أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي بوعلاق - تشكيل الرأي العام ، في ظل العولمة














المزيد.....

تشكيل الرأي العام ، في ظل العولمة


محمد علي بوعلاق

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مجتمعات الرحل الجدد ، تتمترس وسائل الإعلام التقليدية منها أو الحديثة المرتبطة بالتقنية . كدعامة قوية أو علها الأولى في تشكيل الرأي العام .ففي عوالم ما بعد الحداثة ، خاصة تلك التي شهدت تطورا غير ناتج عن طفرة علمية بقدر ماهو تطور يفتقد إلى التدرج الذي يضمن التأقلم مع معطيات الواقع الطارئ . إنها مجتمعات صدمة الحضارة و التقنية المسقطة على واقعها ، بإعتبارها سوقا إستهلاكية للعوالم الأكثر تطورا التي تشكل قاطرة تصورات العالم منذ الحرب العالمية الأولى. هذا الخلل التطوري يمثل تشوها يكاد يكون الحائل الأول دون إكتساب شعوب العالم الثالث و العربية تحديدا القدرة على إدارة الإهتمام العام و توجيهه نحو مسائل علمية أو دعنا نقل موضوعات تساهم في نهضة هذه الأمة

قبل الطفرة النفطية بالنسبة للخليج العربي و قبل التغييرات التي مست أنظمة الحكم إنطلاقا من تونس سنة 2011 كان الإعلام محصورا في التلفزات الرسمية التابعة للأنظمة و التي كانت و لازالت تشتغل وفقا لإستراتيجيات الحكام تحت غطاء المصلحة الوطنية العليا . هذه التلفزات لم تعطي منفذا لأي منتقد للواقع المعيش . فصورت الواقع فردوس فرض تصديقه عن طريق التكرار و الإلهاء . في مرحلة ثانية أي بزوغ فجر الفضائيات التي تعددت و تنوعت في إطار الرداء المتفق عليها سلفا . فملكية هذه الفضائيات بقي بيد رجال أعمال يتمعشون من جلابيب الحكام و عطاياهم . رغم دخول الصورة عالية الجودة و الإمكانيات الضخمة ، إلا أن هذه الأدوات عجزت عن إنتاج إعلام وطني هادف لبناء مجتمعات الوعي . قد يلاحظ المتمحص في الواقع الإعلام إبان الحملات الإنتخابية . فيكتشف الخط التحريري لكل وسيلة بل ميولها الإنتخابية و مصالح كل منها .أما بوصفها أدوات منظمة في خلق إشكالات بديلة بعيدة كل البعد عن هموم الشعوب و معضلاتها اليومية . فتتطرح قضايا طائفية أو قضية الشواذ جنسيا . لأن هناك في الغرب تطرح هذه الأخيرة أو هناك في الغرب مصالح لا تمر إلا عبر تأجيج الأولى . ليس الأمر ذا صلة بما يسميه البعض نظرية المؤامرة بقدر ماهو ترابط لمصالح إمبراطوريات المال و الإعلام . فلا يمكن أن تسير الثانية بمعزل عن توجيهات الأولى و العكس لا يستقيم .
كل هذا المناخ الملائم لبناء عالم الرداءة ، عن طريق التشيع على إستضاغة كل دخيل تحت عنوان الحداثة أو عنوان الأصالة .
في ظل كل القصف المركز يختار البعض أي الذين تشكل عندهم نوع من الوعي على ندرته ، البحث عن بدائل التي هي مستعدة تمام الإستعداد و مبنية وفق حاجة الهارب من الواقع . إنه الإعلام الحديث و الدور الموكل له في تشكيل ذوق عالمي متماثل ، بإعتبار التقنية أي وسائط التواصل الحديث تمنح المتقبل القدرة على لعب دور الباث أو مصدر المعلومة هنا تدخل العوامل النفسية فيتحول الكثيرين من شذاذ الأفاق على حد قول أمبرتو إيكو إلى متداخلين في الشأن العام بل قادة معتبرين في صناعته. وسائل التواصل الحديث هذه التي تشكل منصات سرعان ما أضحت منظمة من وجهة نظر المستعمل . على إعتباره منتظمة متطورة منذ البدء من زاوية المنتج فهي أدوات تخدم إيديولوجية العولمة منذ بداياتها . لأن أكثر من 85 % من المواطنين العرب يمتلكون حسابات على الفيسبوك و نصفهم له حساب على تويتر . يقضي أكثر من نصف المشتركين العرب بشبكة الفيسبوك ما يقارب 4 ساعات و تختلف إستعمالاتهم الأهم 45% منهم يشتغل بالدردشة إنها أيديولوجية وسائط التواصل الحديثة . حتى وسائل الإعلام بمفهومها التقليدي أضحت تنطلق من هذه المنصات بل أن جل البرامج تبنى إنطلاقا من هذا الواقع الإفتراضي .

هذه الوسائل التي يصنع من خلالها الرأي العام الذي يخدم بالضرورة الطبقات المسيطرة عن طريق عزل و تحجيم الموقف النقيض . ليست وحدها ، لأن المرجعيات الدينية و مراكز البحوث الإستراتيجية التي تنتج أرقام و إحصاءات توجه من خلالها الأي العام بوعي أو دونه.

لا يمكن مواجهة هذه الأدوات الشرسة في تدجين و بلورة الرأي العام وفقا لمصالح أقلية حاكمة و تمتلك الثروة . في ظل ضعف و وهن تعانيه المنظمات المهنية و المجتمع المدني . بوصفها المحرار لواقع الحال بعيدا عن التزويق و مصالح اللوبيات المتغولة في أركان الأنظمة العربية .



#محمد_علي_بوعلاق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إتفاقية الشراكة التونسية مع الإتحاد الأوروبي: تونس في خدمة ا ...
- تونس الراهن الثقافي ، بين الإرتجال الفلكلوري و غياب الرؤية ا ...
- زيارة بوتين لمصر و تداعياتها


المزيد.....




- مصر.. السيسي وما فعله يشعل تفاعلا واستذكارا لصورة حُفرت بأذه ...
- -ماذا سيقول الإنسان عندما يقف أمام الله؟-.. البابا تواضروس ا ...
- كارثة بحرية جديدة في إندونيسيا: قتلى وعشرات المفقودين في غرق ...
- طبيبات أجنبيات يصفن الأوضاع في مستشفيات غزة
- مع نهاية -لعبة الحبار-، الكوريون الجنوبيون يعودون إلى الواقع ...
- هل صاروخ الحوثيين -فرط صوتي-؟ | إيقاف شاب -خجول- يخطط لطعن ن ...
- إيطاليا ستصدر ما يقرب من 500 ألف تأشيرة عمل جديدة لغير الأور ...
- بريطانيا: شرطة مكافحة الإرهاب توجه اتهامات لأربعة ناشطين داع ...
- ماذا يعني أن تعلق واشنطن إرسال شحنات أسلحة لأوكرانيا؟
- اتهام 4 نشطاء داعمين لفلسطين في اقتحام قاعدة بريطانية


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي بوعلاق - تشكيل الرأي العام ، في ظل العولمة