أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي بوعلاق - إتفاقية الشراكة التونسية مع الإتحاد الأوروبي: تونس في خدمة الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأوروبي في خدمة مصالحه














المزيد.....

إتفاقية الشراكة التونسية مع الإتحاد الأوروبي: تونس في خدمة الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأوروبي في خدمة مصالحه


محمد علي بوعلاق

الحوار المتمدن-العدد: 5181 - 2016 / 6 / 2 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشراكة هي عقد بين ندّين ، يستفيد منها الشريكين بالقدر نفسه نظريا. تتفاوة النسب قليلا على أرض الواقع.

بعد إبرام إتفاقية التبادل الحر للمنتجات الصناعية منذ 1995 بين تونس و الإتحاد الأوروبي .تسعى الأولى للحصول
على مرتبة الشريك المتميز مع الأخير . بعقد إتفاقية الشراكة مع الإتحاد الأوروبي
بشركاته العابرة للأقطار تغلله في الصناديق الدولية المانحة .من البنك الدولي إلى صندوق النقد
في ظل أزمة إقتصادية خانقة ، تراكم الديوم حيث تبلغ نسبة التداين 47 % . أزمة تكاد تعصف بالسلم
الإجتماعي بعد بلوغ نسبة البطالة 15،4 % ، إرتفاع ضغط الأجور إلى 14 % من الموازنة الإقتصادية .
سعي الدولة إلى تقليصها حدود 12 %. ثم إقرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن سنة 2017 ستكون
سنة الصفر إنتدابات بالوظيفة العمومية . هذه القرات تأتي متأثرة بالضغط التي تسلطه الجيهات المانحة
التي تدفع نحو إصلاحات هيكلية متحكمة في الخط الدبلوماسي والمنوالي الإقتصادي لتونس
ما بعد 14 جانفي 2011 .

تنكرت مجموعة الثماني للإقتصاديات الدولية الكبرى لوعودها بالإفراج عن الأموال المنهوبة إبان نظام
السابع من نوفمبر.في قفزة للأمام تحت غطاء اتفاق التبادل الحر الشامل والمعمق .

إتفاقية يغيب عنها التوازن حيث يؤكد أحد الخبراء الألمان أنها ستقضي على ثلث الشركات التونسية
في حيث سيحاول الثلث الآخر المقاومة أما الثلث الأخير فسيبقى نظرا للعلاقات التي تربطه بدول
شمال المتوسط. أما إذا أردنا إتخاذ التجارب المقارنة منطلقا فدول شرق أوروبا مثال مخيف .
حققت فرنسا والمانيا وايطاليا وبريطانيا انتعاشة اقتصادية علي حسابهم منذ سنة 1990 الي سنة 2008
حيث تم الإستيلاءا على اراضيهم الفلاحية والصناعات التحويلية والاقطاب الفلاحية-الصناعية الكبري في
كل هذه البلدان فتحولت مثلا شركة سكودا Š-;---;-----;---KODA التشيكية لصناعة السيارات الي فولسفاغن Volkswagen الالمانية
وشركة داسيا Dacia الرومانية الي رينو Renault الفرنسية بينما اختفت كليا شركات صناعة السيارات مثل ايكاروس ikarus البلغارية
و بولوناز Polonez البولندية اوشركة رافيك Rafik الليتوانية كما اختفت وافلست بقدرة قادر شركة صناعة الاليكترونيات والرادارات فيف VEF الاسطونية
.....والامثلة عديدة كل هذه الشركات كانت تسوق منتوجها في دول الاتحاد السوفياتي ويوغسلافيا وافريقيا وبعض الدول الاسياوية
والجنوب امريكية باختفائها او ابتلاعها احتلت مكانها شركات الغرب الاوروبي مقابل ذلك كُبّلت دول الشرق الاوروبي بالديون "الميسّرة"

ليست تونس بالدولة التي تشتمل على مصانع و شركات كبرى فالإقتصاد رعوي بدائي يفتقر لقدرة
تنافسية مع بلدان العالم الثالث . ولأن كل إقتصاديات العالم النامي مرتكزها الفلاحة فمن الظروري
التطرق لمدى تأثير هذه الإتفاقية على القطاع الرئيسي فيالبلاد :

كل البنود تنص على أن الطريق يأخذنا لتحويل الفلاحة إلى بيولوجية طبعا ستكون موجهة للتصدير
هذا جميل لإدخال العملة الصعبة . غير أن السؤال كيف سيتم تغطية حاجيات الدولة من الحبوب
التي تعتبر عنصرا أساسيا في غذاء التونسي أم سيتم تغيير العادات الغذائية . هذا ممكن لكنه غير
مفيد للشريك العملاق . الذي سيلعب دور المزود بالحبوب وفقا لما تنص عليه الإتفاقيات المبرمة
التي تلزم الشريك القزم بالإستيراد من هذه الجهة و بمعاييرها .

إذا تونس هي سوق صغير يظم 11 مليون نسمة لن تستهلك غير البضائع الغربية الأوروبية قصرا
بعد توجيه الإنتاج نحو التصدير وتفكك النسيج الصناعي غير القادر على المنافسة .شراكة تجارية
صرفة تزيد من إرتهان الإقتصاد لصناديق الإقراض .للتذكير يوم اغتيال رئيس رومانيا تشاوسسكو
نسبة الدين الخارجي الروماني كانت صفر" اليوم يفوق الـ 80% من الناتج الداخلي الخام .

لم تكلف السلطة الحاكمة في تونس خبراءها عناء التسائل إن كانت هنالك مداخل أخرى تنتشل
الإقتصاد من الكود المطبق عليه منذ عقود.لذا سأحاول التطرق لبعض البدائل بعيدا عن الإحماء
بالأقطاب حتى لا أشوش راحة المحايدين دوما .

فمجموعة البريكس التي هي مؤسسة عالمية كبرى تسعى إلى إيجاد مؤسسات مالية واقتصادية
تكسر الاحتكار الأميركي الغربي للاقتصاد العالمي. أسست عام 2014 مصرفا إنمائيا رأسماله مائة مليار دولار،
يفترض أن يمول المشاريع التنموية في البلاد النامية.
تم التوصل إلى اتفاق إنشاء المصرف بعد مفاوضات مكثفة مقر البنك الجديد الذي بلغ رأسماله الأولي مائة مليار دولار،
خصصت للاستثمار في مشاريع للبنية التحتية في الدول النامية.
تشكل دول بريكس 30% من مساحة اليابسة في العالم، وتضم نحو 40% من مجموع سكان الأرض، ويصل حجم ناتجها الاقتصادي
إلى نحو 18% من الناتج الاقتصادي في العالم، وتجذب نصف الاستثمارات الأجنبية في العالم. توفر هذه المؤسسة إمكانية الإقتراض
بشروط ميسرة أو أقل إجحافا من شروط النقد الولي و تبعاته .وتعتبر مستويات الدين العام لبريكس متواضعة ومستقرة في الغالب
باستثناء الهند، وقد ترجم هذا الأداء الاقتصادي إلى أنواع مختلفة من النفوذ.
فلماذا لا تبحث السلطات التونسية إمكانية إيجاد حل وسط التناقضات الدولية و صراع النفوذ لما فيه مصلحةالإقتصاد الوطني .



#محمد_علي_بوعلاق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس الراهن الثقافي ، بين الإرتجال الفلكلوري و غياب الرؤية ا ...
- زيارة بوتين لمصر و تداعياتها


المزيد.....




- لمنحها -بداية جديدة-.. ترامب: أمريكا -قد تخفف- العقوبات المف ...
- جولة ترامب تكشف التغييرات في الشرق الأوسط.. نظرة على أسباب ز ...
- -فورين أفيرز-: نهاية حقبة التحالف الأوروبي الأمريكي
- يونيو المقبل: بدء محاكمة المحامي الحقوقي إبراهيم متولي في قض ...
- أزمةٌ تتفاقم... الجزائر تتجه لطرد المزيد من الدبلوماسيين الف ...
- أمين عام -حزب الله-: نستنكر استنكارا عظيما العدوان الإسرائيل ...
- هل تعاطيا مخدرات؟.. جدل بالمنصات حول فيديو ماكرون وميرتس
- هل يفضي إفراج حماس عن الجندي -الأميركي- إلى مفاوضات أوسع؟
- ترامب: قطر ستمنحنا طائرة في لفتة عظيمة
- آبل تبحث رفع أسعار هواتف آيفون الجديدة


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد علي بوعلاق - إتفاقية الشراكة التونسية مع الإتحاد الأوروبي: تونس في خدمة الإتحاد الأوروبي و الإتحاد الأوروبي في خدمة مصالحه