أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - أفراح القبة: الحلو ما يكملش















المزيد.....

أفراح القبة: الحلو ما يكملش


حامد المسلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 09:21
المحور: الادب والفن
    


أفراح القبة عمل شديد الاختلاف والتمييز عن كل الدراما التي عرضت سواء في رمضان الماضي أو السنوات الماضية، هذا التميز الذي لا يمكن أن تخطئه عين مشاهد أو ناقد، بلا أدني مبالغة يُعد من أفضل الأعمال الدرامية التي شاهدتها وخاصة منذ عصر الفضائيات، بداية من حُسن الاختيار لنص أدبي لعظيم الرواية العربية نجيب محفوظ، والمعالجة الدرامية والسيناريو المتميزة والمخرج الكبير محمد ياسين، ورغم ما صاحب المسلسل من مشكلات أدت إلي حذف أسم السيناريست عن العمل إلا أن جودة العمل تُشير إلي سينارست واعي جداً بعالم نجيب محفوظ في أفراح القبة، أو عالم نجيب محفوظ الروائي بشكل عام، فلم نكد نلحظ الشخصيات الدخيلة علي الرواية من تداخلها المتقن مع شخصيات العمل الأصلية، هذا الإبداع أنتج لنا بورتريهات فنية رائعة يمكن أن تبروز، وليست مجرد مشاهد فحسب، تتميز بأناقة الديكور والإكسسوارت والملابس والألوان والتصوير والموسيقي الرائعة لهشام نزيه، فضلاً عن أداء الممثلين الرائع وخاصةً إياد نصار وصبري فواز وجمال سليمان وسلوي عثمان وسوسن بدر ورانيا يوسف علي وجه الخصوص، ولن أزيد عما كتبه الأساتذة النقاد في عظمة المسلسل وتحليل مشاهده وطريقة السرد والتحرك عبر الزمان والمكان وبين المسرحية والماضي بحرفية بالغة.
إن القارئ لرواية أفراح القبة لنجيب محفوظ سيعلم أن النجيب اختار طريقة مختلفة في السرد عن معظم أعماله، وهي عرض وجهات النظر لأبطال الرواية (طارق رمضان، كرم يونس، حليمة الكبش، عباس كرم يونس) لنفس الموقف، وقد استخدم صناع العمل التكنيك ذاته عند تنفيذ الرواية لعمل تلفزيوني، بعرض وجهات نظر شخصيات العمل لنفس الموقف، بإعادة نفس المشهد ولكن مع تغيير (بسيط وجوهري في نفس الوقت) في طريقة الحكي حسب وجهة نظر الشخصية التي تحكي الموقف، كما استخدم صناع العمل الزمن بشكل رائع بالتنقل بين أزمان متعددة، بين ما يُعرض علي المسرح الآن، وما كان في الماضي.
إلا أن المسلسل عاني من بعض المشكلات الفنية سواء في السيناريو والإخراج والتمثيل أو ما يتعلق بطبيعة صناعة الدراما هذه الأيام وسنشير إلي هذه النقاط سريعاً:
أولاً: نقطة البدء
نقطة البدء في أي عمل، هي نقطة تأسيسية فتحدد كل ما يأتي بعد ذلك، كما تحدد كل المشاهد التي تعرض بطريقة الـ Flash back ولابد أن يرتبط بها ارتباط درامي مبرر، وهذا كان الخطأ الأكبر لصناع دراما أفراح القبة، فيبدأ العمل باجتماع في مكتب مدير المسرح سرحان الهلالي ويعرض المخرج سالم العجرودي مسرحية أفراح القبة علي الممثلين في جلسة قراءة، وهي المسرحية التي تحكي عن حياة أبطال العرض وأسرة كاتب العمل عباس كرم يونس، كانت هذه هي البداية، وكل ما كان من مشاهد سواء في زمن التحضير للمسرحية أو عرضها أو الرجوع للماضي، لابد أن يكون مرجعه هذه النقطة، لأن استخدام خاصية الحكي من خلال وجهات نظر الأبطال لابد وأن يكون البطل نفسه عايش لكي يحكي وجهة نظره، وإلا كيف سيحكي، فهناك العديد من المشاهد التي تُحكي من وجهة نظر تحية، وكيف تحكي ونقطة البداية كانت بعد وفاة تحية نفسها، وكان لابد أن يكون الحكي عن تحية كما فعل النجيب في الرواية، وكذلك ما تم حكيه عن ماضي تحية وأسرتها علي لسان تحية نفسها، كيف نحكي علي لسان أحد ليس موجود!
في أول ظهور لتحية حلت جزء من إشكالية أن تحكي بهذه الجملة "يسألني طارق، يسألني عباس أنتي مين يا تحية"، هنا ممكن أن يحكي عباس وطارق عن تحية، لكن لا يمكن أن تحكي تحية عن نفسها، أو يُعرض أي مشهد من وجهة نظرها، وللأسف هذه المشاهد تكررت كثيراً.
علي سبيل المثال كان في أكتر من مأزق (مطب) قابل السينارست عند خلق شخصيات جديدة عن عالم الرواية، واستطاع أن يتجاوزه ويتخطاه بحبكة درامية رائعة، مثلاً كانت الفترة التي قضاها عباس في منزل بدرية وهو صغير مبرراً قوياً لأن يكتب عن أسرة تحية بهذا الشكل المتميز، وكذلك مشهد كرم يونس مع سرحان الهلالي عندما عرض عليه مسرحية "فُتنه" التي كتبها في الماضي، ومسرحية أفراح القبة التي كتبها عباس، مؤكداً أن الفصل الثالث في هذه المسرحية هو نفس الفصل الذي كتبه عباس، وكان رأي سرحان مغاير في العملين، فكان هذا المشهد مبرراً لما كتبه عباس في أفراح القبة عن فُتنه وتاريخ المسرح والشخصيات بأنه سرق جزء من إبداع أبيه، أما الحكي علي لسان شخصية ليست موجوده، فكان أمر غريب من صناع المسلسل.
ثانياً: المسلسل
أفراح القبة مسلسل، وهذا ما تغافل عنه السيناريو والإخراج والمونتاج، مسلسل يعني تتابع الحلقات وبناء كل حلقة علي الأخري، وأنه لا يمكن مشاهدة حلقة قبل حلقة، وهذا غير موجود في أفراح القبة، بعض الحلقات منفصلة تماماً عن التي تسبقها أو التي تليها، ويمكنك إعادة ترتيب بعض الحلقات ولن يحدث أي تأثير عن الترتيب المقترح، كل ما عليك فعله ألا تشاهد الجزء الذي يعرض في أول كل حلقة عن (ما شاهدته في الحلقات السابقة) أما متن الحلقة نفسه، فلا يوجد رابط درامي حقيقي بين غالبية الحلقات، وهذا خطأ نتيجة تكنيك التحرك عبر الزمان لم يُحسب جيداً من قبل صناع المسلسل.
ثالثاً: أداء الممثلين
لا شك أن مني ذكي أبدعت في هذا الدور، والذي يُعد ميلاد جديد لها مع عالم الدراما، ولكن دائماً كانت تحية أكبر من مني ذكي، تحية قالت بأنها ترقص أفضل من كل المحيطين بها، وحاول المخرج والمصور أن يبروز هذا الأداء، سواء برقصتها أمام سنية أو أمام درية ولكن ظل الأداء ضعيف جداً في هذه الزاوية من مني، لم تستطع مني أن تملئ هذا الجانب من شخصية تحية، وكذلك أداء صابرين لدور حليمة الكبش رغم تميزها في معظم مشاهد المسلسل، وخاصةً تلك المشاهد التي مثلتها في الوقت الحاضر كأم وزوجة كانت شديدة التميز، أما مشاهد الـ Flash back فمعظمها كانت دون المستوي، وحجمت الشخصية والمخرج عن خروج أداء أفضل.
رابعاً: طبيعة صناعة الدراما
في عصر الفضائيات التي تحول فيها رمضان إلي ثلاثين حلقة بدلاً من ثلاثين يوماً، أصبح لزاماً علي صناع الدراما أن يكون المسلسل التلفزيوني ثلاثين حلقة، مما أصاب الأعمال الرائعة شيءٌ من الملل والمط والتطويل الزائد عن الحاجة الدرامية، ولا نستثني من ذلك عمل واحد من هذا التطويل المتعمد حتي يصبح العمل ثلاثين حلقة كما يُريد الرعاة والمعلنين، وللأسف وقع أفراح القبة في نفس المشكلة.
وختاماً: في حب الفنان محمود شكوكو عزف صناع العمل سيمفونية رائعة مطرزة بإبداعات شكوكو، ظل الناس تتغني بها طوال شهر رمضان، كما تألق أيضاً سامي مغاوري وصبا مبارك وأحمد السعدني ودينا الشربيني ومصطفي حشيش وأسامه عبدالله ومحمد الشرنوبي بشكل ملفت، مع ظهور متميز لسيد رجب وكندة علوش، فعلي الرغم من الأخطاء التي وقع فيها صناع العمل إلا أنه يُعد أحد أفضل ما عرض علي شاشات التلفزيون في السنوات الأخيرة.



#حامد_المسلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السائق هيرمان يتحول لقاتل ووكيل عن الرب في -الحادثة-
- البيضة والحجر وصناعة الخرافة والإسطورة
- الباب المفتوح بالوعي والإرادة إلي الحرية
- فيلم جري الوحوش ومعاداة العلم
- مولد يا دنيا والفيلم الإستعراضي
- عنتر بن شداد كلاكيت تاني مرة


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حامد المسلمي - أفراح القبة: الحلو ما يكملش