أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزام سجيع سلمان - الاشتراكية و الأقليات














المزيد.....

الاشتراكية و الأقليات


عزام سجيع سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5198 - 2016 / 6 / 19 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع احتكاك شيوخ الاسلام بورثة الحضارات القديمة ... اطلعوا على فلسفتهم و أفكارهم و ما صنعوه في اللاهوت فكان أن بادر بعضهم إلى عمل مزاوجة بين الفلسفات القديمة و الدين الإسلامي ما أدى إلى نشوء الديانات الباطنية التي قولبت نفسها بطابع إسلامي و لكنها أنشأت بنيانا فلسفيا دينيا مستقلا بكامل طقوسه وممارساته ... هذه الديانات الباطنية لم تلقى القبول من مشايخ الدين السائد فكفروهم و أفتوا بدمائهم مما جعل من أتباعهم عرضة للاضطهاد و التهجير فعاشوا حياة العزلة ما أبعدهم عن مواكبة تحديثات المجتمع و أغرقهم في مستنقع من الجهل و الفقر .
مع انتشار الماركسية و ولادة الأفكار الاشتراكية بدأت تتبلور الدولة الاشتراكية التي تجذرت فيها الدولة المركزية كمشرف و مسؤول عن موارد البلاد محتكرة الصناعة و الزراعة و الانتاج بشكل عام و قدمت نفسها كأم حنون لأفراد شعبها كالأم المرضعة التي تروي بحليب صدرها عطش أبنائها .
إن قوانين المجتمعات من قوانين الحياة ... و من أهمها قانون التطور الذي يعتمد على إقصاء الضعيف لصالح القوي على إلغاء الجامد لصالح المتغير .. و بما أن الفكر الاشتراكي مركزي الإدارة و التخطيط و التنفيذ  لم يكن له من منافس حقيقي يحفذه على التطور و التغيير لمواكبة ما يختلف من ظروف البيئة و العالم فبقي جامدا يابسا غارقا في أساليبه القديمة مما جعله غير قادر على التطور و مواكبة تغيرات الحداثة فلم يعد بمنتج حقيقي يستطيع تلبية حاجيات شعبه ... مما أوصل شعبه لمرحلة صعبة من الفقر و القلة .
في الدول التي نهجت نهجا اشتراكيا و حكمتها مجموعة ذات ديانة باطنية منبوذة من التيار الديني السائد تراكبت لنا معادلة غريبة يمكن صياغتها كالتالي :
نظام اشتراكي فقير محكوم من فئة دينية منبوذة .
هذه الفئة الدينية تشكل أقلية في مجتمعها بحكم حداثتها التاريخية هذه الفئة عانت الفقر و الاضطهاد عبر تاريخها فحاولت على ذلك التمسك بسلطتها غير عابئة بمزاج الأكثرية تداوي فقرها التاريخي بالاستفادة من وضعها المسيطر وبما أن البلاد فقيرة لجأت إلى الأساليب المافيوية القمعية التي عمقت الفساد و الفوضى في البلاد إلى الحد الذي دفع الأكثرية السائدة إلى الثوران في وجه الدولة الحاكمة ... انتفضت ثارت تسلحت قاتلت ... وصولا إلى دمار البلاد .
إنها ليست فلسفة و ليست خيال ... إنها واقع سائد في العراق و سوريا و جميع الدول الاشتراكية التي حكمتها أقلية .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلف العرب ...
- الإطار الحدودي


المزيد.....




- مشهد مؤلم لطفلة في عامها الأول تتعافى من هجوم كلبين من فصيلة ...
- في قلب واحة الأحساء.. جبل ينتصب كتحفة طبيعية بالسعودية
- -هذه إدارة ضعيفة-.. نائب أمريكي يرد على إشادة ابن ترامب بسيا ...
- رأي.. حبيب الملا يكتب: هل حكومة عبدالفتاح البرهان في السودان ...
- من الجولاني إلى الشرع، عام من التحول السياسي تحت عنوان البرا ...
- تجدد الاشتباكات الحدودية بين القوات التايلاندية والكمبودية
- الإفراج عن 100 تلميذ مختطف في نيجيريا
- بالصور.. -معرض الميلاد- بالقدس يعود بعد غياب عامين
- كاليفورنيا تحذر من فطر قبعة الموت
- الأمراض تنتشر في آتشيه الإندونيسية بعد الفيضانات


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزام سجيع سلمان - الاشتراكية و الأقليات