محطات من السفر النضالي لقوى اليسار الشيوعي العراقي ( الكفاح المسلح )

كريم الزكي

الحوار المتمدن-العدد: 4649 - 2014 / 12 / 1 - 16:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

هــــــــــــــــــــور الغمــــــــــــــــــــــــــوكة
العمل المسلح الذي قامت به مجموعة من الشيوعيين العراقيين بقيادة. الشهيد المقدام خالد احمد زكي ليس لها علاقة بالحزب الشيوعي العراقي وإنما هذه المجموعة الثورية مستقلة عن تنظيم الحزب الشيوعي العراقي وتنظيمياً كانت تنتمي لمجموعة القيادة المركزية التي انشقت عن الحزب الشيوعي لعدم قناعتها بسياسة قيادة الحزب آنذاك
لم تختلف كثيراً عملية الثوار الأبطال في هور الغموكة عن الخط الذي اختاره الرفيق العظيم جيفارا فكلا العمليتين كانت مصيرها الفشل . و لعدم اختيار المكان والزمان المناسب والتقليل من قوة العدو وعدم الاهتمام بالحاضنة الشعبية للعمل الثوري والتي لم تكن قد نضجت في كلتا العمليتين
كان الرفيق خالد احمد زكي في لندن يعمل سكرتير منظمة رسل للسلام البريطانية ومن هناك قرر الرجوع الى العراق والعودة للعمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وخاصة بعد انتكاسة الحزب في ردة 8 شباط الاسود 1963 عاد من لندن بعد خط آب المشؤوم الذي انتهجته قيادة الحزب والذي حاولت من خلال هذا النهج التحريفي والخياني تذويب الحزب بالاتحاد الاشتراكي الناصري الذي كانت حكومة العارفين تنتهجه بعد انقلاب 18تشرين2 1963 كانت قيادة الحزب الشيوعي العراقي تعمل جاهدة لحل الحزب وتذويبه في حزب السلطة ، مما اثار سخط وهيجان كل كوادر الحزب وتنظيماته في عموم العراق ، مما حفز الرفيق الشهيد خالد احمد زكي للعودة للعراق وترك حياة الترف التي كان يعيشها ( حياة النبلاء بكل معنى الكلمة ) عاد للتنظيم ولم تعجبه سياسة الحزب على الرغم من محاولة القيادة بعد تراجعها عن خط آب 1964 وتبنيها سياسة الكفاح المسلح لإسقاط السلطة بصورة شكلية وتشكيلها لخط مسلح اسمه خط حسين شبه العسكري والذي حاولوا من خلاله تخدير الرفاق الثوريين وثنيهم عن العمل الحقيقي لإسقاط سلطة عارف .
تأكد لأغلب أعضاء وكوادر الحزب الشيوعي وخاصة الذين كانوا ضمن هذا الخط وفي تنظيماته الخيطية انها محاولة لتخدير الرفاق ومنعهم من عمل اي فعل أو عمل ثوري يحقق طموحات شعبنا في العيش في حياة من المساواة والعدل والحرية لذاك التجأ الرفيق خالد الى منطقة الاهوار مع مجموعة صغيرة . حيث قاموا بعدة عمليات عسكرية ناجحة كانت اخرها عملية هور الغموكة والتي تم فيها اسر مجموعة من الجنود مع احد الضباط والسيطرة على رباياهم في تلك المنطقة إلا ان انسانية الرفيق خالد احمد زكي سمحت للعدو من استغلالها والغدر به وبرفاقه ومحاصرتهم في منطقة طينية رخوة ليست فيها مياه كثيرة ولا يمكن للزوارق ان تعمل فيها لذلك تأخروا في الانسحاب من المنطقة
والخطأ الفادح الذي وقعوا فيه الثوار !!!!
حاول الرفيق خالد التأثير فكرياً على الأسرى من الجنود والضابط حيث ألقى عليهم محاضرة ثورية وطنية ودعاهم الى عدم مساندة السلطة والوقوف بجانب الشعب . وبعدها تم اطلاق سراح الضابط والجنود
وتركوهم وانسحبوا من المنطقة ، حيث قام الضابط بالاتصال بالجهات العسكرية وطلب مساعدة فورية للقضاء على المجموعة المسلحة والتي كانت قريبة منهم . وأرتكب خطأً فادحاً في أثناء الانسحاب حيث سلكوا طريق اخر غير الطريق الصحيح وحوصروا في تلك المنطقة الطينية الرخوة والتي توهموا انها مغمورة بالمياه ، اما الجيش فقد لاحقهم بمجموعات كبيرة بمساعدة طائرات هليكوبتر عسكرية
قاتلوا رفاقنا ساعات طويلة طول النهار الى الغروب واسقطوا احدى الطائرات المهاجمة واستشهد الرفيق خالد مع اخر طلقة واستشهد أثنين من المجموعة المسلحة واعتقل الباقين
كانت المجموعة تظم اثنى عشر رجلاً أكثرهم له دراية بمنطقة الأهواز او من الساكنين فيها الرجل الوحيد من خارج منطقة الأهواز هو الشهيد الرفيق خالد أحمد زكي
أعتقل اغلب أفراد المجموعة وأستشهد ثلاثة ومن جانب قوات الحكومة قتل ستة أفراد وتم اسقاط طائرة عسكرية هلكوبتر

يقع هور الغموكة في محافظة الناصرية بين ناحية الغراف التابعة لقضاء الشطرة وناحية الإصلاح التابعة لقضاء الناصرية

#كريم_الزكي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل