داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 5199 - 2016 / 6 / 20 - 20:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دليله من الاجماع
وبعد عرض الباحث الى تلك الادلة، والتي اعتبر انه اقنع القارئ بها، وعدها ادلة ناهضة. يتحول الى دليل آخر ،وهو الذب يسميه (الدليل من الاجماع).
وقبل الخوض في هذه المسألة، نقول: أن عبارة (الاجماع) هي اكذوبة كبيرة، وذلك ما ممكن أن يجتمع الفقهاء على مسألة بعينها ابدا، والا لماذا انبثقت في الاسلام خمس مذاهب رسمية، (الحنفية ، المالكية، الشافعية، الحنبلية ، الجعفرية)، ما عدى المذاهب والنحل والملل والفرق التي انقرضت، وسبب هذا الاختلاف والافتراق، هو اختلافهم في مسائل فقهية ، ومسائل تاريخية، واحكام شرعية، واحاديث عن النبي؛ فهناك مئات الاحاديث النبوية ترويها السنة هي ليس بصحيحة لدى الشيعة، والعكس هو الصحيح، فهناك مئات الاحاديث التي ترويها الشيعة هي غير صحيحة لدى السنة. كذلك هناك اختلافات كبيرة بين ابي حنيفة ومالك، وكذلك بين مالك والشافعي ، وهكذا، فأذن ، مسألة الاجماع لا صحة لها من الاساس.
المهم، والباحث يستدل على قول منسوب الى الامام الشافعي، وهو قوله: انعقاد الاجماع على تزويج الصغيرة غير البالغة، وأن الذي يتولى تزويجها ابوها .
وهذا يذكرني بمسألة فتوى(تفخيذ) الطفلة الصغيرة التي قالها الخميني، وبعض فقهاء الشيعة!. بل واجازوا الدخول بالزوجة من الدبر، وهذا رابط الفتوى.
http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=111993
ثم ينقل الباحث رأي ينسبه الى النووي ، وهو رأي ابن قدامة، وابن المنذر، والقاضي عياض، والبغوي.
ونقول: إن ما يتشبث به معظم الفقهاء ، ويعدون ذلك سندهم ودليلهم ، وهو حادثة زواج النبي من السيدة عائشة، بحسب المبدأ القائل : ما جاءكم الرسول به فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. كذلك : ولكم في رسول الله اسوة حسنة. اما سند علمي عقلي فأتحدى كل من يقول بهذا، وقد ذكرنا هذا في بداية البحث حول زواج النبي من عائشة.
ويدعي الباحث أن عرب الجاهلية كانوا كذلك يفعلون بتزويج بناتهم في سن مبكرة، ولم اجد ذلك في مصدر تاريخي موثوق، وقد راجعت اهم ثلاث مصادر تاريخية، وهما(المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام )للدكتور جواد علي ، والكتاب (جزيرة العرب قبل الاسلام) للباحث برهان الدين دلو، وكتاب(تاريخ العرب قبل الاسلام)، للدكتور محمد سهيل طقوش، ولم اجد ما يدعيه الباحث.
ونقول: اليس الاسلام قد نبذ العادات والتقاليد الجاهلية، وجاء بقيم ومبادئ اخرى تناقض تلك العادات. فهل هذا يعني: أن عادة تزويج البنات، نزولا عند رأي الباحث، قد ابقاها الاسلام حتى يستفيد منها، وقد فعل؟.
ثم أن اهل الجاهلية، وبحسب القرآن، كانوا يأدون بناتهم وهن صغيرات، واذن زواجهن وهن صغيرات افضل بكثير من الوأد، عقلا وشرعا وفلسفة ومنطقاَ.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟