أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - العلويون(تاريخهم و عقائدهم)















المزيد.....



العلويون(تاريخهم و عقائدهم)


محمد علي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 21:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


|في هذا البحث أردنا أن نضع أمام القارئ الخطوط العريضة لتاريخ و عقائد طائفه طالما ظلت غامضه كما قال الباحث مصطفي غالب في كتابه الحركات الباطنيه(انه بالرغم من اكتشاف الذره الا انه لم يستطع احد ان يرسم خطا بيانيا واضحا لمعتقدات العلويه النصيريه) فنشرنا الافكار الباطنيه للذين يعيشون في حذر من الآخرين وكذلك يعيشون في حذرٍ من تلك الأفكار ولا يتجرّأون بالوقوف في وجه المنتفعين من خلالها...أولئك المنتفعون الذين لم يستطيعوا استيعاب مفهوم المصلحة الوطنية والتي يجب أن تعلو على كل المصالح الأخرى. فبمفهومنا أنّ العيش بسلام وطمأنينة في أي مجتمع هي الأساس لحياة كريمة للإنسان أينما كان. وإنّ تماسك المجتمع بدايته هو فهم الاخر و تقبله
تشكل الطائفه العلويه النصيريه حوالي 10% حسب الاحصاء الرسمي لعام 1987 في بلد يعد ركيزه في الوطن العربي بالاضافه الى طوائف اخرى تشكل نسيج المجتمع السوري و يرجع المستشرق الهولندي في كتابه الصراع علي السلطه في سوريا (الطائفيه _(الاقليميه_ ) التنوع السوري الى عدة أسباب منها هناك العديد من العوامل التي ساهمت في التنوع السوري منها ان بلاد الشام كانت مرتكز للديانات المسيحيه و اليهوديه و الاسلام بالاضافه الي التنوع داخل المدارس الفكريه لهذه الاديان
ان الهلال الخصيب كان دائما عرضه لهجمات و غزوات مختلفه بحكم موقعه الجغرافي
ساهمت جبال بلاد الشام في ان تكون في بعض الاحيان ملجأ للمضطهدين سياسيا و دينيا
كثيرا ما تم الاحتفاظ على الاختلافات الدينيه و العرقيه نتيجة ولاء محلي مكثف بسبب التكوين الجغرافي لا سيما جبال اللاذقيه و جبال الدروز التي يصعب الوصول اليها
نقص سبل الاتصال بالاضافه الي ان بلاد الشام طوال تاريخها قبل 1920 لم تعرف سلطه مركزيه قويه فقد كانت عباره عن ولايات متعدده ساهم في الحفاظ علي الطابع المتميز و المستقل للمجموعات الدينيه و العرقيه
نشات النصيريه بعد وفاة الامام الحسن العسكري عليه السلام (الامام الحادي عشر عند الشيعه)
و يبين النوبختي المتوفي في منتصف القرن الثالث الهجري في كتابه فرق الشيعه “وقد شذّت فرقة من القائلين بإمامة علي بن محمد في حياته، فقالت بنبوّة رجل يقال له محمد بن نصير النميري، وكان يدّعي أنّه نبي، بعثه الحسن العسكري عليه السلام، وكان يقول بالتناسخ والغلو في أبي الحسن. ويقول فيه بالربوبية..”.و على هذا القول و افقه العلامه الشيعي الطوسي في كتابه الغيبه و كذلك العلامه المجلسي و الكشي و غيرهم في حديثهم عن بن نصير مؤسس الفرقه
و هو ما يتوافق مع ماذكره بعض علماء السنه مثل الشهرستاني في الملل و النحل و عبد القادر البغدادي في الفرق بين الفرق و الاشعري في مقالات الاسلاميين
دخل المذهب العلوي النصيري بلاد الشام خلال القرن العاشر للميلاد والرابع للهجرة، عن طريق محمد بن جندب الجنبلاني. وابتدأ دعوتـه في مدينة حلب، وكان ذلك في عهد الحمدانيين.. وبعد وفاة محمد بن جندب الجنبلاني سنة 340 للهجرة/952 للميلاد، تسـلّم الدعوة حمدان الخصيبي، ودخل مذهب بن نصير بفضله إلى منطقة جبل السمّاق (جبال العلويين حالياً) لذلك فهم يدعون طريقتهم بالطريقة الخصيبية الجنبلانية(2) أما الخصيبي فقد توفيَّ سنة 358 للهجرة/969 للميلاد.
و يورد علماء الشيعه في تصنيفه ضمن علم الرجال قدحا فيه من ضمنه
ما اورده النجاشي في كتابه رجال النجاشي ا قال عنه: ”الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله فاسد المذهب“.
ابن الغضائري: قال عنه ”الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني أبو عبد الله كذاب فاسد المذهب صاحب مقالة ملعونة لا يُلتفت إليه“.
ينـحدر المذهب العلوي النصيري من مذهب أبا الخطّاب، الذي يـعتبر أوّل مؤسس للمذاهب الباطنية في التاريخ الإسلاميه حيث أن أكثر هذه المذاهب انحدرت عن مذهب الخطّـابية. وكان ذلك خلال إمامة جعفر الصادق، الإمام السادس عند الشيعة الإمامية
لقد استمرت حركة الغلاة وتعددت فرقهم في العراق واتخذت من الكوفة والبصرة قاعدة البث أفكارها بين الناس والستقطبت من كان في نفسه هوى أو رغب عن الأئمة عليهم‌السلام ، ومن جملة هذه الفرق هي :

المغيرية نسبة إلى المغيرة بن سعيد ، والبيانية نسبة إلى بيان بن سمعان ، والبزيعية نسبة إلى بزيع الحائك ، والصائدية نسبة إلى صائد الكوفي.
, و بعد 100 عام كانت نشاة النصيريه على يد محمد بن نصير امتداد لهذه الفرق

هؤلاء قد نصبوا أنفسهم أنبياء وجعلوا آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سلم أرباباً خالقين ، قال سعد بن عبد الله الأشعري : وزعموا أنهم أبواب وصفوة وأنهم يرون جعفر بن محمد الصادق رباً وخالقاً في ملكوته وعظمته ، بخلاف ما تراه الشيعة المقصرة (الشيعه الاماميه )؛ فإنهم يرونه بوادي ولا يدركه بالنورانية إلا هم إذا كانوا أنبياء وصفوة وإن لم يكن من صفوته يدركه بالبشرية اللحمانية الدموية يلتبس على أهل الجحود لربوبيته من مقصرة الشيعة

يبدو أن تسمية العلويه هي تسميه جديده بالنسبه للطائفه و قد تعود الى عام 1920 لم يحصل أن عبّر عنهم مؤرخ أو رحالة او رجل دين باسم العلويين، إنما ذُكروا بالنُّصيرية،في كتب السنه و الشيعه الدينيه مثل الملل و النحل للشهرستاني و فرق الشيعه للنوبختي و الغيبه للطوسي و كذلك في كتب التراث العلويه الباطنيه استخدمت مصطلحات اما نصيريه او النميريه او الشيعبيه نسبة لابو شعيب محمد بن نصير النميري و احيانا استعملت الخصيبيه نسبة للخصيبي
و في ديوان شعر الخصيبي ص 10 استخدم النسبة لابن نصير و النميرية بقوله:سلسلي مقدس بهمني نصروي يحب نمر النمور.(و قوله ( نصروي ) ينسب نفسه لابن نصير ، و نمر النمور اشارة للنميري محمد بن نصير. )
و كذلك المكزون السنجاري فلا اثر في شعره لكلمة ( العلوية ) بل استعمل المكزون النسبة الى الشعيبية بقوله: وَبِالشَعيبِيِّ أُدعى بَينَ شُعبَتِها وَهَذِهِ في هَواها أَشرَفُ الرُتَبِ(ديوان المكزون ص 44)
2- و.و قد استعمل المنجب العاني كلمة نميرية دلالة على هذه العقيدة في اكثر من مكان وقرنها احيانا بالنصيري والخصيبي،كقوله :
واني نميري في الانتساب === خصيبي لا اتعدى الصواب
شعيبي ما في يقيني ارتياب === اقر بمعنى و اسم و باب
كمعظم الفرق التي انتهجت نهجا باطنيا غنوصيا انعزلت العلويه النصيريه في الجبال و خصوصا بعد المذابح التي قام بها سليم الاول بحقهم في حلب عام 1517 م حتى ضرب بذلك المثل فقيل اسهل من قتل نصيري و كان هذا امتداد لفتاوى استباحه لدمائهم من بن تيميه و غيره قبل ذلك بقرون .اظن ان العقل الجمعي العلوي ينظر للسني بانه العثماني و بانه بن تيميه
و ربما تصور الصوره التي ينقلها والبول المستشرق بعض هذا الانعزال الذي عاشه العلويون في الجبال طوال اربعة قرون، يقول والبول: «عندما انطلقت نحو الجبال، لم يكن هناك شخص واحد في تلك المدينة (أي اللاذقية) إلا وكان مقتنعاً بأنني ذاهب إلى موت محقق، ذلك أنه لم يغامر أي من سكان المدينة بالذهاب إلى مناطق العلويين فقد كانت تمثل بالنسبة إليهم أرضاً مجهولة تماماً‘»
و يورد محمد علي كرد في كتابه خطط الشام (اصبحت كلمة نصيري أشنع عبارات التحقير ) (و كان السنه ين ظرون إليهم نظر الازدراء» محمد كرد علي، خطط الشام، الجزء الثالث، مطبعة الترقي بدمشق، 1925، ص107. يسهب كرد علي في وصفه لحال العلويين ودروز سورية آنذاك، يقول: «وكان الشعب في معظم الأرجاء يستخف بعامة الدروز إذا اختلفوا إلى الحواضر، وإذا ذكروا يذكرونهم كم يذكرون النصيرية بالسخرية والمهانة
في {ايي ان هذه العوامل قد تكون احد أسباب تغيير الاسم من نصيري الى علوي كمحاوله للاندماج بالمجتمع السوري بعد نهاية الحكم العثماني في اواخر الحرب العالميه الاولي
عندما أنشئت الدوله العلويه عام 1920 كان هناك تيار مؤيد لها خوفا من العوده الى القمع السني اذا تم الاتحاد مع سوريا و كان هناك تيار معارض لها يصفه تقرير فرنسي بانه مؤيد لفيصل و له مواقف صلبه ضد الفرنسيين
كانت ثورة صالح العلي الثائر العلوي ثم وحدة سوريا و الاستقلال و صعود حافظ الاسد كاول رئيس علوي لسوريا هي كسر لطوق من العزله استمر قرون و ان كانت اسستمرت المناطق العلويه كأفقر مناطق بسوريا
_عقائد العلويين
يمكن تقسيم عقائد العلويين الى ظاهر و باطن
فالظاهر ما يعتقدوا ان عوام البشر يعرفون او يرونه و الباطن ما يعتقدوا انهم اختصوا به وحدهم من أسرار لأسباب سنوضحها
و الظاهر العلوي لا يختلف عن الشيعه الاثناعشريه من الاعتقاد بالنبوه للنبي محمد و كذلك الامامه للاثناعئر اماما و ان الانبياء و الرسل بشر و يوضح العلامه الشيعي الشيخ المفيد ذلك في كتابه أوائل المقالات فقال: (إنّ رسل الله تعالى من البشر، وأنبياءه والأئمّة من خلفائه محدثون مصنوعون، تلحقهم الآلام، وتحدث لهم اللذات، وتنمو أجسامهم بالأغذية، وتنقص على مرور الزمن، ويحل بهم الموت )
كما تتفق الشيعه الاثناعشريه مع السنه في الاعتقاد بالجنه و النار و انكار التناسخ كما ان العبادات عند الشيعه تماثل الفقه السني
و هناك قسما من العلويين و لو ضئيلا يكتفوا بمعرفة الظاهر فقط أما الاغلبيه فتظهر الظاهر و تكتم الباطن كنوع من التقيه كما ان النساء لا يتعلمن الباطن فيتعلمن الظاهر فقط
أما الباطن فتشير له كتب باطنيه مثل الرساله الرستباشيه للخصيبي و الهفت الشريف و الصراط و مجموع الاعياد و كتاب المناظرات و الردود و مخطوطة الاصيفر و رسالة التوحيد و الاسوس و مخطوطة المراتب و الدرج و مخطوطة الفقه القمري و غيرها
و تدور هذه المخطوطات حول الاعتقاد بالثالوث (المعنى _الاسم_الباب) و يرمز له اختصارا (ع_م _س) علي _محمد_ سلمان الفارسي
و هذا الثالوث مقتبس من الفكر الافلوطيني أن الذات الالهيه أسمى من ان توصف باسم او وصف فاض من نورها العقل الكلي الذي يحمل اسمائها مثل (الله_الخالق_الخ) ثم فاضت النفس الكليه من العقل الكلي فالثالوث الافلاطويني(الذات الالهيه_ العقل الكلي _النفس الكليه) يماثل الثالوث العلوي ( المعنى_الاسم_ الباب)
و هذا الثالوث ليس متحد الجوهر مثل الثالوث المسيحي و انما متصل ببعضه و لكن منزلة المعنى تعلو الاسم(الحجاب) و الاسم منزلته تعلو الباب
و لهذا الثالوث ظهورات في عالم البشريه في صورة بشر كما انه يقابله في كل ظهور الاضداد(الابالسه) في صورة بشر و بعض الاحداث قد تتكرر من منطلق فكرة التناسخ
فالمعنى هو الذات الالهيه يتجلى في صوره ناسوتيه و الصوره الناسوتيه هي ليست اللاهوت كلية فاللاهوت لا تدركه الابصار و انما الصوره الناسوتيه متحده به و افعالها هي افعال اللاهوت
فالصوره الناسوتيه للمعنى ليست مخلوقه و انما هي عين الذات الالهيه .كما ان الاسم طبقا لنظرية الفيض هو أزلى لانه فيض من الذات الالهيه فهو منه
و لذلك يفسروا حديث (علي مني و انا من علي ) بان المعنى علي و الاسم محمد . و الاسم فيض من المعني . الا ان المعنى اعلي منزلة و علمه مطلق و احاطته بكل شئ مطلقه بينما الاسم يستمد منه
و المعنى له سبع ظهورات أولها هابيل و كان الاسم ادم ثم شيت وكان الاسم نوح ثم يوشع بن نون و كان الاسم موسى ثم يوسف و كان الاسم يعقوب (و لذا سجد يعقوب ليوسف حسب تفسيرهم) اصف بن برخيا و كان الاسم سليمان (ولذا استطاع اصف احضار عرش بلقيس ) ثم شمعون الصفا و كان الاسم عيسى ثم علي و كان الاسم محمد
و باقي الائمه الاثناعشر هم ظهورات للاسم
كما ظهر معهم الباب في كل الظهورات و منها سلمان الفارسي و ايضا أبو الخطاب في عهد الصادق و اخرها محمد بن نصير
كما ان الاضداد يظهروا في كل الظهورات لاضلال الناس و هم قابيل الى عمر بن الخطاب و كلهم أبالسه
و قد تتكرر بعض الاحداث في كل دور للظهورات فمثلا يوشع بن نون (أحد ظهورات المعنى ) حارب صفيراء بنت شعيب زوجة موسى و كذلك حارب علي بن ابي طالب( احد ظهورات المعنى ) عائشه زوجة النبي محمد و لقبها حميراء
كما أن يوشع رد الشمس ليدل على ألوهيته و كذلك علي بن ابي طالب و كل الظهورات للمعنى تدل على الذات الالهيه فحقيقتها واحده و ان اختلفت التسميه و الصوره
و يستدل العلويه النصيريه ببعض الايات القرانيه مثل (و كفى الله المؤمنين شر القتال ) اذ نزلت في غزوة الاحزاب عندما قتل الامام علي بن ابي طالب عمرو بن ود فكانت نقطه فاصله في المعركه فكفى الله(علي) المؤمنين شر القتال
ان الله لا يرسل رسلا و لا انبياء الا في ظاهر الامر ، اما في حقيقته الباطنية فهو يظهر بينهم مباشرة ظهورا ذاتيا بصورة من مثلهم، فاذا تكلم الاسم( النبي ) نطق نيابة عن المعنى و اسند افعاله و اقواله كلها للمعنى ، اما اذا نطق الصامت ( المعنى ) فانه يسند افعاله و اقواله لنفسه او للذي اشار اليه الاسم ، و قد تمثل ذلك في القبة المحمدية باكثر من مكان ، فلما كان الناطق ( محمد ) يتكلم كان يقول :
{ رفع سمكها فسواها و اغطش ليلها و اخرج ضحاها و الارض بعد ذلك دحاها فاخرج منها ماءها و مرعاها و الجبال ارساها }.. و قوله :
{ و انه اهلك عاد الاولى و ثمود فما ابقى و قوم نوح من قبل انهم كانوا اظلم و اطغى }.
و مثل هذا كثير مما لا يحصى
و لما كان المعنى الصامت ينطق كان يسند الكلام و الفعل لنفسه كما في خطبة البيان لعلي بن ابي طالب(التي ينسبونها له) حيث يقول : " أنا طويت أسبابها وعلمتُ غيابها وسريت سرابها وركبت سحابها. أنا مزلزل الأرض وجبالها ومخرج كنوزها وأثقالها. أنا مُقيم القبلة وصاحب الكعبة وجدي الشريعة ومصفي نار الحامية. أنا ذابح إبليس، أنا رافع إدريس وناكس الكفر والناطق بكل سفر. أنا أهلكت القرون بعد القرون. أنا أعددت وأبديت ودمّرت وأفنيت وأعلم ما تـُبدون وما تُخفون وما تأكلون وتدّخرون. أنا حاضرٌ غاب , ألا عندي مفاتيحه. أنا أهلكت عاد وثمود وأصحاب الرس وقرون بين ذلك كثيرا. أنا رافع السموات ومسالكها وداحي الأرضين وساطخها وغارس الأشجار ومنبتها ومفجّر الأنهار وبحرها ...... أنا في كل زمان ووقت جديد, أنا منبئ النبيين ومرسل المرسلين. عليّ دلّت الرسل وبتوحيدي نطقت الكتب. "
__________تبقى هناك بعض الاشكاليات التي يحاول الفكر الباطني الغنوصي للعلويه النصيريه حلها مثل ولادة الائمه و الانبياء وموتهم بالاضافه الى أكلهم و شربهم و غيرها فهي تثبت بشريتهم و هو ما يتعارض مع النصيريه
يقول العلامه الشيعي الشيخ المفيد في كتابه اوائل المقالات ((إنّ الأنبياء والأئمة - عليهم السلام - جميعاً يحلُّ بهم الموت ويجوز عليهم الفناء وعلى هذا القول إجماع أهل التوحيد، و خالف في ذلك الغلاه)
فالغلاه و منهم العلويه النصيريه يعتقدوا انه يشبه للناس موت الائمه و لكن في الحقيقه لا يموتوا و ليس لهم قبور او غيره
فالحسين مثلا لم يستشهد و انما شبه لهم استشهاده و كان من قتل في كربلاء هو شيطان في صورة بشر يدعى حنظله و هو عمر بن الخطاب في احد ظهوراته
و الى هذا يشير العلامه الشيعي الشيخ المفيد في كتاب الفصول المختاره بقوله ((لا فرق بين هذه الفرقة وبين الغلاة الدافعين لموت أمير المؤمنين - عليه السلام -، وبين من أنكر موت الإمام الحسين - عليه السلام - ودفع ذلك وادعى أنّه شبه للقوم)
كما ذكر العلامه الشيعي الشيخ الصدوق اعتقاد الغلاه في نفى موت الائمه في كتابه الاعتقادات
و في كتاب مجموع الاعياد للعلامه النصيري أبو القاسم ميمون الطبراني _عيد عاشوراء باعتبار ان من قتل في كربلاء هو حنظله احد ظهورات الضد عمر بن الخطاب
و بما ان الحسين و هو الاسم و هو العقل الكلي و يحمل اسماء الذات الالهيه و منها الله فلذلك في كتاب الهفت الشريف و هو من كتب العلويه النصيريه يفسر عدم استشهاد الحسين بانه الله الذي لا يموت و حقيقة جسد الحسين هو نور تشكل في صوره بشريه
فكرة الادوار تبرز في هذه الحاله فبما أن المسيح هو ظهور للاسم و كذلك الحسين فكلاهما واحد و كلاهما شبه للناس صلبه او استشهاده
أما الاكل و الشرب و غيرها فلم تكن الا ظاهرا اما في حقيقته فهم في غنى عن ذلك و انما فعلت تلك الصور الناسوتيه ذلك لمؤانسة البشر فقط و هذه الفكره لها نظير في الغنوصيه المسيحيه التي انقرضت كما اوردها فراس السواح في كتابه الوجه الاخر للمسيح
و ترد هذه الفكره في ورد بكتاب الاحتجاج(أحد كتب الشيعه) في حديث للامام الرضا ورده على الغلاه(قال الرضا (ع) : ومن تجاوز بأمير المؤمنين (ع) العبودية ، فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين ، وقال أمير المؤمنين (ع) : " لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا ما شئتم ولن تبلغوا ، وإياكم والغلو كغلو النصارى ، فإني بريءٌ من الغالين " فقام إليه رجلٌ فقال له : يا بن رسول الله !.. صف لنا ربك فإنّ من قبلنا قد اختلفوا علينا ، فقال الرضا (ع) :
إنه مَن يصف ربه بالقياس فإنه لا يزال الدهر في الالتباس ، مائلاً عن المنهاج ، طاعناً ( أي ذاهبا كثيرا ) في الاعوجاج ، ضالاً عن السبيل ، قائلاً غير الجميل ثم قال : أعرّفُه بما عرّف به نفسه ، أعرّفُه من غير رؤية ، وأصفُه بما وصف به نفسه ، أصفُه من غير صورة ، لا يُدرك بالحواس ، ولا يُقاس بالناس ، معروفٌ بالآيات ، بعيدٌ بغير تشبيه ، ومتدانٍ في بعده بلا نظير ، لا يُتوهّم ديمومته ، ولا يُمثّل بخليقته ، ولا يجور في قضيته .
الخلق إلى ما عُلم منهم منقادون ، وعلى ما سُطّر في المكنون من كتابه ماضون ، لا يعملون بخلاف ما عُلم منهم ولا غيره يريدون ، فهو قريبٌ غير ملتزق ، وبعيدٌ غير متقصّ ( أي غير بالغ الغاية في البعد ) ، يُحقّق ولا يُمثّل ، ويُوحّد ولا يُبعّض ، يُعرف بالآيات ، ويثبّت بالعلامات ، ولا إله غيره الكبير المتعال .
فقال الرجل :
بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله !.. فإنّ معي من ينتحل موالاتكم ، ويزعم أن هذه كلها صفات علي (ع) ، وأنه هو الله رب العالمين .
فلما سمعها الرضا (ع) ارتعدت فرائصه وتصبّب عرقاً ، وقال : سبحان الله ، سبحان الله عمّا يقول الظالمون والكافرون علواً كبيراً !.. أو ليس كان علي (ع) آكلاً في الآكلين ، وشارباً في الشاربين ، وناكحاً في الناكحين ، ومحدثا في المحدثين ؟.. وكان مع ذلك مصلّياً خاضعاً بين يدي الله ذليلاً ، وإليه أوّاهاً منيباً أفمن كان هذه صفته يكون إلهاً ؟.. فإن كان هذا إلهاً ، فليس منكم أحدٌ إلا وهو إلهٌ لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على حدث كل موصوف بها ، فقال الرجل :
يا بن رسول الله !.. إنهم يزعمون أنّ علياً لما أظهر من نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله دلّ على أنه إله ، ولمّا ظهر لهم بصفات المحدثين العاجزين لُبّس ذلك عليهم ، فامتحنهم ليعرفوه ، وليكون إيمانهم به اختياراً من أنفسهم .
فقال الرضا (ع) : أول ما ههنا أنهم لا ينفصلون ممن قلّب هذا عليهم ، فقال : لما ظهر منه الفقر والفاقة ، دلّ على أن مَن هذه صفاته وشاركه فيها الضعفاء المحتاجون ، لا تكون المعجزات فعلُه ، فعُلم بهذا أنّ الذي ظهر منه من المعجزات إنما كانت فعل القادر الذي لا يشبه المخلوقين ، لا فعل المحدَث المحتاج المشارك للضعفاء في صفات الضعف .
ثم قال الرضا (ع) : إنّ هؤلاء الضلاّل الكفرة ما أُتوا إلا من قِبَل جهلهم بمقدار أنفسهم ، حتى اشتدّ إعجابهم بها ، وكثُر تعظيمهم لما يكون منها ، فاستبدّوا بآرائهم الفاسدة ، واقتصروا على عقولهم المسلوك بها غير سبيل الواجب ، حتى استصغروا قدر الله واحتقروا أمره وتهاونوا بعظيم شأنه ، إذ لم يعلموا أنه القادر بنفسه ، الغني بذاته التي ليست قدرته مستعارةً ولا غناه مستفاداً ، والذي مَن شاء أفقره ، ومَن شاء أغناه ، ومَن شاء أعجزه بعد القدرة ، وأفقره بعد الغنى . فنظروا إلى عبدٍ قد اختصه الله بقدرته ، ليبين بها فضله عنده ، وآثره بكرامته ليوجب بها حجته على خلقه ، وليجعل ما آتاه من ذلك ثواباً على طاعته ، وباعثاً على اتباع أمره)

_التناسخ _و هو أحد أبرز عقائد العلويه النصيريه وهو الاعتقاد بان روح الانسان بعد وفاته تنتقل لجسد مولود جديد سواء انسان او حيوان و تكون سعادة و شقاء الروح في حياتها الجديده بناء على اعمالها في حياتها السابقه حتى تتخلص من الذنوب ومن الاجساد و تصعد للارتقاء في عالم النور
حيث تعتقد العلويه النصيريه بانهم كانوا انورا في عالم الذر ثم هبطوا الى الارض في اجساد بشريه عندما انكروا ظهور الله لهم في صورة نورا مثلهم و انهم سيعودوا كانورا ريثما تتخلص ارواحهم من الاجساد البشريه بعد ان تنتقل من جسد الى جسد و تتخلص من ذنوبها حيث ان الجسد هو سجن و عذاب الروح و كتب الصراط و الهفت الشريف و المراتب و الدرج تدور حول هذه الفكره
و قد يكون من أسباب عدم تعليم المراه العلويه النصيريه علم الباطن النصيري هو اعتقادهم بانها مسخ لروح رجل نصيري كثرت ذنوبه في حياته السابقه فانتقلت روحه لصورة امرأه في حياته الجديده
أما الكافربعقيدتهم فيحل عليه المسخ والنسخ, فيبقى كذلك على مر الأكوار والأدوار يأتي بقمصان رديئة دنيئة كالحيوانات التي تذبح والتي لا تذبح أو أن يأتي بصورة جامدة من معدن أو حجر فيذاق بذلك حر الحديد وبرده
و قد سئل الامام الرضا كما ورد في كتاب بحار الانوار(احد كتب الشيعه ) عمن يعتقد بالتناسخ قال كافر لانه ينكر الجنه و النار

العبادات_بحثت عن كتاب للفقه او العبادات للطائفه العلويه النصيريه فلم أعثر علي اي كتاب من كتب الباطن او الظاهر يقال ان لهم طقوس في العبادات خاصه بهم تختلف عن عبادات السنه و الشيعه الاثناعشريه (الصلوات الخمس و الصوم و الزكاه و الحج)
.أغلب فرق الغلاه التي ظهرت في التاريخ الاسلامي أسقطت العبادات وممن قال بربوبية الهادي عليه السلام كل من علي بن مسعود بن حسكة القمي والقاسم بن يقطين الشعراني القمي .
وهؤلاء تأولوا قوله تعالى : ( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) ، وقوله تعالى : ( وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ) ، قالوا : معناهما رجل لا ركوع ولا سجود . وكذلك الزكاة معناها ذلك الرجل لا عدد دراهم ولا إخراج مال .
وهناك أشياء كثيرة من الفرائض والسنن والمعاصي تأولوها وصيّروها رجلاً .
ثم من مقولة هؤلاء : أن أبا الحسن العسكري هو الأول القديم وأنه أمر علي بن مسعود بن حسكة أن يكون باباً له ونبيه المرسل من قبله .
وأن جميع الفرائض والعبادات من صوم وصلاة وحج وزكاة وغير ذلك هي معرفة أبي الحسن العسكري ونبيه ابن حسكة ، قاتلهم الله ...
و في كتاب الكشي(احد كتب الشيعه)عن أبي عمرو عن الحسين بن الحسن بن بندار القمي ، قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي ، قال : كتب بعض أصحابنا إلى أبي الحسن العسكري عليه السلام : جعلت فداك يا سيدي إن علي بن حسكة يدعي من أوليائك ، وأنت الأول القديم وأنه بابك ونبيك أمرته أن يدعو إلى ذلك ، ويزعم أن الصلاة والحج والزكاة والصوم كل ذلك معرفتك ومعرفة من كان في مثل حال ابن حسكة فيما يدعي من البابية والنبوة فهو مؤمن كامل سقط عنه الاستعباد بالصوم والصلاة والحج ، وذكر جميع شرائع الدين أن معنى ذلك كله ما ثبت لك ، ومال الناس إليه كثيراً فإن رأيت أن تمن على موليك بجواب في ذلك تنجيهم من الهلكة .
قال فكتب عليه السلام : كذب ابن حسكة عليه لعنة الله ويحسبك أني لاأعرفه في موالي ما له ؟ لعنه الله ، فوالله ما بعث الله محمداً والأنبياء قبله إلا بالحنفية والصلاة والزكاة والصيام والحج والولاية ، وما دعى محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا إلى الله وحده لا شريك له .
وكذلك نحن الأوصياء من ولده عبيد الله لا نشرك به شيئاً ، إن أطعناه رحمنا ، وإن عصيناه عذّبنا ، ما لنا على الله من حجة ، بل الحجة لله عز وجل علينا وعلى جميع خلقه أبرأ إلى الله ممن يقول ذلك وانتفى إلى الله من هذا القول ، فاهجروهم لعنهم الله والجؤوهم إلى ضيق الطريق
فالعبادات الحركيه عند الفرق الباطنيه عموما هي قشور سطحيه _اما معانيها الحقيقه فهي باطنيه فمثلا الصلاه هو معرفة الائمه و حقيقتهم و الصوم هو كتم الاسرار كما انه من يرغب بأداء العبادات الظاهريه فله ذلك و لكن ليس بفرض
في النهايه
الشيعه و كذلك السنه قد يكون لهم تصنيف للفرق الباطنيه كفرق خارجه عن الاسلام الا أننا ينبغي ان نتطلع الى دولة المواطنه و الدوله المدنيه التي تحفظ للجميع حقوقه .كما أن نشر الافكار المحظوره عن التداول يسمح لمن يعتنقها بالاندماج بالمجتمع و كسر حاجز العزله في المجتمعات المتنوعه طائفيا .كما أن اخراج هذه الافكار من السريه الى العلنيه هي بدايه لاجبار الاخريين على تقبلها

_ختاما قد يكون هذا مختصرا لكتاب أعده كأول كتاب لي .كما أنه من الانصاف التذكير بما ذكرته سابقا بأن تيارا و لو نسبته ضئيله من العلويين يميل الى التشيع الاثناعشري بصورته الظاهريه المعروفه و هذا ما أطلعه لي بعض المتخصصين في الشان العلوي او التبشير الشيعي بين العلويين في سوريا



#محمد_علي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلويون_ (1_4)
- السياسه و المذاهب (3_3)
- السياسه و المذاهب (3_2)
- السياسه و المذاهب (3_1)
- دم الاله(3_3)
- دم الاله (3_2)
- دم الاله (1_3)
- رساله عابره لالاف السنين
- وحدة الفن و الدين
- دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين


المزيد.....




- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي خليل - العلويون(تاريخهم و عقائدهم)