أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد وشاح - الجريمة والعقاب واعتقال الرأي ( ناهض حتر أنموذجاً )














المزيد.....

الجريمة والعقاب واعتقال الرأي ( ناهض حتر أنموذجاً )


فاطمة محمد وشاح

الحوار المتمدن-العدد: 5264 - 2016 / 8 / 24 - 09:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الغريب التصفيق لموقف الأردن من أحداث شارلي إيبدو والذي اتخذ بحجة إثبات حسن النية أمام المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وحماية حرية التعبير ، ولكن الأكثر غرابة أن الأردن _ ذاته_ يغتال حرية التعبير مرة باسم الإرهاب في قضية أمجد قورشة ومرة باسم المساس بالأديان في قضية حتر !!!
والأهم من ذلك هل الاعتقال وتقييد حرية التعبير هو حل الحكومة المثالي في مواجهة ما تجده فكرا ساما يخلف شكلاً من أشكال الإرهاب أو التطرف ( مع امكانية الجدل على ما هو سام ) ؟ وأين هو دور ما يسمى ب " قنوات الحوار المفتوحة " التي تتحول إلى قنوات ( جمع قنوة ) تضرب بها أفواه تقول ما لا يعجب السلطة ؟
وهل يفرض الخطاب الأكثر عقلانية ومنطقية نفسه في مواجهة خطاب آخر تشك السلطة بأنه سام؟ بل وهل يعد ذلك علاجاً في نظر السلطة ؟ وإذا ما اقتنعت حقّا بذلك فكيف عليها أن تطور بيئة ذات منعة ومناعة تُمكّن جماعاتها من العلاج ذاتيا من كافة الأمراض والأخطار بدلا من القدرة الهائلة لتلك البيئة على التدمير الذاتي وبدلاً من اضطرار السلطة لاستخدام وسائل قمعية سريعة لا تتفق مع صورتها المنمقة التي تعبت كثيرا في تلميعها أمام المجتمع الدولي في كافة المحافل ؟ وهنا لا بد لنا أن نستدلّ على عدم صلاحية البيئة للعلاج بفساد الرأي العام وجهله. ويكفيننا أن نطرح بعض الأسئلة للدلالة على ذلك :
هل يعول على نضج الرأي العام في تمييز ما هو مسيء أو سام من غيره ؟ وهل يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب والغث من السمين ؟ بل وهل هو مؤهل للتعامل مع الرمز والمجاز الذي قد يتضمنه خطاب مصاغ على شكل فن ( أدب ، كاريكاتير ، فيلم ....)؟ هل هو قادر على التأويل ؟ وهل تستطيع السلطة محاسبة ما انفتح فيه باب التأويل ؟ أم أن النص يعامل بطريقة مدرسية بحته فهو دائما مباشر وذو وجه واحد وتأويل واحد يفرضه المعلم أو دليل المعلم (السلطة ) على الطلاب (العامة ) ...
في ظل عجز الرأي العام بسبب نقص مؤهلات تتعلق بالعقلانية المنطقية وتحليل الخطاب وتأويل النص وفهم الفن كيف يستطيع العامة تكوين رأي أصلاً ؟ وكيف نستطيع الجزم بأن ذلك الرأي العام صالح لاعتباره رأيا عقلانيا لا انجرارا عاطفيا مثلاُ أو تنفيسا عن كبت أو راسبا لرواسب العنصرية والجهل ؟
فهل ينجو الرأي العام في ظل ذلك الكم من العجز والقصور من اللغط الذي يوقع في الطائفية والعنصرية أم يساهم فيه ؟ وهل يستطيع التخلص من جرثومة التأطير وتصنيف الأفراد مهما كانت أفكارهم وفق دين أو وطن ؟

فحتر ليس إلا مسيحي وقوررشة ليس إلا إسلامي حتى أبو غوش أردني ذو أصل فلسطيني، وبذلك نختلق الاختلافات، لا سيما أن إظهار ذلك الرأي العام أصبح سهلاً بسبب وجود مواقع التواصل الاجتماعي ...
وفي سياق الحكم بعجز الرأي العام وهو ما يلاحظ سريعا في أي مسألة تنتشر سريعا في مواقع التواصل الاجتماعي لا بدّ لنا أن نبحث عن العلاج ...
وقبل أن يختلط علينا الأمر ونقع في وهم يقول بتأثير الرأي العام على السلطة وقراراتها في بلد يتخذ من الديمقراطية والإصلاح أبرز شعاراته علينا أن نعي أن أنموذجا ك (اعتقال على خلفية رأي أو فكر ) يكشف عن خلل على أكثر من صعيد :
أولاً :على صعيد الرأي العام : جهل الرأي العام وسلبيته من جهة وانعدام تأثيره في القضايا التي تخص مصير أفراده في حين ثورته السلبية في قضايا تخص المساس بمشاعرالعامة !
وهنا لا نعترض على الإدانة والشجب بقدر ما نعترض على سوء الفهم الناجم عن ضعف معرفي وسوء تأويل بالإضافة إلى استعداد مسبق للهجوم القائم على اسس عنصرية .

ثانيا : آلية العقاب في السلطة وموجبات ذلك العقاب وكيفية فهم الجريمة وتصنيفها .
ثالثا : مقدار انسجام العقاب مع الجريمة في الدستور الأردني الذي يصادق على حقوق الإنسان!
رابعا: الشرط في لغة القانون ضبط أم تقييد أم إلغاء ؟وبأي لغة نقرأ القانون؟
وهذا السؤال يكشف عن حاجة ماسة إلى فلسفة القانون للعمل على تطويره وخصوصًا في قضايا الرأي والحريات التي باتت معيارا للدولة بمفهومها الحديث.
فقد باتت كلمات كالإرهاب أو المساس ب ......... كلمات فضفاضة أو دوامات يمكن أن تبتلع الجميع ، فما هو مفهوم القانون أو الدستور عن الإرهاب أو تصوره لما يَحرُم المساس به ؟ هل نحن بحاجة إلى منظرين وفلاسفة قانون والكثير من الحواشي في الدستور لتحقيق عدالة حقيقة وتلافي لوقوع المحاكم في تناقضات تصل إلى تناقضها مع أقول السلطة وسلوكياتها المتبجحة بحقوق الإنسان في المنابر الدولية والدعايات الانتخابية وبرامج الإصلاح !!
وهل تفتح أبواب أيلول على جنة أم جحيم في كتب الطلبة ممن لا يحق لهم بعد أن ينتخبوا شعارات الإصلاح والحريات ؟ الطلاب ( الرأي العام بعد سنوات ) طلبة الصف الأول بعد اثني عشر عاما هم الرأي العام فهل من خطة على المدى القريب أو البعيد ؟!!
" حضرتنا من الرأي العام ... بنصلي كتير وبنصوم ... بنهلك بنام وبنقوم ...
ومنرجع نهلك وننام ... حضرتنا من الرأي العام ... "




#فاطمة_محمد_وشاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الاعتصام المفتوح في الجامعة الأردنية
- دفتر تعبير
- مراوغةٌ للعبور
- حيرة صوفيّ


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد وشاح - الجريمة والعقاب واعتقال الرأي ( ناهض حتر أنموذجاً )