أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيماء حسن ديوب - ذكرى فاطمة المرنيسي














المزيد.....

ذكرى فاطمة المرنيسي


تيماء حسن ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 5260 - 2016 / 8 / 20 - 14:49
المحور: الادب والفن
    


كانت مفاجأة من عيار ثقيل نوعاً ما! أن تقول لي ايمانويل صديقتي الفرنسية: اتذكر تماماً أنك تحدثت مرة في حلقات بحثنا في جامعة روان، عن اعجابك بكاتبة مغربية تهتم بقضايا المجتمع والمرأة المسلمة وتكتب عنها، وأنك استفدت كثيراً من كتبها كمراجع قيّمة لبحثك، ألم يكن اسمها فاطمة المرنيسي!؟

كان سروري كبيراً لاهتمام ايمانويل بي أولاً ومن ثم بالكاتبة، الفرنسي عادة لا يهتم إلا بنفسه! لقد تعلّم أن لا وقت لديه للاهتمام بالآخر، هذا أمر لم استغربه يوماً فالمجتمع الفردي الأناني لابد وأن يحاول إضفاء صبغة من نفس النكهة على أفراده، قلة قليلة من هؤلاء الأفراد يجتهدون على أنفسهم كي لا يتلونوا بألوان لا تليق بإنسانيتهم، قلة قليلة من نجحت فعلاً في الخروج من هذا الجلباب العفن... ما استغربته دوماً "من خلال تجربتي البسيطة" هو خليط الألوان الذي يجهد الانسان الشرقي نفسه في انتقاءه في المجتمعات الغربية في محاولاته اليائسة الاندماج فيها، والبحث عن أفق هوية أخرى قدرها أن تولد مشوهة! لا يصدق العربي، المريض بأناه! أن يصل مجتمعاً مختلفاً عن مجتمعه حتى يخلع عباءته ليرتدي ولو أسمال... خرجت من شرودي، وأجبت بإيماءةٍ من رأسي بأنها نفس الكاتبة.

قالت صديقتي: يقيم معهد العالم العربي في باريس ندوة حوارية مع كاتبتك المفضلة عنوان الندوة: الحب في زمن الانترنيت. بدايةً، لم يرق العنوان لي على الاطلاق، فمن كتبت "ما وراء الحجاب"، "الحريم السياسي" و " هل أنتم محصنون ضد الحريم" هل يليق بها أن تكتب عن قضايا الحب وعن الانترنيت!؟ حدث هذا في عام 2009.

لم تفهم ايمانويل سبب الحيرة على وجهي ولا ردة فعلي تجاه الموضوع! مع ذلك ذهبنا معاً إلى الندوة وكانت القاعة ممتلئة تماماً، كانت الندوة باللغة الفرنسية، تنظر إليّ صديقتي بشفقة، إذ تراني كخلدٍ يرهق روحه، خلدٍ يشهق من أذنيه ليحصل على دودة يلتهمها بعد جوع! بذلت جهدي كيف أفهم ما تقول المرنيسي في تلك السهرة، تحدثت عن العلاقات الاجتماعية في ظل رهافة الأسلاك لا القلوب، حذرت، توقعت وابتسمت للغد الالكتروني القادم. اليوم اعترف أنها محاضرتها في ذلك اليوم لم تكن أقل أهمية من محاضراتها السابقة، فهي قرأت المستقبل بشكل صحيح وهذه مقدرة لا يملكها الجميع، هي التي لا تشبه الجميع...

خرجنا من القاعة بعد انتهاء الندوة والسيدة الكاتبة تقف بجانب عمود كبير، أو لعله من يقف بجانبها! فهي قامة أدبية، أكاديمية وعلمية كبيرة، حلّت ضيفة في بلدٍ يحترم المبدعين. بعينيها الصغيرتين، بحثت ايمانويل في ثنايا روحي، قرأت جيداً بماذا أفكر!؟ قالت بهدوء: اذهبي إليها، حدثيها عن نفسك، عن موضوع بحثك، عن القاسم المشترك بينها وبينك، قولي لها أنك من شرقها الحزين، الشرق الذي لم يعترف يوماً بنسائه ولن يمل إخصاء ابداعهن، شرق يتحاور مع المرأة بغباءٍ منقطع النظير لذلك هو متخلفٌ تخلفاً منقطع النظير، أليس صحيحاً أن حضارة الأمم تقاس بحضارة نسائها!؟

لم أرغب يوماً التقرب من أي نوع من أنواع السلطة، ولم أنظر إلى الكُتَّاب في يوم من الأيام إلا كأدوات سلطة، قلة قليلة من هؤلاء عرفت تماماً كيفية وآلية استخدام السلطة المناطة بها له!

رفضتُ في البداية الذهاب إليها، ثم أمام إلحاح صديقتي ذهبت كمن تمشي على ماء، قلتُ اسمي وبدل أن أحدثها عن نفسي وموضوع بحثي وأحلامي العريضة! سألتها لماذا يا كاتبة "نساء النبي" ، الحريم السياسي" وووو عناوين ثقيلة على رأس الشرق المنهك، لماذا الحب اليوم!؟ قالت بابتسامة عريضة: لقد قُلتها يا صبية لم يبقَ لشرقكِ المنهك إلا الحب، شرقك يا حلوة لن يشفيه إلا الحب...
فاطمة المرنيسي، لروحك سلامٌ يليق بها...



#تيماء_حسن_ديوب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على عتبة قطار آخن
- موت غير مفاجئ
- ربيع غد
- شبق
- خيانة
- تفجيرات على حدود الروح
- طنين ذكرى
- في ظلال النبي أبراهام
- ما أجمل أن تنقلب الأدوار!


المزيد.....




- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...
- هل تنجو الجامعات الأميركية من تجميد التمويل الحكومي الضخم؟
- كوكب الشرق والمغرب.. حكاية عشق لا تنتهي


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تيماء حسن ديوب - ذكرى فاطمة المرنيسي