أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - الماركسية الغربية -2















المزيد.....

الماركسية الغربية -2


عبد الحسين سلمان
باحث

(Abdul Hussein Salman Ati)


الحوار المتمدن-العدد: 5207 - 2016 / 6 / 28 - 21:54
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الماركسية الغربية-2

تأليف: دوغلاس كلنر...
ترجمة: الراحل كامل شياع
مراجعة : عبد الحسين سلمان

صعود الماركسية الغربية
وظّفت الحركات السياسية الماركسية السائدة التي تمتد من الإشتراكية الديمقراطية الألمانية حتى الحزب البلشفي في روسيا، الماركسية كنظرية جازمة (dogmatic ), وعلمية (scientific) للمجتمع والتاريخ.

طيف واسع من المثقفين الأوربيين قد إنجذبوا للماركسية بعد الثورة الروسية وطوروا نماذج نقدية من النظرية الماركسية , “الماركسية النقدية” (critical Marxism).
ليثيروا تضاداً داخل الماركسية بين النزعة “العلمية” و “الأورثودوكسية” (orthodox).

وعند العودة إلى ماركس وأنجلز فأن القاعدة الإقتصادية للمجتمع تتجسد في قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وتنشأ منها الثقافة والأيديولوجيا لضمان هيمنة الجماعات الإجتماعية الحاكمة.

هذا النموذج الواسع الإنتشار لـ ” القاعدة والبناء الفوقي” يعتبر الإقتصاد قاعدة أو أساس المجتمع، ويرى في الثقافة، والأشكال القانونية والسياسية، وسواها من أشكال الحياة الأخرى ” بنى فوقية” تنمو من القاعدة الإقتصادية وتخدم إعادة إنتاجها.

لقد أدرك العلم الماركسي (Marxist science ), أولوية القاعدة والعلاقة مع البنى الفوقية، فوفّر بذلك أساس قيام علم خاص بالمجتمع والتاريخ.

ركّز ماركس وأنجلز جهودهما الفكرية والسياسية على تحليل النمط الرأسمالي للإنتاج، التطورات الإقتصادية والصراعات السياسية الجارية آنذاك، وتقلبات السوق العالمي والمجتمعات الحديثة التي صارت تصنّف نظرياً في وقتنا الراهن تحت مصطلحي العولمة والحداثة.

أما الجيل الثاني من الماركسيين الكلاسيكيين الذي يشمل الإشتراكيين الديمقراطيين الألمان والثوريين (الراديكاليين) والماركسيين الروس، فقد ركّز، بدقة أكبر، على الإقتصاد والسياسة.

وقد تحولت الماركسية إلى عقيدة رسمية لعدد كبير من الحركات العمالية الأوربية، وإلتزمت بمقتضيات النضال السياسي منذ تاريخ وفاة ماركس 1883 حتى القرن العشرين.

وفي حين جرى توحيد الماركسية، في مطلع القرن العشرين، مع العقائد الإقتصادية والسياسية والتاريخية، حصل في عشرينات القرن العشرين تحول في الإهتمام نحو الظواهر الثقافية والنظرية الإجتماعية.

جورج لوكاش
الناقد الثقافي الهنغاري الأصل جورج لوكاش ألف كتباً مهمة مثل “الروح والشكل” (1900) و” نظرية الرواية” (1910) وذلك قبل أن يعتنق الماركسية ويشارك لبعض الوقت في الثورة الهنغارية 1918.
في السنوات الأولى من عشرينات القرن العشرين ركز لوكاش كماركسي متطرف (ultra-Marxist ) ، بشكل خاص، على تطوير أبعاد فلسفية، إجتماعية وسياسية للماركسية وذلك قبل أن يعود للتحليلات الثقافية في وقت لاحق من ذلك العقد.
ذهب بعد ذلك إلى روسيا، وإنسحب داخلياً (internally), من الستالينية، في وقت كان يعمل فيه على سلسلة نصوص أدبية، لم تأخذ حقها من التقييم رغم ما لها من أهمية في مجال الدراسات الثقافية.
الدراسات الأدبية المبكرة للوكاش قد إغتنت في العشرينات عند إنعطافه نحو الماركسية حيث صار يستعمل مفاهيم مثل نمط الإنتاج، الطبقات والصراع الطبقي، وتحليل ماركس لرأس المال الذي وفر الأساس الإقتصادي لدراساته الإجتماعية- الثقافية.
نتيجة لهذا تم النظر إلى التاريخ من خلال توسّط أو تدخل الإقتصاد والمجتمع والأشكال الثقافية، وهذه فهمت في علاقتها بالتطور الإجتماعي- التاريخي داخل نمط الإنتاج، بينما تقوم الأشكال الثقافية، إذا ما أحسن تفسيرها، بتسليط الضوء على ظروفها التاريخية.
في كتاب لوكاش الأكثر أهمية ” التاريخ والصراع الطبقي” (1923) جادل لوكاش بأن النظرة الماركسية للكلية (totality), وتركيزها على أولوية البضاعة والإنتاج الإقتصادي وفرت أفضل الأدوات المنهجية للتحليل النقدي للمجتمع الرأسمالي المعاصر، وأكتشفت القوى التي ستقوم بتغييره إلا وهي طبقة البروليتاريا الثورية.

وقد أكد لوكاش على أن تبني نظرة الطبقة العاملة تمكّن المرء من أن يرى كيف أن المجتمع الرأسمالي ينتج التشيؤ (reification), الذي يعني تحويل البشر إلى أشياء على جميع مستويات الحياة الإجتماعية: في عملية العمل والإنتاج الثقافي وحتى العلاقات الحميمة تم إختراقها بالضرورات الإقتصادية وصارت موضوعاً للقوانين الإقتصادية.
البروليتاريا، كما يعتقد لوكاش، تحتل موقع فريداً من نوعه لإدراك التشيؤ الإجتماعي ولتنظيم القوى من أجل تجاوزه، وبذلك تصبح البروليتاريا، بتعبير هيغلي مغال فيه، ذات التاريخ وموضوعه (subject-object) في آن واحد.
وبإعتناق موقف شيوعي تقليدي أدعى لوكاش أن ثورة الطبقة العاملة، والإشتراكية هما الحلان لمشاكل المجتمع البرجوازي، وأصبح منتمياً بعمق للحركة الشيوعية.

كارل كورش
في ألمانيا، وبعد ثورة 1918 المجهضة، طوّر الناشط السياسي والمنظر كارل كورش نسخة هيغيلية ونقدية للماركسية فحواها :
أن الماركسية نظرية نقدية جدلية توفر أدوات نقد المجتمع البرجوازي، وتهيء القوة القادرة على التغيير.
بالنسبة لكورش، فإن وحدة النظرية والممارسة هي معيار أصالة الماركسية التي عدّها النظرية الثورية لحركة الطبقة العاملة، وطور مفهوم ” الإشتراكية العملية” (practical socialism).
في عمله المتأخر المعنون” كارل ماركس” ( 1938) أكد كورش بأن مبدأ الخصوصية التاريخية (historical specificity), هو معيار أساسي للنظرية الماركسية التي إعتقد أنها قد وفرت نقداً تاريخياً محدداً للمجتمع الرأسمالي وطرحت بدائل عنه.

آرنست بلوخ
آرنست بلوخ، وهو منظر ألماني آخر، عبّر هو الآخر عن ردِّ فعل إيجابي على الثورة الروسية والحركات الثورية الأوربية في عشرينات القرن العشرين، لكنه طوّر نسخة خلاصية وطوباوية للماركسية.
كتاب بلوخ الضخم ذو الأجزاء الثلاثة المعنون ” مبدأ الأمل” (1986) طرح تحليلاً منهجياً لما تنطوي عليه الحكايات والأساطير، الثقافة الشعبية، الأدب، المسرح، وكل أشكال الفن، المدن الخيالية السياسة والإجتماعية، الفلسفة والدين- التي تنبذ غالباً بالجملة بوصفها أيديولوجيا من قبل نقاد الأيديولوجيا الماركسيين- من لحظات تحررية تتجلى في تصورات ورؤى مختلفة لحياة أفضل تضع، بدورها، موضع التساؤل تنظيم وبنية الحياة في ظل الرأسمالية (أو إشتراكية الدولة).
في عمله الموسوعي آنف الذكر، طوّر بلوخ في آن واحد تحليلاً شاملاً لطرق وجود الأمل والرؤى النازعة نحو عالم أفضل في كل التعبيرات الممكنة:
من أحلام اليقظة إلى الأديان الكبرى، وطرح دراسات ثقافية تعقبت عبر التاريخ الرؤى التوقعية والحدسية لما سيتم لاحقا تصنيفه وتنظيمه ونشره تحت إسم المذهب الإشتراكي من قبل كارل ماركس .
وهكذا فقد وضع بلوخ منهج تأويل نقدي للأشكال التي يدل فيها التاريخ الثقافي والتطورات الإجتماعية – الإقتصادية على الإشتراكية كونها تجسيداً لأعمق أحلام وآمال الإنسانية.
وعمل كهذا يشجعنا اليوم على البحث عن المضمون التقدمي والتحرري للمصنوعات الثقافية (بدلاً من تركيز النظر عليها بوصفها منتجات أيديولوجية ومثيرة للتعمية.... mystificatory.) .

يتبع.........

المقال بالنص الانكليزي

https://pages.gseis.ucla.edu/faculty/kellner/essays/westernmarxismfinal.pdf



#عبد_الحسين_سلمان (هاشتاغ)       Abdul_Hussein_Salman_Ati#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية الغربية -1
- ماركس المغدور بالترجمة العربية
- الاسلام السياسي - الحاكمية لله
- حسقيل قوجمان: البريء
- كارثة العراق الاقتصادية و مخالب صندوق البنك الدولي
- طوطم (طبقة !) العمال العراقية.
- الاقتباس من ماركس : فارس كمال نظمي نموذجاً.
- ميزانية العراق لعام 2016 والكارثة القادمه.
- ثروة الامم-14
- ثروة الامم-13
- ثروة الامم-12
- مؤشر الارهاب العالمي لسنة 2015
- ثروة الامم-11
- ثروة الامم-10
- ثروة الامم-9
- عبد الحسين سلمان (جاسم الزيرجاوي) - كاتب , باحث ومحقق في الف ...
- ثروة الامم-8
- ثروة الامم-7
- ثروة الامم-6
- الحزب الشيوعي بين الواقع و الخيال


المزيد.....




- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554
- الفصائل الفلسطينية ترفض احتمال فرض أي جهة خارجية وصايتها على ...
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبد الحسين سلمان - الماركسية الغربية -2