أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر المحمود - غياب في وجود














المزيد.....

غياب في وجود


سمر المحمود

الحوار المتمدن-العدد: 5151 - 2016 / 5 / 3 - 03:11
المحور: الادب والفن
    


في هوائه اختنقنا

- يا سيد الفكرة

أبْعَدَ قرص السماء ..وبالأرض التصقنا

من الظلام سئمنا

- يا سيد النور

أنجبَ قمرا بدد ظلمتنا

من البرد تجمدنا

- يا سيد الدفء

وأنجبَ القمر شمسا تدفئنا

- يا مقرر المصائر

أتعبتنا الوحدة

فألبسَنا أجسادا ..... وغادرنا .. غادرنا

***

دهورا، قرونا، لبثنا

نفتقد في فصام، ذاتنا العليا، ما تُرِكنا به ولنا

بالطقوس تمرغنا، أضاحي ونذور بذلنا، لاستجداء فكرته بيوتا شيدنا

إلى (مقر الأموات) في موعد مجهول منا حَملنا الراحلين رسائل عتاب

وشَتمْنا ذاك السَلاّب بقرنين ذو الأظافر والأنياب

وبما تَمكن منا رجمناه

***

للمتاهة الجرداء انتحلنا عينيه، قرعنا طبول قلبه، صرخنا لنسمع أنه معنا

وانتزعنا حنجرة من قال مات

ثم اغتسلنا وتطهرنا

***

بقلق النشأة الأولى تناثرت أرواحنا مزقاً، بشوق للقرص المتلون الذي امتطى الأفق

من وسائدنا الحجرية والبشرية، حتى علوه رفعنا الأبراج

والشوق للمسه كماء مالح أغرق أفئدتنا، يهمس العطش بآلام المُخَلِص

يعللنا بمسارات السماء العذبة .. بقُرب نجدتنا

حليقي الرؤوس، مطلقي اللحى، منقبين، ملثمين، حفاة، عراة .. سعينا فيها

بالأناشيد بالبكاء بالتراتيل والصراخ

ولم نجد في ابتعاده السرمدي ارتواء

ولم نجدنا

***********

مخدَعَه اقتحمنا يسيل منا لعاب الرغبة .. بالمركبات الفضائية بالصواريخ بالطائرات

لم ننظر كم تراكمت على أمنا الأشلاء

في احمرار عينيها براكين دماء وزلزلة صرختها لم نسمع .... فقد ابتعدنا

لنغزو السماء بالأقمار الصنعية

ونستبدل قرصها المتذمر بشاشات عملاقة

ليخرج علينا المحللون والسياسيون والمتدينون والملحدون والمنجمون والسلطويون

ليخرج علينا الأولياء

يدلون بدلوهم، يتهاجمون يتناغمون يتفاكهون

يقتتلون بكلماتهم ثم يتصالحون، ويقتلوننا بالرصاص

ونسيناه في ضجيج الخطابات، في أحقية الوصول، في الحروب والخلافات

ولم نعد نسأله كيف تركنا لهذا العناء

****************

وللحنين للغائب يقظة روح تشبه الذكرى، تخبط الجنين الأولي

لغة حسية تشاركتها المسافات، على وسائل التواصل الاجتماعي

أشعارا كتبنا حبه، موسيقى غنينا غيابه

خلف ظهور يشبهنا حين كنا .. لهثنا

بالعلماء بالأدباء، بالروحانيين في المقامات، بالمتصوفين، بالملحدين، بالعبثية بالوجودية بالرسالات استنجدنا

لتخبرنا صفحته الشخصية: الإنسانية فيض مني فيكم .. فأين منكم العودة؟

آخر ظهور له في عام إنساني كذا وكذا

منذ كان قرص السماء عائلة الأرض اللصيقة

وفي أحضانهما كنا غبارا نجميا يحبو سدماً

منذ قررنا أن الاختناق صار أكبر من الرجاء

وسئمنا الانتظار وسلمناه للغياب وتوقفنا عن ...........



#سمر_المحمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحق العمالي همساً
- طوفان الحرب بإنتظار سفينة ألإله
- شاهده قبر


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر المحمود - غياب في وجود