أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - الكورد و مرحلة ما بعد داعش!















المزيد.....

الكورد و مرحلة ما بعد داعش!


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكورد و مرحلة ما بعد داعش!
د. عبدالله جاسم ريكاني
غالباً، ما كان يوصف الكورد بأنهم كانوا من أكثر المستفيدين من الإطاحة بنظام صدام حسين. لقد تمكنوا من الحصول على اعتراف سياسي رسمي لفيدرالية اقليم كوردستان –العراق في الدستور العراقي الجديد الذي صوت عليه غالبية العراقيين "بنعم" في انتخابات عام 2005، و لعبوا دوراً كبيراً في مجريات الاحداث السياسية في العراق.لقد كان لوحدة الصف و الكلمة الكوردية في انتخابات عامي 2005و 2010، العراقية، الأثر الكبير في لعبهم دور "صانعي الملوك" و تقرير من سيكون رئيساً لوزراء العراق و هو المنصب التنفيذي الاول ، والأهم في العراق الجديد. اليوم، غدت هذه الوحدة في الصف و الكلمة شيئاً من الماضي. اصبح الكورد اليوم، متفرقين و متشرذمين الى درجة لم يعودوا يتفقون فيه حتى على كيفية التعامل مع حكومة بغداد، الأمر الذي أدى الى الحاق الأذى الكبير في موقفهم و أهميتهم و دورهم في أحداث العراق الحالية.
لقد كان للاتفاق الذي نشأ بين كل من الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير الكوردية في منتصف شهر أيار، ألأثر الكبير في إظهار الخلافات الكوردية – الكوردية الى السطح و التي تتمحور بشكل رئيسي في الاختلاف في وجهات النظر حول طبيعة "الحوكمة و كيفية تداول و تشارك السلطة بينهم". و بسبب ما إدًعَاه الإتفاق الجديد ب "التفرد بالحكم و الهيمنة" من قبل الحزب الديموقراطي الكوردستاني (البارتي)، إتَفَقَ الحزبان المتحالفان على تشكيل تحالف بينهما، تتوحد فيه قوى الحزبين و كتلهم البرلمانية معاً في كل من اربيل و بغداد و التي تمكنهم من جمع 30 مقعداً مقابل 28 مقعداً لحزب البارتي، ثلاثة منها تخص الاقليات المسيحية و الشبك.
كما وأدت الخلافات الكوردية الحالية، الى ان يؤدي الاتفاق الجديد الى اعادة النظر في موقفهم بخصوص اولوياتهم ليس في كوردستان وحدها و إنما لعلاقتهم مع بغداد ايضاً. الاتفاق يرى، ان المصلحة تكمن في الاستمرار في المباحثات و اتخاذ منهج تصالحي اكثر مع بغداد، بينما يرى السيد مسعود بارزاني، رئيس اقليم كوردستان، ان العلاقات مع بغداد قد وصلت الى طريق مسدود و ان الكورد لا خيار لهم سوى الإنفصال عنها.
ان الإنقسامات في صفوف الاحزاب الكوردية ليس بالأمر الجديد حيث كانت هناك على الدوام خلافات حول طبيعة الحكم في الإقليم و الأزمة في سوريا و العلاقة بين الإقليم و المركز في بغداد، و لكن الموضوع الأهم و الجوهري، تَرَكًز حول كيفية التعاطي و التعامل مع حكومة بغداد بعد المفاوضات الطويلة و الشاقة بينهما حول امور النفط و الاراضي المتنازع عليها و خاصة في محافظتي كركوك و الموصل.
حالياً، حكومة أقليم كوردستان شبه مشلولة و ليست هناك مؤسسة تراقب اعمال و قرارات الحكومة، خاصة بعد ان أوقف البرلمان عقد اجتماعاته بسبب الخلاف بين الاحزاب الكوردية في الإقليم.
في الاسابيع الماضية، إتخذت الأحداث مجرى دراماتيكي عندما رفضت حركة التغيير، دعوة أطلقها رئيس الإقليم في 23 حزيران، دعا فيه الاحزاب و القوى الكوردية كافة الى عقد اجتماع للتهيئة و التحضير لإجراء الاستفتاء حول مصير الاقليم و علاقته المستقبلية مع بغداد، لأن حركة التغيير و حسب إدعائها، لا تعترف بالسيد مسعود بارزاني رئيساً للإقليم، كما ان البارتي من جهته، لا يعترف بالإتفاق الذي نشأ بين حركة التغيير و الإتحاد الوطني الكوردستاني لانه يعتبره تهديداً له، و أنه، قد تأسس فقط، لتغيير موازين القوى الحالية في الإقليم. لقد قال البارتي مراراً انه مستعد للإجتماع مع التغيير و الاتحاد كلاً على حدة و لكن ليس كلاهما معاً.
و في محاولة للتأكيد و لإثبات ان للإتفاق الجديد وزنه و تأثيره على مجريات الأحداث، تَشَكًل وفد مشترك من حركة التغيير و الإتحاد للسفر الى بغداد و الإلتقاء بكبار المسؤولين فيها في 25 من شهر حزيران. و لقد إنتهز البارتي هذه الفرصة لمهاجمة الحزبين في الإعلام و إتهامهما بشق الصف الكوردي الموحد مع بغداد قائلاً " ان العراق ليس بأفضل حالٍ منا، متسائلاً، مالذي يشجع الكورد للذهاب الى بغداد و طلب المساعدة منهم، لأنه حتى الخلافات الكوردية الحالية لا تبرر العودة الى بغداد، ولان كل المفاوضات السابقة الطويلة و المعقدة قد فشلت و إنهارت بسبب تجاهل بغداد لحقوق الاقليم و فشلها في تطبيق المواد الدستورية الخاصة بحقوق الكورد او تلبية و لو القليل من الالتزامات التي وعدت بها بغداد مراراً و لم تنفذها.
و إعترافاً بالجمود الحالي في الساحة السياسية الكوردية، يقترح البعض ان يقوم البارتي، بإستغلال فرصة الاتفاق الجديد بين الإتحاد و التغيير، و العمل على إيجاد صيغة أو لجنة أو إتفاق كوردي – كوردي، للتعامل مع القضايا الملحة المختلفة التي تواجه الإقليم، لأنه، إذا ما أصَرً التحالف الجديد بين التغيير و الإتحاد على التواصل مع بغداد بمفردهما، و خارج السياسة الرسمية لحكومة الإقليم، فإن إنشقاقاً خطيراً سيظهر وللمرة الاولى في الموقف و الكلمة الكوردية الموحدة مع بغداد، الأمر الذي ستكون له عواقب و مضاعفات خطيرة على الواقع الحالي و المستقبلي للكورد في العراق و المنطقة بشكل عام.
لقد أدت الحرب الأهلية الكوردية التي نشبت في منتصف تسعينات القرن الماضي بين الحزبين الرئيسين آنذاك (البارتي و الإتحاد)، الى تقسيم اقليم كوردستان الى وحدتين إداريتين منفصلتين و بحكومتين مختلفتين. و إحتمالات حدوث نفس الشرخ في الإقليم لا يبدوا مستبعداً حالياً ايضاً، إذا ما إستمرت الأحزاب الكوردية الفاعلة حالياً في الإقليم في الإبتعاد عن بعضها البعض.
مع بدء العد التنازلي لقوة داعش و سيطرتها على المدن و الاراضي العراقية، تسعى قوى سياسية، محلية و إقليمية و دولية عديدة للتدخل و البحث لها عن مواطئ قدم و نفوذ في مرحلة ما بعد داعش. والذي مَكًن الكورد من الحصول على مكاسب و حقوق جَمًة في عراق ما بعد صدام، كان وحدة الموقف و الكلمة للقوى و الأحزاب الفاعلة سياسياً و إجتماعياً في الإقليم، و في بغداد أيضاً. التشرذم و الإنشقاق الحالي في الموقف الكوردي، سَيَضُر بشكل كبير في موقف و أهمية و دور الكورد في عراق ما بعد داعش.
ما لم يتغلب القادة الكورد على خلافاتهم ويضعوا جانباً "ألأنا" الطاغية في نفسياتهم و تقديم التنازلات لبعضهم البعض من أجل القضية الكوردية التي ناضلوا من أجلها لقرون، ستكون نتائج و إستحقاقات مرحلة ما بعد داعش، كارثيةً عليهم على المستوى المحلي و الاقليمي و الدولي، لأنه و ببساطة، سيفقد المجتمع الدولي إهتمامه و مصالحه الحالية في الإقليم بمجرد التخلص من داعش.
في عراق ما بعد داعش، طائفة السنة ستبقى على ما هي عليه الآن، بسبب وضعئها البائس الحالي و تمكن الارهاب منهم و فقدانها للمرجعية السياسية و الاجتماعية و تشرذههم بين قوى سياسية و دول إقليمية مختلفة. و في المقابل، سيكون لدى طائفة الشيعة " حشد شعبي قوي" و مرجعية دينية واحدة تجمعهم و توحدهم سياسياً، تلقى الدعم من ايران القوية، كما ان الحكومة الشيعية في بغداد مدعومة هي الاخرى من قبل كل من ايران و امريكا القويتين. كل هذه التطورات و الاحداث التي لا يمكن تفاديها، ستشكل خطراً محدقاً و فادحاً على أقليم كوردستان المتشظي و المنقسم على نفسه، ما لم يجد الكورد لأنفسهم مخرجاً من المأزق الحالي و يعودوا لسابق عهدهم الموحد موقفاً و كلمةً، سياسياً و اجتماعياً.
و العقل ولي التوفيق



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ألأردوغانزمية- في مرحلة ما بعد العلمانية في تركيا: إذا قال ...
- الابتزاز السعودي للأمم المتحدة- مصداقية المنظمة الدولية تحت ...
- ماذا بعد اسقاط طائرة الكوبرا التركية في جبال هكاري
- رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق ال ...
- ماهي خيارات داعش المحتملة بعد هزيمته في العراق و سوريا؟
- أوغلوا أصبح جزءاً من الماضي: التضحية برأسه قرباناً للسلطان!
- هل يحتاج الشرق الاوسط الى حدود جديدة؟
- داعش تستخدم السلاح الكيمياوي ضد الكورد، أين هي المساعدة الام ...
- من زواج متعة الى طلاق طويل: كيف ساءت العلاقات الامريكية السع ...
- من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا ...
- هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد
- في تركيا- السعيد من كان تركياً و التعيس من كان كوردياً
- فانتازی-;-ا العثمانيە-;- الجدی-;-دة و تاثي ...
- اليمنيون لا بواكي عليهم رغم آلاف الضحايا و المشردين
- هل ستلعب امريكا دور القابلة المأذونة لتوليد دولة كوردية؟
- هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟
- عندما يصبح السيد أوغلو سمساراً لبيع و شراء اللاجئين مع اوروب ...
- دول منظمة التعاون الاسلامي و تحديات المياه الحالية و المستقب ...
- مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط
- لماذا تسعى المنظمات الارهابية الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - الكورد و مرحلة ما بعد داعش!