الانتفاضة الشيوعية المسلحة في الثالث من تموز 1963

كريم الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 5212 - 2016 / 7 / 3 - 23:57
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

الانتفاضة المسلحة في الثالث من تموز 1963
بقيادة الشيوعي الباسل حسن سريع
الانتفاضة التي قام بها مجموعة من طلاب الهندسة الآلية العسكرية بقيادة العريف حسن سريع في فجر يوم 3 تموز كانت تضم منتسبين آخرين من جنود حراسة قاعدة الرشيد الجوية في معسكر الرشيد و جنود من معسكر ابو غريب وافراد من حراسة دار الإذاعة في الصالحية في بغداد ومحطة تقوية البث الإذاعي (اذاعة الحرية ) في سلمان باك جنوب بغداد ومجموعة من عشيرة ألبو عامر في المحمودية جنوب غرب بغداد .
دور التنظيم المدني للحزب كان غير فعال بسبب تغيير موعد الانتفاضة من قبل المسؤول الحزبي الذي كان يقود حسن سريع ( محمد حبيب أبو سلام ) بسبب انشقاق محمد حبيب عن الحزب وكان هدفه تجيير العمل المسلح والانتفاضة باسمه وفي نفس الوقت كان يرجح في حالة إذاعة بيان الانتفاضة من أذاعه بغداد خروج الآلاف من جماهير الحزب ومؤيدي عبد الكريم قاسم من مدينة الثورة والحرية ووقوفهم بجانب الثورة وبالتالي يكون الحزب الشيوعي وقيادته مجبراَ على تأييد الثورة ومرغم على ذلك ..
من الأسباب المهمة التي أدت الى فشل الانتفاضة على الرغم من سيطرتها على معسكر الرشيد بالكامل عدى سجن رقم (1) والذي قاوم مسؤول الحراسة عليه بكل شراسة الى أن تغير الموقف لصالح الحكومة البعثية ,
الأسباب
انهيار أحد أفراد مجموعة الإذاعة والذي كان قائد أحدى دبابات حراسة الإذاعة بحيث تعاون بشكل جنوني ضد الانتفاضة وقاد دبابته بصحبة رئيس الجمهورية عبد السلام عارف من أذاعه الصالحية الى معسكر الرشيد مع مجموعة دبابات اخرى , وأخذ يمطر المنتفضين بوابل من قذائف دبابته حيث كان الثوار يطوقون سجن رقم (1) كي يطلقوا سراح السجناء من الضباط والضباط الطيارين الشيوعيين من ذلك المعتقل الرهيب , ولكن وصول الدبابات من دار الأذاعة والقصر الجمهوري أدى الى انهيار الحركة بالكامل وأسر كل المنتفضين وقتل مجموعة كبيرة منهم بالقرب من الباب النظامي الشمالي لمعسكر الرشيد بعد أسرهم على يد الحرس القومي الفاشي
دور الحزب الشيوعي العراقي في الانتفاضة
لم يكن للحزب أي علم بهذه الحركة ( التوقيت) حيث كان من المتفق عليه والتهيئة له هو يوم 5 تموز و بسبب الدور التخريبي وجهل المسؤول الحزب ل حسن سريع ( محمد حبيب ابو سلام ) . حلت الكارثة باعتراف محمد حبيب بعد أن تم اعتقاله فجر يوم 3 تموز 1963 بوشاية من قائد الدبابة في دار الإذاعة حيث اعترف محمد حبيب على الجميع وحتى على كونه عمل لوحده وغير موعد الانتفاضة وكذلك اعترف على الرفيق مسؤوله الحزبي (( الرفيق الشهيد ابراهيم محمد علي مخموري وقبل اعتقاله اخبر الرفيق ابراهيم محمد علي زوجته الرفيقة المناضلة ( رهيبة محمد لطيف القصاب ) عن الدور التخريبي لمحمد حبيب ابو سلام وأنه غير موعد الحركة المتفق عليه مع قيادة الحزب وخيانته وغدره برفاق الحزب من خلال أعترافانه الواسعة على التنظيم من رفاق حسن سريع ))
بعد فشل الانتفاضة بساعات تم اقتياد مجموعة من المنتفضين من طلاب *مدرسة الهندسة العسكرية الآلية الكهربائية وقطع المعادن* في معسكر الرشيد أمام باب النظام الشمالي حيث أجبر الأهالي من سكان منطقة الصرائف الفقراء الواقعة بالقرب من محطة الكهرباء الوطنية ومصنع البيبسي كولا على مشاهدة عملية إعدام العسكريين من المشاركين في الانتفاضة .
أثبت الرفيق حسن سريع بطولة رائعة وثورية شيوعية في المحكمة الصورية التي أصدرت أحكام الإعدام على حسن سريع ورفاقه الأبطال وتم نقل المحاكمة على قناة التلفزيون بصورة مباشرة لأنه في ذلك الوقت كان يتم العرض التلفزيوني بصورة مباشر لعدم وجود قدرات فنية للتسجيل ( على الهواء ) حيث سمع أكثر سكان العاصمة صوت حسن سريع وكيف سخر من رئيس المحكمة ورئيس الجمهورية ( بسبب حمله رتبة ملازم في الجيش وهو عريف ( ضابط صف) ) (( حيث قال للحاكم ومن الذي اعطى الحق لرئيس الجمهورية عبد السلام عارف بحمل رتبة مشير وهو عقيد في الجيش ))
كانت المحاكمة صورية وخلال جلسة واحدة تم صدور حكم الإعدام بحق المنتفضين , والمهم جداَ في هذا الموضوع أن الثوار من خلال سيطرتهم على معسكر الرشيد , استطاعوا القاء القبض على وزيرين من حكومة البعث وقائد الحرس القومي وأودعوهم سجن الهندسة الآلية العسكرية في معسكر الر شيد وجرى معاملتهم بكل احترام وعدم إهانة اي منهم , و هذا بشهادة قائد الحرس القومي البعثي نفسه .. في الوقت نفسه وفي صباح يوم 3 تموز 1963 تم إعدام مجموعة من الثوار أمام الأهالي بالقرب من مكان أحداث الانتفاضة ...
المجد والخلود للثوار الشيوعيين و قائدهم حسن سريع
3 تموز 2016
كريم الزكي

#كريم_الزكي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات