بلشوا يكشفون بعضهم

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 5210 - 2016 / 7 / 1 - 11:48
المحور: كتابات ساخرة
    

في الايام الخوالي كانت في بغداد عدد من المقاهي زبائنها يجيدون الكذب ويقصون حكاياتهم واساطيرهم على المتفرجين الذين يعرفون انهم يكذبون ولكنهم يريدون ان يعرفوا ايضا من هو صاحب قنبلة الكذب الكبيرة لذلك اليوم حتى يقدموا له التهاني لعبقريته في التسفيط.
ومع اندثار هذا التراث الطريف واسدال الستار على اشهر مسرحية لقصص الكذب ادى احد ادوارها بحرفية عالية الفنان الكبير خليل الرفاعي انتهت مرحلة خفيفة الدم في تاريخ العراق الحديث.
به هذه المقاهي بالقنوات الفضائية ليشاهدوا فيها المعمم وهو يفتي بغير علم والنائب صاحب"القاط والباينباق" والسيدة المحجبة التي تركض الى الاستديو الفضائي بعد مغادرتها مجلس اللطم (على منو ؟ محد يدري) لتعلن انها مسؤولة عن كلامها حتى غير الموثق منه.
ولكن المسؤولين الكبار (حغظهم الله ورعاهم) يستنكفوا ان يطلعوا على الناس من خلال هذه القنوات بل آثروا ان يجلسوا على كراسيهم المذهبة ويأمروا المصورين الخاصين باجراء اللازم.
لأن الكذب يجب ان يكون مدروسا من قبل اللجان المختصة.
امس رمى لنا الفريق الركن حامد المالكي قائد طيران الجيش من اعلى سقف طيارته التي حلقت في سماء الفلوجة لها وزنها المعتبر، هذه القنبلة تقول بلسان عربي فصيح ان"قواته استطاعت تدمير 700 سيارة لداعش في يوم واحد".
ولأول اول مرة في تاريخ الحروب يخرج علينا اعلى مسؤول ليكّذب ماقاله اعلى مسؤول عسكري في سلاح الطيران حيث قال العبادي امس:ان ماقاله المالكي غير معقول وانه هذا كذب فاضح، اين هؤلاء واين السيارات المدمرة واين كانوا؟؟.
ويريدون بعد كل هذا ان تتحرر الفلوجة وبعدها الموصل.
يا عمي تركوا الكراسي وخلوا الشرفاء ،ان وجدوا، يشوفون حل للمصايب التي حلت علينا.
كافي عليكم ما خمطتوه من الخزينة وكافي عليكم عقاراتكم في دبي وبيروت ولندن ولاس فيجاس.
معقولة ما شبعتوا ؟هيه ولية خو ما ولية.
عمي حلال عليكم كل اللي فرهدتوه بس خلونا شوية لخاطر اولادنا.
واتركوا الكذب المفضوح ترى تروحون للنار وهناك لا اكو حوريات ولا انهار من خمر ولاغلمان مخلدون بل نار تمد لسانها مثل حية الاناكوندا العملاقة وتصيح هل من مزيد.
سامعين بهذه الحية ،مو؟ انها تبلع البشر مثل مايبلع النواب السندويجات في مقهى البرلمان ( البلع مجانا طبعا).

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل