصرنا المتقلب - الرديء- إذ تبدلت الرؤى واختلطت المعايير الغث بالسمين والصالح بالطالح والفاعل بالمفعول به الشريف صار لصا ُ واللص شريفاُ يحلف بمبادئه أمام الرفاق بمحاربة مراكز الفساد أينما وجدت والجبان صار مناضلا يقبع وراء القضبان يكتب يومياته في السجن وتاجر الدجاج يصير ثورياُ بامتياز يتقدم مسيرات الاحتجاج ضد ممارسات السلطة ويجلس في الصفوف الأمامية في المناسبات القومية والأعراس ويتحول الديمقراطي إلى أعتى ديكتاتور والديكتاتور من غلاة الديمقراطية ومن يعتدي على حقوق والديه وجيرانه وزوجته وأولاده وأصدقائه صار ناشطاُ يدافع عن حقوق الإنسان في منابره المردودة الثمن .
والبائسة التي فشلت في المطبخ وفي متابعة دراستها صارت تهتف في الاعتصامات والقاص القصير يكتب رواية من عدة أجزاء ينشرها على حلقات في جريدته التي تعنى بشؤون البيئة والمثقف الأممي يصبح قوميا (يأكل عند معاوية لقِدره ويصلي وراء على لقَدره) والمعارض السياسي يتحول إلى كاتب تقارير والممنوع من السفر يصول ويجول في العواصم ويصير الأجرب بقدرة قادر من وجهاء قومه.
ترتفع أسعار المواد الاستهلاكية يوماُ بعد يوم ويرخص سعر المواطن وعدو الأمس القريب يصير حليفاُ استراتيجياُ والسلفي ليبرالياُ والملحد تقياُ ورعاُ وإماما في المسجد يرتدي الجبة والعمامة إذا اقتضت المصلحة والمجاهدُ مُرابياُ والحزب الذي يكنى باليمين يصير تقدمياُ ويقود فريق المعارضة والحزب اليساري يستبدلُ شعار المطرقة والمنجل بشعار آخر ينسجمُ مع طبيعة المرحلة الجديدة ويصبحُ ملكياُ أكثر من الملك والبلشفي منشفياُ يدافعُ بضراوة عن الملكية الخاصة ويعلنُ في كونفرانس فرعيته الحزبية عن إعجابه الشديد بمواهب الرفيق غورباتشوف أثناء ظهوره في فيلم إعلاني عن البيتزا في أحد مطاعم واشنطن بالقرب من تمثال الحرية ويرى بأن الثورة والثروة وجهان لعملة واحدة وصاحب رأس المال يترحمُ على أيام صدور (البيان الشيوعي) وكومونة باريس وحصار لينينغراد ويحنُ إلى أيام شباب كاسترو ولحيته وسيجاره ويردد قصائد ناظم حكمت وأيمن أبو شعر ومايكوفسكي
ومن أسهم في انشقاق حزبه التاريخي إلى أحزاب وتكتلات وشلل ليحتفظ بكرسيه فقط يصير من دعاة وحدة الحزب وعودة الحزب إلى جماهيره وحريصاُ على كل ماتنشرها الجريدة المركزية لفصيله المعتدل من اتهامات واتهامات مضادة
لقد تنبه (البيركامو) لهذه العاهة التي شوهت عالمنا اليوم المليء بالمظالم والفجور والفساد والرذيلة والأقنعة والانحلال الخلقي وعدم التصالح مع الذات والازدواجية في الرأي وفي السلوك اليومي يقول في رائعته (الإنسان المتمرد) : " انظروا إلى جثة البراءة التي نصطدم بها أينما توجهنا أنها تعكس لنا عوراتنا ولكنها تظهر لنا جبننا أيضاُ نحن نرفض الجريمة ولكننا نستمر في ارتكابها وقد لانجد ضرورة لتبريرها أو تفسيرها "
فهل ينتبه البقية الباقية لهذه العاهة ؟؟





#أحمد_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو المثقف الذي نحتاجه ؟؟
- غيمة رصاصية تمطر يوسف !!؟
- نص الظنون
- صديقي الغالي ديوجين
- هذيان
- في محراب جدتي نص أدبي
- شعر
- إبتهال
- نفحات في جدار الزمن
- فوتوغراف
- مناجاة
- في أربعينية يوسف حيدر
- الخاسر
- على وشك النرجس
- كأنه رهينك
- كاهن القلق
- سفير الحزن
- وردة الندم
- ثقافة الحوار
- الأحزاب الكردية في سوريا بعد (49 ) عاما


المزيد.....




- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد حيدر - انفلونزا الأخلاق