أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - روند بيثون - كرادة في القلب














المزيد.....

كرادة في القلب


روند بيثون

الحوار المتمدن-العدد: 5233 - 2016 / 7 / 24 - 01:59
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كرادة في القلب

لقد أمعن الارهاب الاسود قبل أيام في ارتكاب جرائمه البشعة الجبانة باستهدافه الدموي لحشود جميلة و بريئة من العوائل البغدادية والعراقية التي خرجت ليلاً في حي الكرادة العريق في قلب بغداد الحي النابض بالفرح و الابتهاج رغم قتامة الاحداث، خرجت بعفوية و هي بكامل أناقتها لتتسامر معا بأحاديث الطيبة والوفاء وهي ترتشف الشاي المهيل لتقضي ليلا بغداديا مرحاً التي تنعش حرارته الصيفية نسمات عذبة تهب من دجلة الخير، اذ نجد في هذه الكافتريا شاب بعمر الزهور الراسقي يهمس لحبيبته بأعذب كلمات الغزل وفي ذاك الشارع نجد طفلاً تدهشه بهجة الحياة و مناظرها و هو بأحضان أمه الشابة، وفي المقهى المجاورنجد شيباً يلهون بلعبة الدومنة والطاولي مع كل داس يسردون حكاية و فكاهة بغدادية من الزمن الجميل، كان مساء كرادة كرنفالاً من الفرح والمحبة بدأت تكتمل ملامحه مع حلول ساعات الليل المتأخرة التي زانها احاديث الحب المعطرة بالحان واغانٍ والمواويل والمقامات العراقية تتوالى الى الاسماع من المقاهي و الكافتريات والمحلات المجاورة، وفجأة تخرج مسوخ الظلام من جحورها المعتمة ومن أوكارها العفنة لتشعل حقدها نارا و لهبا لتصبه بكل بشاعة الى عروسة بغداد الى كرادة و عشاقها، لتشفي غليلها المريض بحرق كل مظاهر الجمال والحياة والامل في النفوس، بعدما اصطليت أجسادها العفنة بنار مقدسة نفخها جحيماً عليهم ابناء العراق، مصاحبة بضربات مدوية دمرت جهورها و أنفاقها الافعوانية في صلاح الدين وانبار و الفلوجة، نعم قد زهقتم تلك الليلة المئات من الارواح الطاهرة جبناً و غدراً لأن قاموسكم الفكري العقيم تتجلى في مفرداته العتمة والجهل و الجهالة واللذات المريضة السقيمة وسفك الدماء، ولكن أياكم وأياكم ان تنالون من أبناء الحضارة و النور ابناء الرافدين أصحاب الابجدية الاولى والتشريع الأول والملحمة الاولى، انتم يا اولاد الموت و صناعه، كيف تقدرون على أبناء الحياة و الابداع ، نعلمكم يأ اصحاب الوجوه الكالحة يامن ضننتم بأنكم جلبتم الموت لأبناء الحياة، أنكم حقا لواهمون وساذجون، ان ارواح شهداء كرادة، وكل شهداء الوطن تحولت الى أيقونات النصر تقلدتها نجوم السماء فخرا و تحولت الى هياكل حب في القلوب و وقلائد الشجاعة في اعناق كل أبناء الوطن الاصلاء و تعاويذ خير في كل بيت عراقي تبعد عنه و عن أهله الحسد والشر ، وأعلموا ياوارثو الجبن، أن صرخة كل واحد منهم وآهات الامهات الثكالى و تنهدات الاطفال المحروقة قد تسامت الى السماء لتمطر غيثا معطاءا جالبا معها الثراء والبشائر، و حكاية كل واحد منهم ستخلدها روايات و قصائد وملاحم شعرية، ننشدها فخرا وابداعاً وتذرعا في اروقة اتحاد الادباء و شارع المتبني وفي صرايف الاهوار و في قمم الجبال، ياشهداء وطني ان جباهكم ستبقى شامخة شموخ برج بابل و زقورة أور وستبقى ذكراكم بعذوبة الحان القيثارة السومرية ومجدكم سيعلو به لاماسو الى اعنان السماء، وطيبة ارواحكم أمتزجت حلاوتها بحلاوة التمرالخستاوي ، نقسم لكم وبكل آلام الوطن سنجعل من الكرادة المعبد الأول و المصلى الأول لقلوبنا، نبدأ منه صلاتنا الأولى و تلاوتنا الأولى نرددها معاً " بالبدء كان الشهيد" لاننا فيه نكون اقرب الى الله من اي مكان آخر لاننا نبتهل الى السماء من اطهر المعابد معبد شهداء الاطهار.
لكم نقول ياسافكي الدماء أياكم واياكم ،ان تتوهموا يوماً بانكم نلتم من ارادة الحياة في بغداد، نعم قد احرقتكم بنار الغدر و بأس ناركم، بعضا من الغصون الطرية في الكرادة ولكن لم ولن تنالون من جذورها الحية الضاربة في عمق التاريخ والعطاء ابد الدهر، وعدا من كل وطني شريف وقسما بكل قطرة دم بريئة سالت غدراً على تراب الوطن الطاهر بأن أبناء العراق الغيارى سيقطعون كل يد تلطخت بدم ابنائه وتلقيها بالنار و سيساقون كل فاسد الى مزبلة التاريخ والذلة والهوان و وسيقتصون من كل خائن خان الامانة وباع الوطن .. وان الحشود زاحفة من الكرادة اليوم قبل الغد لتدك حصون الظلم والخيانة والارهاب .. وأن الغد لناظريه لقريب .

المجد والخلود لشهداء الكرادة
المجد والخلود لشهداء العراق
المجد والخلود لشهداء الحرية
روند بيثون
اربيل - عنكاوا



#روند_بيثون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذرا ايها السادة انه موضوع ابادة
- هل المسيحيون مواطنون أم رعايا في هذا الوطن؟
- عندما تصبح الشهادة ظلا لقامات الرجال


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - روند بيثون - كرادة في القلب