أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كامل علي - تكهنات بيولوجية لعام 2050 م - 2














المزيد.....

تكهنات بيولوجية لعام 2050 م - 2


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 5242 - 2016 / 8 / 2 - 20:46
المحور: الطب , والعلوم
    


نتابع في هذه المقالة الجزء الثاني من تكهنات بيولوجية لعام 2050 م لعالم البيولوجيا ريتشارد داوكينز:
- أعتقد بحلول 2050 سوف نكون قادرين أن نغذي الكومبيوتر بجينوم حيوان مجهول فيعيد إنشاء شكل الحيوان، بل ويعيد أيضا إنشاء تفاصيل العالم الذي عاش فيه أسلافه ( الذين تم إنتخابهم لينتجوا هذا الحيوان )، وسيتضمن ذلك مفترسي هذا السلف أو فرائسه، وطفيلياته أو من يتطفل هو عليهم، وأماكن إيوائه، بل وحتى آماله ومخافه.

- ماذا عن إستخدام طرائق أكثر مباشرة لإعادة الأسلاف، بأسلوب الحديقة الجوارسية (*)؟ لسوء الحظ سنجد أنّه من غير المرجح أن تكون بقايا دنا المحفوظة في الكهرمان (**) في حالة سليمة ولن يستطيع أي من أبناءنا أو أحفادنا أن يستعيدوها. إلا أنّ من المحتمل أنّه ستوجد طرائق قد تمكننا من إستخدام ما سيكون لدينا حتى قبل 2050 من بنوك المعلومات غزيرة لدنا الذي ما زال باقيا في الحياة، وإنّ كان الكثير من هذه الطرائق هو حتى الآن بعيد عن أحلامنا.
وحاليا يجري بالفعل تنفيذ "جينوم الشمبانزي" ومن المؤمل أن يكتمل في زمن هو جزء صغير لا غير من الزمن الذي أستغرقه الجينوم البشري.
أبدى سيدني برينر (***) ملاحظة عارضة في نهاية آخر إبداع له من التنبؤ الألفي في مؤلفه "البيولوجيا النظرية في الألفية الثالثة"، فطرح الإقتراح المذهل التالي:
عندما نعرف جينوم الشمبانزي بالكامل، فإنّه ينبغي عندها أن يصبح في إمكاننا، بواسطة إستخدام المقارانات البيولوجية الذكية والمعقدة مع الجينوم البشري ( يختلف الجينومان في نسبة مئوية صغيرة جدا لا غير من حيث حروف دنا فيهما )، أن نعيد إنشاء جينوم السلف المشترك بيننا وبين الشمبانزي.
وهذا الحيوان السلف، ألذي يُزعم أنّه "ألحلقة المفقودة"، قد عاش في أفريقيا منذ ما بين 5 ملايين إلى 8 ملايين سنة. وما أن نتقبل هذه الوثبة الفكرية لبرينر، حتى يصبح من المغري لنا أن نتوسع بهذا الإستدلال إلى كل شيء في هذا المجال، ولست ممن يقاومون إغراء كهذا. وعندما يكتمل "مشروع جينوم الحلقة المفقودة"، ستكون الخطوة التالية هي فيما يُحتمل أن نضع هذا الجينوم جنبا ألى جنب مع الجينوم البشري، لنقارنهما القاعدة الواحدة بالاخرى.
وعندما نصل إلى أن نفصل أوجه الإختلاف بين الأثنين ( بالطريقة المتنورة نفسها في علم ألأجنة كما سبق إستخدامها ) فإنّ هذا ينبغي أن ينتج عنه وصف عام تقريبي لما يكونه الأسترالو بيثيكوس، وهو الجنس الذي أصبحت "حفرية لوسي" (****) هي الأيقونة التي تمثله.
وبحلول الوقت الذي نستكمل فيه "مشروع جينوم لوسي" ينبغي أن يكون علم الأجنة عندها قد تقدم ألى مستوى يٌمكننا معه أن نولج الجينوم الذي أعدنا إنشاءه داخل بويضة بشرية لنغرزها في رحم أمرأة، فتولد لوسي جديدة في ضياء يومنا هذا. ولا ريب أنّ هذا سوف ينشأ عنه أمور تُثير القلق أخلاقيا.
الخلاصة:
بجهود علماء الداروينية الحديثة وبتطور علم الجينات زالت ألشكوك التي كان يٌثيرها مناهضوا نظرية ألتطور من التكوينيين ( ألمؤمنون بما ورد في سفر التكوين للتوراة وكذلك في ألقرآن حول خلق ألله للإنسان ". ومن أهم الشكوك التي كان يثيرها المؤمنون بألأديان ألإبراهيمية ( أليهودية والمسيحية والإسلام ) عدم إكتشاف الحلقات المفقودة، ولكن إكتشاف حفريات لإسلافنا كحفرية لوسي (من من جنس الأستر بيثيكوس والتي عُثر عليها في شرق أفريقيا ) وكذلك أكتشاف حفرية هومينيد أخرى تُعد هي الأقدم وأسمها "ساحيلانثروبس تشادنسز" نسبة إلى ساحل أفريقيا وتشاد، فندت هذه الشكوك.
مشكلة معظم مناهضي نظرية ألتطور من التكوينيين هو ضحالة إطلاعهم على تفاصيل نظرية التطور الداروينية وما أستجد من إكتشافات لعلماء ألداروينية الحديثة وخاصة في مجال علم ألجينات، فمن الأسئلة الساذجة ألتي يطرحها مناهضوا نظرية ألتطور من التكوينيين هي:
إذا كان الإنسان تطوّر من القرد، لماذا لا نرى القرود الآن تتطوّر إلى بشر؟
البشر والقرود والحمير هم فقط أنسباء متباعدين من الناحية البيولوجية. البشر لم يتطوّروا من القرود بل من جدّ مشترك نطلق عليه اسم “القردة العظمى” لكنه لم يكن لا قرداً ولا بشرياً بالمعنى العلمي للكلمة، وعاش منذ ملايين السنين في الماضي.
في الواقع، خلال السبعة ملايين سنة الماضية تطوّرت العديد من الفصائل الأخرى التي تشبه البشر؛ بعض الأمثلة تشمل هومو آبيليس Homo habilis (الإنسان الماهر)، وهومو أيريكتوس Homo erectus (الإنسان المنتصب) وهومو نياندرثالينسيس (إنسان النيادرتال). كل هذه الفصائل انقرضت خلال فترات مختلفة وبقيت فصيلتنا نحن فقط المعروفة علمياً باسم Sapiens Homo (الإنسان العاقل) لتشارك الكوكب مع بقيّة المخلوقات.

في الحلقة الثالثة والاخيرة من هذا البحث سنحاول الإجابة على بقية ألشكوك التي يٌثيرها مناهضوا نظرية ألتطور من التكوينيين المؤمنين بالأديان ألإبراهيمية.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.


(*) الحديقة الجوارسية: فيلم امريكي مشهور من أفلام الخيال العلمي يُعاد فيه تكوين الديناصورات من بقايا دنا الخاص بها.
(**) الكهرمان: راتنج متحجر من الأشجار الصنوبرية المنقرضة في بعض مناطق الغابات الصنوبرية العالمية وتحجرت وتشكلت قبل الآف السنين.
(***) سيدني برينر: عالم فائز بجائزة نوبل.
(****) حفرية لوسي: حفرية أنثى إنسان بدائي ( هومينيد ) من جنس الأستر بيثيكوس عُثر عليها في شرق أفريقيا، وأُعتبرت عند إكتشافها من أقدم حفريات الهومينيد. إلا أنّه قد عٌثر مؤخرا على حفرية هومينيد أخرى تُعد هي الأقدم وأسمها "ساحيلانثروبس تشادنسز" نسبة إلى ساحل أفريقيا وتشاد.

مصادر البحث:
- العلم والحقيقة.... تأملات عن الأمل والأكاذيب والعلم والحب................... ريتشارد داوكينز.
- عشر أساطير حول التطوّر.... إصدار Skeptics Societ.



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكهنات بيولوجية لعام 2050 م
- ألصراع بين التنظيمات الإسلامية في تركيا
- تطور وإنتشار الأديان ونظرية الميمات
- ألجينة الفتاكة وملك الموت
- ألسجع في ألقرآن
- ألتناقضات في أقرآن
- دين ألإنسان وألألوهية
- بلاغة ألقرآن- 3 - الرازي ونقد بلاغة القرآن
- بلاغة ألقرآن-2
- بلاغة ألقرآن-1
- تأملات في ألكون وألخلق وألأديان -4- عبادة ألأموات
- تأملات في ألكون وألخلق وألأديان-3- ألشك وأليقين
- تأملات في ألكون وألخلق وألأديان-2-ألعدالة ألإلهية
- تأملات في ألكون وألخلق وألأديان-1
- ألأدلة على بشرية ألقرآن-4- أساطير ألقرآن
- ألأدلة على بشرية ألقرآن-3-حديث ألغرانيق
- ألأدلة على بشرية ألقرآن-2
- ألأدلة على بشرية ألقرآن-1
- ألرواية ألسريانية للفتوحات ألإسلامية - ألخاتمة
- ألرواية ألسريانية للفتوحات ألإسلامية-3


المزيد.....




- نظام غذائي مثالي للتقليل من أدوية ضغط الدم
- -بمساعدة روسية-.. المحطة الفضائية الدولية تعدل مدارها
- عمو جه يا ماما!!.. نزل تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 بجو ...
- قيامة عثمان على تلفزيونك.. استقبل تردد قناة الفجر على القمر ...
- سامسونغ تكشف عن هاتفها الجديد وتقنياته الممتازة
- واتساب أعمال بميزة جديدة!.. تنزيل وتساب أعمال whatsapp busin ...
- اكتشاف مذهل: السرطان قد ينشأ دون حدوث طفرات جينية
- ماذا كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن المقابر الجماعية في مستش ...
- غزة: ماذا نعرف عن المقابر الجماعية عند مجمع ناصر الطبي؟
- حتى يقبل جسمها كلية خنزير.. شاهد ما فعله جراحون لمريضة كلى


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - كامل علي - تكهنات بيولوجية لعام 2050 م - 2