أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف














المزيد.....

بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




منذ سنوات والحركة المدنية الديمقراطية العراقية تؤشر بإصرار، بل بعناد صائب، وموضوعية، إلى مواقع الخلل الكبرى بالدولة العراقية، مواطن الخلل القاتلة، التي أصابت بالأساس حياة وحقوق الشعب الكادح وحرياته وكرامته بشكل مباشر. لقد وضعت الحركة المدنية يدها على الجرح الكبير النازف دوماً، على النظام السياسي الطائفي القائم وعلى القاعدة المحاصصية، التي تعمل بها الأحزاب الإسلامية السياسية والقومية العربية والكردية، والتي أدت بدورها وبشكل مباشر إلى تفاقم الإرهاب والفساد، وكانت الحصيلة: المزيد من القتلى والجرحى في صفوف الشعب العراقي وخاصة في صفوف الكادحين والفقراء والمعوزين من جهة وتجويع ذات الفئات الشعبية التي كانت هدف الموت اليومي من جهة أخرى، والمزيد من الخراب والدمار وتغييب التنمية كلية وتراجع الخدمات العامة عن الكادحين، وليس المنطقة الحرام ، الخضراء، من جهة ثالثة.
وعندما تفاقم الوضع انفجرت جماهير شعبية واسعة في شهر شباط من العام 2011 لتتظاهر بحماس ومسؤولية، معلنة رفضها للحكومة العراقية وسياساتها وفساد النظام السياسي القائم ومجلس النواب والقضاء العراقي، وطالبت بالتغيير، فتوجهت له الأجهزة القمعية بالضربة الموجعة التي نعرفها جميعاً، فاعتقل من اعتقل واستشهد من استشهد، وبقي بطل الضربة الموجعة ضد الشعب، المستبد بأمره نوري المالكي وتحالفه وجلاوزته في الحكم. لم يكن تراجع الحركة ناتجاً عن خطأ في الاستراتيج والتكتيك ارتكبته، أو خطأ في الأهداف التي رفعتها الجماهير بإصرار، بل بسبب ضعف الحركة وضعف المؤازرة الشعبية للمتظاهرين وبطش السلطة الفاسدة وأحزابها الأكثر فساداً.
أما اليوم فنحن أمام حركة مدنية ديمقراطية شعبية قادرة على الصمود لفترة أطول، وقادرة على توعية المزيد من البشر بأوضاع العراق الكارثية والمأزومة. وبوصلة الحركة كانت وما تزال صائبة وصادقة ولم تخطء الهدف ولا الوسيلة، ولكنها ما زالت ضعيفة وبحاجة إلى المزيد من التوعية والتثقيف والتعبئة ومزيد من الشبيبة العراقية من النساء والرجال للمساهمة بالحراك الشعبي وتطويره وتنويعه، وخاصة من الفئات الشعبية الكادحة والمتضررة من وجود هذا النظام الطائفي ومحاصصاته، ومن استشراء الفساد والإرهاب والحرمان والموت المستمر. وعلى الحركة أن لا تلتفت لأولئك الذين يساهمون بصورة موسمية ومزاجية غريبة مترددين وخائفين من انفلات الحركة الشعبية من أيديهم وعواقبها على وجود التحالف الشيعي في السلطة أصلاً.
واليوم اكدت جلسة مجلس النواب لاستجواب وزير الدفاع خالد العبيدي من جديد على إنها كانت وما تزال صائبة ودقيقة في تشخيص طبيعة الحكم الفاسد وحكامه وسقوط الغالبية العظمى منهم وبصورة كارثية في مستنقع الفساد والرذيلة، ونهب موارد الشعب وتجويعه. نحن أمام لوحة مريعة قاتمة لنظام سياسي يعود لقرون خلت، يحكم الشعب بالخداع وتحت واجهات دينية مزيفة ومشوهة كانت وما تزال قادة على تزييف وعي الناس وإضعاف قدرتهم على إدراك واقعهم المأساوي المرير.
لقد كشف خالد العبيدي ما كان معروفاً للكثير من الناس منذ سنوات، وبخاصة للمتظاهرين أيام الجمعة من كل أسبوع. وإذا كان هذا الكشف قد سلط على مجموعة صغيرة من أقطاب الأحزاب الإسلامية السياسية السنية، وخاصة الحزب الإسلامي (جماعة الإخوان المسلمين بالعراق)، فأن ما لم يطرح عن بقية هذه القوى السنية والقومية العربية من جهة، وعن الأحزاب الإسلامية الشيعية والأحزاب الكردستانية، والتجار والمقاولين والعقاريين السماسرة من جهة ثانية، أكثر بكثير مما عرض في مجلس النواب من جانب وزير الدفاع حتى الآن.
لم تعد تنفع المساومة مع الحكام الفاسدين، ولم يعد مقبولاً التحري عن، أو المطالبة بـ "عملية ترقيع" الحكومة الراهنة بوزراء تكنوقراطيين نظيفين، فهم لن يكونوا سوى براغي غير فاعلة في مفاصل غير مهمة في الماكنة الفاسدة المتحركة بإرادة الأحزاب الفاسدة وغير الشرعية في الدولة العراقية بسلطاتها الثلاث، استناداً إلى الدستور العراقي الذي يحرم قيام أحزاب سياسية على أسس دينية – طائفية مدمرة لوحدة الشعب ونسيجه الوطني وإرادته الحرة. وأرى إن الحركة المدنية الديمقراطية السلمية قد أدركت هذه الحقيقة المرة، وعليها أن تعمل بها، وإلا فالطريق نحو الخلاص من الطائفية المقيتة الحاكمة أكثر وعورة وأكثر تدميراً وقتلاً في أبناء الشعب وأكثر فساداً وسطوة على المال العام وتجويع الشعب.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب
- عصبة مكافحة الصهيونية بالعراق والموقف من قضية فلسطين والتقسي ...
- في الذكرى الثمانينية لميلاد الصديق الطبيب والكاتب د. حامد فض ...
- جامعتنة العربية -الما لمتنة- ومؤتمر قمتها ال 27!
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق..؟ الحلقتان السابعة والث ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الخامسة وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير ..؟ الحلقة الرابعة - النهج الاست ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الثانية وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق ....؟ الحلقة الأولى (1 - ...
- عواقب المحاولة الانقلابية على الحياة السياسية بتركيا
- المسيحيون جزء أصيل من أهل العراق [مشروع كتاب]
- من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟
- قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!
- الفقر والجهل والمرض منتجات اللاديمقراطية والاستبداد!
- في انتظار رد الشعب على بيع مصر
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!
- الآراء والمواقف المتباينة إزاء الأوضاع بإقليم كردستان العراق ...


المزيد.....




- كيف صُنع مضاد سم للأفاعي -لا مثيل له- من دم رجل لُدغ 200 مرة ...
- الأمير هاري بعد خسارة دعوى امتيازاته الأمنية: العمر قصير وأر ...
- ترامب ينشر صورة له أثارت زوبعة: -الرجل الذي خرق الوصايا الـع ...
- مقتل عدة أشخاص في خان يونس والجوع يهدد حياة أطفال غزة
- تركيا .. استخدام القضاء كسلاح ضد الصحفيين
- موقع: فيتسو أجرى تعديلات مفاجئة في جدول أعماله مؤخرا
- الولايات المتحدة.. انقلاب شاحنة محملة بعملات معدنية
- 7 قتلى إثر اصطدام شاحنة بحافلة سياحية في الولايات المتحدة
- الجيش الباكستاني ينفذ تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي
- سوريا.. آثار القصف الإسرائيلي على مدينة إزرع


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف