أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دربالي - في معنى الكتابة ..














المزيد.....

في معنى الكتابة ..


سمير دربالي

الحوار المتمدن-العدد: 5213 - 2016 / 7 / 4 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


ليس كلُّ ما نكتبه نحنُ .أو نحن ما لا يُكتبُ جُلّه أو كلّهُ على الورق .. أرواحنا وأفكارنا ما تزال مسجونة ، تتوق إلى الحرية ،عاجزة عن ذلك .. تحاصرها جدران المعنى الذي توارثناه عبر التاريخ .. في البيوت والمدارس والمجالس والكتب .. ونحن مجرد أصداء لما سبق من تجارب غيرنا ..سلوكهم ..ثقافتهم .. ببغاوات تعيد بلكنة ركيكة ما تسمعه ..داخل هذا الفكر الكلي المتفق عليه المسمى ثقافة ..لا يمكن أن نتحدث عن حرية حركة أو فعل إبداع ..وإن ظننا غير ذلك ..نحن نتحرك من دخل دائرة الفعل الجماعي لا الذاتي خاضعين لنواميس اللغة المتعارفة وأساليب الكتابة وغاياتها نفسها لا أحد يطير بعيدا خارج السرب ..كثيرة هي الأيدي التي تمتد لتمسك القلم معنا أو عوضا عنا كلما هممنا أن نكتب ..فعل الكتابة كفعل حرفة الخياطة ..أكثره تمثُّل ٌ لتصاميم غيرنا - ملابسهم - أعدنا حياكتها بأيدينا في ورشات لرسكلة المعنى .. ثم عرضناها في الأسواق على أنها من صميم روحنا وإبداعنا .. ولكنها تظل بطريقة ما غريبة عن أجسادنا ..عن ورقنا . سيظل فعل الكتابة نوعا من اللصوصية .. وسيظل صاحب القميص الأصلي - الآخر- يلوح لنا من وراء التفاصيل الصغيرة ، من الأكمام و الأزرار ، ومن خلف الفتحات والقواتم والجيوب ..ليقول :أنا الصاحب الحقيقي للفعل ..أنا سيده . عندما نكتب يكتفي ذلك الطفل الكامن فينا بالرّغو عاجزا عن الإمساك بطرف الخيط وفك اللغز .. بينما تظل أصوات كثيرة تقول ما تريده هي لا ما يريده هو أو يرغب فيه .. يظل شخص آخر يختطف الأسرار من فمه ليوجّهها إلى طرق عبَر منها هو .. ضاجا أو باكيا أو صاخبا أو حالما .. طرقٌ ليست ضرورة طُرقَه .. فهل نحن حقا ما نكتب ، بلا أباء أو أسلاف أوظلال أو جينات أو ذاكرة تحدّد مسارات الحرف وتعرجاته .. وهل أجسادنا وأرواحنا ودماؤنا هي فعلا تلك التي ترقد الآن عارية في البياض بلا لحاف !؟ ..كثيرنا -بل كلنا -لا يكتبُهُ ..يكتفي بكتابة غيره ، أو استعادة ما ليس له .. لا أحد منا مشي على قدميه ويديه كأول العهد ليكتب ما تراه عيناه على الأرض بلا أسماء ولا استعارات .. لا أحد انحنى ليرهف السمع لأنهار الأسرار التي تضج في الأعماق أو ليسأل نجمة المعنى عن سر علوها الدائم أو قاس المدى الفاصل بين الطين والأوراق ليحدد عمر الشجرة ..لا أحد أصغى إلى شكوى حصاة رقدت صاغرة تحت منكب صخرة ..أو استوقف الريح ليسألها عن سر نواحها الدائم ..
لا أحد حرّ ..لا أحد يلغو .. كما أوّل مرة .. قبل أن تحاصره عصا التلقين :قل هذا لا تقل ذاك .لا أحد يكتبه على السّجية .. نحن تحقُقُُ فعل غيرنا فينا ..الواحد المتعدّد ..مرايا تسكنها الأشباح .ونحن من تتقاسم طلتنا الأرواح ...الكتابة جنون حقيقي .تحرُّرٌ. ووحدهم المجانين يسيرون عكس الخطو ..ضد مجرى النهر ..متحررين من كل شيء ..وحدهم يكتبون أنفسهم بلا تعديل ..بلا روتوش ..يضعون أرجلهم بعيد عن الأرصفة المعبدة .. أو عن الطرقات التي تحكمها إشارات العبور .. و لا يبحثون عن نهايات سعيدة لحكايتهم .. و هُمْ هُمْ . لا يرتدون ملابس غيرهم .. ويعيشون عفويا .. كالأطفال .



#سمير_دربالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زردة علي بن جاب الله / مشهد روائي
- غرفة الكلاب مشهد روائي
- زمن الزعبع 5 /مشهد روائي
- غرب المتوسط زمن الزعبع4 / مشهد روائي
- غرب المتوسط ..زمن الزعبع -3-
- غرب المتوسط.. زمن الزعبع 2/مشهد روائي
- -السّارقْ -..خاطف الأرواح / مشهد روائي
- حانوت عبد الباقي /مشهد روائي
- غرْب المتوسّط .. زَمَن الزّعْبعْ * / مشهد روائي
- حدث مرة ..مرات قصة قصيرة
- حبيبة / قصة قصيرة -
- حساء سيدي سالم/ اقصوصة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير دربالي - في معنى الكتابة ..