أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبداللطيف جغيمة - المقاومة الامازيغية للبزنطين















المزيد.....

المقاومة الامازيغية للبزنطين


عبداللطيف جغيمة

الحوار المتمدن-العدد: 5186 - 2016 / 6 / 7 - 09:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


الحرب الكبرى والقبائل الصحراوية
اشتهرت منذ القرن 4م بقبائل لواته و هوارة ، حيث ورد اسم لواته Laguatan، في صيغ عديدة و مختلفة، إلى جانب قبائل هوارة Austuria التي أبرزها كوريبوس على أنها
قبائل صحراوية متنقلة تعيش حياة البداوة تحت قيادة أميرها يارنا و الذي كان في نفس الوقت خادم للإله غرزيل الذي كان يحمله معه في حروبه فوق جمل كما كانت تفعل ملكة الاوراس ديهيا المشهورة في المراجع العربية بالكاهنة أن هذه القبائل كانت مصدر متاعب للاحتلال الروماني منذ نهاية القرن الثالث.
_الحرب المورية الكبري 544-548م
عين جستينيان سنة 543م دوقا للمقاطعة الطرابلسية من أقارب القائد البيزنطي سولومون،
يسمى سرجيوس كانت سمعته سيئة في أوساط الاهالي و بمجرد تنصيبه حشدت القبائل المورية بزعامة، لواتة Laguatan، جيشا ضخما واتجهت قاصدة لبدة Magna Leptis وذلك قصد الاحتجاج أمام الدوق الجديد نتيجة انتهاك الجيش البيزنطي الأراضي الزراعية و المحاصيل المورية، و تجديد التعاهد مع الإدارة البيزنطية
فأوفدت قبائل لواته وهوارة بعض اعيانها لتفاوض مع الدوق سرجيوس الدي أقدم على قتل كل أعضاءالوفد "الموري" إلا واحدا فقط، تمكن من الفرار و نقل النبأ إلى القبائل المتمركزة خارج أسوار المدينة، التي سارعت بدورها إلى إعلان الحرب في مقاطعتي المزاق و البروقنصلية ساحة لمعاركها، لاسيما و أنها تحا دت في إطار كونفدرالي جعلها من القوة إلى درجة تهديد الوجود البيزنطي ببلاد المغرب القديم كلها و هو ما صادف أيضا إعلان الأمير
أنتالاس الحرب بمقاطعة المزاق، و سعيه للتقرب و التحالف مع القبائل الطرابلسية بزعامة
لواتة ، الأمر الذي مكنه من تحقيق نتائج رهيبة في نص المؤرخ الإغريقي تيوفان بأن المقاطعة الطرابلسية كلها أصبحت في يد المور، حيث أصبحوا يتحكمون في كل المناطق، وبعد أن أسروا عددا من الرومان واستعبدوهم وقد أثمرت هذه التحالفات سلسلة من الانتصارات، جعلت الجيش البيزنطي يتراجع للتحصن بالمدن، ولعل هذا ما جعل سولومون يتحرك لمواجهتهم فكان ذلك بالقرب من تبسه في شهر جوان 544م -حيث توجت بمقتل القائد البيزنطي سولومون نفسه و بالتالي باشرت هذه القبائل زحفها حتى أسوار مدينة لوربيس Laribus التي تحصن بها الجيش البيزنطي. إلى أنها بعد حصار دام بضعة أيام نجدها تعود نحو أقاليمها بالمقاطعة الطرابلسية، وذلك بعدما فرضت على المدينة غرامة مالية قدَرها بروكوب بـ 3000 قطعة ذهبية
-الأمير يارنا
كانت قيادة القبائل الطرابلسية في يد الأمير يارنا ، الذي كان يجمع بين السلطة العسكرية والزعامة الدينية - حيث وصفه كوريبوس أنه حامي تمثال الإله غرزيل ورغم تعين جستنيان حاكما جديدا على إفريقيا هو أتناسيوس رفقة قائد آخر للجيش هو أريوبندوس الذي تميز بقرابته للإمبراطور جستنيان فقد انهزم البيزنطيون ثانية بموقعة برج مسعود على بعد حوالي 35 كلم من مدينة الكاف
قرر الامبرطور جستنيان سنة 546م بتعين جون تروجليتا على رأس القوات البيزنطية بإفريقية، قد وضع القضاء على تحالف القبائل الطرابلسية بزعامة لواتة في سنة547م يارنا Ierna ، بالقرب من مدينة سوسة على رأس قبيلة لواتة، خاصة من خلال الإستراتيجية المعروفة لدى هذه القبائل الصحراوية، بوضع الجمال على شكل دائرة كبيرة لتكسير هجمات الفرسان البيزنطيين لكنه انهزم وتراجع الي الصحراء إلا أنها سرعان ما رجعت ثانية، في ظل تحالف جديد تحت قيادة الأمير كاركسن ملك الإيفوراس
امارة المزاق
الامير انتالاس
أسسها انتالاس بقبيلته الفراكسة الفراشيش بتسميتها الحالية وحد القبائل المجاورة لها تحت امرته ضد النفوذ الوندالي، في نهاية عهذهم
حياته
أستقبل ميلاده باحتفال خاص، تمثل في توجه والده، الأمير قنفان إلى معبد الإله آمون، يحمل الهذايا و القرابين ليتبرك بهذا الابن و يحاول معرفة ما يخفيه له المستقبل، و هو أمر لا يستفيد منه إلا من كان في مرتبة ولاية العهد
بدأ أنتالاس يتميز من بين أترابه منذ سن السابعة عشر من عمره، بقيامه بمجموعة من الغارات ،التي ذاع صيته من خلالها، وسمحت له أن يكون على رأس مجموعة من الأتباع و، قد أكد كوريبوس أنه في حدود سنة 529م أخذت تحركات الأمير أنتالاس منعطفا جديدا بتحولها إلى هجمات واسعة على المدن والحقول، بل ضد الجيش الوندالي نفسه في معارك مفتوحة، بعد ما كانت عبارة عن هجمات خاطفة
شكلت شخصية انتالاس جدلا واسع لدى بركوب والشاعر كوريبوس الذي يحاول دوما أن يجعل منه العدو التقليدي والنموذجي للإمبراطورية البيزنطية بكل ما تمثله من قيم، الأمر الذي جعله ينعته بأسماء مختلفة، البربري Barbari، الماسيليMassyli، اللواتي إلا أن هذا الأمير قد ظل دوما يربط ذكره بمقاطعة المزاق خاصة عند بروكوب كما ذهب كورتوا إلى أبعد من ذلك حيث اقترح أن تكون منطقة تالا عاصمة لهذه الإمارة نظرا لكثافة التحصينات البيزنطية التي شيدت بالمنطقة أو حولها بكل من تبسة و حيدرة من خلال رصد المناطق التي تواجد بها الأمير أنتالاس والتي تمثل جزء من البروقنصلية وبدرجة أخص مقاطعة المزاق
أن إمارة أنتالاس كانت صغيرة، مع بداية القرن الخامس ميلادي، إلا أنها مع نهاية العهد الوندالي، تحولت إلى إمارة قوية و مهابة، فقد اعتبر كورتوا " أن هزيمة هلديمير أمام الأمير أنتالاس، لم تكن حادثة بسيطة، بل تعني أن أنتالاس قد أصبح صاحب النفوذ على مرتفعات الظهير الأوسط، و أن كل شيء يؤكد أنه سيواصل عملياته عبر السهول، و التي توجت بتأسيس مملكة مورية، و يبدو أن البيزنطيين كانوا يعترفون له بسلطته على القبائل المحيطة به، و التي ظل يمارسها حتى سنه 544 و ذلك مقابل ولائه لهم لكنه انقلب عليهم وتحالف مع القبائل الطرابلسية ضدهم قد أورد بروكوب أن سبب ذلك يرجع إلى السياسة البيزنطية، لأن القائد سولومون قد حرم هذا الأمير من حصته التقليدية من القمح، و التي كانت تسلم له تكريما و تقديرا لموالاته منذ عهد القائد بليزاريوس، و بتزكية من الإمبراطور جستنيان نفسه، فضلا عن مقتل غاريزيلا شقيق أنتالاس
لكن هذا الصراع دفع بالامبرطور جستنيان بالاعتراف باءستقلال امارة المزاق
حيث اتفق الطرفين على أن يكون الأمير أنتالاس ملكا على مقاطعة المزاق،و أن يتلقي هذا الأمير 1/2 ممتلكات الحاكم البيزنطي أريوبيد فضلا عن حصوله على 1500 جندي روماني لخدمته شخصيا.مقابل أن يساعد هذا الحاكم المتمرد على أن يصبح ملكا على قرطاج و بقية الأراضي الليبية، و الإطاحة بالحاكم البيزنطي أريوبند
الأمير كاركسن
استنتاجات
ما نستنجه من الموضوع ان تشابه حرب يارنا بالملكة الاوراسية ديهيا ليس محضر صدفة إذا
كانت المصادر العربية تبرزها أثناء صراعها مع حسان إبن النعمان تحمل تمثالا ضحما من
الخشب على ظهر أحد ألجمال، فإن هذه الإشارة من شأنها أن تبرز إستمرار الطقوس
الوثنية جنبا إلى خنب مع الديانة المسيحية - أليست هي نفس الطقوس التي مارسها الأمير
يارنا Ierna عندما كان يحمل تمثال إلاله غرزيل Gurzil على ظهر جمل إلى أرض المعركة
الأمير كوتزيناس
برز هذا الامير في سنة 534م ضمن تحالف موري يتشكل من أربعة أمراء من مقاطعتي نوميديا و المزاق حاولوا الوقوف أمام التوسع البيزنطي، وهم مدسنيناس إيفروتاس ، إيسيليساس ، كوتزيناس إلا أنهم انهزموا أمام القائد البيزنطي سولومون ، بموقعه ماماس قرب القيروان الحالية
كوتزيناس ينتمي لقبلية تدعى ماستريسانيوس ويقول بروكوبه، بأن ، ينتمي إلى قادة المور المنتمين لمقاطعة نوميديا فإن إشارته بأن هذا الأمير كان سنة 534 يقود جيشا من المحاربين، تتبعهم نساؤهم و أطفالهم إلى جانب قطعان الماشية خاصة منها الجمال، و استعمال الجمال في نفس المعركة " ماماس" و بنفس الطريقة التي استعملتها القبائل الصحراوية الطرابلسيةو ذلك "بتشكيل دائرة عمقها حوالي 12 جملا، توضع داخلها النساء و الأطفال، في حين كان الرجال متربصين بأسلحتهم بين أقدام هاته الجمال، و البقية من الفرسان يراقبون الوضع من أعالي الجبل
عرف عن هذا الامير كرهه الشديد للبزنطين فقد تحالف مع في سنة 535م مع الأميرين يبداس و أنتالاس وقد تمكن من هزيمت سالمون بمعركة بورغاون اين ذهب الي الاوراس واستقبله اميرها يبداس
عرف عن كوتزيناس حروبه مع الامير انتالاس بسبب الحدود تعرض للاغتيال أمر من الحاكم البيزنطي جون روقاتينوس سنة 563م والجدير بالملاحظة أن ابن الأمير كوتزيناس سرعان ما أعلن الحرب بدوره على البيزنطيين
المصدر
الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية عشية الاحتلال اليبزنطي





#عبداللطيف_جغيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكسل بطل سرقت منه البطولة
- الملكة الامازيغية ديهيا
- القرن التاسع ق م تاريخ الفنيقين في شمال افريقيا
- المدن الامازيغية تاريخ منسوب
- اللغة الامازيغية تاريخ خصوصية


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبداللطيف جغيمة - المقاومة الامازيغية للبزنطين