أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!














المزيد.....

مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 22:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




يستحيل أن تجد دولة في هذا العالم، رغم وجود عشرات الدول الفاسدة فيه، فاسدة كدولة العراق بسلطاتها الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضاء، ويستحيل أن تعثر على دولة تضحك على ذقن شعبها المستباح في مشارق الارض ومغاربها كدولة العراق، ويستحيل ان تجد، في هذا العالم الرحب بملياراته السبعة من البشر، اناسا فاسدين بوحشية كما بالعراق. كما يستحيل أن تعثر على دولة وصل فيها حجم الفساد المالي كما وصل اليه بالعراق خلال السنوات العشر المنصرمة. والمجتمع بات يؤكد، إن دولة العراق الهشة، فاسدة بنظامها وحكامها والغالبية العظمى من سياسييها وتجارها وشركاتها وبنوكها والمسؤولين من أعضاء الأحزاب الحاكمة والمؤثرة في السياسة العراقية المزرية.
قُتل مئات الألوف من العراقيات والعراقيين خلال السنوات الاثني عشر المنصرمة، واُغتيل الألوف منهم بأدوات مختلفة، ونهبت المليارات من الدولارات الامريكية من خزينة الدولة العراقية، فشُكلت لها لجان تحقيقية كثيرة، ولكنها لم تخرج خلال السنوات العشر المنصرمة بنتيجة فعلية تكشف عن القتلة والحرامية لأنهم منهم فيهم. ولكنها وبسرعة خاطفة استطاعت ان تقرر الإفراج بأقل من عدة ساعات عن رئيس مجلس النواب العراقي، بسبب عدم كفاية الأدلة، وستفرج السلطة القضائية طبعاً عن بقية النواب والتجار الذين وجه لهم وزير الدفاع تهمة الفساد والوساطة غير المشروعة ... الخ.
وعلى وفق مطبخ المساومات ستتم الإطاحة بوزير الدفاع، الذي وجه الاتهامات لرئيس مجلس النواب وبعض النواب والتجار، لكي لا يتكرر المشهد الذي حصل في مجلس النواب من جانب وزراء آخرين، فمثل هذه الممارسات في بلد الفساد الفاحش والرثاثة السائدة محرمة ولا يجوز لها ان تتكرر.
مساومات السلطات الثلاث بالدولة العراقية مخزية إلى حد اللعنة ومذلة للشعب العراقي، ولكن لا حياء لمن فقد الحياء أصلا. فالنهب والسلب جار على قدم وساق دون حياء من جانب حكام العراق والكثير من سياسييه وقضاته من جهة، وعدد الذين تحت خط الفقر من بنات وأبناء الشعب العراقي بارتفاع مستمر ومتسارع من جهة اخرى، فما العمل؟ علينا هنا ان نتذكر قول الصحابي الشهيد، الذي استشهد على يد معاوية بن أبي سفيان عملياً، أبو ذر الغفاري: "عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه".
وبالأمس (5/8/2016) أعلنت أمانة بغداد منح منزل مؤسس النظام المالي في العراق وأول وزير مالية في حكوماته ساسون حسقيل، وسط بغداد، لأحد المستثمرين بعد هدمه، وعدت أن المنزل "غير تراثي"، في حين اتهمتها وزارة السياحة والآثار بـ"التجاوز على القانون" باستثمار منزل تراثي." (جريدة المدى، 6/8/2016). فهل يحق لأمانة بغداد ارتكاب مثل هذه الجريمة بذاكرة العراق الحضارية، وهل هو جهل بالتراث وأهميته، أم عنصرية المسؤولين عن اتخاذ هذا القرار؟ فساسون حسقيل واضع النظام المالي العراقي وصاحب المطالبة بدفع ثمن البرميل من النفط ذهباً وليس بالسنتات الإسترلينية. إنها جريمة عنصرية خبيثة، لأن فقيدنا الطيب الذكر ساسون مواطن عراقي فذ ووطني غيور ويهودي الديانة!
إن الحراك المدني الشعبي يواجه دولة فاشلة ورثة، وهي غير قادرة على إصلاح ذاتها، بحكم طبيعتها والمصالح التي تمثلها وتدافع عنها، دولة تبرهن يوما بعد آخر بأن نظام الحكم الطائفي المحاصصي فيها ظالم ومستبد ورث وغير قابل للإصلاح، لأن بذرة موته كامنة فيه وفي نهجه وسياساته. وكشف طبيعة هذا النظام ونهجه وسياساته من مهمة هذا الحراك المدني والقوى المدنية والسياسية المؤيدة له. فمواصلة التظاهر وإيجاد أساليب جديدة لتحفيز الشعب على النضال الحازم والهادف للتغيير، اصبحت من المهمات التي لا تحتمل التأجيل. والشعب بحاجة الى خلق حركة مدنية شعبية ديمقراطية في مقدورها الوصول الى المزيد من البشر الكادح بأساليب غير تقليدية وجديدة قادرة على إقناع الناس بأن سكوتهم على ما يجري من اغتصاب لإرادتهم ومصادرة فعلية لمصالحهم ومستقبل الأجيال القادمة، سيزيد الحكام تجبرا وفسادا ورثاثة، وسيعيد إنتاج الرثاثة من استبداد وفساد وإرهاب، ومن فقر وجوع وحرمان في آن واحد.
الحراك المدني الشعبي بحاجة الى الاقتراب أكثر فأكثر من الناس الكادحين والمثقفين وابناء الفئات الوسطى، بحاجة ماسة الى شبيبة، ذكور وإناث، مقدامة جريئة وواعية وفاعلة. لا يمكن ان يتغير الوضع دون حركة جماهيرية عارمة، فالحركة ما زالت حتى الآن تقف على مسافة غير ملتصقة بأوسع الجماهير، ولكن في الحركة التي يخوضها المتظاهرون والمحتجون بركة، وهي القادرة على اجتراح المعجزات. الشعب هو الأمل، رغم ما يعانيه من تشويه وتزييف لوعيه ومصالحه وإرادته، وعلينا العمل عليه ومعه ويدا بيد صوب التغيير الذي لا خيار غيره والذي يوفر مستلزمات الإصلاح الجذري لواقع العراق الراهن.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوصلة الحراك المدني الشعبي لم تخطء الوسيلة والهدف
- المغزى الحقيقي لجلسة استجواب وزير الدفاع في مجلس النواب
- عصبة مكافحة الصهيونية بالعراق والموقف من قضية فلسطين والتقسي ...
- في الذكرى الثمانينية لميلاد الصديق الطبيب والكاتب د. حامد فض ...
- جامعتنة العربية -الما لمتنة- ومؤتمر قمتها ال 27!
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق..؟ الحلقتان السابعة والث ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الخامسة وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير ..؟ الحلقة الرابعة - النهج الاست ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق...؟ الحلقتان الثانية وال ...
- وماذا بعد الانتصار والتحرير بالعراق ....؟ الحلقة الأولى (1 - ...
- عواقب المحاولة الانقلابية على الحياة السياسية بتركيا
- المسيحيون جزء أصيل من أهل العراق [مشروع كتاب]
- من المسؤول عن ضحايا الكرادة وغيرها بالعراق؟
- قضايا ملتهبة تستوجب الحل لتأمين الوحدة الوطنية
- قادة البيت الشيعي يسترخصون دماء الشعب!
- الفقر والجهل والمرض منتجات اللاديمقراطية والاستبداد!
- في انتظار رد الشعب على بيع مصر
- الشعب العراقي ومهماته الملحة...
- الرفيق عزيز محمد في حواره الممتع مع الصحفي حمدي العطار (الزم ...
- الأحزاب الإسلامية السياسة ورعاع العراق!!!


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مساومات الدولة وأفعالها مذلة للشعب العراقي!!