أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - بنت القسطل - صفورية














المزيد.....

بنت القسطل - صفورية


فيصل طه

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 21:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


بنت القسطل- صفورية
صفورية باقية في مكانها وان أُبعد أهلها قسرًا عن قلعتها وقسطلها وبساتينها، فهي ثابتة في أرضها وحية في ذاكرة أبنائها، وفي فضاء ذاكرة شعبنا الفلسطيني باقية، كما المئات من بلدات هذا الوطن الجريح.
عندما يتشظّى الوطن ببنيانه وعمرانه بناسه وأشجاره بمائه، تتجلى حالة مأساوية غارقة في التاريخ عالقة على أحبال مشدودة للمستقبل تشده نحو العودة, قاهرة للنسيان لتتشكل صورة تتجاذبها الألوان المعتمة والزاهية، الظلمة والنور، الظلم والحرية، والأمل بالأمل.
صفورية رابضة على صخور تلالها تعانق أفقها، ترقب أهلها تحفظ أسماءها، وفي قلبها ينبض الحنين وينتفض الورد.
صفّورية هي شأننا جميعًا، شأن الإنسانية وشأن من عايشها ومن جاورها وأحبها حبًا مدويًا، الشاعر سيمون عيلوطي الحالم بالعودة، ولو من خلال المشاركة في فعالية مسيرة العودة.
صفّورية في البال تضل
أحلى من زهرات الفل
زيارتها واجب مفروض
يشارك فيها أهل الكل
سيمون عيلوطي يبدع في بناء حكاية شعرية سرديّة توقظ في القارئ حنينًا متّقدًا ثائرًا، وحلمًا واقعيًا بتحقيق العودة محرّضًا للعمل الثقافي.

ينقلنا الشاعر سيمون عبر صور ومشاهد حية متتالية تحمل في حواشيها مكنونات الذكرى الساخنة واصرار البقاء ولوعة الحنين ورقي الوعي السياسي والاجتماعي والقيم الانسانية والتضامن والتآخي آتيا بمشاهد ثرية بالطقوس والعادات والمناسبات والاغاني الشعبية وبمسميات الاماكن وتعدد ثروات المكان (صفورية) الزراعية، الصناعية البسيطة ووسائل النقل المتطورة في حينه


تتجلى صفورية في الحكاية الشعرية السردية " بنت القسطل" للكاتب سيمون العيلوطي الصفوري،
صفورية بساتين
مفروشة خضار
نبعات وِحْساسين
قسطل وأزهار
صفورية يا خضرا
تبقى بالروح زهرة
تفرفح حوليَّا
يُرصّع حكايته بلغة المكان المحكية، يغرف من افواه الناس: الجرةَّ، كيلة المية، الحصيرة والدوشك المفروش، كانون النار، تنكة الازهار، لعبة المنقلة، أكلة القطايف، اليوك، المكوك ، الجرن، الطابون، الكبة وغيرها.
يُشير وبإعتزاز الى ثراء المكان صفورية وعلو مركزها، في شتى مجالات الحياة، "في القرية طواحين للقمح، كان ابوي يشغلها على المي وكان عنا معاصر للزيتون ومدرستين، واحدة للصبيان والثانية للبنات، كان عنا مجلس بلدية، تنادر وباصات العفيفي بتستناكو بالساحة جديدة وكثير نظيفة ورخيصة". وغنى أغاني لأعراس وحمّام العريس :"قُلّي وين تحممت يا زين يا غالي، يا يما حمموني بدار خوالي".

وأبرَزَ ما ساد من تآخي ومحبة وتسامح بين ابناء البلد الواحد "بتذكر في عيد الميلاد الحفلة اللي صارت بالدير، وفي عيد الصعود كلمة الشيخ صبيح إل حكاها للوفود".
"الدير بصفورية موجود، مِنْصونُه لو شو بِيصير"،
"دير القديسة حنّه والدة ستي مريم مولودة في هالجنة صفورية انشالله تسلم".

ويتجول سيمون في حكايته الشعرية في ثنايا الطبيعة الجميلة، يتظلل بظلال الدوالي الحاملة وبأشجار الرمان، يُراقب اسراب الحمام ويترنم بتغريد البلابل والحساسين ويقترب دفئاً الى سته وهي تجدل صوف بالصنارة "منو تعمل شرشف يَ ستار تهديه لاهل الخير ....للزوار".
مرتاحا في قرية هادئة سالمة "عيشتنا فيها أحلى من ندى النوار، لا خصم عنا لا عدا, ولا ثار... ويذوب شوقًا للدار وللجرَّة "مشتاقة قلبي دايب" "يا قلبي ناطر وعدي عجمر النار".
يكشف الشاعر المأساة، وانقلاب الحال بين ليلة وضحاها "بليلة ما فيها قمر، غزونا والجو إنعكر". تنبلج عن هذه المشاعر الانسانية المتداخلة شوقا وحنينا حزنا وفرحا، الماً واملاً... تنبلج مواقف الصمود والتحدي والواقعية والامل للباقين في الوطن ليصبح تواجدنا في قرانا "خطر على امن الدولة" وليقف الناس ضد سياسة الترهيب وكسر العظام وليعبروا اهل البلد عن مواقفهم واصرارهم على البقاء
" ما نرحل لو شو بصير نبقى هون كبير زعير
ما نترك أرض اجدادنا ".

علمني جدي جملة
"صونوا الارض طول وعرض"
"ما نترك ارض الاجداد"
وبعلو صوت المقاومة
"ما يرهبنا حتى الموت
بالمقالع والنبوت
منقاوم لو شو بصير"
وعن صمود المرأة المتمثلة "بمريم" :
"لو مشَّيتوا الدبابات
فوق جسمي ما بزيح
مزروعة مثل النبات
ما تقعلني هبوب الريح"
وبرؤية تفاؤلية لزوال الظلم، "علمتنا التجربة الظلم رايح ل زوال"
" حول الشعوب تكسرت كل القيود "
وبوعي ثاقب مسؤول يشير الى طبيعة النضال السلمي للبقاء بمشاركة قوى تقدميّة يهودية "وكل اللي بيحبوا العدل والسلام في اسرائيل والعالم ,"مش بس مندعي للسلام مندعي للمحبة كمان والتساوي" والى تأكيد الرواية الفلسطينية بأننا اصحاب الارض الاصليين ولسنا كالرواية الصهيونية التي بدلت الاسماء "تحرير تسييوري من مغتصبيها العرب"
ويدعو الى التسامح والتآخي بين ابناء الدار

بنت القسطل تجري حكاية فنية في مياه القسطل لتحيي البستان، وصفورية "تظل على مر الليالي قمرها يهل" ولتبعثنا سائرين اليها، عائدين اليها، الى مرجها الاخضر الى بلاد العنبر.
هاتفين "صفورية دون الاهل صحرا ... حجر" نحن اهلها عائدون اليها.

شكر الى سيمون، تستحق الثناء على هذا الجهد الابداعي وعلى أَخذك بيد بنت القسطل والقلعة، بنت صفورية للتظلّل بظلال الدوالي والى قَطْفِ قُطْف العنب، والى الرقود على عش البلبل، الى الامل الآتي حتماً.... الى العودة.

فيصل طه
صفورية - الناصرة



#فيصل_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا للفراق الى رياض الأرض العامرة.. يا رياض
- قراءة تأملية لرواية دنيا للكاتب عودة بشارات
- الكاتب محمد علي طه -أكتب ليعود الميعاري الى بلدته ويرجع الصف ...
- تجليّات المكان في شعر راشد حسين
- فشروا
- عسكرة الإعلام وسوريا الوطن
- إطلالة على -ساحات زتونيا- - رواية المبدع عودة بشارات
- وا داعشاه!!
- صفورية
- فضاء اليرموك يدوّي


المزيد.....




- مسؤول: إسرائيل لم تتلق ردا من حماس بعد على اقتراح مصر لوقف إ ...
- أوستن: لا مؤشرات على أن حماس تخطط لمهاجمة قوات أمريكية في غ ...
- الشرطة تفض اعتصاما مؤيدا للفلسطينيين بجامعة في باريس.. والحك ...
- احتفالية في روسيا الاتحادية بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب
- دراسة ألمانية: الأثرياء يعيشون حياة أطول !
- إسرائيل ودول الوساطة بانتظار رد حماس على مقترح الهدنة المصري ...
- منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة المعارض الروسي نافا ...
- بايدن يعين مستشارا جديدا لمعالجة مستويات الهجرة
- دعما لغزة.. اتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات العال ...
- السويد.. وضع أطلس شامل للتطور الوراثي المبكر للدماغ


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فيصل طه - بنت القسطل - صفورية