أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الواقع السياسي بين الإرتداد والطموح !!















المزيد.....

الواقع السياسي بين الإرتداد والطموح !!


صبحي مبارك مال الله

الحوار المتمدن-العدد: 5205 - 2016 / 6 / 26 - 09:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الواقع السياسي بين الإرتداد والطموح !!
بعد التداعيات التي خلفّتها الهجمة الشرسة لداعش في عامي 2014 ، 2015م على المدن والقرى والقصبات وإحتلال محافظات بإكملها وفي مقدمتها الموصل والرمادي وصلاح الدين ومن ثم التمدد إلى كركوك وديالى ، وتأثيرها على أبناء الشعب في تلك المدن المحتلة وما سببه السلوك الهمجي والسادي لتلك العصابات من وضع إجتماعي ونفسي معقد فضلاً عن آلاف الضحايا وموجات النزوح الكبيرة إلى مناطق آمنة . أصبح من المؤكد إن هذه التداعيات سوف تستمر إلى مابعد تحرير هذه المدن من قبضة داعش،وإن المعاناة لايمكن تجاوزها بسهولة .الإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة بكافة فصائلها ، ومنها تحرير الفلوجة التي تستحق الثناء والتقدير من قبل الشعب ، وبذلك أصبح النصر النهائي وتحرير الموصل في متناول يد الجيش العراقي وقواته المسلحة.
السؤال المطروح هل الواقع السياسي الحالي الذي يمر به العراق ، بمستوى الجهد العسكرى الذي يتطلب جبهة داخلية قوية من خلال القوى السياسية ؟ وهل يعتبر تحرير المدن من قبضة داعش والإنتصار النهائي نهاية المطاف ؟ والجواب كما مانراه غير ذلك ولا يمكن أن يكون بمستوى المسؤولية ولا يعبر عن داينميكية الطموح بل المؤشرات تشير إلى إرتداد واضح عن أهداف العملية السياسية التي أصبحت بحكم المجمدة ، فالكتل السياسية الحاكمة اصبحت بعيدة عن مايصبوا أليه الشعب وعدم تفاعلها مع واقعه المرير ، او تقف معه في مطالبيه وإحتجاجاته بسبب إنشغالها بالخلافات والصراعات فيما بينها ، وبذلت الجهود لأجل التستر أو تغطية ما حصل من فساد إنتشر بشكل أخطبوطي مخيف أدى إلى فقدان آلاف الملايين والمليارات من العملة الصعبة ولم يتوقف الفساد عند ضياع الأموال بل أمتد إلى الفساد الإداري والفساد السياسي ، وأصبح النفوذ والمناصب والأموال قوة ضخمة ذات تأثير كبير بيد السياسيين الفاسدين حيث إستندوا إلى طبيعة النظام السياسي الذي أخترعه آولئك السياسيين وهو نظام المحاصصة الطائفية والإثنية والقومية مستفيدين من أسلوب لبنان الطائفي، بالضد من الدستور الدائم وبالضد من مفهوم المواطنة الحقيقية .
إن ماجرى هوعبارة عن مسلسل درامي أختلط فيه التآمر الخارجي من دول جوار وإقليمية وتآمر داخلي من خلال قوى لازالت تحن إلى النظام الدكتاتوري السابق ، والتي أصبحت معروفة بعد سقوط الموصل حيث أصبحت قضية أمنية خطيرة وجرى التحقيق فيها وتشخيص المسؤولين عنها فتحول التحقيق إلى القضاء ولكن لم يتخذ أي إجراء لمحاكمة المسؤولين عن سقوط الموصل والرمادي .
وما حصل في مجلس النواب من إنقسام و عرقلة لتشريع القوانين بسبب الخلافات التي ظهرت بعد إحتدام التظاهرات الجماهيرية والشعبية ، حيث ظهرت حالات فريدة ومنها إعتصام قسم النواب ومحاولة تغيير الرئاسات الثلاث بضربة واحدة وفي مقدمتها رئاسة مجلس النواب وكان هذا التحرك نتيجة الضغط الجماهيري الذي أتخذ أسلوب الإقتحام للمنطقة الخضراء ودخول البرلمان والعبث فيه حيث أساء ذلك إلى سلمية التظاهر ، مما سمح للحكومة أن تتخذ إجراءات ضد المواطنين المتظاهرين وإستخدام العنف المفرط وبالنتيجة وتحت غطاء الحرب ضد داعش ، تراجعت الحكومة عن الإصلاحات المزمع العمل بها ، وأستدعت الوزراء المقالين من جديد لمباشرة عملهم من جديد ، وإلغاء فكرة كابينة جديدة للوزارة وبقي كل شيئ على ما هو عليه بسبب ضغط الكتل السياسية التي ترى في الإصلاحات ضربة لمصالحها ، وجرى الإتفاق على وثيقة جديدة تثبت من جديد نظام المحاصصة الطائفية وحكم الكتل السياسية .
الواقع السياسي لايتغير ولا يتبدل إلا بإجراء الإصلاحات والشعب لايريد فقط الإصلاحات بل يريد أيضاً التغيير فبين الإصلاح والتغيير مسافة ، فالإصلاحات لاتمس إلا السطح ولكن التغيير يشمل العمق والبناء البنيوي أي القاعدة التحتية وليس تغيير الوزراء يعتبر الحل إنما في كامل البناء .
فالأزمة السياسية العامة في العراق ، معقدة ومركبة والبقاء على أسلوب ثبت فشله سوف يزيد تعقيدات الأوضاع السياسية والإقتصادية والإجتماعية والخدمات وإن النظام الطائفي المحاصصي لايمكنه تحقيق شيئ . ولغرض معالجة وتحريك الواقع السياسي إلى الأمام لابدّ من مكاشفة الشعب والعمل على إصلاح العملية السياسية ، التمسك بالمنهج الديمقراطي وتعميق الدور الرقابي والتشريعي للبرلمان ، ولابئس من بناء معارضة صحيحة في مجلس النواب ، والعمل على بناء أحزاب عابرة للطائفية والمحاصصة وهذا يتطلب تشريع قانون للأحزاب ، وتشريع قانون إنتخابات جديد يتضمن إتباع أسلوب أعتبار العراق دائرة إنتخابية واحدة وقوائم مفتوحة لكي ينعكس الرأي العام العراقي الحقيقي في نتائج الإنتخابات ، كما أن تشكيل مفوضية مستقلة بعيدة عن التكتلات السياسية والأحزاب وتدخلاتها يعتبر ضمان لسير الإنتخابات . التمسك بالدستور وتعديل المواد التي تشير إلى الطائفية والتمييز من أهم تعديلاته ، كما إن ضمان حرية التعبير في التظاهر ومنع إستخدام العنف ضدها من أولويات الديمقراطية ، أن التمسك بالحقوق الدستورية وبناء مؤسسات الدولة على أسس صحيحة وتأليف وزارة ذات كفاءات مع تغيير شامل لبناء كل وزارة مع ضمان عدم تبعية الوزارة لأي حزب وإنما للشعب يعتبر أساس لإنطلاق بناء الدولة المدنية الديمقراطية التي تكون ملك لكل الشعب العراقي .
أن الخلافات في الرؤى والتطبيق والبعد الستراتيجي لمعالجة الأزمات نتج عنه الكثير من الخلافات والتشضي والتفكك في الكتل السياسية الحاكمة وهي(التحالف الوطني ، إتحاد القوى ، الوطنية ، التحالف الكوردستاني ..الخ )حيث أصبحت في موقف ضعيف ولم تُعد تملك قواعد جماهيرية واسعة كما كانت في السنين الماضية . إن الذي يحقق الديمقراطية الحقيقية هو من يؤمن بها بعيداً عن الموقف الطائفي السياسي ولايلجأ إلى تشكيل مليشيات مسلحة لغرض حمايته حيث تكون سبب مباشر لإشعال حروب أهلية ، إن الإيمان ببناء دولة عصرية ، دولة للقيم والتقدم المعرفي في جميع المجالات يجب أن يجعل الهوية الوطنية والمواطنة فوق كل شيئ وبعيداً عن الأنانية والكسب المرحلي والحزبية الضيقة .
الشعب العراقي يريد الإستقرار والتمتع بالسلام والرفاهية ويستفيد من ثرواته التي نُهبت منذ إكتشاف النفط في العراق ، وينبذ الحروب ويؤسس دولة فدرالية إتحادية صحيحة مثل بقية الشعوب التي تتميز بالتنوع القومي والديني والعرقي .
والآن تواجه السلطات الثلاث مهمة المعالجات السريعة والتحرك نحو إستعادة مجلس النواب مكانته ، ووضع الخطط لمعالجة أوضاع النازحين وخطط مابعد داعش وتحرير المدن .وهناك فارق بين الإرتداد عن منهج التقدم وما يوفر للشعب الحرية والعدالة الإجتماعية ، والعودة إلى نظام الشمولية ومصادرة الحريات ونهب الثروات وبين التمسك بالطموح الذي محوره البناء والوحدة الوطنية .



#صبحي_مبارك_مال_الله (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي الدوافع والأهداف لمؤتمر باريس ؟!
- تحية للطفل في يومه العالمي
- إتفاقية صندوق النقد الدولي الأخيرة مع العراق من وجهة نظر سيا ...
- هكذا ترى الحكومة والكتل السياسية حل معاناة الشعب العراقي ومش ...
- تداعيات سياسية مستمرة وإصطفافات جديدة في الكتل السياسية !
- الشعب لن يتراجع عن مطاليبه في الإصلاحات والتغيير!
- فشل الرئاسات الثلاث في حل الأزمة السياسية والجماهير الغاضبة ...
- إنقسام في مجلس النواب العراقي وتداعيات سياسية خطيرة !!
- لاتغيير وزاري ولاإصلاحات ولاهُم يحزنون!!
- الكابينة الوزارية الجديدة هل تغير وضع العراق المأزوم ؟
- بصراحة
- قضية الأموال المهرَّبة والمنهوبة !!
- هل حققت جلسة مجلس النواب في 20/2/2016 نتائج إيجابية ؟!
- تغيير وزاري أم تغيير سياسي جوهري ؟!
- ماذا كان يدور في إجتماع الرئاسات مع قادة الكتل السياسية ؟!
- حملة المليون توقيع ومؤتمر بغداد لحركات الإحتجاج !
- الواقع الإقتصادي في العراق للعام 2016 بعد تراجع أسعار النفط ...
- مسارات سياسية في الدولة العراقية !
- ماذا بعد داعش ؟!
- رؤية سياسية للعام 2015


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صبحي مبارك مال الله - الواقع السياسي بين الإرتداد والطموح !!