أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مسرحية يا رب : أمهات يمهلن الله 24 ساعة لايقاف الحرب














المزيد.....

مسرحية يا رب : أمهات يمهلن الله 24 ساعة لايقاف الحرب


سمرقند الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 5184 - 2016 / 6 / 5 - 10:31
المحور: الادب والفن
    


في الساعة السادسة بتوقيت بغداد، رفعت الستارة عن الممثلة الكبيرة سهى سالم بدور أم عراقية ترتدي السواد في المسرح الوطني يوم أمس المصادف الأول من حزيران .
كانت الام تجلس على طاولة كبيرة ، وتتحدث الى الله وتحمل في حقيبتها تواقيعا من كل
(أمهات العراق) يفوضونها كي تتحدث الى الله ويمهلن الله أربعة وعشرون ساعة وإلا سوف يمتنعن عن الصلاة والصوم والدعاء، وتظل تتحدث بهدوء وسط اضاءة خافتة ، وهنا تكشف عن شعر رأسها قائلة ( إلا اشوفك شيبتي يللة تسمعني ) .
تنتقل الأم الى طاولة أخرى لتشرب القهوة وتردد خطابها لله ( انا اتحدث اليك فهل تسمع) التي تكشف لنا احداث المسرحية عن فقدانها لابناءها بطريق بشعة بين القتل على الهوية وتقطيع اشلاءهم وبين التفجيرات التي تعم بلادنا منذ 13 سنة وعن الشباب الذين قرروا الفرار من هذا الجحيم الى المنافي عبر البحر وغرقوا .
في خلفية خشبة المسرح شاشة كبيرة تعرض للمشاهدين بعض الملاحظات عن العرض ، وهناك نرى رجلا يتمدد على سرير المستشفى ويتحدث الى الام ، تقف قربه فتاة شابة جميلة بشعر طويل وثياب بيضاء تتحرك بايقاع اوتوماتيكي في طريقة تطبيبها للرجل المريض الذي يضع رقبة طبية وكانيولا في يديه ليتضح لنا فيما بعد انه ( النبي موسى ) والذي يطلب منها ان تهدأ ، ولكنها تقول له انها جاءت الى الوادي المقدس كي تعتزل الناس ليجيبها بأن الوادي المقدس مراقب بالكاميرات.
تتابع الام شرب قهوتها وعتاب الرب ، لينهض (موسى) من سرير المستشفى ليتحدث اليها وجها لوجه ويعلو توتر الحوار بينهما الى ان يمسك بفمها ناهرا إياها عن التحدث بطريقة معاتبة لله لان كل ما يحدث علينا تحمله كبشر فهو كنبي ألقت به امه القته في البحر في صندوق خشبي ، وهنا يسالها : من فوضك لتتحدثي باسم كل الأمهات ، فتفتح حقيبتها لتعرض له صور شباب قتلوا وتظل تتلو على مسامعه حكاية كل شاب وكيف قتل وعندما تنهار الام بحزنها يخرج الحوار من منطقته الفصحى الى منطقة اللغة الدارجة وبطريقة فكاهية ، فتطلب منه فعل شيء لحال بلادنا بعصاه .
الإضاءة قاتمة لا مجال للضوء إلا ما ندر ، الموسيقى لا تعدو صوت قرع أجراس الكنيسة او لرنين رتيب ممل ، الأداء كان بطيئا ليقتصر الحوار في هذه المسرحية الثلاثية على الام الثكلى والنبي العاجز ، كان صوت الام من الناحية الهندسية يصل الى الجمهور عكس صوت موسى الذي كان في الغالب غير واضح وغير مؤثر ، كان الحوار رائعا جدا واثار تفاعل الجمهور .
شعرت كأني هذه الام وأخرج كل ما لدي من أسئلة الى الله، عندما تطلب منه ان يقسم الأرض الى نصفين ، نصف للقتلة ليعيشوا مع بعضهم ، ويترك الناس الذين يريدون العيش في سلام في النصف الاخر ، تريد من كل شاب ان يصل على الأقل لعمر الخمسين سنة وان يعيش مع عائلته ويتزوج ويرى ذريته ، تريد الام التي تقف خلف ولدها وهي ترش الماء خلفه عندما يخرج من الدار تلك العادة العراقية العظيمة لكي يعود لها بالسلامة أن يعود، لا ان تظل ترش الماء وتطلب من الله ما عليه القيام به كإله ، ولكنه لا يفعل ويترك شبابنا فريسة لمن يقتنصون خروجهم من بيوتهم ليقرروا هن الله مصير حياتهم هنا تذكرت قول كاتبة عراقية أسمها رشا تلك التي كتبت عبارة اتوقف امامها بخشوع ( هل كانت الحياة هبة الله التي يستردها القتلة )
لم تكن المسرحية سوى الخوض فيما نكتمه من أسئلة داخلنا عن وجوب العدالة الإلهية وانتظار تحقيقها والتعب من كل ما يحصل.
ما بين الثياب السوداء للام ومنح المؤلف لها كل قوة الحوار، وبين عجز النبي بالإجابة على أسئلة الام وبين صمت الفتاة الشابة التي صار دورها ممرضة في آن وعصا للنبي موسى تلك العصا العاطلة عن الاتيان بحل كأن (تلقف ما يأفكون) بدل التحرك كرجل آلي بثياب بيضاء ناصعة ، تكمن تلك النصف ساعة من مسرحية ( يا رب) .
هنا يطلب موسى من الام الصلاة ويقف هو أيضا للصلاة، فلا الصلاة تتوقف ، ولا الحرب تتوقف .



#سمرقند_الجابري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة دول ترسم لمهرجان (على طريق القدس)
- مسرحية ( سليفون ) احتفاءا بيوم المسرح العالمي
- احتفالية سفراء النوايا الحسنة بعيد الام
- قصيدة - لي حصة في الموج - هدية في عيد المرأة
- تعالوا لنرى افلام المخرج الألماني فيم فيندرس
- مسرحية ( نورية ) حوار امرأة عراقية مع ملك الموت
- معرض - تركيب للفن الحديث - في برج بابل
- عيون إينانا في ست مدن المانية - تغطية اعلامية
- مسرحية - إعزيزة - صوت يتفرد بالتغريد
- قصيدة - اتذكرك
- الطائر الناري في المسرح الوطني- تغطية اعلامية
- سأظل بخير
- قصيدتان ... كأسان ...وفأس
- قصيدة - امراة من نار
- نينيتي المهرجان الثالث للادب العالمي
- مقاطع شعرية ( كبريت)
- تقاسيم (قصة قصيرة )
- قصة قصيرة ( ارغفة وطن )
- فلم (تحت رمال بابل) انجاز سينمائي عراقي اخر
- مسرحية ( فوبيا) ألم عراقي يكرر نفسه


المزيد.....




- مصر.. إصابة الفنان أحمد سعد في ظهرة ومنطقة الفقرات بحادث سير ...
- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمرقند الجابري - مسرحية يا رب : أمهات يمهلن الله 24 ساعة لايقاف الحرب