أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - دولة الغش














المزيد.....

دولة الغش


محمد طلعت

الحوار المتمدن-العدد: 5192 - 2016 / 6 / 13 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



أساليب الدولة (أي دولة) ذات النظام الديكتاتوري المتسيد الذي لا يرى في المجتمع سواه. وحده فقط من يملك المنطق وأدواته ومقدماته ونتائجه، بل يصل به التطرف إلى حد التجبر بفرض نتائج معينة يريدها تحديدا أن تصل إلى جماهيره سواء المؤيدة أو المعارضة.

وعلى صعيد الأضحوكة من الجماهير (المؤيدة أو المعارضة) أن الجماهير ذات نفسها تعلم منطق الدولة. لكنها تُسير حالها، وتمضي إلى حال سبيل منطقها الخاص للتعايش. يمضيان معا في خطين متوازيين. مقرر لهما أن لا يلتفا حول بعضهما بعضا، وإن التف صارت النكسة بين منطق الحيتان والأسماك الصغيرة التي غالبا ما ترضخ لمنطق الدولة بل تخرج الجماهير هاتفة بمنطق الدولة وتسيده إلى حين اعوجاج ما، ثم يمضى كل منهما إلى سبيل منطقه الخاص.

وفي نفس السياق تتجلى تجربة دولة يوليو المصرية وحتى الآن، بل تتجلى بوضوح شديد في فكر النظام الحالي(دولة 30 يونيو) الابن الأكثر شرعية والتصاقا بنظام يوليو. وبغض النظر عن تقمص النظام الحالي سلبيات دولة يوليو وإصراره على إدارة دولته وجماهيره بنفس آلية العهد البائد. إلا أن النظام الحالي يتعامل بطريقة" الدخلة البلدي" الذي يقف فيها الأب/ النظام رافع الرأس يردد :" أنا قد الدنيا" يوجه نصائحه وخبرته إلى العريس/ الجماهير لفض بكارة العروس.. لكن الإجراء المعلوم للجميع أن الأب جهول بظروف أهل بيته، وأن العريس غشيم عنين، وأن البكارة دم رقبة حمامة..!

الغش، هو المنطق المشترك بين الجميع، وهو من جلب فكرة "رقبة الحمامة"، وكل طبقة اجتماعية أو سلطوية لها رقبة حمامتها الخاصة للتمرير غشها المنمق الجميل، ليحتلوا أماكن ونفوذا وصيتا ليس لهم أي أحقية فيه.

الدولة والجماهير كلاهما له منطق الغش الحلال الذي به يفرض نتائج معادلته على الجميع بقلب مستريح ومطمئن بأن ما فعله هو الصواب وعلى الكل أن يشيد بإنجاز معادلته ومقدماته ونتائجه. المفترض يعني أن الكل يصفق ويغني...

والنموذج الأكثر فشلا للمنطق الدولة وجماهيرها هو الغش في التسريبات بصفة عامة، وخاصة تسريب امتحانات الثانوية العامة، الذي كشفه بوضوح معضلة صفر مريم (رقبة الحمامة البلدي) التي زفها نظام الغش العام بين الدولة والجماهير.. ثم المعضلة الحالية من التسريب الجماعي لأغلب أسئلة الامتحانات مع الإجابة النموذجية..!

المشترك بين دولة يوليو ويونيو معضلة تسريب الامتحانات. لكن النظام الأول علقها في رقبة إسرائيل، والثاني علقها وزيره في رقبة الجماعة الإرهابية، والغريب أن الدولة نفسها تمرر بين جماهيرها بأن بعض الأجهزة الحساسة والأمنية هي من تقف وراء تسريب أسئلة الامتحانات لهذا العام، وهي نفسها التي افتعلت أزمة طالبة الصفر العام الماضي، لكى يتخذ النظام هذه الوقائع كحجة لإلغاء مكتب التنسيق .. وهو ما سيؤدى إلى دخول أبناء الحكام والمسئولين فى الجيش والشرطة والقضاء والمخابرات لكليات القمة بدون المرور على مكتب التنسيق. (يا سلام!!!)

وأعتقد أن تسريب هذه الإشاعة/ النتيجة على الدولة تأتي من باب "الهبل في استنتاج النتائج"، لكن هذا الاستنتاج الأهبل، لهو ابن هبل النظام الحالي الذي لا يطور أدوات منطقه الذى أدمن الغش.

وأخيرا، كل ما هنالك، فوضى داخل دولاب النظام الذي يضرب نفسه بنفسه بهذه الأفعال، لكن على النظام أن يتعلم أبسط قواعد الحنكة السياسية. وهي، قاعدة تهدئة الشارع لا الصدام معه.

والكلمة الأخيرة، التعليم هو من يبني الدولة، وهو من يهدمها. والتعليم هو من يقوي النظام، وهو من يسقطه..!



#محمد_طلعت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف المصري السوري(2) الفتح الإرهابي
- التحالف المصري السوري (1)
- إصلاحية الفكر النسوي واحتفالية المرأة العربية في 8 مارس والر ...
- استلهام الموروث الحكائي في -لا تخبر زوجتي- للكاتب محمد سيف
- 25 يناير مذبحة عشاق مصر2015
- قراءة في الأثنى عشر كوكبا في -رسائل إلى آدم- عند آسيا علي مو ...
- دعوة إلى المنظمات النسائية لنصرة الإيزيدات
- النُّبُوءَة الأدبية لفشلنا الثوري
- عمامة ونظارة الملك المغربي... والإرهاب
- الإرهاب السلطوي
- حتى تسكت الكلاب النابحة
- عودة -صُنكر الكلبي- لدرج السيسي
- سلوى النعيمي ونموذج المصادرة والنقض ما بين الأدب والسياسية-1
- استغلال الأحزاب المتأسلمة للحجاب والنقاب سياسيا
- أَقْتِلُ حبا في الأرهاب
- المرأة وعورة ثقافتنا المتأسلمة
- الخياط تكشف العوار بين مصر والمغرب
- قراءة في اشكالية الوطن المفتعلة ب(رواية عندما يبكى الرجال) ل ...
- السيسي والصباحي والفقر
- ملحوظات على لقاء وحوار السيسي


المزيد.....




- كاد الحفل أن يفشل.. برايان ماي وروجر تايلور يتذكران إحدى أعظ ...
- مسؤول إيراني يتوعد بـ-ضربات قاتلة- إذا هاجمت إسرائيل بلاده م ...
- صورة رائجة للطفلة التونسية مريم بعد العثور على جثمانها في ال ...
- نتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء ترامب والرئيس يكشف: ...
- تخفيضات ترامب للمساعدات تهدّد بكارثة إنسانية: 14 مليون وفاة ...
- شيرين تهدد بالقضاء بعد جدل حفلتها في مهرجان -موازين- بالمغرب ...
- بوعلام صنصال.. الحكم 5 سنوات سجنا للكاتب الفرنسي الجزائري
- تفاصيل وفاة 9 أردنيين بمشروبات كحولية تحتوي على مادة الميثان ...
- شبهة تجسس: برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها
- مالي: سلسلة هجمات منسوبة للجهاديين تستهدف مواقع عسكرية في عد ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد طلعت - دولة الغش