أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام موسى - ترامب وكلينتون : وجهات نظر متعارضة حول ألمانيا















المزيد.....

ترامب وكلينتون : وجهات نظر متعارضة حول ألمانيا


إسلام موسى

الحوار المتمدن-العدد: 5267 - 2016 / 8 / 27 - 18:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


درجت ألمانيا خلال السنوات السابقة على أنها واحدة من الدول التي لا تشكل موضوعاً هاماً في سياسات وبرامج المرشحين المحتملين لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، على الجانب الأخر دائما ما كانت تصنف الدول التي تذكر بشكل متكرر في برامج هؤلاء المرشحين على أنها دول معادية للولايات المتحدة، إما بسبب كونها بلدان ينظر لها على أنها مصدر تهديد للولايات المتحدة كإيران وكوريا الشمالية، أو بلدان تقوم فيها الولايات المتحدة الأمريكية بأنشطة عسكرية ضد عنصر واحد أو عناصر متعددة داخل تلك الدول كالعراق وأفغانستان.

ولهذا السبب كانت تذكر الدول الأوروبية بما فيها ألمانيا بشكل نادر و عرضي في حملات المرشحين للإنتخابات الأمريكية، فعادةٍ ما كانت تُحسم جولات الإنتخابات الرئاسية الأمريكية من خلال تركيز المرشحين المحتملين على قضايا وملفات داخلية، كالوضع الإقتصادي الداخلي على سبيل المثال. ولكن بسبب الطبيعة المختلفة للإنتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية عن الإنتخابات التي سبقتها من قبل، وجدت ألمانيا نفسها – وعلى غير العادة – أنها أصبحت تلعب دوراً بارزاً في سباق الإنتخابات الأمريكية الحالي لا مثيل له في التاريخ الحديث.

دور فريد من نوعه

" هذا وضع غير مسبوق في السياسة الأمريكية " تصريح من قبل جيفري أندرسون مدير مركز بي إم دبليو للدراسات الألمانية والأوروبية بجامعة جورج تاون. " وجود ألمانيا في الوقت الراهن في صلب السباق الرئاسي الأمريكي لهو تطور فريد من نوعه " تصريح أخر من قبل مايكل جون ويليامز مدير برنامج العلاقات الدولية في جامعة نيويورك.

مما سبق عرضه يتضح أن هناك إتفاق عام بين الباحثين في تاريخ العلاقات السياسية الأمريكية - الألمانية على أن ألمانيا لم تكن تشكل في يوماً ما موضوعاً رئيسياً لتتناول في سباقات الرئاسة الأمريكية الماضية بإستثناء فترات محددة من التاريخ الحديث و المعاصر، كأزمة الصواريخ الأوروبية في أواخر عام 1970، وإعادة توحيد ألمانيا في عام 1989، ومعارضة ألمانيا للتدخل الأمريكي في العراق في 2003. ويتفق الباحثين مرة أخرى أنه على الرغم من أهمية تلك الأحداث التي تم ذكرها وتأثيرها المباشر على الإنتخابات الأمريكية في حينها، إلا أنها لم تصل إلى الدرجة من الأهمية التي أصبحت عليها ألمانيا اليوم كموضوع متكرر في خطابات المرشحين الأمريكيين.

تدين ألمانيا وعلى رأسها المستشارة " أنجيلا ميريكل " إلى هذا الإهتمام غير المسبوق بها في هذا السباق الحالي من الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، إلى المرشح الجمهوري غير العادي " دونالد ترامب "، الذي لا يتوانى على إقحام ألمانيا بشكل مستمر و مثير للجدل أثناء خطاباته المتكررة، حيث نجح ترامب في إجبار ألمانيا - وهى الدولة التي تحاول زيادة نفوذها السياسي والإقتصادي على الساحة الدولية - على أن تكون موضوع خلافى في صراعه مع منافسته الديمقراطية " هيلاري كلينتون ".

الهجرة والإرهاب

يرى عدد من السياسيين الألمان والأمريكيين أنه قياساً على الأجندة السياسية لمعظم الحملات الإنتخابية المختلفة، أن الأجندة الإنتخابية لترامب فيما يخص ألمانيا يشوبها عدم الدقة والإلمام في تصوير الأوضاع داخل ألمانيا كما هى بالفعل. فيرى هؤلاء أن ترامب عندما يتحدث عن ألمانيا يركز فقط وبشكل حصرى على موضوع رئيسي واحد ألا وهو الهجرة والإرهاب داخل ألمانيا. وبصرف النظر أن الأخطاء المتكررة التي وقعت فيها المستشارة الألمانية فيما يخص ملف الهجرة والإرهاب، إلا أن هؤلاء السياسيين يرون أن ترامب يستخدم لهجة لاذعة في إنتقاد ميركل وسياستها، حيث أدلى بتصريح يهاجم فيه ميركل في مقابلة أجراها في أكتوبر الماضي قائلاً " كنت دوما على إعتقاد بأن ميركل قائدة عظيمة لألمانيا، لكن ما تفعله الأن بالألمانيا لهو الجنون بعينه "، وذلك على خلفية القرار التي إتخذته ميركل في العام الماضي بالسماح لأكثر من مليون لاجئ بالدخول إلى الأراضي الألمانية، وفي نفس المقابلة صرح قائلاً " أتوقع أن يقدم هؤلاء اللاجئون على القيام بأعمال شغب داخل الأراضي الألمانية ". وعندما قامت مجلة " التايم " بتسمية ميركل كشخصية العام في ديسمبر الماضي، خرج ترامب مصرحاً بأنهم إختاروا الشخصية التي تعمل جاهدةٍ علي تخريب ألمانيا.

إسقاط الحكومة

بعدم مرور ثلاثة أشهر على تصريحات ترامب التي تنبأ من خلالها بحدوث عمليات شغب من قبل اللاجئين صدقت توقعاته حيث قام عدد من اللاجئين العرب بالتحرش بمئات الألمانيات عشية ليلة رأس السنة الميلادية بمدينة كولن الألمانية، ليخرج ترامب مرة أخرى معلقاً على تلك الأحداث قائلاً " الألمان سيثورون على هذا الوضع، الشعب الألماني سيسقط حكومة هذه المرأة ( أنجيلا ميركل )، أن لا أعلم كيف تفكر هذه السيدة !. "، وفي مايو من هذا العام وصف ترامب ألمانيا بأنها أصبحت تَعج بالجريمة الأن.

وفي معرض تصريحاته حول " البريكزيت" البريطاني في شهر يونيو الماضي، تكهن ترامب بقيام عدد من الألمان بالهجرة إلى خارج ألمانيا حيث وصف قائلاً " هذا هو الشعب الذي طالما كان فخوراً بأنه ألمانياً لدرجة تفوق الخيال، هذا هو الشعب الذي ظن في فترة من التاريخ أنه الشعب الأعظم على الإطلاق، هذا الشعب الأن يتحدث عدد كبير منه عن مغادرة ألمانيا ". وفي يوليو الماضي حمل ترامب السلطات الفرنسية والألمانية المسئولية الكاملة تجاه ما يحدث داخل بلادهما من هجمات إرهابية، وإقترح ترامب على السلطات الأمريكية أن تقوم بعملية تفتيش وتدقيق شديد عند دخول مواطني هاتين الدولتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وخلال هذا الأسبوع أعلن ترامب أن منافسته هيلاري كلينتون تريد أن تصبح ميركل أمريكا، وهذا إن حدث ستصاب أمريكا بالكارثة الكبرى المتمثلة بالهجرة الضخمة إلى الأراضي الأمريكية كما حدث من قبل في ألمانيا، حيث وصف ترامب معدلات الجريمة في ألمانيا بأنها قد وصلت إلى مرحلة لم يكن أحد يتوقعها على الإطلاق.

سياسة التورية

بسؤال جيفري أندرسون مدير مركز بي إم دبليو للدراسات الألمانية والأوروبية حول رأيه في التصور الشخصي لترامب للأحداث في ألمانيا ولسياسات المستشارة الألمانية تحدث قائلا " لا يوجد أى تطابق بينهما، تصوره لا يعبر عن الواقع " كما أشار أن الأوضاع في ألمانيا ليست بهذا السوء الذي يصوره ترامب ويروج له. وأضاف " أراء ترامب حول الأوضاع في ألمانيا هو نوع من سياسة التورية التي يتبعها للإضرار بألمانيا "، حيث يقصد أندرسون بهذا أن ترامب يروج لتصورات ظاهرها حماية الشعب الألماني من خطر الإرهاب وباطنها هو تقليب قطاعات واسعة من الشعب الألماني ضد سياسات التنوع العرقي والديني والثقافي التي تتبعها المستشارة الألمانية ميركل.

ويتابع أندرسون قائلاً " ترامب يهدف بإستمرار على إلى إظهار أوروبا على أنها في حالة ضعف، و إظهار ألمانيا على أنها على شفا الإنهيار، وتحميل ميركل المسئولية في إضعاف ألمانيا، وبما أن ألمانيا هى الدولة القائدة داخل الإتحاد الأوروبي، فإن ميركل تتحمل بالتبعية مسئولية إضعاف أوروبا ككل " ويكمل أندرسون " بالطبع لم يصرح ترامب بشكل مباشر بهذه الكلمات من قبل، ولكن خطاباته السياسية التي يعتمد خلالها على سياسية التورية تُعَبر عن هذا المضمون دون أدنى شك ". ويَرى أندرسون أن أراء ترامب تناشد غريزة أساسية في البشر، ألا وهى غريزة الخوف، وتعمل على تعزيزها من خلال إستهدافها لقاعدته الجماهيرية الداعمة له بشدة، والتي تَرى بأن ألمانيا في طريقها إلى أن تصبح جمهورية إسلامية.

حليف ومنافس

على الجهة المقابلة، وخلافا لمنافسها الجمهوري ترامب تَذكر هيلارى كلينتون المرشحة الديمقراطية للإنتخابات الأمريكية في 2016 ألمانيا خلال خطابتها بشكل إيجابي، حيث تصفها بالدولة الحليفة والصديقة للولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في نفس الوقت تصفها بالمنافس الإقتصادي القوي والنموذج الذي يجب أن يُحتذى به إقتصادياً.

في خطاب لمكافحة الإرهاب في مايو الماضي، تحدثت كلينتون عن تقاسم العبء العسكري قائلة " نود أن نرى المزيد من الدول الأوروبية تستثمر في مجالى الدفاع والأمن، على غرار ألمانيا "، وفي خطابها الأخير عن الإقتصاد ذكرت كلينتون كلاً من " ألمانيا، واليابان، وإيطاليا " كنماذج يجب أن يُحتذى بها في الحفاظ على معدلات الوظائف الصناعية. وفي نفس الخطاب ذكرت كلينتون " ستَحتل دولة ما في القرن الحادي والعشرين المكانة الأولي كقوة عظمى في إمتلاك الطاقة النظيفة، مما سيخلق لهذه الدولة ملايين من فرص العمل والإستثمار، وستكون هذه الدولة عى الأرجع إما الصين، أو ألمانيا، أو أمريكا، .. بالطبع أريدها أن تكون نحن ! ".

وجهات النظر المتنافسة

يتساءل بعض الباحثين عن وجهة النظر الأقرب إلى عقلية الشريحة المؤيدة لكلا الطرفين، وهم الناخبون الأمريكيون ؟ هل هى وجهة نظر ترامب الذي يُسَوق من خلالها ألمانيا كأنها بلد أفشلتها سياسات ميركل، وعلى خطوات قليلة من إندلاع ثورة بها ؟ أم وجهة نظر كلينتون الوردية عن ألمانيا كحليف أوروبي قوي، ونموج ومنافس إقتصادي يجب الإستفادة منه ؟ تبدوا الإجابة سهلة بعض الشيئ إذا إفترضنا أن كلا المعسكرين المتحمسين لترامب وكلينتون سيتمسكان بوجهتى النظر الخاصة لمرشحيهما المفضلين حول ألمانيا، لكن ماذا عن الشريحة التصويتية التي مازالت لم تقرر بعد إعطاء أصواتها الإنتخابية لأيٍ منهما ؟.

يعتقد أندرسون أن الشريحة التصويتية التي مازالت لم تقرر بعد إعطاء أصواتها الإنتخابية سواء لترامب أو لكلينتون، سيتعزز لديها في وقتٍ لاحق صورة ذهنية عن ترامب مَفَادها أنه مرشح غير متزن، ويفتقر إلى الخبرة والإلمام بتفاصيل المشاكل السياسية الدولية المعقدة. لكن جون ويليامز مدير برنامج العلاقات الدولية في جامعة نيويورك يختلف مع أندرسون حول هذا الطرح حيث يقول " حتى بالنسبة لأولئك الذين يقفون على الحياد حتى الأن، ولم يقرروا بعد لأى معسكر سيتجهوا مستقبلاً، فإنهم يشعرون بقلق عميق حيال الأمن والإرهاب داخل الولايات المتحدة، لذا فإنهم يجدون بعضاً من الطمأنينة في رسائل ترامب".


مترجم عن مقال بعنوان " When Trump and Clinton talk about Germany two worlds collide "
المقال الأصلى : http://www.dw.com/en/when-trump-and-clinton-talk-about-germany-two-worlds-collide/a-19485855?maca=en-rss-en-all-1573-rdf



#إسلام_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تصبح مارين لوبان رئيسة فرنسا في 2017 ؟
- هل تصبح مارين لوبان رئيسة فرنسا القادمة في 2017 ؟
- هل تصبح مارين لوبين رئيسة فرنسا في عام 2017 ؟
- الإدخار ومشكلة الإنتاج في مصر
- العلاقات المصرية السعودية في ضوء سياسة التوازنات الإقليمية
- عقدة الذنب : سياسات ألمانيا تجاه اللاجئين
- نبذة عن نشأة الأحزاب السياسية في ألمانيا بعد الحرب العالمية ...
- مصريين في الظل : الزواج والطلاق المدني حل لمشكلات الفئات الم ...
- الوفاق الودي بين بريطانيا وروسيا 1907


المزيد.....




- بعد جملة -بلّغ حتى محمد بن سلمان- المزعومة.. القبض على يمني ...
- تقارير عبرية ترجح أن تكر سبحة الاستقالات بالجيش الإسرائيلي
- عراقي يبدأ معركة قانونية ضد شركة -بريتيش بتروليوم- بسبب وفاة ...
- خليفة باثيلي..مهمة ثقيلة لإنهاء الوضع الراهن الخطير في ليبيا ...
- كيف تؤثر الحروب على نمو الأطفال
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق مقاطعة بيلغو ...
- مراسلتنا: مقتل شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في منطقة ال ...
- تحالف Victorie يفيد بأنه تم استجواب ممثليه بعد عودتهم من موس ...
- مادورو: قرار الكونغرس الأمريكي بتقديم مساعدات عسكرية لأوكران ...
- تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسلام موسى - ترامب وكلينتون : وجهات نظر متعارضة حول ألمانيا