أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - قضية عمالية أم وطنية!














المزيد.....

قضية عمالية أم وطنية!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 03:43
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


جيراني شباب 2, واحد منهم فاتح lمحل سوبر ماركت والثاني أجير عنده, اختلفوا مع بعض ووصلت الخلافات للمحكمة, هذا وقف محامي للدفاع عنه وطالبه بدل طرد تعسفي من العمل وطالبه أيضا بأجرة أيام الأعياد الرسمية وبساعات العمل الإضافية التي على حسب قوله لم يكن يأخذ عليها من رب العمل أجرا , والثاني أنكر كل ما ادعاه الطرف المشتكي وأوقف محاميان عدد 2,
وحين اشتد ما بينهما الخلاف طلبوني للشهادة بالمحكمة بناء على رغبة القاضي حيث طلب منهم شاهدا صادقا, والاثنين اتفقوا عليّ على أساس إنه أنا أصدق رجل في الحاره وسيقبلوا جميعهم بشهادتي أمام المحكمة.
دخلت المحكمة وكانت هذه ثاني مرة في حياتي أدخل فيها محكمة ومثلت أمام القاضي, أخذ مني الكاتب بطاقتي الشخصية وبدأ يعبأ معلومات البطاقة على الحاسوب, أسمي وسني وعنواني ومكان عملي حيث لا يوجد لي مكان عمل , وبينما كان الكاتب أو الكاتبة تنهي تعبئة المعلومات , نظر القاضي لي وبدأ يسألني عن درجة قرابتي بكلٍ من المشتكي والمُشتكى عليه , وأنا أجيب بكل ما أوتيت من مقدرة على الاختصار في الوقت: ثم أخذ القاضي يقح ثلاثُ قحاتٍ متواليات وبعدها أخذ نفسا عميقا وقال: كان الطرف الأول المشتكي يشتغل عند الطرف الثاني؟ قلت: نعم, ثم أسندَ ظهره إلى الكرسي وسأل: كان يشتغل في يوم عيد الفطر؟ وعيد الأضحى؟ يعني أيام الأعياد فقلت: نعم, كنت أشوفه يشتغل, قال: طيب: كان يشتغل في عيد الاستقلال؟ .
فصمتت ولم أجب..
ثم قال: طيب: في عيد تعريب الجيش؟
أيضا صمتت ولم أجب ثم توجهتُ بنظري إلى الشارع من خلال النافذة التي تقع على يمين القاضي.
ثم نظر لي القاضي نظرة كلها دهشة وقال: طيب في عيد الثورة العربية الكبرى؟ أيضا صمتت صمتا مطبقا...

ثم بدأ يعدد لي أيام الأعياد الوطنية والدينية وبقيت صامتا, وكان في القاعة عدة محامين لهم قضايا مختلفة وبعض المراجعين ثم قال: يا رجل إنت أخرس؟ قلت: لا, فقال: طيب ليش ما تحكي؟ قبل قليل كنت تجيب على كل الأسئلة!!!
قلت: ما هو أنا صدقني ما بعرفش متى وقت وموعد هذه الأعياد!!, فقال بعد أن أعاد ظهره الذي كان قد أسنده خلف الكرسي ووضع يديه الاثنتين على الطاولة وحملق بي ثم مسح بيده اليمنى شاربه الخفيف وقال: معقول: ما بتعرفش أي يوم مثلا عيد ميلاد...الخ؟
قلتله: إذا عيد ميلاد زوجتي كل سنه بنساه وبنتهاوش عليه, يعني زوجتي اللي بتطبخلي كل يوم بنسى عيد ميلادها فكيف بدي أتذكر عيد ميلاد رجل لم يطبخ لي ولا في أي يوم من الأيام, جلالة سيدنا والوطن وزعماء الوطن وشهداء الوطن وكافة مكونات الدولة الاردنية بما فيهم أنت وهؤلاء على عيني وراسي بس صدقني ما بعرفش متى عيد ميلادهم وأنا بصراحه منذ أكثر من 16 ستطعشر سنة لم أشاهد التلفزيون الأردني..يعني أنا شبه معزول عن الوطن.

فقال:طيب: متى عيد ألسنه الهجرية؟ ثم صمتُ أو عدتُ إلى الصمت ثم بدأت أفرفك بأصابع يدي مثل طفل خجول لا يعرف ما يريد أن يقول, وقلت: امممم صدقني ما بعرفش, إذا عيد ميلاد أولادي لا أتذكر أيَ واحدٍ منهم وكل سنه بعمل مع كل واحد منهم طوشه وبعاتبوني.
ثم تدخل أحد المحامين وقال: سيدي القاضي هذا شيوعي قديم وبعثي وملحد مسيحي شيعي, فقلت في نفسي: يخرب بيته كيف جمعهن كلهن مع بعضهن! شو جاب هذا لهاذا وهاظ على هاظ..ثم اضاف المتخاصمان جملة افادوا فيها أنني لا اصلي ولم يرونني يوما على مسرح المسجد راكعا أو ساجدا , فقال القاضي بغضب: اممم أي قلي إنك عميل للكفار... وأنا كمان بدي أنسى الخلاف والقضيه العُمالية اللي بين جيرانك وأحبسك على شان ما بتعرفش الأعياد الوطنية والسنة الهجرية, قلتله: سا محني وصدقني كمان عيد ميلاد أمي اللي أرضعتني كمان ما بعرفهوش فكيف بدي أتذكر أعياد ميلاد أناس لم أرضع منهم نقطة حليب واحده!.
صمت القاضي لعدة ثواني ثم ضغط على الجرس فجاء المراسل وقال له: إندهلي الشرطي, جاء الشرطي مسرعا فقال له بصيغة أمر: يا عسكري خذه على الحجز, قلتله: يعني شو دخل الأعياد الوطنية بذاكرتي, أنا وطني جدا وأحب بلدي بس صدقني ما بعرفش التواريخ اللي حكيت عنها, قال: يا رجل لما ابنك بعطل وما بروحش على المدرسة ما بتسألهوش ليش مثلا اليوم عطل؟ قلت: بلى..بس بنسى التاريخ, قال: هذي المره سماح, بس دير بالك تيجيني يوم من الأيام على المحكمه والله العظيم غير أحبسك.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفر الفرنجه وأصل التسمية
- اللهم احشرني مع الضالين والمغضوب عليهم
- شاركوا معنا في حملة: خليك بالبيت
- حدوته مصريه اردنيه حصلت معي
- قوة الروح القُدس
- رجائي إلى الله في ليلة القدر
- دعائي في ليلة القدر
- بس بكفينا شهداء
- صدور البطاقة الشخصية الجديدة في الأردن
- سلام المسيح
- أحذية المسلمين على عتبات المساجد
- الكاريتاس والأحزاب الإسلامية,الكاريتاس رسالة وليست عمل وظيفي
- دعاء الانتهاء من العمل
- (أنا هو الطريق والحق والحياة , من آمن بي وان مات فسيحيى)
- لما بصير معي 100دينار أردني
- أناقة يسوع
- الوجه الجميل للمخابرات الاردنية
- رمضان مبارك على الجميع
- رائحة الإنجيل
- احنا شعوب هامله لا تستحق الاحترام


المزيد.....




- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...
- Latin America – Caribbean and USA meeting convened by the WF ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- “راتبك زاد 455 ألف دينار” mof.gov.iq.. “وزارة المالية” تعلن ...
- 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع ...
- رغم التهديد والتخويف.. طلاب جامعة كولومبيا الأميركية يواصلون ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - جهاد علاونه - قضية عمالية أم وطنية!