احمد ياسين الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 5200 - 2016 / 6 / 21 - 08:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الواقع كما شهدناه ..لا..كما سمعناه من علماء السوء
احمد ياسين الهلالي
سكنا وجاورنا وخالطنا وناسبنا وأكلنا وشربنا مع أهلنا وـخوتنا من أبناء السُنة الكرام فلم نجد فيهم طيلة تلك الفترة وطوال تلك السنين والى الآن ذلك الحقد والكراهية والمعاداة لأهل البيت (عليهم السلام ) ولا لمن يواليهم ويسير بسيرتهم بل على العكس حيث وجدنا فيهم الحب والمودة والحنين لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم نجد ذلك الوصف وذلك الإتهام وذلك الكلام الغير منصف الذي يصفه بعض علماء السوء ومعتمديهم وحاشيتهم ومحاضريهم الذين جردوا ونسفوا وغيروا الكثير من الحقائق التأريخية و كل ما يملكه ذلك المذهب واتباعه من مواقف مشرفة و عظيمة قدموها للإسلام والمسلمين حيث ركزوا على بعض السلبيات التي لا تخلوا أي طائفة أو مذهب منها بسبب متعصبيها أو شواذها من أجل بث الفرقة بين أبناء الشعب الواحد من أجل تمرير مخططاتهم الفارسية وبعض المكاسب السياسية ,لذلك تجد المرجع العراقي المعتدل السيد الصرخي الحسني يقوم ببذل أقصى الجهود من أجل كشف تلك المؤامرات من خلال سلسلة محاضرات (تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي ) حيث تناول في محاضرته الثالثة من بحثه (السيستاني ماقبل المهد الى مابعد اللحد ) بعض الأحداث والمواقف التأريخية والتي لها صلة بالواقع المعاصر ومدى الفهم الخاطئ والتحريف الحاصل في التأريخ الإسلامي في تحميل الأحداث بُعداً طائفياً سياسياً لأغراض إنتهازية ونفعية فحواها على ان الشيعة لطالما كانوا يلجأون الى الحكومات السنية كلما كانوا يتعرضون للضغط والمطاردة من قبل جهات شيعية أخرى منحرفة وفاسدة صارت اليوم تحظى بقبول بسبب دوافع سياسية وطائفية حيث أشار ونبه لذلك بقوله ")أريد الإشارة والتنبيه للباحثين ولكل المسلمين : إنَّ الواقع يختلف عن السياسة وأقوال وأفعال أهل السياسة والتابعين لهم وتَدْليساتِهم وأكاذيبِهم وافتراءاتِهم ، فالواقع كما تشير إليه الرواية في أنّ الشيعة الإمامية يهربون من بطش الشيعة الزيدية ويلتجئون الى الأمان النسبي قرب الإمام العسكري "عليه السلام" الذي يعيش تحت سلطة الخلافة العباسية السنّية ونفس الحقيقة نجدها في هروبِ الشيعة الإمامية من بطش الشيعة الفاطمية في مصر والمغرب العربي وهروبِهم الى الشام حيث الأمان النسبي في ظل الحكومات السنية في الشام) مستدلا سماحته بهذه الرواية قال ابن بابويه : أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي الخطيب رحمه الله ، قال حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار ، وكانا من الشيعة الإمامية ، قالا : وكان أبوانا إماميين ، وكان الزيدية هم الغالبون في استرآباد ، وكنا في إمارة الحسن بن زيد العلوي الملقب بالداعي إلى الحق إمام الزيدية ، وكان كثير الإصغاء إلى الزيدية ، فخشيناهم على أنفسنا ، فخرجنا بأهالينا إلى حضرة الإمام أبي محمد الحسن بن علي بن محمد أبا القائم عليهم السلام ، وهنا يهرب الشيعة الإمامية من الشيعة الزيدية وأئمتهم إلى الحكومات العباسية في سامراء وهم يصطحبون معهم حتى عوائلهم ونسائهم حيث لم يأمنوا عليهم من الزيدية وأضاف سماحته دام ظله عن تلك الحقائق التاريخية قائلا )كلما رجَعْنا في الزمان أكثر وأكثر فإننا نجد ان الصراع الطائفي لا حقيقة له بل هي قضية مُفتَعلَة من مُبتَكَرات وأفاعيل الحكام والسُّلطات الفاسدة بِدءاً من العصر الأموي مروراً بالعباسي والى يومنا الحاضر )مؤكدا تلك الحقيقة بعصر الخلافة الراشدة وكيفية مواقف الخلافاء بحسب ما يرونه من صحة او خطأ وبما يتناسب مع حفظ النظام العام للدولة انذاك بعيدا عن أي ميول ودوافع معتقدية فكان حتى المقربين يتعرضون للمحاسبة نافيا سماحته أي شكل من تلك الخلافات بقوله " (لا وجود للدوافع الطائفية في فترة الخلافة الراشدية أو الراشدة وإنما إستُحدِثت الطائفية واُصّل لها وأخذت طابعها القانوني الرسمي من قبل الأمويين لتثبيت دَوْلَتِهم واركانِ حُكمِهم وسلطتِهم فصارت الطائفية التدميرية ضرورة سياسية سلطوية لتثبيت الحاكم والإبقاء على دولَتِه والسكوت على انحرافِه وظُلمِه( " مبينا حقيقة تاريخية تتعلق بأحوال العراقيين في المناطق الغربية ومواقفهم التي لم يسجل عليها غدر ومكر بالامام الحسين "عليه السلام" او السبايا بل ولهم مواقف مشرفة في مواجهة وقتال جيش معاوية ويقابل ذلك مواقف اهل الكوفة وتاريخهم الاسود في خذلان الامام الحسين "عليه السلام" ونساءه .. بقوله )ليس أهل الأنبار وأهل صلاح الدين وأهل الموصل من قتل الحسين وسبى نساءه بل أهل الكوفة أئمة الضلالة من المراجع وغيرهم حقنوا أذهان الشيعة بأن أهل الأنبار نواصب بينما أهل الأنبار هم الشوكة ورأس الحربة في قتال جيش معاوية ولم يقولوا لهم بأن أهل الكوفة هم من قتل الحسين عليه السلام " .)ويؤكد الامام العسكري عليه السلام وصفه للسوء والشر الذي تلبس به العلماء بقول النبي صلى الله عليه واله " قال عليه السلام: : قَالَ رَسُولُ اللَهِ (عليه وعلى آله الصلاة والسلام): أَشْرَارُ عُلَمَاءِ أُمَّتِنَا، الْمُضِلُّونَ عَنَّا، الْقَاطِعُونَ لِلطُّرُقِ إلَيْنَا، الْمُسَمُّونَ أَضْدَادَنَا بِأَسْمَآئِنَا، الْمُلَقِّبُونَ أَنْدَادَنَا بِأَلْقَابِنَا، يُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ لِلَّعْنِ مُسْتَحِقُّونَ، وَيَلْعَنُونَا وَنَحْنُ بِكَرَامَاتِ اللَهِ مَغْمُورُونَ، وَبِصَلَوَاتِ اللَهِ وَصَلَوَاتِ مَلآئِكَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ عَلَيْنَا عَنْ صَلَوَاتِهِمْ مُسْتَغْنُونَ"
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟