أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق التركي















المزيد.....

رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق التركي


عبدالله جاسم ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 5173 - 2016 / 5 / 25 - 16:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق التركي
د. عبدالله جاسم ريكاني
تمكن البرلمان التركي من تعديل مادة دستورية في العشرين من الشهر الجاري، تم بموجبها سحب الحصانة البرلمانية من بعض المشرعين البرلمانيين في خطوة تهدف الى طرد و من ثم تقديم البرلمانيين الكورد في حزب ديموقراطية الشعوب HDPالى المحاكمة. لقد إتَحد كل من اعضاء كتلة الحزب الحاكم "حزب العدالة و التنمية مع اعضاء من حزب الحركة القومية العنصري و مجموعة من نواب حزب الشعب في تمرير هذا التعديل!.
بموجب التعديل، سيتم تحويل ملفات البرلمانيين البالغ عدده 148 من مختلف الاحزاب التركية الممثلة في البرلمان، مباشرة الى القضاء التركي!. و يشكل نواب حزب HDP غالبيتهم، حيث يواجه 53 منهم من مجموع 59، تهماً في 405 قضية، تتعلق 206 منها بقضايا و تهم الارهاب! علماً ان غالبية هذه التهم تتعلق فقط بإبداء "وجهات نظر" لا تتطابق مع وجهات نظر سلطات أنقرة. مشروع القانون كان قد قُدِم بموجب طلب موقع من كافة نواب حزب العدالة و التنمية الحاكم في 12 من شهر أبريل الماضي متهمين فيه نواب حزب HDP، بتقديم الدعم الروحي و المعنوي و المادي للارهاب، و بحجة ان الشعب التركي يعتقد ان هؤلاء النواب قد أساؤأ استخدام حصانتهم البرلمانية و الدستورية و يطلب ان تتم محاكمة هؤلاء النواب.
هذه الخطوة، تذكِرنا بالفوضى السياسية التي حدثت في عام 1994، عندما أقدم البرلمان التركي حينذاك أيضاً، إلى رفع الحصانة عن 8 من النواب الكورد بتهم انتمائهم الى حزب العمال الكوردستاني. و تم الزج بهم في سيارات الشرطة امام البرلمان و إقتيادهم مباشرة الى السجن. و لكن هل أدى سجن هؤلاء الثمانية الى تحقيق اي نوع من الاستقرار و الامن في تركيا حينذاك؟ وما الذي يبرر او يفسر تكرار نفس الخطوة الآن؟.
الكلمة الفصل في تفسير ما يحدث هي عند السيد "أردوغان" فقط، لأن فكرة رفع الحصانة عن نواب ال HDP، هومشروع سياسي خاص بالسيد أردوغان. في السادس من شهر كانون الثاني الماضي، و قبل ثلاثة اشهر من تقديم مشروع رفع الحصانة، أرسل السيد أردوغان رسالة صريحة الى حزبه قائلاً، " يجب على البرلمان و القضاء التركي ان يتخذ إجراءات ضد النواب الذين يتصرفون و كأنهم أعضاء في منظمة إرهابية"!. كما أن الحرب التي أطلقها أردوغان ضد حزب العمال في شهر تموز الماضي، حرًكت مشاعر العداء لدى اعضاء حزب الحركة القومية اليميني المتطرف و الذين إتحدوا مع حزب العدالة و التنمية الاردوغاني في كل ما يتعلق بالحرب ضد حزب العمال الكوردستاني و من ضمنها الهجوم البرلماني على اعضاء ال HDP. و لكن مجموع نواب الحزبين تشكل فقط ثلاثة أخماس مجموع النواب البالغ عددهم 550، أي انها تكفي لطرح مشروع القانون للاستفتاء الشعبي فقط، لأنه، يجب الحصول على ثلثي اصوات البرلمانيين لتمرير القانون في البرلمان بدون الحاجة للاستفتاء. و لقد تم تأمين عدد الثلثين من الدعم الذي قدمه 20 من نواب حزب الشعب الجمهوري ليبلغ عدد المصوتين لصالح تمرير مشروع القانون 376 نائباً.
أي ان حزب الشعب الجمهوري و الذي كان في البداية معارضاً لمشروع رفع الحصانة عن البرلمانيين الكورد، إتخذ موقفاً انتهازياً غامضاً طيلة عملية التصويت، و يبدوا انه لم يتمكن من التغلب على مخاوفه من ان يتم اتهامه هو الاخر بالارهاب و دعم حزب العمال، و أعلن أخيراً و بحجج واهية و مختلفة، انه سيدعم هو الاخر مشروع قانون رفع الحصانة. ومع هذا، هناك 51 برلماني من حزب الشعب الجمهوري يتشاركون نفس المصير مع نواب HDP، ألأمر الذي سيضع حزب الشعب في موقف لا يحسد عليه أمام جمهوره.
و بعد ان يصبح التعديل قانوناً عندما يوقع عليه الرئيس اردوغان، سيتم تحويل ملفات النواب المطرودين الى القضاء خلال 15 يوماً و تبدأ بعدها الاجراءات القانونية!. المدانون منهم سيفقدون مقاعدهم البرلمانية، و اذا ما وصل عدد المقاعد البرلمانية الخالية الى 28 مقعداً، سيتم وفق الدستور اجراء انتخابات جزئية خلال 3 اشهر لملأ المقاعد الخالية. وعلى الرغم من أن محاكمة اعضاء ال HDPو من ثم فقدانهم لمقاعدهم سيستغرق وقتاً قد يكون طويلاً، و لكن و مع هذا، سيعمد اردوغان الى وضع خطط واستغلال احتمال اجراء الانتخابات الجزئية لتعزيز و زيادة عدد اعضاء حزبه في البرلمان و بالتالي كتابة دستور جديد لتركيا قد يضمن له تحويل نظام الحكم الى النظام الرئاسي الذي طالما حلم به.
إذن، كل التعديلات و مشاريع القوانين الاخيرة مصممة خصيصاً لخدمة رغبة السيد أردوغان في أن يصبح الرئيس الآمر الناهي في تركيا. و عندما سيحاكم نواب ال HDP بتهمة دعم الارهاب، فإنه في المحصلة، سيتم تجريم حزب الHDP اوتوماتيكياً ايضاً. و هذا ما سيعرض مصداقية هذا الحزب لخطر أكيد و يسهل من مهمة وزير الداخلية التركي في طرد رؤساء البلديات المحسوبين على ال HDPمن مناصبهم. و في نفس الوقت، منع حزب الHDP، من الترشح الى اية انتخابات مستقبلية في تركيا. و بالتالي تحقيق الهدف النهائي لحزب العدالة و التنمية في الحصول على أغلبية برلمانية مريحة في اية انتخابات مبكرة ومحتملة في المستقبل.
كما ان عملية رفع الحصانة ستؤدي الى توحيد صفوف القوميين و العنصريين الترك مع المحافظين من الطائفة السنية التي يمثلهم حزب اردوغان في جبهة واحدة يضم حزب الحركة القومية العنصري ايضاً على مستوى القيادة و الجماهير لكلا الحزبين. و لكن على الرغم من ذلك، فان استمرار معاداة الكورد من قبل حزب اردوغان سيسحب المزيد من اصوات حزب الحركة القومية و قد يدفعه الى ما دون حد العشرة بالمائة التي يحتاجها لدخول البرلمان في المرة القادمة.
ان الهجوم الاردوغاني على حزب ال HDP، وعلى الرغم من انه قد يضمن مكاسب آنية و مرحلية لأردوغان، و لكنه قد يكون سلاحاً ذو حدًين. لانه من الناحية الثانية، يعني دخول الديموقراطية في تركيا الى مرحلة الأزمة و الخطر و إحتمال ان تدفع تركيا ثمناً كبيراً للمشكلة الكوردية.
يمكننا تلخيص آثار و تداعيات و عواقب رفع الحصانة و سجن النواب الكورد في:
-غلق الباب امام اي احتمال للحل السياسي و البرلماني للمشكلة الكوردية؛
- زيادة الشعبية و القاعدة الجماهيرية للحركات و الاحزاب المسلحة التي تناضل باسم الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي؛
- فرض الحظر على العمل السياسي للاحزاب الكوردية، سيقوي من ساعد و شوكة المطالبين بإعتماد الحل العسكري فقط للقضية الكوردية؛
- زيادة نسبة التحاق الشباب الكورد بالاحزاب الكوردية المسلحة بعد يأسهم من الحلول السياسية و الوعود الكاذبة التي دأبت الحكومات التركية المتعاقبة على التعهد بها دون جدوى؛
- سيفقد اردوغان و حزبه اية مصداقية لدى القاعدة الشعبية الكوردية التي كانت تعول عليه في ايجاد حل نهائي للمعضلة الكوردية؛
- و بالنتيجة، ستزداد درجات و حِدَة الشعور بالقنوط و اليأس و خيبة ألأمل لدى الشعب الكوردي من امكانية التعايش والتأقلم و ما يسمى جزافاً "بالاخوة" مع الشعب التركي في وطن واحد؛
- اجبار الساسة الكورد و الاحزاب الكوردية القانونية على العمل في واقع "غير شرعي" مفروض عليها، سيقوض من سمعة نظام اردوغان الدولية السيئة اصلاً في المجتمع الدولي بعد أن توضحت نواياه الاستبدادية و الدكتاتورية؛
- محاكمة و سجن البرلمانيين بسبب آرائهم و حرية التعبير، سيجعل حتى المواطن التركي العادي متسائلاً " كم هي مساحة حرية التعبير المتبقية بعد اليوم عند الانسان التركي" في ظل نظام حكم حزب العدالة و التنمية الاسلامي و الذي كان يرتجى منه ان يكون يوماً ما، مثالاً للشرق الاوسط الجديد!!!.

قديماً قالت العرب: عرب وين و طنبورة وين، يفترض ان يعترف الترك ايضاَ ويقولوا: مغول و تتار وين و ديموقراطية وين!؟



#عبدالله_جاسم_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي خيارات داعش المحتملة بعد هزيمته في العراق و سوريا؟
- أوغلوا أصبح جزءاً من الماضي: التضحية برأسه قرباناً للسلطان!
- هل يحتاج الشرق الاوسط الى حدود جديدة؟
- داعش تستخدم السلاح الكيمياوي ضد الكورد، أين هي المساعدة الام ...
- من زواج متعة الى طلاق طويل: كيف ساءت العلاقات الامريكية السع ...
- من الذي يحاول اسقاط العبادي: الايرانيون أم الأمريكان و لماذا ...
- هل يمكن هزيمة داعش بدون الكورد
- في تركيا- السعيد من كان تركياً و التعيس من كان كوردياً
- فانتازی-;-ا العثمانيە-;- الجدی-;-دة و تاثي ...
- اليمنيون لا بواكي عليهم رغم آلاف الضحايا و المشردين
- هل ستلعب امريكا دور القابلة المأذونة لتوليد دولة كوردية؟
- هل سنشهد نهاية قريبة لداعش؟
- عندما يصبح السيد أوغلو سمساراً لبيع و شراء اللاجئين مع اوروب ...
- دول منظمة التعاون الاسلامي و تحديات المياه الحالية و المستقب ...
- مصادر الطاقة و السياسة في الشرق الاوسط
- لماذا تسعى المنظمات الارهابية الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل
- هل فقدت انقرة بوصلتها السياسية؟
- التحديات التي تواجه حكومة اقليم كوردستان
- تركيا لم تعد أمة واحدة: الاستقطاب المجتمعي في عهد أردوغان
- هل يتجه اقليم كوردستان نحو الافلاس؟


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله جاسم ريكاني - رفع الحصانة عن النواب الكورد: الديموقراطية بعقلية الخازوق التركي