أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزام سجيع سلمان - لماذا تخلف العرب ...














المزيد.....

لماذا تخلف العرب ...


عزام سجيع سلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5197 - 2016 / 6 / 18 - 23:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عبر التاريخ مر الانسان بمراحل متعددة بدأها  انسانا بدائيا غرائزيا وحيدا يعتمد الصيد وما تقدم له الأم الطبيعة ... كان عندما يخاف أو يشعر بالخطر يناجي مخيفه أو مهدده الرحمة و السلامة حتى أنه قدسه و عبده كي يتقي شره .  عندما التقى البشر و كونوا أولى المجموعات طوروا أدواتهم فازدادوا قوة و أصبحوا يواجهون مخاوفهم أكثر من ذي قبل و بدرجة أعلى  ... تطورت المجموعات البشرية  وشكلت  القبائل التي بدأت تستفيد من بيئتها المحيطة بشكل أكبر و تطور أدواتها أكثر ... بدأنا نرى ملامح التنظيم وهرم القيادة و تقسيم المهام إلى الدرجة التي لم يعد يخاف فيها الانسان مما حوله إلا ما كان ظاهرة طبيعية خارقة بالنسبة له ... فقام بتقديسها و عبادتها خوفا منها و اتقاءا لشرها ... مع مرور الوقت و ازدياد الدرجة الحضارية و الفكرية  و تطور مفهوم السببية احتاج الانسان ليفسر هذه الظواهر إلى اختراع الآلهة المشخصة التي رسمها على هوى بيئته و خياله فلم يعد يعبدها خوفا من غضبها فقط  بل طمعا بكرمها و رزقها .
على ما سبق نجد أن علاقة الانسان الأول مع من يعبد هي علاقة غرائزية  أساسها اتقاء الشرور و الطمع بالخيرات .
في نظرة سريعة لتاريخ الشعوب و الحضارات عبر الكتب و الانترنت نستطيع القول أن هناك تمايزا و اختلافا كبيرا بين الشعوب و الأعراق في درجتها الحضارية و الفكرية فمنهم من بقي قبليا ذو حلول بدائية متنقلا باحثا عن رزقه و منهم من استمر تطوره ليبني حضارات قوية تميزت بأدواتها و عمرانها .
العرب هم من الشعوب الغارقة في القبلية ... و كلمة غارقة تعني أنهم لم يدخلوا ركب الحضارة أبدا  فعندما نهضت حضارات الرافدين و سوريا و مصر كانت العرب قبائل بدوية مرتحلة تبحث رزقها ... و استمروا على هذا  آلاف السنين .  مرت فيها حضارات الإغريق و الرومان و الفرس و البيزنط ... آلاف من السنين عاشو فيها الفكر البدوي المغلق و إن كانو قد تواصلوا مع غيرهم فإنهم بقوا على ما هم من عادات و أفكار بدائية تتجلى بنقاط أساسية:
مجاراة الغرائز و الابتعاد عن إعمال العقل
اللجوء للقوة و الابتعاد عن تحكيم المنطق
العصبية للقبيلة و رفض مفهوم الدولة الموحدة
التمسك بالعادات و الأعراف و رفض التجديد و التحديث
هذه النقاط السابقة ما هي إلا بقايا من صفات الانسان الاول الخائف الذي تكلمنا عنه سابقا و لا أدري سبب تأخر العرب عن ركب الحضارة فقد يكون سببا بيئيا أو جينيا .
حتى بعد ظهور الاسلام ... ما زلنا نجدهم في اسلامهم بداوة و نعرف ذلك مما وصلنا تاريخيا عن حروبهم الهمجية و خلافاتهم القبلية و ممارساتهم الغريزية  فمحمد صاغ لهم الإسلام و القرآن بما يتناسب مع بداوتهم فداعب غرائزهم بحور عين و نساء كثيرة و جارى همجيتهم بالجهاد و القتال .
احتك العرب في إسلامهم بالشعوب الأخرى و التي كانت ورثة حضارات عريقة كالفرس و السريان و الروم و مع دخولها في الاسلام قدمت للدولة الاسلامية العديد من المعارف و العلوم التي حسنت من المظهر الحضاري للعرب و لكنها لم تلامس قلبهم أو عقلهم .
جاء العثمانيون و بحجة الإسلام احتلوا العرب  400 عام كانت سجنا في سجن ... فالعثمانيون على هوى العرب في قبليتهم فما كانوا بعلماء و لا كانوا بمجددين و لم ينقلوا للعرب طوال 400 عام أي شئ يذكر من منجزات الحضارة التي نهضت في أوروبا .
ما يحدث الآن للعرب من تأخر و تخلف ما هو إلا نتاج بداوتهم التي علقو فيها سجنا لا يريدون الخروج منه و كأن حرارة الصحراء أيبست عقولهم ... فقطار التطور يمشي و يوما ما سيفوتهم القطار تاركا لهم مساجدهم يتعبدون فيها يسألون الإنقاذ في الوقت الذي لا منقذ فيه سوى العلم .



#عزام_سجيع_سلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإطار الحدودي


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزام سجيع سلمان - لماذا تخلف العرب ...