أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي خليل - دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين














المزيد.....

دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين


محمد علي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4665 - 2014 / 12 / 18 - 02:39
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كلما كتبت منشورا عن الحسين تحول النقاش الي صراع مذهبي و كأن الحسين يفرق و لا يجمع و كأن اسم الحسين صار ايقونه للصراع المذهبي
كانت هناك فرصة حقيقية لخلق رمز تاريخي للوقوف في وجه الطغيان في الحسين حفيد الرسول (ص) لكن هذا الرمز المحتمل دخل في حمأة اختلافات أيديولوجية، سياسية الجذور، أثرت على البنية العقدية لأهم طائفتين إسلاميتين، قتل هذا الرمز بأيديهما، فالسلطة السنية تخلت عن البعد الرمزي الهائل لآل البيت في خطوة رعناء، والمعارضة الشيعية حولتهم إلى أيقونة مواجهة وانتقام،بل انه للأسف احيانا يتطور الامر الي ارتكاب جرائم قتل باسمه حتي و ان كان هذا الامر يرفضه الشيعه قبل السنه
لا يشك عاقل بأن الحسين قتل مظلوماً، وقتل في مواجهة الطغيان، فهو نجل علي بن أبي طالب الذي لم يرفع سيفه من أجل الاستئثار بالسلطة يوم تقلدها غيره من الصحابة، إنما رفع السيف في وجه مغتصب السلطة دون وجه حق، يحزنني أن تنصرف مراجع السنة ومصادرهم إلى فضائل معاوية أكثر من انصرافها إلى فضائل علي، ويؤسفني ذلك التبرير السخيف بأن وجود معاوية كان ضرورة لبناء الدولة، وأن تحويله الخلافة إلى ملك عضود كان لغاية استقرار الدولة باستقرار نظامها الحاكم، ويؤسفني أيضاً تشويه الرمز الحسيني إلى أيقونة انتقام بدلاً من التركيز على قيمته النضالية ضد الطغيان ليكون نبراساً للشعوب ضد الطغاة، بدلاً من يكون رمزاً مذهبياً للانتقام من المذهب الآخر، مثلما يبدو لي الاستغراق الشديد في شخص الحسين حاجزاً عصياً أمام جعله أمثولة وقدوة، فاليوتوبيا التي تنسج حوله تصل إلى درجة رفعه إلى مستوى فوق بشري، بمعنى صعوبة أن يتمثله البشر.
تاريخ المسلمين غارق في الاستبداد، والسلطة السنية والمعارضة الشيعية كلاهما غفل عن البعد الرمزي الكبير الذي كان من الممكن أن يمثله الحسين، كصرخة رافضـة للطاغوت بأشكاله، فشخصية بهذا الوزن وهذه الرمزية لن يكون شأنها هامشياَ في قيادة الشعوب لقول كلمة الحق في وجه سلطان جائر، لا بد من إعادة قراءة سيرة الحسين ومأساة كربلاء بمنظور آخر غير المنظور المذهبي، فكل مسلم هو حسيني الهوية والهوى، ومن لم يكن أو تأول جهاد الحسين بغير وجهه إنما يخرج من الجذر الحقيقي للإسلام لغة واصطلاحاً وممارسة.
كان حرياً بالثائرون من كل الاديان و خصوصا المسلمون أن يرفعوا صور الحسين ، لو لم يتحول الحسين إلى إيقونة خلاف مذهبي: ابتعد عنه أهل السنة كأنما يتبرؤون من الشيعة، وأفرط فيه الشيعة واتخذوه رمزاً في وجه الأغلبية السنية. إن القيمة الرمزية للحسين الشهيد تكمن في مواجهة الطغاة في كل زمان، وليس فقط صب اللعنات على قاتليه إلى يوم الدين، حري بالحسين أن يجمع الفئتين لا أن يكون مقتله إلى اليوم مادة للصراع والعنف والدمار والقتل والحقد الذي تصدره كل فئة تجاه أخرى، كان حري به أن يعلم المسلمين أن رفض الطغيان والطاغوت جزء لا يتجزأ من هوية المسلم، وأن قيمة الإنسان فيما يحسنه من جهد لمواجهة الطغيان، لا في تحوير هذه المواجهة وشحنها بلحظة تاريخية مؤسفة وحزينة. حري بالحسين أن يشعل في أرجاء العالم الإسلامي شعلة الحرية والكرامة، بدلاً من مواكب الحزن أو تناسي المهملين، حري بالعاشر من محرم أو أربعينية الحسين أن تكون منطلقاً لمواكب الغضب تجاه قصور المستبدين بدلاً من الطواف حول قبره، فالحسين قيمته في قيمه و ثوريته ، لا في التربة التي امتصت جسده. بائس كل من يتخذ الحسين مادة للثأر، بائس كل من يعتدي على موكب جليل يتمثل قيم الحسين في الثورة على الظلم والاستبداد.
الحسين قتل بيد غاشمة ظالمة، قتل لأنه لم يرتض بؤس الاستبداد، لم يقتل بسبب مذهب مخالف ، قتل أعزلاً قوياً بما ينادي به من الحق، لم يجنب أحب أحبائه مغبة الوقوف في وجه السلطة ليكون نبراساً لكرامة الإنسان ومضرب مثل للتضحية الخالدة. سلام على الحسين المظلوم بين فئتين، فئة أهملته وتجاهلته، وفئة حرفت مقاصد تضحيته.
الحسين لو لم يقرا على محامل مذهبية لشكل قيمة رمزية وتاريخية لكل بائس ومظلوم في كل صقع وثقافة، فما أحرانا أن نعيد قراءة الحدث الكربلائي باهتمام ودقة وبعيداً عن التصورات المسبقة... لندرك أي حسيناً قد خسرناه باختلاف مذاهبنا وطوائفنا... وما أحرى بهذه المناسبة أن تكون منطلقاً لمواكب اسقاط الظلم والظلمات.



#محمد_علي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مباشر: التعريف بأهم قضايا الطبقة العاملة وقرائة أولية لفعالي ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس
- الغد الاشتراكي العدد 38
- نداء المشاركة بتظاهرات فاتح ماي بالدارالبيضاء
- الاحتجاجات ضد -القانون الروسي-.. بوريل ينتقد عنف الشرطة ضد ا ...
- الشرطة تشتبك مع المتظاهرين لمنعهم من دخول ساحة -تقسيم- في إس ...
- اشتباكات بين المتظاهرين وشرطة مكافحة الشغب في ميدان تقسم بإس ...
- في يوم العمال العالمي تيسير خالد : يدعو الى استنهاض دور الحر ...
- رغم تحصين المتظاهرين الأبواب.. شاهد كيف دخلت شرطة نيويورك مب ...
- عمدة نيويورك يحذر من -جهات خارجية- تثير مشكلات في احتجاجات ا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي خليل - دعوه لاعادة قراءة ثورة الحسين