أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الواحد مفتاح - حزب معتدل أو حزب منبطح














المزيد.....

حزب معتدل أو حزب منبطح


عبد الواحد مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 5223 - 2016 / 7 / 14 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يجادل اليوم، في تقديم حزب العدالة والتنمية المغربي، لنموذج لابأس به إلى حد بعيد في الاعتدال السياسي، في وقت تتضاءل أكثر فيه مخاوف من كانوا ينادون أن إسلامية الحزب، ستكون عقبة في قيادته للحياة السياسية المغربية.
باسم يماثل نظيره التركي، وبفعالية تقل عنه بكثير، عاش الحزب سنواته على رأس الحكومة، بأغلبية مريحة في البرلمان وشعبية كبيرة بدد غالب رصيدها، فيما حافظ على وسطيته واعتداله، الذي ذهب في أحايين كثيرة لدرجة الانبطاح، فبالنظر للبرنامج الذي سطره و نادى به، لمحاربة الفساد وتضييق الخناق على المفسدين، وما تحقق منه نجده أنه مازال في حالة شبه تيهان داخل دوره الجديد، بعيدا عن كراسي المعارضة المريحة التي كان ينعم داخلها بخطاب عاطفي وقوي يفتح فمه به أوسع من تمساح.
في غياب كاريزمات سياسية قوية داخله، يشتغل وزراءه كتكنوقراط بعيدا عن أي لمسة خاصة، أو تنفيذ مشاريع تحتضن الطابع المميز له، إلا أنه وواقع الحال يشهد أن الحركة داخلة تشبه مقاولة صغيرة محكمة التسيير والإغلاق، بجناح دعوي نشيط يضمن إمداده بكوادر ومناضلين شباب، تلقوا تكوينا أخلاقيا وتربويا أساسا، لا سياسيا وسط صفوف حركة التوحيد والإصلاح، ما يجعل إخضاع شبيبة الحزب من لدن صقوره ليس بالأمر العسير، إلا أن الافتقار لرؤى إستراتيجية موسعة، وأدبيات إسلامية محكمة، وعدم تماسك الخطوط الرئيسية لوجهات نظر منظريه، والفقهاء الدائرين بفلكه، يجعلك تجد أن اعتداله صادر عن توافق وعدم تملك آلية، أكثر منه نتيجة وفعالية،
إلى ذلك يبقى حزب العدالة والتنمية، نموذج متقدم على طول امتداد الحركة الإسلامية بالعالم العربي، وأحد الأحزاب الأكثر حضورا وتماسكا بالخريطة الحزبية المغربية، المصابة بسعال حاد نتيجة الفراغ السياسي بها. رغم تعرضه لعدد من المضايقات والحملات الإعلامية الشرسة، وتضييعه أيضا لعدد من متعاطفيه، للإرباكية واللهجة الشعبوية لرئيس الحكومة التي لم يوازها بمواقف صارمة، وأفعال قوية في عدد من الملفات التي وعد بافتحاصها، وتقديم نتائج إيجابية بشأنها.
التجربة المغربية يمكن أن تحدثنا عن أحزاب فقدت هويتها بالكامل، وأخرى تبددت ولم يبقى منها غير الهيكل، وسيادة الزعيم الذي لا يفارق الكرسي إلا بعد أن يفارق الحياة، أو يصيبه الخرف، حزب العدالة والتنمية بما يحسب لنفسه، من تدعيم استقرار البلاد والمساهمة بقيادة هذا الاستقرار، على رأس الحكومة يكون قد قطع مع مرحلة ذهبت لغير رجعة، بالمغرب ألا وهي قطيعة الدولة والمجتمع المدني مع الأحزاب والتجمعات الإسلامية، هذه التي تعرف اليوم جيدا أن اللعبة السياسية يلزمها أكثر من حسن النوايا، والتبجح بالعذرية، لأن الخطاب العاطفي والأخلاقي الحميم لم يعد يقنع أحدا، بسبب بسيط أنه لم يعد ينفع أحدا.



#عبد_الواحد_مفتاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نور الدين فكاك : سوق الفن يعاني من قلة الخبراء
- قراءة في قصيدة جلال الأحمدي
- عشرون عاما على رحيل الشاعر أحمد بركات
- شهوة الشعر قراءة في ديوان -التلجنار-
- قراءة في كتاب -التشكيل المغربي بين سؤال الحداثة والهوية-
- محمد أركون في ذكرى مثقف شجاع
- افتتاح معرض الفنان التشكيلي مبارك عمان
- البهاء وأدواته ..قراءة في أعمل التشكيلي مبارك عمان
- تعب
- في ذكرى محمد أركون
- خطبة جنرتل خاسر
- التشكيلي عمان مبارك يعرض -الاصل المؤجل- برواق محمد الفاسي
- عبد الله القصيمي الطائر النادر
- اليسارالمغربي وامتحان 20 فبراير
- الكأس
- أسئلة الثقافة وتدبيرها الرمزي والتنموي في المجتمع المغربي
- مريم
- قصيدة التواضح : قراءة في تجربة الشاعر عبد الرحيم الصايل
- محمد بنميلود فانوس الدّهشة الشعرية
- المعنى ولمعانه في لوحة عبد الله الهيطوط


المزيد.....




- لغز يحيّر زوار اليابان.. ما سبب غياب حاويات القمامة؟
- الحجاج يبدؤون رمي الجمرات في أول أيام عيد الأضحى
- مسيّرات وصواريخ روسية تضرب مناطق عدة في أوكرانيا وتتسبب بإصا ...
- روسيا.. تطوير طلاء للطائرات يقلص كثرة الإصلاحات بنسبة 40%
- المركبة اليابانية Hakuto-R تفشل في الهبوط على سطح القمر
- مصر.. حادث مروع يودي بحياة 3 أشخاص من أسرة واحدة ليلة عيد ال ...
- 130 وسيلة إعلام ومنظمة تطالب إسرائيل بإتاحة دخول المراسلين ا ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي للرئيس اللبناني: بيروت لن تنعم بالهدو ...
- للمرة السابعة هذا العام.. إسرائيل ترفض تسليم الحرم الإبراهيم ...
- هدايا لا تقدر بثمن متبادلة بين -الردع- و-اللواء 444- في ليبي ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الواحد مفتاح - حزب معتدل أو حزب منبطح