أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - حين يضيع الوطن .. لنّ تجد حنجرة تليقُ بصراخك ..هذه قصّة مواطن ؟؟














المزيد.....

حين يضيع الوطن .. لنّ تجد حنجرة تليقُ بصراخك ..هذه قصّة مواطن ؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 5221 - 2016 / 7 / 12 - 19:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



كل شيء جميل حدث في حياتك صار اليوم من الذكريات , الطريق الذي مشيت عليه يوما أنت وحبيبتك , المطعم الذي أكلت فيه أنت وأهلك , المقهى الذي شربت فيه أول سيجارة لك مع أصدقائك , البيت الذي كنت تحبي فيه على يديك وقدميك في صغرك , الجيران الذين ضاعوا في يابسة الموت وبحر الهجرة , الشارع الذي كنت تلعب فيه وتزعج جيرانك بصوتك وصراخك , كل تفاصيلك ابتعلها الحزن فجأة , كل الأوجاع استوطنت قلبك فجأة , كل شيء تغير ولم يعد كما كان يوما , لقد كان عليك في وقت ما أن تتخذ القرار المصيري , في أن تظل تحلم في بلد صار العيش فيه أكبر كابوس, أو أن تهرب الى بلد لا يعترف بك إلا كلاجئ مسكين, أو تنتظر ملك الموت أن يزورك على غفلة من عمرك السخيف, أو تنتحر وتمنح البشرية مكانا فارغاً في سجل أبناؤها الهاربين من خدمة الحياة.

كان كل حلمه أن يصير موظفاً محترما في دائرة حكومية, ويتزوج من الفتاة التي وعدها يوما بأنه سيكون فارس أحلامها , وصار موظفاً في دائرة لا تحترم إلا الذين يدورون حول مصلحتهم , وتزوج من امرأة لم تزره يوما في أحلامه , لقد عضه الحقدّ فصار قلبه أقسى من حجر الصوانّ , ونهشّ الفساد عظمه حتى صار من هذا القطيع الذي لا يرحم أحد اذا ما وقف في وجهه , قال له أخيه أحتاج الى ورقة من دائرتك , قال له لا بأس ولكن عليك أن تدفع ثمن هذه الورقة , قال له : معقول تأخذ مني رشوة .. أنا أخوك ؟؟.. فأجابه بضحكة صفراء : ولكن قد مات أبوك ...؟؟

كانت تملك من الجمال ما توزعه على نصف حارتها الفقيرة , وكان عندها من الشرف ما توزعه على نصف رؤساؤنا العرب وملوكنا الهمجّ , لقد قررت مسبقاً أنها ليست سلعة رخيصة تمضغها العيون بشراهة ويسيل اللعاب لأجلها , لقد قررت أنها ستساعد أمها المريضة وأختيها الصغيرتان بعملها وتعبها وكدّها , وبحثت كثيرا عن عمل شريف في هذا البلد فلم تجدّ , ليس المشكلة أنه لا يوجد عمل شريف ولكن المشكلة أن الشرف في هذا البلد صار مربوطاً بمدى تضحيتك كي تحصل على هذا العمل .
في الأمس دخلت أمها أغلى مشفى في البلد .... وكان الثمن أغلى ما عندها ...؟؟

كان سخياً كريما يساعد كل الناس , يساعد المحتاج والفقير والمريض , ويقول في نفسه إنما أعمل لوجه الله عسى أن يعوضني بخير , لم يتأخر التعويض كثيراً , فجروا مصنعه واحتلوا منزله وسرقوا امواله وهددوا بقتل عائلته , هرب من الموت هو وعائلته ونزح الى مدينة ثانية, لم يكن معه من المال أكثر مما يخرس تلك الافواه الجائعة , نام في حديقة عامة هو وعائلته , جاءه شخص سخيّ كريم يتحننّ عليه برغيف خبز , نظر في عينيه وبكى ,, لقد كان الفقير الذي يتعطف عليه يوميا وهو في طريقه الى العمل , لم يؤلمه الموقف فالدنيا دوارة , ولكن أكثر ما أوجعه أنه ليس معه مال كافي كي يعطيه لهذا الفقير .

كانت متدينة وتحب الله , تواظب على فروضها الخمس ولا تقطع حتى النافلة , سمعت أن جهاد النكاح حلال للمجاهدين بفتوى شيح حقير يدّعي الاسلام , كانت تحلم بالجنة , فسافرت كي تجاهد في سبيل الله , ضاجعها اثنا وسبعين رجلاً , حملت ثلات مرات وأسقطت الجنين , عادت الى بلدها من هذا الجحيم , بعدما اكتشفت أن جهادها كان للجنس فقط , أهلها تبرؤأ منها , مجتمعها قال عنها عاهرة , وحتى الذين ذهبت لتجاهد عندهم أفتوا بقتلها لأنها كافرة , لم تحتمل كل هذا , ألقت بنفسها من بناء عالي وانتحرت , لقد عاشت لله يوماً ثم قتلت نفسها هرباً من الناس وخجلاً من الله ؟؟

كان صديقه الأغلى من أخيه , كان أخيه الذي لم تلده أمه , صديق المراهقة وصديق الدراسة وصديق العمل , كانوا يتشاركون كل شيء , الضحكات النابعة من القلب , الدموع التي تحفر الخدّ , قصص العشق الفاشلة , هموم الأهل ومشاكلهم , لقد كانوا مثل توأم سيامي لا يفرقهم إلا عملية جراحية أو موت قادم , ولكن فرقهّم شيء غير متوقع, فرقتهم السياسة , فرقتهم زاوية الرؤية لما يحدث في البلد ومن السبب فيه , في الاسبوع الماضي مات أبيه ولم يأتي صديقه لتعزيته , ذهب اليه وطرق باب بيته , فتح له صديقه وبدا مرتبكاً واعتراه الخجل وقال له على الباب .. عذرا منك لم آتي لتعزيتك في موت أبيك , فضحك صديقه وقال له :
على العكس أنا الذي جئت أعزيك يا صديقي ..
جئت أعزيك على إنسانيتك التي ماتت ....؟؟


-
-
-


على حافة الوطن

تزحلق الصبي بصابونة أسمها الوطن العربي
فكُسِر ظهره ...فجبّروا له ظهره في مشفى الأمة العربية
قال لأمه بغضبّ شديد : لما لم تنجبّي لي أخ أسندّ ظهري عليه
قالت الأم : تعال يا ولدي أخبرك ما فعل قابيل بأخيه هابيل …؟؟

بلال فوراني



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الوطن والدين .. معجزة من رب العالمين...؟؟
- يا زمن الماع ماع .. يا زمن الجبنّ والخزيّ والخداع ... مرة أخ ...
- يوسف أيها الصدّيق المُنتجبّ .. أخبرني ماذا يحدث في حلبّ ..؟؟
- أين العلّة .. ونحن شعوب عربية أخلاقها منحلّة ..؟؟
- قصيدة ممنوعة في بلاد الجهل مصنوعة والى التخلف مرفوعة ..؟؟
- يا زمن الماع ماع .. يا زمن الجبنّ والخزيّ والخداع ..؟؟
- أنا قارئ الفنجان .. ونهدك فنجاني المقلوب ..؟؟
- اذا كنت أميّاً .. فتعال واقرأ ..؟؟
- استفيقوا ياعربّ .. باعوا رسولهم وتاجروا باسمّ الربّ ..؟؟
- صباح وطن .. ما عاد وطن ..؟؟
- في قواعد الرجولة والأنوثة ..؟؟
- يا فوضى الصباحات ...؟؟
- فجروا فجروا .. سورية باقية وداعش فانية ..؟؟
- صباحك .. حديث خطير النوايا ..؟؟
- كيف أفسرّ معنى وجودك في حياتي
- اللحم السوري...والعشاء الأخير على مائدة المعارضة السورية ..؟ ...
- إذا كنت نصف شيء .. فأنت أيضاً نصف لا شيء ...؟؟
- عذراً درويش .. على هذه الأرض ما يستحقّ لأجله الموت ..؟؟
- إلى داعشيّ .. باع ربه والنبيّ ..؟؟
- سنة جديدة ولا جديد فيها ... لأنك ما زلت قديم ...؟؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - حين يضيع الوطن .. لنّ تجد حنجرة تليقُ بصراخك ..هذه قصّة مواطن ؟؟