أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمر المحمود - صدق المنجمون ولو كذبوا














المزيد.....

صدق المنجمون ولو كذبوا


سمر المحمود

الحوار المتمدن-العدد: 5208 - 2016 / 6 / 29 - 04:45
المحور: كتابات ساخرة
    


صدق المنجمون ولو كذبوا
من يؤمن بالتنجيم، يتوقع أن الحظ قد يتعثر بصخرة سمراء من القهوة أو بحلول كوكب بضيافة آخر دون موعد مسبق، وأن القدر قد يخرج غاضبا من شفتي المنجم/ة ليذرو التوقعات بعشوائية حبات الغبار، مثل هذا القدر جعل سلمى المسكينة لا تعرف كيف تتمكن من السيطرة على ارتعاش غضبها أمام تباطئه على شفتي منجمتها
لتظن أنها ستصاب بنوبة قلبية كلما انشغلت عنها بالإجابة على هاتف:
- نعم نعم يا أخي كم أخبرتك أن لا تشتري البيت هذا لأسبوع رح تنزل قذيفة .. فأل غير جيد يا أخي .. مو منيح
وعلى هاتف آخر بينما ترمش بعينيها:
- أجل أجل معك البصارة هندية نعم مفرق .. ماذا قلت لي صار عمرك أربعين ولم تتزوجي حسنا .. أحضري معك صحن وفص ثوم وبعض أوراق من .. نعم نعم بإذن الله يتيسر أمرك
من يظن أنها تحضر لطبخة ملوخية فهو مخطئ، فِطبَاخة النصيب عند هندية ليس بالأمر السهل مع زيادة عدد الإناث وتناقص الذكور بسبب الحرب، وقد يحتاج الكثير من الخضروات والفواكه والأعشاب حتى التوابل، وربما يكون هذا النصيب لاحما ويحتاج لدجاجة ما
- كم دجاجة استهلكنا يا سلمى حتى جاءك ابن الحلال؟ ترفع صوتها لتُسمع محدثتها على الهاتف، فتكتفي سلمى بهز رأسها بالإيجاب ..محدثة نفسها أنها قد تسرق بقرة ليعود زوجها المفقود الذي رأته هندية دونا عن الجميع
وأعلمتها بجمل متقطعة كما لو أنها تستلذ بتعذيبها (هكذا فكرت سلمى)
- يا تقبريني، أعتقد زوجك على قيد الحياة بل واثقة وسأبتر ذراعي إن كان كلامي كاذبا ..
الفرح المباغت الذي هاجم سلمى قبل أن تردف هندية ببساطة: ولكنه لن يعود
علق في حلقها لتسألها وكأنما كم هائل من الطعام في فمها:
- على قيد الحياة .. ولن يعود؟
- إن زوجك تزوج عليك ..
- تزوج أبن الكلب ؟! تزوج .. وأنا انتظره منذ أربع سنوات
- بعدم العثور على جثته في مكان التفجير و لا حتى أثر حقيقي يدلل على تواجده حينها، سوى حذائه فلا شيء يثبت وفاته .. يبدو أنه اختفى ليتزوج ....( مظهرة جدية مهنية بالغة )
- لو مزقه التفجير ولم يأت لي بضرة، أنجديني يا هندية أرجوك.... بوجه انتفخ من الغيظ
لكن هندية تنهمك بهاتفها النقال متحدثة على skype مهملة بؤس سلمى: نعم سبق وأخبرتكم أنه في أدغال الأمازون
ثم تضحك نعم تضحك ساخرة من تقليل حجم تكهناتها لتخبر سلمى أن عدة ببغاوات في غابة الأمازون
صارت تتحدث باللهجة السورية .. شاتمة المشككين متحدثة بعجرفة: يتساءلون كيف عرفت؟
بينما تطلق صرخة تحذيرية لهؤلاء المتكاثرين في الصالة مع ارتفاع وتيرة شغبهم المترافق مع تململهم بانتظار دورهم
- هل تعرفين يا سلمى .. ابن أم جمال
لقد حذرته ولكنه لم يلق بالا وها قد مات المسكين لا برفسة صحفية ولا تفجير ولا رصاصة ولا حتى صاروخ لقد حاول السباحة من فرنسا إلى تلك البلاد ذات الضباب بنفق ما نسيت اسمه... مم هكذا تحدث أهل الحي، رغم أنه كان سباح ماهر، لكنه اختنق بمنتصف الطريق أثناء محاولته التقاط سيلفي لتوثيق الحادثة،
وهنا ينفذ صبر سلمى: وزوجي يا هندية ماذا أفعل ليعود لي؟
لكن هندية تنشغل بهاتفها مهملة سلمى ليبدو أنها تكتب شيئا ما على whats App : طريق ألمانيا غير مضمون حاليا .. أنصحه ب .... للأسف دُفن جثمانه في اليونان ... لا لا ... لايجب أن تزوروا البلد الآن .. فأل مو منيح يا أخي مو منيح بنوب

الفأل مو منيح مو منيح بنوب



#سمر_المحمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما سقطت تنورة المعلمة
- شأن عادي
- نصف حلم
- جرائد الطريق
- عُطَاس
- قصة ( إلا الحذاء )
- لم تكن تجرؤ .. الحرب
- غياب في وجود
- الحق العمالي همساً
- طوفان الحرب بإنتظار سفينة ألإله
- شاهده قبر


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سمر المحمود - صدق المنجمون ولو كذبوا