أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الكبش وبعض تداعياته الاجتماعية














المزيد.....

الكبش وبعض تداعياته الاجتماعية


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 5270 - 2016 / 8 / 30 - 23:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




يقترب عيد الأضحى ،فتنشط دورة الاقتصاد المرتبط بكل مستحقاته من أكباش وأواني وأكل وملابس وحرف الرعي وتربية المواشي والسمسرة و الجزارة و حركة النقل لأنه عيد التجمعات العائلية بامتياز ,,,,,الخ
كما تنشط السرقة في الأسواق والتجمعات البشرية لأن اللصوص يتوقعون الحركة غير العادية للأموال والمذخرات بالنسبة للفئات الشعبية التي تتلهف لهذا العيد بكل ما أوتيت من حماسة واستعداد ,,,
وتنشط أيضا التوترات العائلية لدى الفئات غير الميسورة نظرا المفاوضات والجهد اللازم القيام به لتوفير الكبش ومصاريفه ,
بل تنشط النزاعات بين بعض الأزواج حول قيمة الكبش ونوعيته ومكان الاحتفال به ,مع العائلة أو وحدهم ,أية عائلة ،عائلة الزوج أم الزوجة ،والتنقلات التي يتطلبها الأمر والمصاريف المصاحبة لها ؟؟؟
كما تنشط أيضا حركة التسول بالنسبة لمن يستعمل هكذا مناسبة لاستدرار شفقة الآخرين لضمان خروف العيد والولائم المرتبطة به ,ولا أعني الفئة المحترفة للتسول أصلا ,,,,بل هناك فئات أخرى قد تتسم أوضاعها الاجتماعية بنوع من الهشاشة التي هي معطى مشترك لدى فئات واسعة من هذا الشعب ،هناك من يواجهها بترشيد نفقاته وحسن التدبير وحتى بالبحث عن موارد إضافية تضمن له تحقيق رغباته وايضا ماء الوجه أو فقط بالقناعة بما وجد علما ألا أحد سيبقى جائعا في عيد كهذا ,
لكن هناك فئة اخرى ،تتسع يوما عن يوم ،تجد في التسول المحرج مخرجا لهوسها وتتهافت على من تتلمس لديه شيئا من الرحمة بشكل مزعج ،بل يتحول لتسول ممزوج بالعنف اللغوي والإلحاح المقرف , وقد توجد هذه العناصر حتى ضمن الموظفين داخل الإدارات ,
وقد يزداد الإزعاج حدة عندما يكون هؤلاء مجموعة تستهدف نفس الشخص ,
هذا ما حدث لأحد أقاربي ، فهو إنسان متقاعد ويشفق باستمرار على فئة العاطلين وعرف بمساعدة المحتاجين على شراء كبش العيد علما أنه ليس متدينا وليس غنيا بل فقط يكفي حاجياته الخاصة ,هو فقط إنسان مرهف القلب ولا يتحمل رؤية إنسان في محنة
ولما عرف بذلك أصبح الكثيرون يترصدونه ويتنافسون على الفوز بمساعدته وينشطون في ابتداع الأساليب التي يبتزون منه المساعدة المالية بمناسبة وبدونها , مع الإشارة إلى أن هؤلاء المزعجين هم في كامل قواهم الجسدية وبإمكانهم ربح المال بعدة طرق في مدينة كالدار البيضاء لو شاءوا القيام بمجهود يضاهي مجهودهم في الحيل التي يبتدعونها لاستدرار مال غير مستحق ,
مع التوضيح بأن هؤلاء ليسوا فقراء للدرجة التي تدفعهم لهكذا تسول , فكلهم لديهم دخل معين و لهم جو عائلي و ظروف عيشهم لابأس بها من حيث المأكل واللباس والمصاريف الضرورية ,لو حرصوا على عزة النفس ,
الأغرب من ذلك أن فئة الطفيلين هذه ،أصبحت تجتمع قرب أحد الدكاكين , وتنسج استراتيجياتها لجمع المساعدات وتجاوزت هذا الشخص إلى أصهاره ،بل حددت حصة كل واحد منهم التي من المفروض أن يعطونها لأنهم موظفون وجعلوا من أبيهم العجوز القناة التي ستوصلهم لهدفهم , ولم يستثنوا حتى أحد أولاده الذي هو مريض بمرض عضال فقط لأن له أجرة يفترض أن يصرف منها على أصحاء كي يشتروا الكبش بقوة تكافل مفروض من أجل طقس ديني اختياري لمن يملك القدرة المالية فقط ,
ويجرنا الحديث إلى "إجبارية طقس كهذا في ظرف سيكون قاسيا لامحالة على جيوب أغلب المغاربة الذين سيواجهون الدخول المدرسي ومصاريفه والكبش ومصاريفه بعد العطلة ومصاريفها وزيادات الأسعار في العديد من المواد ومنها الكهرباء والماء الذي تجعل منه حرارة الطقس فاتورة مضخمة بشكل استثنائي نظرا لحجم الماء الذي أهدر في الاستحمام والغسل وتبريد المنازل ,,,.
لاشك بأن التكافل شيء مهم ولولاه لما استطاع المغاربة أن يتعايشوا مع أزمة اقتصادية تزداد تداعياتها يوما عن يوم . ذلك أن كل مغربي يشتغل بالضرورة على 5 أفراد في المتوسط ,
وهناك من يعول أسرته الأصلية ثم أسرته الجديدة بأجر محدود ويجعل من الترشيد والصبر سلاحه أمام تحديات مهمة كهذه
,,,,,,وفئات واسعة تتحمل وزر الهجرة الداخلية أو الخارجية وغربتها وأهوالها ووو كي تضمن المعيش لأهلها في مناطق لا تنمية فيها ولاهم يحزنون ,,,,,,
وهذه الفئات هي التي تكالبت عليها الحكومة وجعلتها تؤدي ثمن "إصلاحاتها المغشوشة " بالزيادات المتتالية في الأسعار والضرائب وكلفة المعيشة كي تغطي ولو جزئيا على كلفة الفساد والنهب والاختلاسات التي تمارسها الفئات المتحكمة في دواليب الاقتصاد والادارات والمؤسسات وتزداد ترفا وبذخا على حساب جحافل الفئات المكافحة والكادحة والمتحملة لضنك العيش بقوة القهر والصبر ,
وبدون تكافل عائلي نادرة هي العائلات التي تستطيع شراء كبش يتجاوز ثمنه المتوسط 3000 ده , رقم أعلى من الدخل الشهري الأدنى لفئات العمال والكادحين الذين هم أكثر تشبثا بهذا الطقس الباهظ الثمن ماليا واجتماعيا ,
سؤالي : هل من ضرورة للحفاظ على هكذا طقس في شروط اقتصادية واجتماعية كتلك التي يجتازها المغرب ؟؟؟
ألا يمكن التفكير في طريقة أخرى لتنفيذ هذا الطقس بشكل أقل كلفة وضغطا على جيوب الناس ونفسيتهم ...؟؟
أتذكر القرار الجريء للمرحوم الحسن الثاني بمنعه لهذا العيد ذات جفاف , وكان وقعه إيجابيا على فئات عريضة
أو ليس الدين يسرا لاعسرا ؟؟؟
وفي التيسير فليجتهد المجتهدون .



عائشة التاج , البيضاء ,المغرب



#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديان وسؤال الأخلاق
- قبل شاردة
- قراءة في رواية -أمير الفناء- الجزأ 2 الرموز والدلالات
- قراءة في رواية أمير الفناء لكاتبها : محمد يوسف زهرة ,
- انتصار للحياة
- أداعب أهداب الشوق .
- سؤال الحب ,
- رحماك أيتها الشمس
- استضافة من طيفي
- الحب في منظومتنا كائن هلامي ,
- اتركني ألتقط فيض النبض
- أتفقد بتلات الحلم كل صباح
- بهجة الأشياءوبهجة النفوس
- دكتاتورية الأعراف الاجتماعية
- ما أروعك لغتي
- أصل الكون أنثى
- زمن العراء
- قلادة من نبض
- احتفاء بالذكرى الخمسينية لمجلة أنفاس المغربية بالرباط
- أيا زنابق الربيع انبثقي تباعا ،تباعا ,


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عائشة التاج - الكبش وبعض تداعياته الاجتماعية