أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - فساد السلطات الثلاث في دولة هشة ومستعمرة!














المزيد.....

فساد السلطات الثلاث في دولة هشة ومستعمرة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 10:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن الواعون من بنات وأبناء الشعب العراقي بانتظار دليل جديد على الفساد المتنوع الأوجه الذي يشمل مجلس النواب كمؤسسة وبغالبية أعضاءه، وبقية سلطات الدولة العراقية، ومنها السلطة القضائية، التي أفرجت على عجل عن رئيس مجلس النواب والمتهم بالفساد، حتى أن رئيس السلطة التنفيذية الفاسدة استغرب من هذه السرعة في إصدار قرار عن القضاء العراقي، والذي لم يسبق له مثيل في سرعته.
ولكن الجديد في ما قدمه مجلس النواب للشعب العراقي هو أن العراق أصبح، ومنذ بدء سنوات حكم الجعفري ونوري المالكي حتى الآن، مستعمرة إيرانية فعلية. فما أن زار رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، إيران والتقى بالقادة الإيرانيين المسؤولين عن السياسة الإيرانية بالعراق وقدم لهم الولاء التام والتعاون الكامل مع نوري المالكي ورهطه، حتى صدر عن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية وبقية القادة الإيرانيين القرار بدعم رئيس مجلس النواب العراقي ومعاقبة وزير الدفاع العراقي الذي تجرأ، ولأي سبب كان، على اتهام رئيس مجلس النواب وبعض الفاسدين فيه، رغم كثرتهم الكاثرة، بالفساد المالي والوظيفي! وما أن عاد التابع الجديد إلى العراق حتى بُلَّغت جميع الأحزاب الإسلامية السياسية العراقية بقرار القيادة الإيرانية، ومن خلالهم بُلّغ جميع أعضاء مجلس النواب من أتباع هذه الأحزاب وإيران بقرار إيران. وما كان من أغلبهم إلا التصويت في صالح سحب الثقة عن وزير الدفاع العراقي. وهكذا انتهى مجلس النواب إلى تأكيد حقيقة أساسية واحدة هي إن القيادة الإيرانية تعتبر اللاعب الأول والرئيسي في السياسة العراقية وفي الاقتصاد العراقي وفي المجتمع، إضافة إلى دور إيران العسكري المباشر وغير المباشر، من خلال المليشيات الطائفية المسلحة التي تشكل الهيكل الفعلي للحشد الشعبي بالعراق. لم يأخذ جميع الأحزاب الإسلامية السياسية بقرار إيران، بل بعضهم رفضه، بغض النظر عن موقفه العام من إيران وقادتها.
وكم ينطبق قول الشاعر الرصافي الخالد الذي قاله قبل ثمانين عاماً ينطبق تماماً على مجلس النواب العراقي الخائب والعلم والدستور:
علم ودستور ومجلـس أمـة كل عن المعنى الصحيح محرف
من يأتِ مجلسنـا يصدّق أنه لـمُـرادِ غيـر الناخبيـن مؤلّــفُ
أفهكذا تبقى الحكومة عندنا كلَماً تمـوَّهُ للورى وتُزخرَفُ
لقد رفضت كتلة الأحرار والتحالف الكردستاني وكتلة المجلس الأعلى التصويت إلى جانب سحب الثقة، واتهم السيد مقتدى الصدر المجلس النيابي بالفساد وأولئك الذين صوتوا إلى جانب سحب الثقة من العبيدي. وهو على حق في هذا الأمر. وفشل طلب أولئك الذين أرادوا سحب الثقة عن رئيس مجلس النواب باعتباره فاسداً، لأن الأكثرية التابعة لإيران ليست إلى جانب هذا القرار. إنها المصيبة بعينها أن يعود العراق تحت سطوة إيران مرة أخرى، إذ تذكرنا بالعهد الصفوي بالعراق وما عاناه تحت وطأتها، ومن ثم سقوطه تحت الهيمنة العثمانية والتي كانت معاناته أقسى وأطول.
وبوعي عميق وسليم ومؤثر خرجت مظاهرات يوم الجمعة المصادف 26/8/2016 ببغداد ومحافظات الوسط والجنوب وهي تندد بقوة وحزم بقرار سحب الثقة لا دفاعاً عن وزير الدفاع العراقي، بل لتؤكد فساد مجلس النواب المحمي من الفاسدين وإيران، ومن بقية السلطات الفاسدة بالدولة العراقية الهشة والمستعمرة. وسيتسع هذا الوعي تدريجاً ليشمل المزيد من أبناء الشعب العراقي ولينكشف زيف الذئاب التي فتكت بالناس آلاف القرون ولم تترك البشر مع دينهم والرب الذي يعبدون. لنتذكر هذا المقطع من قصيدة شاعر الشعب الراحل محمد صالح بحر العلوم حين كتب بصواب:
ليتني أستطيع بعث الوعي في بعض الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
ومن أنآس (أو مآسٍ) تقتل الحق وتبكي:
أين حقي



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكرى السبعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني والموقف من التج ...
- المالكي والفواجع التي ألحقها بالشعب العراقي!
- ما الموقف المطلوب من مشكلات المناطق المتنازع عليها بالعراق؟
- خسارة شعب العراق ليهوده وخسارة يهود العراق لشعبهم العراقي
- مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!
- بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف
- المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب
- عصبة مكافحة الصهيونية بالعراق والموقف من قضية فلسطين والتقسي ...
- في الذكرى الثمانينية لميلاد الصديق الطبيب والكاتب د. حامد فض ...
- جامعتنة العربية -الما لمتنة- ومؤتمر قمتها ال 27!
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق..؟ الحلقتان السابعة والث ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الخامسة وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير ..؟ الحلقة الرابعة - النهج الاست ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الثانية وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق ....؟ الحلقة الأولى (1 - ...
- عواقب المحاولة الانقلابية على الحياة السياسية بتركيا
- المسيحيون جزء أصيل من أهل العراق [مشروع كتاب]
- من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟
- قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!


المزيد.....




- كتائب القسام تقصف مدينة بئر السبع برشقة صاروخية
- باستخدام العصي..الشرطة الهولندية تفض اعتصام جامعة أمستردام ...
- حريق في منطقة سكنية بخاركيف إثر غارة روسية على أوكرانيا
- ألمانيا تعد بالتغلب على ظاهرة التشرد بحلول 2030.. هل هذا ممك ...
- في ألمانيا الغنية.. نحو نصف مليون مُشّرد بعضهم يفترش الشارع! ...
- -الدوما- الروسي يقبل إعادة تنصيب ميخائيل ميشوستين رئيسا للوز ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 4 جنود إضافيين في صفوفه
- مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي يقرر توسيع هجوم الجيش على رفح
- امنحوا الحرب فرصة في السودان
- فورين أفيرز: الرهان على تشظي المجتمع الروسي غير مُجدٍ


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - فساد السلطات الثلاث في دولة هشة ومستعمرة!