أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - النظام السوري .... جردة حساب قومية















المزيد.....

النظام السوري .... جردة حساب قومية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5220 - 2016 / 7 / 11 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أصعب تغيير قناعات البعض ، لكن الصعب يصبح سهلا عندما يكون الطرح مدعما بالحقائق الثابتة ، ومع ذلك لن يسلم من يقوم بالمحاولة من الشتائم والمسبات ومن أشياء أخرى ، لأن البعض طمس الله على قلبه ، ولا يريد معرفة الحقيقة ، لسبب هو يعرفه جيدا .
ليس تجنيا على أحد ، فأنا لا أتحدث عن فريق كرة قدم مثلا ، أو عن إدارة مدرسة ، بل أتناول نظاما سياسيا إمتلك من أدوات التضليل ما لم يمتلكه نظام من قبله ، ولن يمتلكه نظام من بعده ، وقد أنجز التشبيك من الغرب خفية ، وأعلن تحالفه مع الشرق علانية ، والأغرب من ذلك كله علاقته الخفية مع مستدمرة إسرائيل حتى قبل تأسيسها ، في الوقت الذي كان وحتى يومنا هذا يوهم الناس أنه نظام قومي بعثي يريد تحرير فلسطين من الصهاينة ، والأغرب من هذا وذاك ، أن هناك من بيننا من إرتبط به وصدقه وسار في ركبه ، ولا يقوم بمثل ذلك إلا ماكر وداهية ، ويقيني أن النظام السوري هو أمكر الماكرين وأدهى الدهاة .
أولى صفحات هذا النظام السوداء كانت عام 1936 ، عندما طردت دمشق البطل الشهيد عز الدين القسام دون أن تعطيه رصاصة واحدة ، فاضطر للعودة خالي الوفاض من "عاصمة العروبة " وواجه العصابات الصهيوينة بإرادته ، وإستشهد شاهدا على عمالة هذا النظام في أحراش يعبد من أعمال جنين شمال فلسطين ، مع انه سوري من بلدة جبلة كبرى مدن اللاذقية .
هذه الشهادة الأولى تدل دلالة واضحة على أن الإتفاق المبرم بين الوكالة اليهودية وقادة الجلاء السوري يتقدمههم الجد سليمان "...." قد أصبح نافذا ، وان القرار السياسي السوري قد تم إرتهانه للصهاينة ، وفحوى الإتفاق غض قادة الجلاء عن جنوب سوريا "فلسطين " ، مقابل سعي الحركة الصهيوينة لدى باريس لتسهيل إستقلال سوريا ، وهذا ما يفسر تسلم إبنه حافظ وزارة الدفاع ومن ثم رئاسة الجمهورية ، ومن بعده حفيده طبيب العيون بشار"..." ، يعزز ذلك الرغبة الملحة في حرق سوريا إن لم يبق بشار رئيسا لها؟؟!!
الشاهد الثاني هو قيام الحكم في سوريا بعد إنطلاقة حركة فتح عام 1965 ، بإعتقال أبرز قادتها يتقدمهم الراحلان عرفات وخليل الوزير وآخرون ، ولو كان ذلك الحكم يتمتع بذرة قومية واحدة لوفر الدعم للفلسطينيين كي يحرروا أرضهم ، لكنه كان يتعامل معهم كرهائن ، يبتزهم باستمرار.
أما الشاهد الثالث وهو حاسم في مغزاه ، فهو منع المقاومة الفلسطينية من إتخاذ موطيء قدم لها في سوريا ، بعد إخراجها من الأردن أواخر العام 1970 ، لتنطلق منه إلى المواجهة مع مستدمرة إسرائيل.
الشاهد الرابع في هذا الملف الذي أقدمه هدية للباحثين كي يتوسعوا فيه بحثا وتوثيقا ، هو إحتلال لبنان من خلال أكبر خديعة سياسية مارسها هذا النظام وأوهم العرب أنه يريد وضع حد للإنفلات الأمني في لبنان والحرب الأهلية التي أجزم أن له طرفا فيها والتي بدأن عام 1975 إثر جريمة عين الرمانة .
تمكن هذا النظام من خديعة العرب بأن حصل على موافقة ودعم الجامعة العربية ، وإيهام دول الخليج العربية ، بضرورة مشاركتها بتطعيم الجيش السوري بأعداد من جنودها ، وقد إكتشفوا اللعبة ، وتزوج غالبيتهم من فتيات جنوبيات وقفلوا عائدين إلى بلدانهم ، وأصبح الجيش السوري في لبنان جيش إحتلال رسمي ، مارس كل ما يخطر وما لا يخطر على بال أحد ، من جرائم قتل ضد اللبنانيين من كافة المستويات ، لدرجة أن هناك مئات إن لم يكن آلاف من المفقودين اللبنانيين حتى اليوم ، بعد أن إعتقلهم الجيش السوري والمخابرات السورية ، كما أنه كان يفتك بالفلسطيين أيضا .
الغريب في الأمر أن الإحتلال السوري للبنان جاء في الوقت الذي كانت فيه الحركة الوطنية اللبنانية ، قد قلصت نفوذ الإنعزاليين إلى 13 % من أرض لبنان وحصرتهم في ميناء جونية ، وعندما دخل هذا الجيش قلب موازين اللعبة ، وناصر الإنعزاليين على الحركة الوطنية ، وعندما إرتاح الإنعزاليون إنقلبوا ضده ، وكان جيش الإحتلال السوري في لبنان يحرك محراك السوء بين الطوائف ، لإدامة النزاعات وتعميقها حتى انه قتل الزعيم الدرزي اللبناني الشهيد كما جنبلاط.
عانى الشعب اللبناني كثيرا من الإحتلال السوري ، وكان ذلك الإحتلال يصادر كل ما يعجب جنوده بدءا من ربطة خبز العامل اللبناني ، حتى سيارة المرسيدس ، وقد كان يوم الخميس من كل أسبوع يمثل كارثة للمزارعين واصحاب المحال اللبنانيين ، لأنهه يوم إجازات جنود الإحتلال السوري ، الذين كانوا يعودون إلى أهليهم في سوريا محملين بالفواكه والبضائع من المزارع و من المحال اللبناينة ، وكل ذلك عنوة ، وقد رأيت ذلك بأم عيني.
يقيني أن هذا النظام هو شريك مستدمرة إسرائيل في إغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحيري ، ويقال انه إستدعاه وهدده بالقول "إن إستمررت على ما انت عليه بقرف رقبتك قرف"؟؟!! وهذا ليس مستبعدا على هكذا نظام ، حاول جاهدا اللعب بالورقتين الفلسطينية واللبنانية ، وقد فشل فشلا ذريعا باللعب بالورقة الأردنية .
الغدر هو سمة هذا النظام ، فقد غدر الشعب اللبناني ومن قبله الشعب السوري والعربي عموما ، ومن أوجه غدره السوداء أن العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز كان قد تبنى بشار "..." وعندما حصل خلاف بينه وبين الحكم في لبنان ، جاء الملك عبد الله بطائرته إلى دمشق وإلتقط بشار ، وأخذه بمعيته إلى بيروت بعد ان طلب حضور كافة القيادات اللبنانية إلى القصر للقائه ، واول كلمة قالها لهم هو أن بشار ولده ، وتلك رسالة صريحة للبنانيين أن يطووا صفحة الخلاف ويفتحون صفحة جديدة مع بشار ، لأن ولي نعمتهم الملك عبد الله بن عبد العزيز ألبسه عباءته ، لكنه لاحقا إنقلب على السعودية و على كافة دول الخليج العربية التي كانت داعما أساسيا له.
قبلها كان قد وقع إتفاقا متطورا مع الأردن عام 1976 يقضي بتنقل المواطنين في البلدين عن طريق الهوية ، وقد نجح التطبيق في المراحل الأولى ، لكنه توقف بعد تحرك الجيش السوري بإتجاه الحدود الأردنية مفتعلا خلافا بين البلدين.
من أوجه الغدر الأخرى ما فعله ضد العراق إذ فاجأ الجميع حد الذهول ، عندما تحالف مع إيران وإصطف معها في الحرب العراقية – الإيرانية ، وكنا نتمنى لو انه إستثمر علاقته الوطيدة مع إيران ، في وقف الحرب المجنونة وتطبيع العلاقات العراقية – الإيرانية ، وأبعد من ذلك أنه شارك في تحالف حفر الباطن ضد العراق ، وقد فضحه كيسنجر واكد أنه عميل أمريكي .
الغريب في الأمر أن البعض ما يزال يصف هذا النظام بأنه حاضن المقاومة ومهد الممانعة ، وتلك الصفتان بعيدتان عن الواقع بعد الثرى عن الثريا ، إذ أنه لم يكن حاضنا للمقاومة يوما ، بل كان يحتضن مكاتبها الإعلامية والسياسية لضمان الحصول على الأموال عن طريق الإبتزاز ، وأن تكون تحركاتها واضحة له من خلال تجسسه عليها .
وربما يتذكر البعض ما قاله وزير خارجيته في إحدة القمم العربية في عمان عبد الحليم خدام "كل واحد يقلع شوكو بإيدو"!! فأي مقاومة وممانعة يتحدثون عنها ؟وهل نسينا المفاوضات السورية –الإسرائيلية التي قيل انها غير مباشرة في أنقرة برعاية السيد رجا الطيب أردوغان عام 2008 ، وكان أردوغان قد إستدعى أولميرت وقال له انه توصل إلى إتفاق إطار مع السوريين ، يعجز الإسرائيليون عن التوصل إليه ، ويقضي بموافقة سوريا على حل سلمي مع إسرائيل يضمن لها السيادة على شاطيء بحيرة طبريا ، وعندما قرأه أولميرت قال لأردوغان أنه سيعود لإجراء مشاورات ، لكنه هرب إلى الأمام وشن عدوانا على غزة.
ولا ننسى ما يطلق عليه إبان حكم حافظ "عهدة رابين " التي تقضي بإنسحاب إسرائيل من الجولان ، ولا أظن أن أحدا عاقلا سويا يقبل على نفسه تصديق خزعبلات النظام السوري بدءا من سليمان الجد مرورا بحافظ الإبن وصولا إلى بشار"...".



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار -الج......- إذ ينتصر على شعبه؟؟!!
- -العربية للهلال والصليب الأحمر -تندد بتفجيرات بغداد
- البغداديون لا يتناولون -الموطة- عصرا في شارع الرشيد
- مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا
- تركيا تنتحر في حضن إسرائيل مجددا
- -إسرائيل-..من المتوسط إلى قزوين
- اللاجئون السوريون والعيد ..كلام خارج النص
- النائب عبد الهادي المحارمة: مدينة سحّاب أردنية وأهلها مصريون ...
- توطين اليهود الأكراد في العراق..قنبلة الموسم
- الصليب الاحمر البريطاني يستضيف المنظمة العربية للهلال الأحمر ...
- لماذا لم ينتصر العرب ؟
- الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر -ا ...
- اليسار العربي حالة هلامية وتشبيك إنتهازي
- أورلاندو ليس داعشيا
- متطلبات نجاح حكومة الملقي
- عملية عين الباشا .. كلام لم يقله أحد
- عملية -تل الربيع- نفذها الموساد
- توطين السوريين
- العصفور الذي تحول إلى نسر
- مؤتمر باريس الدولي للسلام..مستدمرة إسرائيل تؤكد ذاتها


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - النظام السوري .... جردة حساب قومية