أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثال فهد - صفات عربية أصيلة أسقطت-سهوا- على اليهود















المزيد.....

صفات عربية أصيلة أسقطت-سهوا- على اليهود


مثال فهد
كاتبة و ناقدة

(Mithal Fahad)


الحوار المتمدن-العدد: 5219 - 2016 / 7 / 10 - 15:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان المجتمع اليهودي _و مازال_ عالماً مجهولاً بالنسبة لنا ، بسبب انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين بلداننا و بين الجارة العدوة إسرائيل ، ومن الطبيعي ان يجتهد الخيال الإنساني في نسج العديد من الصور الافتراضية عن اي عالم مجهول بالنسبة له.
اليهود ، الصهاينة ، المحتلين ... اولئك الجيران الغرباء ، الاقوياء المتقدمين علمياً و عسكرياً و اقتصادياً .. إنهم لا يشبهوننا .. فنحن جياع ، متخلفين ، مقهورين ، مغلوبين على امرنا ، لا حول لنا ولا قوة، ولا قيمة لنا بين الأمم.
من هم اليهود ؟ راح كل منا يشكّل تصوراته الخاصة عنهم من خلال المصادر التي يراها مناسبة لعقله ، فالبعض اعتمد المناهج المدرسية الخرافية التي نتعاطاها منذ طفولتنا البائسة و حتى التخرج من أوكار الإرهاب الحكومية ، تلك المناهج التي تعتبر سبب خراب نصف الكرة الارضية و مصدر تهديد بفناء النصف الآخر منها .
و البعض الآخر اعتمد في بناء تلك الصورة من خلال ما ينفثه الاعلام العربي المرئي و المقروء من براز و قيئ لغوي عفن أثبتت التجارب الميدانية مدى خطورته على السلامة العقلية للإنسان بعد ان تسبب بحالات خطيرة من التسمم الفكري المزمن لكل من يتعاطاه او يقترب من مصادره.
فهل الصورة النمطية الجاهزة في أذهاننا و المعتمدة على المصدرين السابقين تمثل الواقع ؟

بالنتيجة فان "العربي" حين يسمع كلمة (يهودي) يتبادر الى ذهنه انه (العدو ) و حين تسأله (لماذا؟) فهو لا يعرف .. سيقول لك : ربما بسبب ( فلسطين) ، طيب ( هل انت تحب فلسطين إلى هذه الدرجة ؟ ) حينها ستكتشف أن هذا السبب غير حقيقي ، العرب لا يجتمعون على كراهية أحد أكثر من الفلسطيني لأسباب نعرفها جميعاً ، و تكفينا إحصائية بسيطة لعدد الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات إرهابية في دمشق و بغداد لنبرر تلك الكراهية .... إذا أنت لا تكره اليهود كرمى لعيون الفلسطينيين لأن اليهودي لم يؤذيك كما آذاك الفلسطيني.
حسناً .. ربما لأسباب دينية ، و هذا السبب بحد ذاته يبين العربي بأنه هو المعتدي و العنصري و ليس العكس .. فليس من حقك أن تكره احد بسبب دينه فأنت هنا تؤكد انتماءك الاصيل لداعش و لكافة الحركات العنصرية المتطرفة ، بالذات أن قرآنك قد أكد على أصالة هذه الديانة و التصاقها بالسماء و وعود الإله لليهود و أوامره لهم بالعودة إلى الأرض التي منحهم صك ملكيتها الالهي و حذرهم من تركها أو التخاذل في الدفاع عنها (يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ)

و من الصور الذهنية النمطية الجاهزة التي تحتفل بها مخيلة العربي حول اليهود هي كون اليهودي (غدار ، قاتل ، ظالم ، معتدي ، جبان ، كاذب ، لا يفي بعهده ، ولا يؤتمن جانبه )

لكن إذا ابتغينا أن نكون منصفين و واقعيين علينا أن نحلل هذه الصور الذهنية و نرى مدى دقتها و كيف تشكلت و استقرت في مخيلتنا الجماعية ؟ و على أي أساس أطلقنا هذه الأحكام المسبقة و اقتنعنا بها ؟
و السؤال الاهم : هل هذه صفات اليهود فعلا ، ام صفات مجتمعاتنا التي لا نجرؤ على نقدها أو تشخيص عللها ؟ فقررنا _دون أن نشعر_ أن نسقط صفاتها على اليهود كي نتمكن من نقدها و التعبير عن رفضنا لها دون أن نتعرض للتهديد أو المسائلة القانونية او الدينية و عقوباتهما القاسية التي تصل إلى حد القتل و الحبس و الرجم و الجلد.

لو نظرنا بحيادية إلى المشهد العام للصراع العربي اليهودي لإكتشفنا و دون عناء بأن اليهود لا يتصفون بأي واحدة من العلل الأخلاقية الآنفة الذكر ، بل إن الطرف الآخر من الصراع هو من يحمل كل تلك الصفات.

كيف ؟
حسناً .... من الملاحظ و الجلي للقاصي و الداني بأنه منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي لم نرى اي حالة خيانة صادرة من مواطن اسرائيلي لدولته أو العمالة و التخابر مع دولة عربية ، بينما شهدنا مئات بل آلاف هذه الحالات من الجانب العربي .... هنا سقطت صفة (الخيانة و الغدر ) عن اليهودي ، و التصقت بالعربي.

استيلاء اليهود على مساحات من اراضي الدول العربية المجاورة كان بسبب التهديد المحتمل لدولتهم من جانب جيرانهم العرب الذين لم يكفوا يوماً عن التهديد و الوعيد و الشحن و التجييش و إطلاق شعارات مثل مسح إسرائيل من الوجود و إحراق تل أبيب .... الخ ، و بمجرد موافقة اي طرف عربي على الدخول بمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي فأنهم يعيدون تلك الاراضي الى اصحابها بشرط ان يلتزم الطرف العربي ببنود الاتفاقيات ، و أعلنوا مراراً و تكراراً بأنهم جاهزون لإعادة المزيد من الاراضي فيما لو حدثت اي مباحثات سلام جديدة مع أي طرف عربي .... اذاً سقطت عن اليهودي صفات (المعتدي و الظالم و المغتصب للأرض )

حسناً ... ماذا عن (الجبن) ؟ فقد اخبرونا بأن اليهودي (جبان) ، هنا فقط علينا أن لا نخجل من توجيه السؤال التالي لأنفسنا " من الذي انتصر في كافة الحروب التي دارت بين العرب و اليهود ؟ " كلنا نعرف من هو المنتصر ، و هكذا أدركنا -_ بكل بساطة_ من هو الجبان.

" اليهودي كاذب و لا عهد له و لا يؤتمن جانبه " الحقيقة هذه من أكثر الأكاذيب سذاجة ولا اعرف كيف استطاع الزعماء العرب أن يقنعوا قطعانهم بها ... فقط حاول ان تركز معي و تذكر ان اسرائيل و منذ 1967 لم تبادر إلى اطلاق رصاصه واحده باتجاه مصر أو الاردن او سوريا او لبنان أو حتى على الفلسطينيين أنفسهم بدون سابق إنذار، لكنها بالتأكيد لم تتأخر عن الرد على أي اعتداء يهدد أمن مواطنيها و سلامتهم.

و من الصفات المستحدثة و التي لم ترِد بالمناهج المدرسية التي كنا نتعاطاها في طفولتنا هي كلمة (ارهابي) نعم العربي اصبح يقول بان الاسرائيلي (ارهابي) يا سبحان الله ...! و لكن كيف و نحن لم نشاهد او نسمع بأنهم قطعوا رأس او أطراف رجل ، او اغتصبوا امرأة ، او باعوا طفلاً عربياً في اسواق النخاسة ؟ من الذين يقوم بإرتكاب كل تلك البشاعات منذ 1400سنة و حتى هذه اللحظة ؟ جميعنا نعرف الإجابة، لذلك فالأفضل هو الحفاظ على ما بقي من ماء وجوهنا و ان نكف عن إطلاق تلك النكتة السخيفة.
صدقني أيها العربي لو قلت انك تكره اليهود بسبب الغيرة لأن قرآنك قد قال عنهم : (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) البقره 47 ، لكنت أكثر مصداقية مع ذاتك والعالم و لم تجعل من نفسك أضحوكة للأمم.
في النهاية العقل هبة مجانية ، و لن يكلفك استخدامها أي خسائر.



#مثال_فهد (هاشتاغ)       Mithal_Fahad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكائن الداعشي يلتهم جسد مضيفه الحنون
- الصهيونية .. إتهام أم مديح ؟


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مثال فهد - صفات عربية أصيلة أسقطت-سهوا- على اليهود