أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - بس بكفينا شهداء















المزيد.....

بس بكفينا شهداء


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5209 - 2016 / 6 / 30 - 21:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يكفي ما قدمناه من شهداء , مقابرنا امتلأت والحمد لله من الشهداء..أعتقدُ..وأعتقدُ بأن اعتقادي بمحله بأن الجنة الآن قد امتلأت بالشهداء من شتى بقاع الأرض, وأعتقد بأن المقابر في الدول العربية الجماعية منها والفردية قد امتلأن بالشهداء, لذلك نحن لا نريد من الناس أن يقدموا لنا الشهداء الأبرار, ولا نريد من الحكومات العربية أن تُصدر الشهداء لسوريا والعراق وليبيا وفلسطين واليمن, نريد من تلك الدول أن تقدم لنا الفنانون والمبدعون والرسامون والمثّالون والنحاتون والممثلون في السينما والمسرح, نريد أدباء وشعراء وكُتّاب القصص والروايات, نريد راقصين وراقصات ورياضيين, اكتفينا بالشهداء وعندنا منهم ما يكفي لملء قارة بأكملها, ولا يوجد عندنا لا فنانين ولا مبدعين ولا شعراء, نريد من الدول العربية أن تملئ بطوننا وعقولنا وقلوبنا بالفن الذي يغذي الروح, نريد أن نضحك مع الأطلال ولا نريد أن نبكي على الأطلال, سأمنا من المنتقمين والجبارين نريد أناس متحابون في الله وإخوة في الدين والإنسانية والوطنية التي فيها روح الفن ومشروع الفن, نريد من كل الناس أن تسبع روحها من النُصب التمثالية للفنانيين الكومديين وسأمنا من التراجيديا والأحزان والدموع, نريد أن نرى شوارع العراق وسوريا ممتلئة بالمسارح وبالضجيج الفني والمزيكا سأمنا من ممارسة الموت وعشق الموت وحب الموت والجهاد في سبيل الجنة, نريد مجاهدين يجاهدون من أجل تطوير الحريات العامة ونشر ثقافة حقوق الانسان, نريد أطفالا يموتون حبا بمشاهدة لوحات فنية تعبيرية ولوحات سريالية, نريد أن نرقص ونفرح ونشرب حتى الثمالة في الشوارع, نريد من الحكومات العربية أن تدعم أسعار المشروبات الروحية لكي ينسى الشباب همومهم وأحزانهم, نريد أن يتعلم أولادنا في المدارس على مادة ومنهج دراسة الأخلاق من ( نيقاموس) وحتى ( أمنوائيل كانطْ ) نريد من المدارس أن تعرف شبابنا على سيرة(فرنسيس بيكون) والملك ( هنري تيودور الثامن) نريد من المدارس أن تعرف أبناءنا على عظمة روما وإسبارطه, نريد من المدارس أن تدرس للطلاب الواقعية الجديدة والرمزية والتكعيبية, مللنا من جهاد النكاح ونريد جهاد الفلسفات..نريد أن نتعرف من جديد على شخصيات عظيمة وأن نحيي سيرة الفلاسفة الكبار مثل ( زينون الرواقي) والسفسطائي سقراط, وأفلاطون المثالية وان يتعارف طلاب المدارس على الفلسفة المثالية وعلى أرسطو والفلسفة المادية الجدلية الديالكتيكية, ومثالية هيغل ومادية وجدلية ماركس, نريد أن يعرف طلاب المدارس كِتاب ( ثروة الأمم) وكِتاب ( الغصن الذهبي-جاكبسون), نريد أن يتعلموا على نظرية العقل والنقل بدل التعارف على رائحة الدماء التي ملأت الشوارع, أظن أن الجنة الآن فيها ما يكفي الله من شهداء فجروا أنفسهم وقتلوا طلاب المدارس ورؤساء الكنائس والمساجد, نريد أن يتعارف الطلاب على فيخته وإنجلز, ومارتن هانز لوثر, نريد من المناهج التربوية أن تكشف لطلاب المدارس عن عصر النهضة وأن يتعارفوا على علماء النهضة من أجل بث الروح الدعائية لحب المعرفة والعلم والثقافة, لقد اكتفت مقابرنا وجنة الله بالشهداء ولم يعد بوسع مقابرنا أن تتسع لمزيد من الشهداء, نريد أن يعرفوا: آرازاموس, نريد من المناهج المدرسية أن تعرف طلاب المدارس على سيرة الأم ( تيريز) سئمنا من قصص خولة بنت الأزور وضرار ابن الأزور وخالد بن الوليد وثارات وائل وبكر في سيرة الزير سالم. نريد سيرة زير النساء وزير الفن والشعر والأدب والأخلاق .هؤلاء من الحكومات العربية الآن قد كفّوا ووفوا واكتفينا بما قدموه لنا من شهداء ومن مشاريع شهداء وانتحاريين تحت الطلب, نريد انتحاريين ينتحرون من أجل قراءة رواية أو قصة قصيرة أو مقطوعة موسيقية.
الآن كل الوطن العربي عبارة عن مشاريع شهداء جاهزة تحت الطلب وفي أي وقت, وه9ذا يكفي, نريد الآن مشاريع كُتّاب وفقهاء في الفن والطرب والموسيقى والمقامات الشرقية والغربية, نريد من صوت الفن أن يعلو عاليا, نريد أن نسمع الطلاب في المدارس وهم يرتلون قصائد الحب والعشق والغرام والهيام ولوعة الهجر والفراق, نريد من حمامات السلام أن تطير فوق أسطح البيوت والمنازل سأمنا من منظر الصواريخ والرصاص وهو يمخر البيوت والشوارع والأزقة, نريد مشاريع أدب وفلسفة وعلم اجتماع, نريد محللين يحللون الفنون الجميلة وحركات الانزياح السكانية, نريد دراسات علمية ودعم للبحوث العلمية وتدريس مادة الفلسفة في المدارس, نريد أن تتحول مجالسنا العشائرية إلى مجالس يتنافس فيها الشباب على حفظ قصائد الحب والغرام, نريد أن نرى ونسمع لخطباء مساجد وهم يرتلون الأشعار التي تحث على التسامح ونبذ سياسة العين بالعين, إننا بسبب سياسة العين بالعين والسن بالسن صار أغلبنا عميان وبلا أسنان, وإذا بقينا على هذا الوضع سوف نتحول عما قريب إلى مركز لرعاية الصم والبُكم, نريد تُجار ورجال أعمال يتنافسون على شراء اللوحات الفنية ودواوين الشعر والقصص والروايات, سأمنا من شراء السلاح ودعم عائلات الشهداء, نريد من رجال الأعمال العرب أن يسيروا القوافل من العواصم العربية إلى روما واليونان من أجل أن ترى الناس الفنون والفلسفات وتماثيل الأدباء بدل تسيير قوافل بالمليارات للطواف حول الكعبة في مكة, لست ضد الدين ولكن على الأقل لتخرج مثلا هذا الشهر قافلة إلى مكة وقافلة أخرى إلى أثينا من أجل التعارف على الأفكار الأخرى ومشاهدة الحضارات الأخرى ورجال القانون في الدول الأخرى, نريد من رجال الأعمال أن يجعلونا نشاهد الشوارع في أوروبا كلها وأن نشاهد هنالك دور الترفيه والكازينوهات والشوارع المخصصة للعشاق, نريد من الدول العربية أن تضع لنا مقاعد في الشوارع العامة مخصصة للعشاق وللمغرمين بالفنون, نريد أن تمتلئ المقابر برجال ونساء الفن والأدب والفلسفة وعلم الاجتماع.
نريد أن يعرف الناس قصص الطوفان في الحضارات الأخرى وكيف أنقض الإله ( زيوس) العالم كله بعد الطوفان بسبب ( قُبلة),نعم, قبلة, نظر من فوق وهو يركب الغيمة عاشقين يقبلون بعضهم فأدرك أن العالم يستحق البقاء فأنقضه من الطوفان من اجل قبلة ومن أجل الحب والغرام .
شكرا لكم يا عرب, لقد ملأتم جنة الله بالشهداء عندما قتلتم بعضكم والآن نريد من الجنة أن تملئوها بالمبدعين بعلماء الكيمياء والفيزياء وبالناشطين بمجال حماية النظام البيئي من حولنا وبالمهتمين بنشاط الجماعات الخُضر, نريد علماء فضاء, نريد من الجنة أن تمتلئ بكنوز العلم والمعرفة والفن والطرب, فمنذ أكثر من ألف عام, لم تقدم الدول العربية الإسلامية شهيدا واحدا في مجال الفنون أو العلوم الإنسانية أو السينما والطرب والمزيكا, نريد أن نرى روح الله وهي تخرج من أفواه الفنانين والشعراء والنحاتين والكُتاب والفلاسفة, نريد أن نرى مفكرين ومبدعين



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور البطاقة الشخصية الجديدة في الأردن
- سلام المسيح
- أحذية المسلمين على عتبات المساجد
- الكاريتاس والأحزاب الإسلامية,الكاريتاس رسالة وليست عمل وظيفي
- دعاء الانتهاء من العمل
- (أنا هو الطريق والحق والحياة , من آمن بي وان مات فسيحيى)
- لما بصير معي 100دينار أردني
- أناقة يسوع
- الوجه الجميل للمخابرات الاردنية
- رمضان مبارك على الجميع
- رائحة الإنجيل
- احنا شعوب هامله لا تستحق الاحترام
- سبايا أوطاس
- لعنة الله
- الإسلام والواقع
- اليوم عيد ميلادي أنا الشهيد الحي
- الذين باعوني بمقابل وبدون مقابل
- أين خبأ محمد وأبو بكر الجمل في قصة غار ثور؟
- نعمة الله 2
- أعداء الله


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - جهاد علاونه - بس بكفينا شهداء